الدره المكنونه
المسألة فيها سعة وكأن القضية عنده أي مسألة خلافيه أنت مخير أن تأخذ أي طرف من الطرفين وأي قول من القولين ـ سبحان الله ـ هل هذا هو الدين هل هذا هو المنهج الصحيح في الحياة إذا عرضت على المسلم أي مسألة ووجد فيها خلاف بين العلماء ومخير بين أن يأخذ أحد القولين هل هذا هو المنهج الصحيح أو أن طالب العلم صاحب العلم المؤهل لترجيح ينظر ويتبع الأقوى دليلا والأرجح والعامي ينظر الأعلم فيقلده سواء كان اختياره سهلا أو صعبا على النفس هذا هو حق العامي وكثير من الناس حتى ممن يكون في صف المتدينين من الناحية الفقهية عامة يعني لا يحسن الاجتهاد ولا الترجيح فلذلك لا بد أن يقلد الأوثق والأعلم والأورع وليس أن يبحث عن واحد يرخص له رخصة وينظر من الذي أفتى بالجواز في هذه المسألة هناك أحد أفتى بالجواز نتبعه إذا هنالك من أفتى بنكاح المتعة وهناك من أفتى بأكل البرد في نهار رمضان وأنه لا يفطر وهناك من أفتى بجواز ربا الفصل وهناك من أفتى وهناك من أفتى بأشياء كثيرة حتى في عالم الغناء والملاهي وهناك من أفتى بالربا اليسير وهناك من أفتى بالتدخين للأغنياء إذا كانت المسألة مسألة هناك من أفتى فهناك من أفتى كثر نحن يجب علينا أن يكون مرجعنا إلى العلماء أن ندور في فلكهم ولا نخرج عن أقوالهم العلماء الثقات الذين لم يعرفوا بالتساهل ولا بالتعصب المذهبي ولا الانحرافات مثل تقديم العقل على النقل أو مصادرة النصوص الشرعية أو إلغاؤها أو القبس فوقها أو ضعف الشخصية من الذين يرضخون لضغوط المستفتين ولذلك فالاستفتاء أمانة والبحث عن الثقة من أهل العلم أمانة ومسؤولية أيها الأخوة يجب أن نراجع أنفسنا باستمرار وأن نحاسبها ولا نستتر عن الأخطاء ونكمل المسيرة مع عمى الضلالة أو الانحراف لابد أن يكون عندنا شجاعة لمواجهة الواقع أحيانا الشيطان يسول لنا فيقول إذا اعترفنا بالخطأ قدمنا لأعدائنا مستمسك ليطعنوا فينا
إن الاعتراف بالخطأ منقبة وليس مفسدة لأن الحق أحق أن يتبع وتعريف الناس بالحق مطلوب ولو كان يعني تراجعك عنه صراحة لكن إبقاء الأخطاء هكذا تتراكم دون تصحيح والانحرافات تزداد والزاوية تتسع هذه مصيبة يقول أحد جنرالات الحرب العالمية الثانية (إن الحرب نفسها لم تكن خطأ لكنها نتيجة لتراكم 30 سنة من الأخطاء )و الشاهد أننا إذا استمرينا في قضية الأخطاء بدون تصحيح فإن النهاية مهلكة لنعد إلى مسألة الضوابط وما هي أسباب الانحراف والخروج عن هذه الضوابط فقد ذكرنا الجهل وعدم التفقه في الدين وقلة الاهتمام بالعلم الشرعي أنت لا تقول للشخص أنت ليس عندك اهتمام أبدا هو عنده شيئا من الاهتمام بالعلم الشرعي لكن اهتمام غير كافي غير مؤسس كذلك التهاون وإهمال الورع
الدره المكنونه
( ودع ما يريبك إلا مالا يريبك ) هذه الأشياء توقع في التجاوزات الشرعية هناك الآن أشياء دخلت علينا فيما يسمى بعالم الصحوة نريد أن نتحدث عنه ونبين هل هذه فيها تجاوزات ما هي هذه التجاوزات وقبل الكلام في موضوعات مثل ما يحصل من التجاوزات في بعض الأشياء الموجودة كمثل النشيد والتمثيل والأفلام المدبلجة والمجلات التي تخرج على أنها إسلامية ونحو ذلك نريد أن نقدم بمقدمة عن مفهوم البديل الشرعي لأن المسألة التي سنتحدث عنها تعتمد على قضية البديل ما هو البديل وما هي طريقة الشريعة في إيجاد البدائل ما هو المفهوم الصحيح للبديل لأننا أحيانا نقدم للناس في عالم الدعوة نقدم لهم حلولا وأشياء كبدائل عن محرمات يرتكبونها نريد أن تعرف صحة البدائل التي نقدمها ننقد أنفسنا ونرى هل ما نقدمه صحيح هل ما ننشره عليهم صحيح هل ما نعطيهم إياه على أنه بديل صحيح ما هو مفهوم البديل قال ابن القيم رحمه الله (إن الله سبحانه وتعالى أغنانا بما شرعه لنا من الحنيفية السمحة وما يسره من الدين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهله للأمة عن الدخول في الآصار والأغلال وعن ارتكاب طرق المكر والخداع والاحتيال كما أغنانا عن كل باطل ومحرم وضار بما هو أنفع لنا منه من الحق والمباح النافع فأغنانا بأعياد الإسلام عن أعياد الكفار والمشركين من