um yasminah @um_yasminah
عضوة مميزة
الامتحانات ذلك الكابوس الذي اصبح يضيق خناقه على الاهل قبل الاولاد(خاص بمسابقة الأسرية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ..
الامتحانات ذلك الكابوس الذي اصبح يضيق خناقه على الاهل قبل الاولاد ..
الى كل ام رسالتي هي جملة واحدة ( فقط كوني طاقة ايجابية اعطيها لاولادك وليقوموا هم بترجمتها )
اعداد الاولاد للدراسة بشكل عام واعتمادهم على انفسهم في هذا الامر من وجهة نظري هو من متتمات شخصيتهم الاساسية .. فالاعداد للامتحانات لا يكون فقط ايام الامتحان وانما منذ بدء العام الدراسي .. بل ويتعدى الى كل ايام السنة الدراسية .
انا لا اجلس مع الاولاد لتدريسهم ولا لمراجعة دروسهم ولكني اختذل هذا الوقت في الجلوس للتحدث معهم عن بناء شخصيتهم وان العلم من اساس شخصية الانسان اذ اني عندما اقوم بتوجيه النصح للمستقبل والاهتمام به ثم اعطاء الدفة للاولاد حتى يمسكوها بكل ثقة فانا اعلم علم اليقين اني بجلسة واحدة استطيع ان اعطي الاولاد حفنات من الطاقة الايجابية حتى يبادروا هم الى تفريغها في تحصيلهم العلمي بل وبناء شخصيتهم مالا استطيع ان اعطيهم اياه في جلوسي معهم ساعات طويلة للتدريس .
منذ البداية قمتم بتفهيمهم حقيقة المدرسة والدراسة (حتى لا تتحول الى رعب لهم مع الايام ) :
أن المدرسة هي مكان يجتمع فيه الناس حتى يتعلموا اشياء تعينهم على فهم هذه الحياة . وانهم مع كل درس ياخذونه قد كبر عمرهم سنوات لانهم في ساعة واحدة وحصة واحدة اخذوا فيها معلومة ،الكثير من الناس افنوا حياتهم حتى يصلوا الى هذه المعلومة وحتى يوصلوها لنا فالنكن شاكرين لله عز وجل اولا على هذه النعمة ولنكن شاكرين ثانيا لهؤلاء الناس بحسن تلقينا لهذه المعلومة .
فاذا الدراسة تساعدنا حتى نكبر سريعا .. والدراسة تساهم في تطور عقولنا وشخصياتنا ولا ناخذها في ايطار الفرض حتى لا ننفر منها وانما ناخذها من باب العلم ولا نفرط في هذه المعلومة حتى بعد انتهاء العام الدراسي وانما اخزنها في دماغي بانها قاعدة من قواعد هذه الحياة .
فبعد جلسة كهذه مع الاولاد اكتفي فقط بتذكيرهم فيها بطريقة غير مباشرة حتى لايشعروا ايضا بالملل من كلامي ..
اذكرهم فيها بقولي لهم عند العودة ماذا اخذتم من معلومات في هذا اليوم ؟
فيبدأوا بالسرد لاشعوريا بما اخذوه وانا اصغي اقول ها معلومة جديدة علي ! اذا اليوم كم سنة كبرتم اليوم ؟!
منذ البداية علمتهم ان في هذه الحياة جدار اسميته جدار الزمن وانه طويل وكبير منذ ان خلق الله عز وجل الانسان وان هناك اناس لم يقبلوا ان يمروا في هذه الحياة كالاشباح بل اصروا على ان يمسكوا قلم ويدونوا لهم توقيع خير تقراه كل الاجيال القادمة ( فزاحموا من يقف هناك على هذا الجدار واختاروا توقيع مميز لكم توقيع يتحدث عنكم وعن انجازاتكم ).
فقط ابحثوا عن اداة التميز التي استودعها الله عز وجل في داخلكم . امسكوها وابدأو بتلوين مستقبلكم بها في الوان زاهية تسركم وتسر الناظرين اليكم .
اعتمد دائما وعلى مدار السنة على نظام كتابة الاوراق لهم آخذ قصاصة من الورق واكتب لكل واحد منهم جملة وعبارة لا انقلها من احد وانما من داخلي الى داخلهم تحاكي نفسياتهم وامزجتهم وتحثهم على فهم المشاكل والبحث عن الحلول بعبارات تشجيعية واختمها دائما بعبارة ( انت تملك الكثير في داخلك من التفوق والنجاح والذكاء مالم تعرفه حتى هذه اللحظة ، فلا تستهين بقدراتك فانا امك وانا اعلم مالديك ، فهل تعلم انت ؟! )
قصصات ورقية يحتفظون بها ، واعمد الى هذا الاسلوب لاني اعلم انهم يعودون اليها في كثير من الاحيان بعيدا عني .
