مهما الليالي
مهما الليالي
هل تفترضون الكمال في أطفالكم؟




كثير منا يرغب في الوصول للكمال ونتوقع من أطفالنا أكثر من اللازم، نحن نريد أن نكون آباء كاملين لأطفال كاملين، ولكن يجب أن نشجع أطفالنا دون الضغط عليهم، إليك بعض الطرق لتشجيع طفلك على النجاح وفي نفس الوقت تقبل حدوده.
كيف يتصرف الشخص الذي يرغب في الوصول للكمال
الأشخاص الذين يرغبون في الوصول للكمال يضعون أهدافاً ومقاييس بعيدة المنال لأنفسهم ولغيرهم تاركين فرصاً ضئيلة جداً للأخطاء، كما أنهم يقومون بمحاسبة أنفسهم بشدة، حيث إن هؤلاء الأشخاص يقيسون قيمتهم الذاتية بما يحققونه من نجاحات ونتائج، فهم يعيشون دائماً في خوف من الفشل والرفض من الآخرين، كما أنهم أيضاً دائمو التأجيل للكثير من الأمور حتى يستطيعوا القيام بها على الوجه الأكمل لأنهم يعتقدون أن قيامهم بها في الحال سيكون بنسبة 90% فقط من المستوى الذي يرغبونه.
هذه النوعية من الناس أيضاً لا يكون لديهم أولويات، فكل التفاصيل يجب أن تعطى 100% من الوقت والجهد وهو ما يكون عادةً مستحيلا، مما ينتج عنه في النهاية شعورهم بالغيظ والقلق، والاكتئاب.
الخط الرفيع بين الرغبة
في الكمال والطموح
الفرق بين من يسعى بشكل صحي للوصول للامتياز وبين من تتحكم فيه الرغبة في الوصول للكمال هو أن الأول يضع أهدافاً واقعية تكون عادةً على بعد خطوة مما قد حقق بالفعل، كما أنه يستمتع بعملية التحقيق نفسها حيث إن النتائج ليست فقط كل ما يهمه، وعندما يواجه بالرفض أو الفشل يستطيع إدراك أن ذلك الرفض أو الفشل يكون قاصراً على ذلك الأمر بعينه ولا يعود لشخصه ككل.
جذور سلوك من يرغب
في الوصول للكمال
إن هذا السلوك يبدأ في الطفولة عندما يتم تقدير الطفل وإظهار الحب له بمدى ما يحققه من نتائج وليس لذاته هو.. هذا هو الحب المشروط.
بعد قليل يبدأ الطفل في تقرير أنه لكي يخرج من أى مشكلة يجب أن يكون كاملاً، فذلك سيجعله يأخذ الحب الذي يحتاجه وسيحميه من النقد القاسي والشعور بالفشل في عيون الآخرين.
يقول الأخصائيون النفسيون إن الآباء الذين ينسون مدح مجهودات أطفالهم ويضعون كل تركيزهم على النتائج فقط يكونون هم السبب الرئيسي في أن يصبح الطفل من راغبي الوصول للكمال.
هؤلاء الآباء كما يصفهم أطفالهم يكون من الصعب إرضاؤهم، وأن الآباء أيضاً الذين يحاولون إظهار أنهم كاملون ويعرفون كل شيء ويتسم سلوكهم بالجمود في كل المواقف، هؤلاء الآباء نادراً ما يقولون (لا نعرف) أو يعتذرون لأطفالهم.
بعض الأطفال يكونون هكذا بطبيعتهم أي يرغبون في الوصول للكمال وقد لا يكون لآبائهم أى دور في ذلك، فهؤلاء الأطفال ينشغلون أكثر من اللازم بنظرة الناس لهم حتى في سنواتهم الدراسية الأولى.
على سبيل المثال إذا ارتكبوا خطأ معيناً في أحد دروسهم فإنهم يكررون الدرس كله من البداية، وأحياناً يتركون الأمور حتى آخر لحظة لكى يشعروا أن ضيق الوقت هو السبب في عدم وصولهم للكمال.