أهل الكتاب والمجوس والصابئين وعبدة الأصنام وأغنانا بوجوه التجارات والمكاسب الحلال عن الربا والميسر والقمار وأغنانا بنكاح ما طاب لنا من النساء مثنى وثلاث ورباع والتسري بما شئنا من الإماء عن الزنا والفواحش وأغنانا بأنواع الأشربة اللذيذة النافعة للقلب والبدن عن الأشربة الخبيثة المسكرة المذهبة للعقل والدين وأغنانا بأنواع الملابس الفاخرة من الكتان والقطن والصوف عن الملابس المحرمة من الحرير والذهب طبعا للرجال وأغنانا عن سماع الأبيات وقرآن الشيطان بسماع الأبيات وكلام الرحمن وأغنانا عن طلب التنافس في الدنيا وعاجلها بما أحبه لنا وندبنا إليه من التنافس في الآخرة وما اعد لنا فيها
الدره المكنونه
وأباح الحسد فيه مثل ماذا .... الحسد جائز في رجل آتاه الله القران يعني الغبطة وليس تمني زوال النعمة عن الشخص وإنما تتمنى أن يكون لك من الخير مثله من غير تمني زوال النعمة عن الغير وكذلك المنفق صاحب المال ينفق ماله في الخير وأغنانا بالفرح بفضله ورحمته وهما القران والإيمان عن الفرح بما يجعله أهل الدنيا من المتاع والعقار والأثمان فقال تعالى قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58)سورة يونس وأغنانا بالتكبر على أعداء الله تعالى وإظهار الفخر والخيلاء لهم عن التكبر على أولياء الله تعالى والفخر والخيلاء عليهم فقال لمن رآه يتبختر بين الصفين إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموقف وأغنانا بالفروسية الإيمانية والشجاعة الإسلامية التي تأثيرها في الغضب على أعدائه ونصرة دينه عن الفروسية الشيطانية التي يبعث عليها الهوى وحمية الجاهلية وأغنانا بالخلوة الشرعية حال الاعتكاف عن الخلوة البدعية التي يترك لها الحج والجهاد والجمعة والجماعة مثل خلوة الصوفية في المغارات والكهوف والأماكن المظلمة أو النائية ما فيه خير إلا دلنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا شر إلا حذرنا منه وتسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام هذه قضية شرعية كما قال ابن القيم رحمه الله (فإن كل ما يشتهيه الطبع أباح الله غنية عنه وهذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس) ونحن يجب علينا أن نستسلم لأمر الله ورسوله وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا(36)سورة الأحزاب فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(65)سورة النساء
الدره المكنونه
حول موضوع البدائل هناك وقفات:
أولا: أننا في الجملة عوضنا الله عن الحرام أبواب كثيرة من الحلال
ثانيا: أن الإرشاد إلى البدائل الشرعية المباحة من الحكمة في الدعوة
ثالثا: أنه لا يشترط أن يكون البديل فيه لذة في نفس الجهة التي يوجد فيها لذة المحرم فلو قال لك واحد ما هو البديل عن الزنا فأقول له الزواج فيقول يا أخي الزواج فيه مسؤولية وفيه تعب وفيه صرف أموال وفيه فتح بيت وفيه مشقة وفيه صبر على المرآة والأولاد ووجع رأس الأولاد أنا لا أريد هذه القضية خلاص أحصل لي اللذة مع امرأة ساعة وأشوف غيرها امرأة أخرى في ساعة أخرى وأشوف امرأة ثالثة في أخرى وهكذا أتتنقل بين النساء لا أفتح بيت ولا أتحمل مسؤولية ولا وجع رأس ولا هم الأولاد مرض الولد مرضت الزوجة أنفق أصرف هات كذا ما رأيكم لو قال لكم واحد يعني الزواج ما هو بديل عن الزنا طيب قال يا أخي أنت تريد أن تعتبر عصير البرتقال مثل الخمر... الخمر فيه لذة الخمر تلعب في العقل الخمر فيه نشوة الخمر النفس تفعل فيه كذا وكذا عصير برتقال.. كأس عصير... طيب يقول لك البيع كم المكسب فيه 10% 20% 30% الربا فيه مكاسب أضعاف أضعاف أنا أبيع لك... أيش تبيع ....خضراوات ..كم مكسبك فيها 30% أبيع مخدرات اكسب فيها 300% إذا النقطة ما هي هل يشترط في البديل الشرعي أن يكون بنفس لذة الشيء المحرم من تلك الزاوية أو أنه مثله في الكثرة مثلا؟ا الجواب لا لكن النفوس المنتكسة ترى اللذة في الحرام ولا تراها في المباح والنفوس المستقيمة ترى اللذة في المباح وترى الحرام منغص بل تشمئز منه هذا الفرق بين النفوس السليمة والنفوس المريضة .
