ام طلول

ام طلول @am_tlol

عضوة جديدة

الامراض الوبائيه و اطفالنا

الأمومة والطفل

بنات انا قريت هالموضوع وجدا عجبني فقلت لازم اشارككم الفائده


عندما تذكر عادة كلمة «تطعيم»، يتبادر إلى أذهان الكثير منا أطفالنا، هؤلاء الذين يتعرضون وكما هو معروف إلى الأمراض الوبائية والمعدية في سن مبكرة ومن هذا المنطلق تم تطوير التطعيمات لتقوم بتحصين الأطفال في هذا السن ضد هذه الأمراض التي كانت تفتك بشعوب وأطفال العالم أجمع مثل مرض شلل الأطفال، الجدري، الدفتيريا، السعال الديكي، الحصبة، وما إلى ذلك.
وأوضح مثال على نجاح هذه الاستراتيجية هو القضاء على بعض الأمراض الوبائية مثل الجدري الذي كان يفتك بشعوب العالم ومن بينها المملكة العربية السعودية. وبعون الله ومن ثم التطعيم تم القضاء على هذا المرض كلياً في أوائل الثمانينات ولم نحتاج للتطعيم ضد هذا المرض في السنوات العشرين الأخيرة، ونحن الآن في مرحلة القضاء على مرض شلل الأطفال، والحصبة، والحصبة الألمانية والنكاف، ولكن ما هو مستقبل هؤلاء الأطفال الذين تم تطعيمهم منذ الطفولة؟ هل هم معرضون لهذه الأمراض مرة أخرى في سن النضوج؟ وبالتأكيد سيتبادر إلى أذهان الكثير منكم أسئلة محددة بخصوص هذا الموضوع كثيراً.
هل المناعة أو الحصانة التي يكتسبها الطفل في سن مبكرة ضد هذه الأمراض تستمر حتى سن النضوج، وما بعده؟ هل هم معرضون للإصابة بهذه الأمراض مرة أخرى؟ وهل إصابتهم طفيفة جداً؟ للإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها لقد ثبت علمياً أن المضادات المناعية التي يكتسبها الطفل من خلال التطعيمات تقل نسبياً أو قد تنعدم كلياً في بعض الأحيان من جسم الشخص البالغ وبالتالي يكون معرضاً للإصابة بهذه الأمراض. كما أثبتت الدراسات أن بعض هذه الأمراض لا تشكل خطورة على الكبار بينما البعض الآخر قد يسبب مضاعفات كثيرة.
ونتيجة لهذه الدراسات التي قام بها الباحثون في علم الأوبئة ومن هذا المنطلق ننصح الكبار بأخذ بعض التطعيمات اللازمة لحمايتهم من بعض الأمراض المعدية ومن هذه الأمراض نذكر ما يلي:
1 - الكزاز: «التيتانوس»
وهو مرض يصيب الجهاز العصبي ويسبب تشنجات عضلية يسببه سم معين )Toxin(، تفرزه بكتيريا تسمى )Chlostridium Tetam( تدخل إلى الجسم عن طريق الجروح أو عن طريق تلوث الحبل السري لدى المولودين حديثاً، وذلك عندما يتم قطع الحبل السري بطريقة بدائية غير طبية. هذه البكتيريا لازالت موجودة في البيئة وتكثر في التربة والأماكن غير النظيفة والملوثة بمخلفات الحيوانات. التطعيم ضد هذا المرض يوجد على شكل التطعيم الثلاثي المعروف )DTP(، ويحتوي على تطعيم الدقتيريا، الكزاز «التيتانوس»، والسعال الديكي، هذا التطعيم يعطى للأطفال في سن مبكرة لحمايتهم من هذه الأمراض ولكن المناعة المكتسبة من هذا التطعيم تقل مع الوقت.
لذا يجب التحصين ضد هذا المرض «الكزاز»، كل 10 سنوات من بعد سن البلوغ لتحفيز جهاز المناعة لدى الكبار. يوجد هناك تطعيم يحتوي على جرعة الكزاز وحدها ويعرف )Td(، يعطى هذا التطعيم للبالغين كل 10 سنوات أو للأشخاص الذين يتعرضون لجروح غير نظيفة مثل جروح الحروب أو الجروح الملوثة بالتربة. وقد مضى على تطعيمهم أكثر من 10 سنوات.
