فُجع المجتمع الأمريكي في الأسبوع الأخير من شهر يونيو بحادثة قتل لم تكن لتخطر على بال.. أمٌّ تبلغ من العمر 35 عاما تُغرق أطفالها الخمسة في حوض استحمام المنزل، ثم تتصل بالشرطة راجية إياهم الحضور فورا.. يحضر رجال الشرطة الأمريكية ليجدوا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 أشهر و7 سنين قد ماتوا جميعا، وقد قامت الأم بوضع الجثث على إحدى الأسرّة، وغطتهم بملاءة السرير ما عدا أكبر الأطفال الذي وجده رجال الشرطة غارقا داخل البانيو.
تستكمل وسائل الإعلام الخبر لتخبرنا بأن الأم- آندريا ييتس- تعالج مما يُعرف باكتئاب فترة النفاس منذ عامين كاملين، وأنها قد أقدمت على الانتحار بعد ولادة طفلها الرابع لتوضع عقب المحاولة الفاشلة في إحدى المصحات النفسية لتلقّي العلاج اللازم، وقد تحسنت حالتها بالفعل إلا أن حالة الاكتئاب عادت من جديد بعد ولادة طفلتها الخامسة.
الاكتئاب عندما يتحول إلى كابوس
وبالرغم من أن حالة آندريا ييتس تمثل حالة نادرة جدا من تطور "اكتئاب فترة النفاس" إلى اكتئاب شديد مصحوب بأعراض ذهانية psychotic depression، فإن هذه الحادثة المفجعة قد لفتت الأنظار إلى هذا النوع من الاكتئاب الذي بدأ يتعرف عليه الطب منذ 50 عامًا فقط.
تعاني ما بين 50- 80% من النساء من اكتئاب غير مرضي عقب الولادة بعدة أيام، والذي يختفي تلقائيا بعد 10- 12 يومًا من الولادة. وتتمثل أعراض هذا النوع من الاكتئاب في الميل إلى البكاء والحزن والقلق وصعوبة في النوم، ولا تحتاج المرأة المصابة بهذه الحالة عادة إلا إلى بعض الدعم النفسي والمساعدة في أعباء المنزل ورعاية الوليد الجديد. إلا أنه في 20% من هؤلاء النساء تتطور الحالة إلى اكتئاب مرضيّ أو تبدأ ظهور الأعراض بين الأسبوع الثاني والثامن عقب الولادة بدلاً من عدة أيام فقط بعدها.
هذا الاكتئاب المرضي يحتاج إلى استشارة ضرورية للطبيب لتلقّي العلاج اللازم، والذي يأتي في هذا النوع من الاكتئاب بنتائج سريعة ومثمرة، إلا أنه بسبب جهل أهل المريضة بهذا المرض أو بسبب تخيّل بعض الأطباء أنها حالة طبيعية لا بد للوالدة أن تمر بها عقب الولادة، لا تتلقى الكثير من النساء ما تحتاجه من علاج، وبالتالي تصبح عرضة لتطور الحالة إلى الاكتئاب المصحوب بأعراض ذهانية، مثل ما رأيناه في حالة آندريا.
كيف تعرف الأم أو أقرباؤها أنها ربما تعاني من اكتئاب فترة النفاس؟ هناك العديد من الأعراض التي قد تعاني من بعضها تلك المرأة، والتي نلخصها فيما يلي:
عدم القدرة على النوم أو النوم الكثير بصرف النظر عن استيقاظ الطفل.
تغير في الشهية بحيث تعاني من قلتها أو نهم شديد للأكل.
اهتمام وقلق بالغان على الطفل أو إهماله.
الإحساس بعدم القدرة على إعطاء الطفل وأفراد الأسرة الآخرين ما ينبغي من حب ومودة.
الإحساس بالغضب ناحية الطفل أو أفراد الأسرة الآخرين.
التوتر الشديد أو نوبات من الذعر.
إحساس الأم بأنها تريد إيذاء الطفل، وتخوّفها من أن تُترك وحدها مع الطفل لهذا السبب.
إحساس بالحزن أو البكاء المستمر.
صعوبة التركيز أو التذكّر.
أحاسيس الذنب أو الشك أو العجز أو اليأس أو القلق.
الكسل أو الإرهاق الشديد.
فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة التي عادة تسعدها.
تأرجح الحالة المزاجية.
الإحساس بتخدير المشاعر أو اللامبالاة.
فقدان الإحساس أو التنميل في الأطراف.
التفكير كثيرًا في الموت أو التفكير في الإقدام على الانتحار.