ابنتي الكبيرة حفظها الله واخوانها وحفظ لكم ابنائكم في الثانوية العامة كتبت لها ورقة قائلة فيها :
( يا بنيتي العلم سلاح للمستقبل حددي هدفك وسيري بحفظ الله باتجاهه سيري بخطى ثابتة واعلمي ان التوتر يعمي عينيك عن اصابة الهدف وداويه كلما مر بك بقراءة ايات السكينة حتى تسكن نفسك وتطمئن بإذنه تعالى ..
واعلمي ان الانسان بثباته واصراره يخلق تحديا فريدا من نوعه فتتذلل الصعاب امامه مهما كانت بإذن الله تعالى .
لا تتخلي في اثناء دراستك عن الدعاء ولا عن ذكر الله عز وجل بين الفينة والاخرى فبذكره تطمئن القلوب وارفعي اكف الضراعة اليه متوسلة بأن يفتحها عليك فتوح العارفين وان يعلمك مالم تعلمي وان يثبتك وان يحفظ علمك ودراستك عبادة له .
واعلمي ان ما يسمى امتحانات هو فقط لتثبيت ما كنت قد اكتسبتيه من معلومات خلال العام.
واعلمي يا بنيتي ان للنجاح شعور غريب من الفرح بالانجاز لا يعادله اي شعور اخر وهو شعور يدفعك لتحقيق نجاح تلوه نجاح حتى تبقي تتلذي بهذا الشعور .
سيري يا بنيتي برضى من الله ورضى من والديك واعلمي ان من يحفظ الله يحفظه وان من يحفظ الله يجده اتجاهه ).
في ايام الامتحانات دائما ما انصح الاولاد الى عدم التوجه للمدرسة مبكرا قبل موعد الامتحان بكثير وان يبتعدوا عن الطلاب الاخرين وهمساتهم لان هذا يشتت تركيزهم حتى لو اضطروا ان يضعوا في اذانهم قطن حتى لا يسمعوا وان يثقوا بما لديهم لانهم لم يدرسوا للامتحان وانما كانوا يدرسون لاكتساب المعلومات وزيادة الثقافة .
ابتعد في ايام الامتحانات عن صنع الحلويات لان السكريات قد تسبب الخمول والنعاس واكثر من صنع السلطات والوجبات الخفيفة القليلة الدسم واكثر من احضار الفاكهة الى المنزل والاهتمام بوجبة الافطار من مشتقات الالبان والاجبان والبيض .
في ايام الامتحانات لا مظاهر تذكر في المنزل ولامنع تجول وانما حياة روتينية عادية اذ اني اعلم تماما ان خلق جو مناسب ( كما يقولون للامتحانات ) هو في الحقيقة خلق جو توتر للاولاد يخنقهم ويخنقنا قبلهم .
فلما حالات الطوارىء في المنزل وقد علم الاولاد اهدافهم قبل الدخول في هذا الوقت العصيب ؟
وفي النهاية الجيل الماضي من امهاتنا كان اغلبه جيل امي لا يقرأ ولا يكتب ولكن علموا اولادهم بالحكمة وبفهمهم للحياة فكان من اولادهم جيل المهندسين والاطباء والمدرسين الخ .. جيل احسنت هذه الام تربيته فخرج جيل ليس فقط كبير بشهاداته بل كبير في اخلاقه والتزامه .
اتمنى التوفيق للجميع
وتحياتي
29
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
om naser_64 :موضوع في غاية الجمال والقيمة وخاصة اننا نعيش هذه الفترة الحرجة مع ابناءنا وكلام جميل ان يوجه الاباء الى ابناءهم كلمة تذكرهم بان العلم سلاحهم الوحيد لجميع التحديات المستقبلة بوركتي ام ياسمنة حبيبتي وبورك عطائك وابداع قلمكموضوع في غاية الجمال والقيمة وخاصة اننا نعيش هذه الفترة الحرجة مع ابناءنا وكلام جميل ان يوجه...
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
وانا اكره اللي يلغي كل وسائل الترفيه في البيت لما تدخل الامتحانات 00زيادة ضغط نفسي على الطالب 00
بالعكس المفروض يكون جو مريح كفايه القلق اللي هم فيه
وانا اكره اللي يلغي كل وسائل الترفيه في البيت لما تدخل الامتحانات 00زيادة ضغط نفسي على الطالب 00
بالعكس المفروض يكون جو مريح كفايه القلق اللي هم فيه
الصفحة الأخيرة
وخاصة اننا نعيش هذه الفترة الحرجة مع ابناءنا
وكلام جميل ان يوجه الاباء الى ابناءهم كلمة تذكرهم بان العلم سلاحهم الوحيد لجميع التحديات المستقبلة
بوركتي ام ياسمنة حبيبتي وبورك عطائك وابداع قلمك