الآثار السلبية للرغبة في
الوصول للكمال
إن الرغبة في الوصول للكمال تؤدي إلى نتائج بدنية ومشاعرية غير صحية تماماً، فراغبو الكمال دائماً لا يصلون إلى المستويات التى يريدونها وبالتالي يؤدي هذا الفشل الدائم من وجهة نظرهم والضغط المستمر إلى قلة إنتاجهم وإضعاف تقديرهم لذاتهم.. هذا الشخص الراغب في الوصول للكمال يسير في طريق من اثنين، إما أن يستسلم تماماً لعجزه عن الوصول لأهدافه ويعاني من اكتئاب، أو أن يحاول وضع أهداف جديدة ولكن أيضاً غير واقعية ويعتقد أنه سينجح هذه المرة وكل ما عليه هو أن يبذل جهداً أكبر وبالتالي يدخل في الدائرة نفسها مرة أخرى.
يختلف تأثير الرغبة في الوصول للكمال من طفل لآخر، ففي معظم الحالات الأطفال الذين يكون آباؤهم من راغبي الوصول للكمال سيحاولون دائماً إرضاء آبائهم، وسيتبعون بمرور الوقت سلوكيات الراغبين في الوصول للكمال.
يستمر هذا السلوك معهم بعد أن يكبروا وقد يعانون كثيراً للتخلص منه، لكن قد يستسلم تماماً الطفل الذي يجد أن أمه أو أباه لا يرضيان أبداً عن إنجازاته وقد يصل الأمر إلى التمرد.
يحدث ذلك بشكل خاص مع الطفل الثاني إذا شعر أن الطفل الأول كامل من وجهة نظر أبويه.
هذا التمرد قد يؤدي إلى سقوط الطفل المستمر أو قد يؤدي إلى ما هو أسوأ وهو اختلاطه بصحبة سيئة وقد يتحول إلى تعاطي المخدرات أو ما شابه ذلك لكي ينسى فشله المستمر.
شجعي طفلك على النجاح دون الضغط عليه من أجل الوصول للكمال
1 تذكروا كيف كنتم تشعرون عندما كنتم صغاراً.
فغالباً كنتم تسعدون بكل كلمة مدح تسمعونها، وهو ما قد دفعكم للنجاح، وليست كلمات النقد.
امدحوا كل مجهود يقوم به طفلكم حتى لو لم تستطيعوا مدح النتائج، فالمجهود الذي يبذل هو المهم، ويجب أن يفهم الطفل ذلك.
2 تذكروا أن أطفالكم لا زالوا صغاراً في سن النمو، ولا زالوا يتعلمون فلا يجب أن تتوقعوا منهم أن يعرفوا كيف يفعلون الصواب دائماً.
3 لا تشعروهم بأن عليهم أن يكونوا ممتازين لكي يحصلوا على حبكم بل امنحوهم حبكم غير المشروط.
4 لا تجرحوهم بكلام مثل، (هل تعتقد أن ما فعلته هذا ترتيب؟ فعليّ أن أرتب كل شئ من جديد..)، مثل هذه الكلمات تشعرهم أن مشاركتهم ليست لها قيمة ولا تقابل بالتقدير وليست على المستوى المطلوب.
5 علموا أطفالكم أن يكون لهم أولويات، وكيف يقسمون الأمور الكبيرة إلى أمور صغيرة، وكيف يتحكمون في وقتهم.
6 كونوا نموذجاً جيداً بتخليكم عن سلوك الرغبة في الوصول للكمال، فأطفالكم تشاهدكم طوال الوقت، تجنبوا الغضب من الأمور البسيطة أو الإصرار على أهداف جامدة.
أن تكونوا نماذج يحتذى بها هو أفضل ما يمكنكم عمله مع أطفالكم وهو الأكثر تأثيراً فيهم.
7 يجب أن يفهم الآباء أن لكل طفل شخصيته المنفردة، ولا يمكن مقارنته بطفل آخر، والمقارنة الوحيدة التى يمكن القيام بها هي مقارنة إنجازاته هو الحالية بإنجازاته السابقة وليس بإنجازات غيره.
