miss_layali

miss_layali @miss_layali

محررة فضية

الاكتئاب يزداد انتشاراً بين الاطفال!!

الأسرة والمجتمع

يقعون ضحية لاستغلال الآخرين وحياة أسرهم تنقلب رأساً على عقب
الاكتئاب يزداد انتشاراً بين الاطفال!!



يبدأ في سن مبكرة
د.ابراهيم الخضير
في السنوات الأخيرة ظهر الاهتمام الكبير بالاضطرابات النفسية والعقلية عند الأطفال على مستوى العالم أجمع، حتى أن منظمة الصحة العالمية جعلت أحد أيام الصحة النفسية العالمية للاضطرابات النفسية عند الأطفال والاهتمام بالصحة النفسية والعقلية للأطفال. الصحة النفسية والعقلية للأطفال مهمة جداً، نظراً لأن الطفل المريض نفسياً أو عقلياً يكبر ليصبح مريضاً نفسياً أو عقلياً بالغاً، وهذا له نتائجه السلبية على الأهل والمجتمع والدولة. فالعناية بالصحة النفسية والعقلية للطفل أمر في غاية الأهمية، والأهل الذين قدر الله سبحانه وتعالى لأحد أبنائهم أن يعاني من اضطراب عقلي أو نفسي يشعرون بمدى المعاناة الكبيرة التي عليهم أن يتعايشوا معها. صحة الطفل النفسية والعقلية أمر من مهمة المجتمع والدولة أن تهتم به، وليس مهمة الأهل فقط..! صحيح أن الأهل هم الذين يعانون وهم الذين يتحملون المتاعب والمشاق في رعاية وتربية هذا الطفل المضطرب عقلياً أو نفسياً. إن الأسرة التي لديها طفل مريض بمرض عقلي أو نفسي تعيش مأساة حقيقية لما لهذا المرض من تأثير على جميع أفراد العائلة. فالأم تحتاج وقتاً كبيراً للعناية بهذا الطفل على حساب بقية أفراد العائلة بما في ذلك بقية الأبناء والزوج ورعاية المنزل كربة منزل لديها الكثير من الأعمال التي يجب عليها أن تقوم بها. إن العناية بطفل مريض نفسياً أو عقلياً يقلب حياة الأسرة رأساً على عقب، وقد يؤدي إلى خلافات زوجية بين زوجين قد يصل مداها إلى الانفصال، خاصةً عندما يلوم أحد الوالدين الطرف الآخر بأنه يهمل مهامه، وأنه لم يعد يستطيع التحمل أكثر في حياة صعبة بسبب مرض الطفل نفسياً أو عقلياً، وغالباً ما تكون الوالدة أو الزوجة هي الضحية إذا وقعت على زوج لايقدر معاناة الأم التي ترى ابنها أو ابنتها ليست كبقية من هم في مثل أعمارهم.. يذهبون إلى المدارس ويقومون بأعمالهم المنزلية بشكل جيد ويملأون المنزل مرحاً وفرحاً، بينما ابنهم أو ابنتهم يحيل المنزل إلى مكان مزعج أو ساحة للمشاكل بين الإخوة بسبب مرض هذا الطفل..!
هنالك أمراض صعبة في مرحلة الطفولة، حيث يصبح الطفل مصدر قلق وألم للأهل وللمحيطين به.
الاكتئاب واحد من هذه الأمراض، وللأسف فإن الدراسات الحديثة تبين بأن الاكتئاب أصبح أكثر انتشاراً بين الأطفال، حيث يمكن أن يصاب الأطفال بالاكتئاب من سن صغيرة، ابتداء من سن السابعة..!
المشكلة أن الأطفال المكتئبين لاتظهر عليهم أعراض الاكتئاب كما هي عند الكبار، حيث تكون الأعراض عند الأطفال عبارة عن سلوكيات مزعجة. فالطفل المكتئب يرفض مثلاً الذهاب إلى المدرسة، أو يسبب مشاكل مع مدرسيه وزملائه في المدرسة، ويتدنى مستواه الدراسي ويختلق المشاكل في المنزل، أويقوم بأعمال مزعجة للأهل مثل سرقة بعض الأغراض من المنزل، والسرقة هنا ليست لكي يبيعها مثلاً ويستفيد من النقود التي يبيعها بها، لكنها قد يسرقها ويدمرها أو يقوم بتخريب بعض الأجهزة الكهربائية في المنزل بدون أي سبب. الطفل المكتئب قد يميل إلى الوحدة والابتعاد عن الأطفال الآخرين، ويكون عرضة أحياناً للإستغلال من قبل بعض الأطفال أو البالغين بسب كآبته، مثل استغلاله جنسياً نظراً لأنه يكون منطوياً على نفسه، لايتواصل بالحوار مع أفراد عائلته، خاصةً والديه.
الطفل المكتئب قد لايكتشفه أحد من الأهل أو الأقارب، ولكن يلاحظون غرابة تصرفاته، ويعتقدون أنها مرحلة من مراحل الطفولة التي يمر بها الطفل ويهملونها ويتركون الطفل اعتقاداً منهم بأن هذه السلوكيات سوف تنتهي تلقائياً..!
الحقيقة أن الطفل المكتئب قد تنتهي عنده نوبة الاكتئاب بعد عدة أشهر أو ربما تستمر و الأهل لايعرفون ما هو سر هذه السلوكيات الغريبة التي أصابت أابنهم أو ابنتهم؟
الاكتئاب أيضاً ليس نادراً أو قليل الحدوث عند الأطفال بل إن نسبة الاكتئاب عند الأطفال تصل إلى نسبة مرتفعة خاصة عند الفتيات وفي بداية سن المراهقة. فقد بلغت نسبة الإصابة بين الفتيات قبل سن المراهقة حوالي 13% حسب أحد الدراسات التي نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية.في العام الماضي قالت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بأن هناك احد عشر مليون وصفة لأدوية مضادة للاكتئاب صرفت لأطفال يعانون من الاكتئاب، وحذرت الجمعية من الصرف الدوائي والإفراط في صرفه للأطفال إلا عند الضرورة القصوى وعندما يكون هناك حاجة ماسة لإعطاء الأطفال أدوية مضادة للاكتئاب.

