الانطواء ... الخجل .. الحياء
كثيراً ماتردد في المنتدى عبارة: لايمنعك خجلك وحياؤك من عمل كذا مع زوجك
وكثيراً ماأردت أن أرد على مثل هذه العبارة
وكثيراً ما ردت الأخوات: الحياء شعبة من شعب الإيمان، أنا أستحي أعمل كذا مع زوجي
وكثيراً ما أردت الرد عليهن .. وتعريفهن بالفرق بين الخجل .. الحياء .. الإنطواء
أضع هذا الموضوع المنفصل أمامكم لتوضح الأفكار
:26::26::26:
الخجل:
هو الهروب من أداء بعض مستلزمات الحياة خشية الوقوع في الخطأ، وهي تأتي أساساً بسبب الحساسية الزائدة تجاه التعامل مع الآخرين والخوف من (الفشلة) وأن يتعرض لسخرية الآخرين إن أخطأ في تصرفه، لذلك قد يتطور الشعور بالخجل إلى مرض نفسي والشعور بالاضطهاد والعزلة.
يبدأ الخجل مع الإنسان في فترة المراهقة، والتي تعتبر فترة شديدة الحساسية والتهيب في التعامل مع الآخرين بسبب نقص الخبرة في طرق التعامل والتصرف، لكنه يستمر مع بعض الناس إلى آخر العمر لضعف الثقة بالنفس بأنه لا قدرة له على التعامل مع الآخرين..
فمثلاً: عندما (تخجلين) من ذكر شيء ما يزعجك في المعاشرة الزوجية لزوجك، فهو الخوف من (الفشلة) والخوف بأنك ستجرحي شعوره، أو أنه (يفهم غلط)، لذلك تمتنعي عن ذكر هذا الأمر، وتظلي في عذابك معه.
:26::26::26:
الحياء:
(شعبة من شعب الإيمان) كما قال رسولنا الكريم، وهو يختلف تماماً عن الخجل، فالخجل كما قلنا ينبع من ضعف الثقة بالنفس، والخوف من الاحتكاك بالآخرين
أما الحياء، فهو يعني الاحتشام، معرفة الحدود والخطوط الفاصلة بين الحلال والحرام، العيب والمباح، يعني الامتناع عن القول والفعل القبيح (رغم القدرة على فعله) من قبيل الأدب وحسن الخلق
مثلاً: أنا أستطيع أن أفتح المواقع الإباحية عندما لا يكون هناك أحد موجود معي في المنزل، لكنني (أستحي) من ربي الذي أكرمني بنعمة النظر ونعمة الإنترنت ونعمة القدرة على استخدام الإنترنت، لذلك، منعني (الحياء) من عمل ذلك الأمر.
لذلك لم يمنع الحياء من أن تسأل تلك المرأة الأنصارية عن كيفية التطهر من الحيض، ولم يمنع الحياء الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أن يجيبها بما يقدر عليه، حتى وصل إن نقطة شديدة الحساسية عرف الرسول 0صلى الله عليه وسلم) أنه حدود أدب لايمكن تجاوزها، فأكملت عائشة رضي الله عنها تعليم المرأة.
:26::26::26:
نأتي أخيراً للانطواء:
في نظرية (كيجل ودوري) لأنماط الشخصية تعرف الشخصية بأحد النمطين: الانبساطي والانطوائي
الانبساطي هو الشخص الذي يشحن طاقاته ويغذي نفسه عن طريق الاتصال بالآخرين،
أما الانطوائي: فهو الشخص الذي يشحن طاقته بوجوده لوحده ومنعزلاً عن الآخرين، ولايعني وجوده مع الآخرين أنه لن يندمج معهم، ولن يستطيع الأخذ والعطاء معهم، بل إنه إنسان له أصدقاء ، محدودين نعم، و تركيزه بهم وعدم حبه لتغييرهم وفتح المجال أمام صداقات جديدة هو الطابع الأساسي للشخصية الانطوائية.
إن الإنطوائي إنسان ذكي يعتمد على ذاته ومايحويه من أفكار للوصول إلى المطلوب، على عكس الاجتماعي الذي يفهمه الآخرون بصورة أوضح لأنه يعبر عن الأفكار بصوت عالي.
إن الإنطواء سمة شخصية تكون من طبع البشر منذ الولادة، وغالباً لا يكون للنفس دخل فيها..
في بداية زواجي، كان زوجي كثير اللوم لي، بأنني لم أتعرف على الجيران، ولا أمر وأسلم و(أرز وجهي)، وكنت فعلاً أشعر باللوم لذلك، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي: (لماذا أفعل ذلك، رغم أنني أحب الحديث معهم، وتفتح الكثير من المواضيع معاً، وليس فيني طبع الخجل والتردد) ورغم ذلك فأنا لا أحب كثيراً الزيارات..
عندما يزوروني أفرح وأفتح لهم بابي وقلبي، لكني لا أرد الزيارة إلا فيما ندر، حتى أدركت أن التواصل الاجتماعي يستهلك الكثير من طاقتي، وعرفت أن طبعي الأصلي والطبيعي هو الانطواء، لست كجارتي الاجتماعية التي تعرفت على كل الجيران في الشهر الأول من سكنها، وليس علي أن أضغط نفسي وأجبرها على أن تتصرف على غير طبيعتها، من مجاملات اجتماعية، ولازلت إلى الآن أزورها عندما أشعر بأني أريد التحدث إلى شخص ما، أريد أذناً تسمعني، لم أقطع الصلة، لكن اتصالي ضعيف، إلا بتلك الجارة.. قد يكون هناك بعض اللوم بالتقصير بحق الجيرة.. لكني لا أؤذي جيراني وأصلهم ولو كانت صلتي بهم قليلة ونادرة..
:26:
أصلي وغير منقول
أسم عتيج @asm_aatyg
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
انتعاش النسيم
•
يعطيك العافيه ماقصرتي والله.
الصفحة الأخيرة