8 يجب أن تعترفوا أن لكل شخص إمكانياته ويجب أن تسمحوا بحدوث أخطاء؛ لأن البشر لم يخلقوا ليكونوا كاملين، واعتقاد غير ذلك لن يسبب إلا ضغطاً عصبياً.
9 اعترفوا أنتم كآباء أن لديكم عيوباً أو أنكم أحياناً لا تعرفون الإجابة عن سؤال.
في الواقع من الضروري أن يسمع منكم الطفل كلمة، (لا أعرف)، أو (أريد أن أتأكد)، أو (أنا أخطأت، أنا آسف) هذه العبارات تجعلكم تبدون أكثر إنسانية وتظهر للطفل أنه لا بأس أن تكون إمكانياته محدودة أو أن يخطئ.
10 إذا كان طفلك ذكياً ذكاءً شديداً أو يحقق نتائج مبهرة في سنواته الدراسية الأولى، حثيه على التحدي واخلقي مواقف تجعله يجتهد بشدة ولكن لا يصل للكمال فيها.. ثم شجعيه على تقبل ما أنجزه وأظهري له تقديرك لجهده الذي قام به.
بمعنى آخر، دربي طفلك على التعامل مع الفشل وأريه كيف يمكن تقبل ذلك والاستفادة منه بشكل إيجابي من أجل المستقبل.

مهما الليالي
مهما الليالي
الإحساس+المشاركة=طفل يطور نفسه




*سلوى المؤيد
أريد أن أوضح بعض الأمور الهامة في تطبيق أسلوب مشاركة الوالدين لمشاعر طفلهما بعد الاعتراف بها.. عدم تكرار الآباء لعباراتهم مع أبنائهم بصورة آلية..لان الاطفال اذكياء وسيكتشفون عدم احساس ابائهم بمشاعرهم .. وسيشكون في إخلاصهم وهم يجيبونهم.. وبالتالي لن يفيد ذلك الأسلوب في تطوير سلوكهم.
علينا إذن أن نكون مقنعين في تكرارنا لجملهم.. أو نستخدم كلمات أخرى تناسب عباراتهم..
فإذا قال الطفل لوالده: أنا خائف قليلاً.
يستطيع الأب أن يقول له: أنت خائف من أمر ما؟
وقد يكون في إمكان الأم أن تدير الحوار على شكل سؤال.. فإذا جاءت الابنة إلى أمها قائلة: لقد مزقت مدرستي ورقتي أمام جميع الطلبة في الفصل.
فإن على والدتها أن ترد عليها بنفس عبارتها متسائلة: هل مزقت المدرسة ورقتك أمام كل شخص؟
فالأم هنا تريد معلومات أكثر حتى تعلم المزيد عما يضايق ابنتها.. أو تستطيع أن تعلق بجملة مختصرة قائلة: أوه، هل فعلت مدرستك معك ذلك؟
أو تهز رأسها متجاوبة مع ابنتها.
إن عباراتنا هذه تشعر أطفالنا بأننا نصغي إليهم.. وندعوهم للإفصاح عما يضايقهم، وقد نبدو أننا أكثر تجاوباً معهم عندما نعبر عما يضايقهم بجمل تعبر عن المعنى الذي يريدون التعبير عنه.
مثال على ذلك، هذه النماذج الواقعية التي تحدث لأكثر الآباء، قد يأتي طفل إلى والده ليشتكي أن صديقه قد استهزأ بنظارته الجديدة، إن الإجابة المناسبة لهذه الشكوى أن يقول الأب لابنه:
ـ لابد أنك تضايقت مما فعل صديقك.
أي أنه شاركه شعوره.
وعندما تشتكي ابنة لأمها أن صديقتها دعت جميع صديقاتها إلا هي، عندئذ على الأم أن ترد على ابنتها معبرة عن اعترافها بشعورها قائلة:
ـ أعتقد أنك شعرت بخيبة أمل.. أو أنك غاضبة لأنها لم تدعك مع بقية الصديقات.