من أجل ذلك تم إجراء دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، في جامعة بيتسبيرج عن حاجة الأطفال لاستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب. كان هدف الدراسة والتي أجريت على الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder)، ومدى الدور الذي تلعبه هذه الأدوية المضادة للاكتئاب عند الأطفال الذين يعانون الاكتئاب الشديد وليس الاكتئاب المتوسط أو البسيط. وكذلك كان هدف الدراسة معرفة مدى فاعلية هذه الأدوية المضادة للاكتئاب وكذلك مدى سلامتها وتأثيرها السلبي على الأطفال في هذا السن المبكره وتقدير الموازنة بين الاستفادة والأعراض السلبية لاستخدام الأطفال للمضادات الخاصة بالاكتئاب، خاصة الأنواع الحديثة منها والمعروف بالأدوية المثبطة للسيروتونين.
كانت نتائج هذه الدراسة بأن هناك حوالي 9% من الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب الشديد يحتاجون لتناول أدوية مضادة للاكتئاب وذلك نظراً لخطورة المرض عليهم واحتمال تدهور حالتهم النفسية، حيث أن الاكتئاب الشديد قد يقود إلى الانتحار عند الأطفال، حيث لوحظ في السنوات الأخيرة ازدياد نسبة الإنتحار بين الأطفال، حيث سجلت الدراسات أن هناك أطفالاً في سن الثامنة قد انتحروا نتيجة الاكتئاب والتي لم يكن الأهل يتنبهون لهذا المرض. بل إن بعض الأطفال قاموا بعمليات قتل لزملاء لهم ثم قتلوا أنفسهم وكان هؤلاء الأطفال يعانون من اكتئاب شديد، لذلك فإن العلاج من الاكتئاب الشديد بالنسبة للأطفال أمر في غاية الأهمية، سواءً كان علاجاً دوائياً أو علاجاً نفسياً وعائلياً.
ونتيجة الدراسة كانت بأن نسبة ذكرناها من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من اكتئاب شديد أو حتى اكتئاب متوسط شديد فإنهم بحاجة لأن يتزاوج العلاج الدوائي مع العلاج النفسي والعائلي، وبالنسبة لمن يتعاطون أدوية مضادة للاكتئاب فيجب مراقبتهم مراقبة دقيقة لمعرفة مدى الاستفادة من العلاج وكذلك الأعراض الجانبية للعلاج بالنسبة للأطفال. ويجب موازنة إعطاء أدوية مضادة للاكتئاب بين الأضرار والفوائد بشكل دقيق دون التسرع في صرف الأدوية المضادة للاكتئاب، وعدم متابعة الطفل الذي يصرف له الدواء المضاد للاكتئاب.



في معظم دول العالم الثالث يتم صرف الأدوية المضادة للاكتئاب ولكن قد تكون هناك صعوبات في معالجتهم علاجاً نفسياً، نظراً لقلة عدد المختصين في هذا النوع من العلاج وكذلك عدم متابعة الطفل الذي يتناول الأدوية المضادة للاكتئاب نظراً لصعوبة متابعة المرضى بوجه عام في العيادات النفسية وهذا أيضاً نتيجة قلة الأطباء المختصين في الطب النفسي للأطفال في أكثر دول العالم الثالث هو أمر واضح ومعروف، وبحاجة لأن تقوم الجهات المختصة بالرعاية الصحية النفسية بإعطاء جهد أكبر لعلاج الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب، خاصة أن الظروف الاجتماعية في أكثر دول العالم الثالث تتميز بصعوبة الحياة بالنسبة للأطفال حيث الفقر والحروب والجهل بالأمراض النفسية بوجه عام

منفول لتعم الفائده:26:
2
484

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

miss_layali
miss_layali
شو ماعيبكم الموضوع؟؟؟؟؟؟؟؟