أعراض الوسواس القهري.
علاج اكتئاب فترة النفاس
أعراض اكتئاب فترة النفاس قد تستمر ما بين عدة أسابيع إلى عام كامل في حالة عدم تلقّي العلاج اللازم، والذي يتضمن جلسات العلاج الجماعية أو تناول الأدوية المضادة للاكتئاب أو كليهما.
ومن المعلوم أن هناك بعض النساء أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب في فترة النفاس، وهن اللاتي قد تعرضن إلى الإصابة بالاكتئاب في إحدى فترات حياتهن، خاصة أثناء فترة الحمل، أو تعرضن إلى نوبات شديدة من مجموعة أعراض ما قبل الدورة الشهرية، أو تعرضن لضغوط نفسية شديدة أثناء فترة النفاس؛ سواء في العمل، أو وفاة أحد الأقارب، أو عدم وجود المساندة اللازمة من أفراد الأسرة، أو المرور بحمل شاقّ، أو ولادة طفل به بعض العيوب الخلقية.
وللأسف لم يتوصل الطب بعد إلى الأسباب الدقيقة وراء إصابة الكثير من النساء باكتئاب فترة النفاس، فقد تكون بسبب التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة في هذه الفترة، وقد تكون بسبب عوامل أخرى اجتماعية أو بيئية أو وراثية أو بسبب الضغوط النفسية الجديدة التي تتعرض لها المرأة في هذه الفترة.
إلا أن هناك نصائح عديدة نستطيع إعطاءها للمرأة من أجل تخفيف حدة الاكتئاب والمرور من الفترة بسلام وأمان. فعلى المرأة النفساء إعطاء نفسها أكبر قدر ممكن من الراحة لتكون قادرة على مواجهة الأعباء الكثيرة المطلوبة من أي أم في هذه الفترة. كما أنه ينبغي عليها توفير وقت خاص لها للقيام ببعض الأشياء التي تسعدها بعيدا عن الأعباء اليومية، والذي يتطلب حتما تعاون أفراد أسرتها، خاصة الزوج من أجل تحقيق ذلك.
ومن المطلوب أيضا عدم الاهتمام البالغ بالتفاصيل؛ سواء بالنسبة للطفل، أو المنزل من أجل توفير فترات راحة مناسبة، بالإضافة إلى عدم الالتزام بجدول زمني محدد لتحقيق تلك الأعباء، والذي يقلل من الضغط النفسي على المرأة. يجب أيضًا التعبير بصراحة عن الرغبات والتصريح بعدم استقبال الزيارات الاجتماعية إذا كانت الأم غير قادرة على ذلك، بالإضافة إلى عدم إلزام الأم بتلقي المكالمات التليفونية، والتي عادة ما تكون كثيرة، بل ربما مزعجة للأم في هذه الفترة.
وينبغي أيضا على الأم تناول الوجبات الغذائية المفيدة وتجنب الكافيين في المشروبات، والذي من صفاته ازدياد حالة التوتر لدى النفساء. تحتاج النفساء أيضا إلى الخروج من المنزل، والقيام بالمشي لمدة بسيطة عدة مرات في الأسبوع، وقبل كل ذلك سماع آيات القرآن الكريم، والتي تبعث الطمأنينة في النفس في فترة لا تستطيع فيها المرأة القراءة بنفسها أو القيام للصلاة.
كل هذه النصائح تحتاج إلى دعم وتعاون جميع أفراد الأسرة والعائلة (الأسرة الممتدة)، بل ربما الأصدقاء، دعمهم النفسي وتفهّمهم لهذه الفترة الحرجة من حياة المرأة، والتي من طبعها جميعا تقليل الضغوط النفسية عليها، وبالتالي حمايتها من تعرضها لنوبة شديدة من الاكتئاب المرضي، إلا أننا نؤكد أن أية مساعدات للنفساء لا بد أن تكون برغبتها.
هل ما زال المجتمع العربي محافظاً على كيانه؟ وهل ما زالت المرأة العربية تتلقى اهتمامًا بالغًا في هذا الجانب من جميع أفراد مجتمعها، أم أننا سنرى "آندريا" العربية تقتل أولادها؟!.
ام دندوووووون @am_dndoooooon
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
صحيح اني مريت بفترة النفاس باكتئاب وكنت ابكي طول اليوم وعيوني دايم متنفخه من البكاا .....
ااااااااااااااه خصوصا الليل ووقت الفجر اااه
الله يسهل علي ويكون نفاسي الجاي سهل يارب وما امر بهالمرحله ادعوولي تكفوون