إذن، أبناؤنا يريدون منا مشاركتهم لأحاسيسهم.. لا أن نقلل من شأن الأمور التي تضايقهم، أو نلومهم على تقصيرهم، لقد استفادت والدة محمد من هذا الأسلوب التربوي، عندما جلس ابنها البالغ من العمر عشر سنوات ليحل واجباته الدراسية في غرفة المعيشة.
كان قد مضى عليه ربع ساعة وهو يعض قلم الرصاص، ويتأفف من صعوبة المسائل الحسابية التي يقوم بحلها، وفجأة رمى دفتر الواجبات على الأرض قائلاً بغضب:
ما أكره هذا الواجب الثقيل، طرح وجمع وضرب، لا أدري متى أنتهي منه؟
أجابت الأم بمهارة تدل على إدراكها لأسلوب فهم مشاعر الطفل والاعتراف بها قائلة: إنك تتعب كثيراً في المدرسة.. ثم عليك أن تؤدي واجباتك الدراسية عندما تعود إلى البيت.. وهذا أمر صعب.. أعلم ذلك.
نظر إليها ابنها في دهشة، لأنه كان يتوقع منها محاضرتها المعتادة التي تبدؤها قائلة:
ـ والآن اجلس واهدأ وابدأ في العمل، الشكوى ستجعلك تشعر بالضجر فقط، وسيكون أداؤك لواجبك أسوأ.
لذلك شعر محمد بالارتياح لتجاوب أمه مع مشاعره.. وأمسك بالقلم ليكتب وهو يقول:
ـ سأحاول أن أركز أكثر في حل المسائل.
لاحظنا إذن، أن حديث الأم مع ابنها الذي عكس إحساسها بما يشعر به وما يضايقه امتص غضبه وضيقه، وجعله يحاول أن يؤدي عمله بنفسه.. لقد ساعدته والدته في دراسته، دون أن تشاركه في حل مسألة حسابية واحدة، وبالطبع لا نتوقع أن تكون ردود الأفعال كلها متشابهة، لأن لكل طفل شخصيته وصفاته التي يتميز بها، لكننا علينا أن نفهم أبناءنا، ونحاول أن نواصل تجاربنا بهذا الأسلوب لأن نتائجه ستكون إيجابية.

مهما الليالي
مهما الليالي
كيف تتغلبين على شقاوة طفلك؟




* محمد رفعت
ـ طفلي غاية في الشقاوة، كثير الحركة، متقلب المزاج وله قدرة عجيبة على المشاغبة لدرجة أن جو البيت يصبح أحياناً غير محتمل. هذه الشكوى ترددها بعض الأمهات.
ويتساءل العديد من أولياء الأمور عن الطريق السليم لتربية الصغير على أسس راسخة ليصبح طفلاً مهذباً يتمتع بالصفات والأخلاق الطيبة.
ويقول خبراء علم النفس في بحث نشرته مجلة بريطانية أن شقاوة الأطفال وعقابهم مسألة تقديرية تختلف من أسرة إلى أخرى. فقد تشعر أم بانزعاج شديد لأن ابنتها الصغيرة تتعمد وضع إصبعها في فمها وتحاول منع الصغيرة بالقوة بينما تأخذ أم أخرى نفس الموقف ببساطة وتشير إلى طفلتها ألا تحاول تقليد المولود الجديد وأنها ستقلع عن هذه العادة بعد فترة.
ولكن هناك تصرفات يرتكبها الأطفال الصغار تثير ضيق أولياء الأمور الذين يتفقون على كونها شقاوة مرهقة لأعصابهم مثل تكرار الأطفال لعملية إيذاء إخوتهم الأصغر منهم سناً أو سكب اللبن والمأكولات عمداً على الأرض وكسر الأكواب واللعب والتبول أثناء اللعب وإلقاء الأشياء من الشرفات والإهمال في الممتلكات الخاصة وتخريب الأثاث والرسم على حيطان المنزل.
وينصح الخبراء بأنه في حالة اكتشاف أن الصغير يتصرف بعصبية ويتعمد ارتكاب أعمال تتسم بالشقاوة الزائدة بضرورة البحث عن الدافع الحقيقي وراء هذه التصرفات ثم محاولة معالجة الموقف بناء على ذلك.