2 - السعال الديكي:
وهو التهاب في مجرى التنفس يتميز بنوبات من السعال الشديدة المصاحب لها في بعض الأحيان تقيؤ، هذا المرض يشكل خطراً جسيماً لدى الأطفال لما يسببه من نقص أكسجين بسبب نوبات السعال الذي يعكس تأثيره على الدماغ وما يسببه كذلك من التهاب رئوي. يسبب هذا المرض بكتيريا تعرف باسم )Bordatella Pertussis(، وهذه البكتيريا لازالت موجودة وتعيش عادة في الجهاز التنفسي للإنسان ويكتسب الأطفال عادة مناعة ضد هذا المرض بأخذ التطعيم الثلاثي)DTP(، ولكن كما ذكرنا سابقاً فأيضاً المناعة ضد هذا المرض تقل تدريجيا مع الزمن ويصبح الإنسان معرضاً للإصابة بهذه البكتيريا بعد سن البلوغ وفي معظم الأحيان تظهر على شكل سعال شديد يستمر لفترات طويلة «أسابيع»، وقد ثبت في دراسات علمية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن 25% من طلاب الجامعة الذين يعانون من سعال مستمر لمدة اسبوعين أو أكثر هم مصابون بمرض السعال الديكي وتم شفاؤهم بعد أخذ العلاج اللازم. وتكمن المشكلة هنا ليس فقط بإصابة البالغين بهذا السعال المزعج، ولكن بما ينتشر من البكتيريا المسببة عن طريق الرذاذ إلى الأطفال حديثي الولادة الذين لم تكتمل بعد لديهم التطعيمات وبالتالي إصابتهم إصابة بالغة. ما يحدث الآن في المانيا وكذلك تشجعه دراسات كثيرة في الولايات المتحدة هو التطعيم ضد السعال الديكي للكبار بجرعة منشطة )Booster dose(، من التطعيم الثلاثي وهناك تطعيم ثلاثي جديد يدعى )Dtap(، ليس له أية مضاعفات بعد أخذه مثل حرارة أو ألم مكان الحقنة وما إلى ذلك.
وينصح بإعطائه للكبار للوقاية من السعال الديكي وكذلك عدم نشر المرض إلى الأطفال الرضع.
3 -التهاب الكبد الوبائي«ب» )HEPATITIS B(:
وهو التهاب فيروسي يصيب الكبد وفي أغلب الأحيان يكون التهاباً طفيفاً يحفز الجهاز المناعي لدى الإنسان ويتم القضاء على الفيروس ولكن في بعض الأحيان يسبب التهاباً كبدياً شديداً مما يؤدي إلى تليف بالكبد، وفي هذه الحالة العلاج الوحيد لإنقاذ حياة الشخص هو زراعة كبد له. التطعيم ضد هذا المرض يبدأ بإعطاء جرعة أولى للأطفال عند الولادة ثم في سن 1- 2 شهر أما الجرعة الثالثة تكون عند سن 6 شهور وقد بدأ إعطاء هذا التطعيم في المملكة في أوائل الثمانينات وهو يعطي حصانة عالية جداً ضد هذا المرض ولكن للأسف هناك كثير من البالغين الذين لم يتمكنوا من أخذ هذا التطعيم لذا يجب الحث على إعطائه لجميع البالغين للحيلولة دون ازدياد نسبة هذا المرض وانتشاره باحصائيات وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية تبين أن التهاب الكبد الوبائي )B( لازال في قائمة أول الأمراض انتشاراً بالمملكة يعطى هذا التطعيم للبالغين في 3 جرعات: الأولى، الثانية 1-2 شهر بعد الأولى، الثالثة 6 شهور بعد الأولى.
4 - الجدري المائي «العنقز»:
هو مرض فيروسي كثير الانتشار بين الأطفال يتميز بطفح جلدي وحرارة عالية، في غالبية الأحيان هذا المرض لا يشكل خطورة كبيرة على الأطفال وليس له مضاعفات جسيمة ولكن قد يسبب مضاعفات في نسبة ضئيلة من الأطفال مثل التهاب جلدي بكتيري، التهاب رئوي أو تسمم بالدم. الجدري المائي عند الكبار له مضاعفات أكثر بكثير مقارنة بالأطفال ، الطفح الجلدي يكون أشد وبالتالي الالتهاب الجلدي نسبته عالية، وكذلك نسبة حدوث مضاعفات مثل التهاب رئوي أو تسمم دم أو حتى وفاة أعلى من الأطفال لذلك ينصح الباحثون في علم الأوبئة الكبار الذين لم يصابوا بالجدري المائي في سن السنة الطفولة في أخذ التطعيم إذا ثبت أن ليس لديهم مضادات مناعية ضد جدري الماء عن طريق فحص الدم.
تطعيم جدري الماء تم تسجيله في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998م ويعطى إلى جميع الأطفال الأصحاء في سن الواحدة وكذلك يعطى إلى البالغين الذين لم يصابوا بالمرض وهم أطفال. هذا التطعيم ثبتت جدارته على مدار السنين حيث انه يستخدم في اليابان من أوائل السبعينات لذلك ينصح بإعطاء التطعيم إلى كل البالغين الذين لم يصابوا بالعنقز بعد. في المستقبل نأمل إعطاء هذا التطعيم إلى جميع الأطفال من سن السنة الواحدة حتى نأمن مناعة كافية للجميع عند سن البلوغ.
5 - التهاب الحمى الشوكية
meningitis( )Meningococoal:
هو التهاب يصيب الغشاء المحيط بالدماغ ويتميز بارتفاع شديد بالحرارة وتقيؤ وصداع شديد وتصلب في الرقبة سببه بكتيريا تدعى )Neissiria miningitidis(، هذه البكتيريا كانت سبباً في حدوث عدة أوبئة في بعض دول الحزام الأفريقي وكذلك في المملكة العربية السعودية في أشهر الحج والعمرة. لأن الازدحام يساعد على انتشار هذه الجرثومة من شخص إلى آخر.
الآن يوجد تطعيم رباعي )Quadrivalent( ضد هذا المرض ويعطى لكل أنواع البكتريا المسببة لالتهاب السحايا وهم )A,C,Y,w135( في المملكة حصلت أوبئة على مدار السنين في أشهر الحج سببها إما نوع A,C، أو W135 لذلك ننصح بأخذ التطعيم الرباعي عند البالغين كل 3 - 5 سنوات . وخاصة للذين ينون الحج والعمرة لكثرة تعرضهم لهذه الجرثومة في هذه الأماكن المزدحمة. كذلك ينصح إعطاء هذا التطعيم إلى الجنود والعساكر لما يتطلب من عملهم الازدحام والاختلاط. كذلك طلبة الجامعة والبالغين الذين يسكنون في مجمعات كبيرة تكون نسبة الازدحام فيها عالية جداً.
تطعيمات أخرى يجب التفكير في إعطاء جرعة منشطة لها للبالغين خاصة في الدول التي لازالت هذه الأمراض منتشرة مثل شلل الأطفال الفيروسي الثلاثي والتهاب الكبد الوبائي A.
لقد قامت الشؤون الصحية بالحرس الوطني في أول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط لتحصين شباب اليوم عن طريق اعطاء التطعيمات اللازمة إلى الضباط والجنود في الحرس الوطني. هذه الفئة تشكل نسبة كبيرة من الشباب المعرضين إلى أمراض وبائية كثيرة نتيجة لتعرضهم لجروح أثناء التدريبات وكذلك كثرة الازدحام بالمعسكرات مما يعرضهم للإصابة بعدة أمراض مثل الكزاز والحمى الشوكية والعنقز.. الخ. هذه الفئة من الشباب هم عماد الوطن ويجب أن يتمتعوا بصحة جيدةووقايتهم من هذه الأمراض
الدكتورة: مها عبدالله المنيف
استشارية الأمراض المعدية والوبائية لدى الأطفال
نائبة رئيس إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالشؤون الصحية بالحرس الوطني
1
561

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

honey_lipes
honey_lipes
جزاك الله خيرا