الدره المكنونه
النفوس السليمة تستلذ بالمباح وتقرف من الخمر وتستلذ باللبن لكن النفوس المريضة لا تلتذ باللبن كلذتها بالخمر ولا بعصير البرتقال كلذتها بالخمر يعني لو قال لك واحد أيش البديل عن الأغاني قلت له سماع القرآن يقول وين سماع الأغاني طرب سما ع الأغاني يرفه النفس سماع الأغاني الواحد يطلع لفوق سماع الأغاني يذهب بعقله إلى عالم الألحان نغم طرب نشوة لذة يدور الرأس أما سماع القرآن يعني النار والعذاب يعني هذا ما عوضني هذا ما هو بديل هذا نفس مريضة لابد أن نفهم هؤلاء نقول إذا كنت تفكر أن مفعول القرآن في نفسك مباشرة سيكون أعظم من لذة الغناء من زاوية لذة الغناء فأنت إنسان مسكين مخطئ وليست هكذا القضية ولذلك ترى كثيرا من الناس يجادلونك في البدائل على أنها ليست بدائل مقنعة بالنسبة لهم لماذا لإنتكاس فطرهم ومرض نفوسهم وتعلقهم بالحرام وتعودهم على الحرام الآن هو يدخن 30سنة 20سنة ثم يقول أيش البديل في التدخين تقول بدل ما تمسك سيجارة أمسك مسواك يقول المسواك ما فيه لذة مثل لذة التدخين كيف أمسك هذا
فالمشكلة إذا أنه إذا كان هناك مرض في الفم فإن حلو الشراب يصير مرا وعلقما فلا بد أن نشرح لهم هذه القضية لأنهم إذا لم يفهموها وما وجدوا اللذة مثل التي كانوا يتوقعون ما اقتنعوا وقالوا وين البديل وأحيانا البديل قد يكون عاما وليس خاصا مثل هذه المعصية الخاصة فمثلا ذكر الله يمكن أن يكون بديلا لأشياء كثيرة محرمة والأشياء المحرمة هذه في جوانب خاصة ممكن ما تجد في الجانب الخاص بديلا في الجانب الخاص من الزاوية الخاصة بديلا مناسبا لهم لكن تجد من البدائل الشرعية العامة ما يشغل هذه النفس عن الأمور المحرمة ولا يلزم أن تكون المحرمات لها بدائل من جنسها تطابقها من جميع الوجوه و لا يلزم أن يكون البديل جذابا ومشوقا للشخص مثل الشئ المباح أو الشرعي لذلك يقول الأغاني مشوقة والطرب مشوقة وجذابة لكن تقول لي إن سماع القرآن أنا ما وجدت فيه هذه اللذة هذا بسبب مرض نفسي لو هذا الرجل تاب الله عليه واهتدى واستقام وتأثرت نفسه بالقرآن بعد مدة فالمسألة تأتي بالمجاهدة وسيجد القرآن ألذ من الغناء ولذلك السلف عبروا عن هذا قالوا هؤلاء العباد الذين كانوا يعيشون مع القرآن مع الله مع الذكر مع الدعاء مع المناجاة يقولون إننا في لذة لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لقاتلونا عليها بالسيوف