قد يكون الدافع محاولة الصغير لفت النظر إليه لأنه يشعر في قرارة نفسه أن والديه لا يعطونه الاهتمام الكافي والرعاية اللازمة أو يشعر بالغيرة من قدوم مولود جديد للأسرة أو يعاني من الضيق بسبب زيارة شخص قريب لقلب الأم يحظى باهتمامها طوال الفترة التي يقضيها معهم.
وأحياناً يحاول الصغير المحروم من العطف والحنان أو الذي يشعر أن والده يستحوذ على الجزء الأكبر من عواطف أمه، التنفيس عن شعور الضيق الذي يعتريه بالشقاوة والإكثار من الحركات العصبية.
وقد يجد الصغار مثل الكبار صعوبة في التكيف مع متغيرات الحياة والضغوط العصرية فيتولد لديهم إحساس بالإحباط ويحاولون التنفيس عنه بالشقاوة الزائدة.
وتشير بعض النظريات النفسية إلى أن الطفل يحاول اختبار قدرة والديه على التحمل فيعتمد ارتكاب أعمال تثير غضبهما ليرى رد الفعل عليهما. كما تكون الشقاوة في بعض الأحيان نوعاً من التحدي لأم متحكمة ومتسلطة أو لأب قاس أو لجو أسرة مشحون بالمشاجرات التي لا تنتهي، أو يتصرف الطفل بطريق غير مهذبة لعدم وجود القدوة الحسنة من الوالدين.
وقد يتحول طفل هادئ الطباع إلى طفل عصبي بعد الالتحاق مباشرة بالمدرسة، لأنه يشعر بالغربة في المدرسة ويجد صعوبة في التكيف مع بقية زملائه كما أنه يشعر بأنه يبحث طوال ساعات الدراسة عن حنان أمه.
وهناك عدة نصائح للتغلب على شقاوة الصغار وتساعد على تهذيب سلوكهم وتتلخص في النقاط التالية:
ـ تفهم طبيعة تصرفات الصغير وتقريب المسافة بين الطفل ووالديه على أن يكون الحب والحنان هما أساس العلاقة الأسرية.
ـ إظهار الغضب للصغير عندما يرتكب خطأ ومحاولة وضع عقاب رادع لفعلته حتى لا يكررها مع تجنب القسوة حتى لا يحاول الصغير تحدي الوالدين ويلجأ للعناد.
ـ عدم التردد في الثناء على الصغير عندما يقوم بعمل يستحق المديح ومكافأته بلمسة حنان أو قبلة صادقة.
ـ سؤال الطفل بحزم عن سبب ارتكابه لخطأ ما والاستماع إلى شكواه باهتمام. وعندما يبدأ الصغير في تبرير موقفه ينظر الوالد إلى عينيه ويستمع له جيداً حتى يشعر الصغير بالاهتمام والارتباط الوثيق بينه وبين والديه.
ـ امتناع الوالدين عن التكرار على مسمع من الصغير أن ابنهما غاية في الشقاوة وأنهما عجزا عن التغلب على هذه المشكلة لأن ذلك يدفع الصغير للتمادي في الشقاوة ...
وأخيراً يؤكد الخبراء أن الطفل الكثير الحركة عادة ما تكون هذه الصفة عنده دليلاً على الذكاء.

مهما الليالي
مهما الليالي
التواصل الأسري ..فن راقي




تعتبر قضية التواصل بين الزوجين صمام الأمان الذي يضمن التماسك الداخلي لبنيان الأسرة, ويمتن أواصر علاقات أفرادها بشكل كبير, مما ينعكس إيجابًا على الطمأنينة النفسية والسكينة الروحية, ويفعل دورها في بناء الإنسان المتزن انفعاليًا.
ترتكز قواعد العلاقات التواصلية الأسرية على وشائج متينة من الود والحب والإخلاص والتعلق والثقة المتبادلة, إنها مهمة لبناء أسرة قوية قادرة على لعب دور فعال في خلق شخصية أفرادها وتطبيعها بقيم ومثل حميدة, إنه لاشيء يعوّض العلاقات العاطفية المتسمة بالود والاحترام في الأسرة, لأنها تعمل على إزالة التوترات وتنفيس الضغوط الانفعالية من جوها.
لقد تعقدت الحياة العصرية نتيجة للتطور التقني والتفجّر المعرفي الهائل وثورة المعلوماتية المدهشة, الأمر الذي جعل العالم قرية صغيرة مما جعل حياتنا مليئة بالاضطرابات النفسية وأشكال القلق المختلفة, كل ذلك يلقي على كاهل الأسرة أعباء ومسئوليات جساما لتخفيف وطأة الظروف القاسية عن أفرادها, مما يجعلها ملاذاً روحيًا يلجأ إليه هربًا من صعوبة الحياة العصرية وتعقيداتها.

يلعب التواصل الأسري والتفاهم بين الزوجين دورًا حيويًا في تحفيز قدرات الإنسان على العمل وجعلها أكثر فعالية, ويخلق مقدمات ضرورية لحياة الإنسان الروحية, ويحدد روح الأسرة وأسلوبها والأدبيات المتبعة في التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين, كما يحمل في طياته السرور والسعادة, أو على العكس تمامًا يؤدي إلى إثارة الأحقاد والضغائن.
كما تتوقف علاقات الأسرة على اهتمامات الزوجين النفسية وميولهما وحساسيتهما الانفعالية وعلى مشاعر كل منهما تجاه الآخر.
إننا لا نعرف السعادة بمعزل عن الآخرين, ولا نتذوقها دون وجود زوجة وأطفال, وما يقوّي وشائج الأسرة ويمتنها هو وجود علاقات طيبة بين أفرادها.
ولكن ما العوامل التي تتوقف عليها طبيعة المناخ الأسري?
إن لكل أسرة خصوصية فريدة تميّزها عن غيرها, لكن خلق مناخ أسري يتوقف على وقت الفراغ, والمستوى الثقافي, والتواصل النفسي, وانطباعات متنوعة. وبمقدور الزوجين أن يرفع أحدهما من شأن الآخر أو يفعلا عكس ذلك, لذا فإن المساعدة على إزالة عيوبهما ونقائصهما تتوقف على مستوى ذكاء كل منهما وعلى المودة التي يكنها أحدهما للآخر, لقد أشار المربي (بيلنسكي) إلى أن الاحترام المتبادل للكرامة الإنسانية يولد المساواة, فعندما يسود الاحترام والتكافؤ جو الأسرة, يكف الرجل عن التصرف كالسيد المطلق ذي السلطة والصلاحيات التي لا تناقش ولا تعارض, ولا تبقى المرأة عبدة مغلوبة على أمرها, أما الأُسر التي تسيطر فيها علاقات الأنانية والاستبداد, حيث لا احترام متبادلا ولا مساواة ولا محبة, كل ذلك يعتبر الأرضية الخصبة لنشوء أشكال مختلفة من الصراع والخلافات. وبهدف تجنب ذلك يترتب على الزوجين أن يعرف كل منهما الآخر بشكل جيد, وسمات طبعهما ومزاجهما, وأن يدرك كل منهما أنه شخصية متميزة تختلف عن شخصية الآخر بسماتها ومقوماتها وخلفيتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, عند ذلك يمكننا نزع فتيل الأزمات التي يمكن أن تعصف بكيان الأسرة وتماسكها.
القواعد الأساسية
عدم كشف الخصوصيات الأسرية أمام الغرباء.
ضرورة التقدير والاحترام المتبادلين.
التخفيف قدر الإمكان من أشكال اللوم والعتاب.
عدم التحدث عن عيوب الزوج (الزوجة) أو الأطفال أمام الآخرين.
إمكان التأهب للدفاع عن الزوج (الزوجة) في حال نشوء خلافات مع الأصدقاء والأقارب.
من غير المحبذ لكلا الزوجين توجيه أي ملاحظات بحضور أناس غرباء لأن هذا قد يسبب الأذى لعزة النفس والمشاعر - ليس بالنسبة لهما فقط, بل وحتى الأطفال عامة والمراهقين خاصة.
الإيمان بالعقيدة الأسرية وعدم السماح لأي كان بالتدخل في شئون الأسرة الداخلية ولو كان من أقرب المقربين والأصدقاء.
القدرة على ضبط كل من الزوجين انفعالاتهما والتحكم بأعصابهما أثناء ثورات الغضب.
أن يكون باستطاعة الزوجين التنازل والتساهل, وهذا شرط من الشروط الأكثر أهمية بالنسبة لنجاح العلاقات الزوجية.
عدم اللجوء إلى أشكال العقاب الشديد لأن الإنسان الذكي يدرك المقصود بمنتهى السهولة.
عدم التسرع في قذف الزوجين, كل منهما الآخر, بكلمات قاسية وفظة, بل على العكس يجب أن تستخدم قدر المستطاع كلمات حسنة وجميلة. إن كلمات المديح والثناء مسألة مهمة جدًا وخصوصًا بالنسبة للزوج الشاب, لأنه أكثر صعوبة في التكيّف مع دوره كزوج مقارنة بالفتاة التي هي أقدر على التلاؤم مع دورها كزوجة, لذا يترتب على الزوجة الشابة أن تعمل على دفع زوجها ليصبح رب أسرة حقيقيا عن طريق مدحه وتشجيعه, وليس عن طريق إصدار الأوامر والمواعظ والإرشادات التي تقتل لديه الرغبة في فعل شيء ما.
عدم إطلاق بعض الاستنتاجات والتعميمات التي تتسم بالمغالاة والإطناب, على سبيل المثال (إنك لا تريد أن تفهمني أبدًا, إنك تتصرف دائمًا على النحو الذي تريده, طلبت منك ألف مرة,....) الزوج يمكن أن يخطئ, وكذلك الزوجة في تصرف ما, فيسارع الآخر إلى إطلاق سيل من التعميمات القاطعة, واصفًا شريكه بالفشل, إن هذا الموقف يمكن أن يجرح كرامة الزوج (الزوجة) جرحًا عميقًا قد لا يندمل أبدًا.
عدم كتمان الإساءة وكبتها داخل الذات, فكلما كشف الزوجان عن حالات الصراع بصورة أسرع كان تأثير ذلك أقل شدة في بنيان الأسرة. ويجب على الزوجين أن يعملا جاهدين على اتخاذ الخطوة الأولى ليلتقي أحدهما الآخر بهدف المصالحة وإزالة مسببات التوتر التي ولدت الأزمة.
أن يكون باستطاعة الزوجين التفاهم والمساعدة والتغاضي, وهذا شرط مهم جدًا. قام علماء الاجتماع بدراسة شملت مائة من الزوجات بمناسبة اليوبيل الفضي لزواجهن, تم توجيه بعض الأسئلة المتعلقة بأفضل الطرق والاستراتيجيات التي تقوي العلاقات الأسروية وتمتنها, فكانت النتائج أن 75% منهن أشرن إلى أن ما يسلح بنيان الأسرة هو الآتي:
ـ الاستعداد لمساعدة كل منهما الآخر.
ـ العفو السريع.
ـ توافر سمات مثل النزعة العملية, الاقتصاد المنزلي,....
أن يضع كل من الزوجين نفسه مكان الآخر ويحاول أن يغوص في عالمه الخاص ويساعده على فهم ما هو جوهري وأساسي, فقد لا يتمكن أحدهما من رؤية تفاصيل الحياة من منظوره الشخصي.
عدم الاختلاف بسبب أمور صغيرة, وعدم السماح بظهور صعوبات وتعقيدات تولد الصراع, والعمل قدر المستطاع على الإيقاف الآني للخلاف كي لا يتطور متخذًا منحى أشد خطورة, فالإنسان الذكي هو الذي يعمل جاهدًا على وقف الخلاف واجتثاث جذوره.
اتباع سياسة أسرية تتصف بالمرونة والدبلوماسية عن طريق تنشيط المشاركة في المسئوليات الأسرية. إن المحافظة على توازن الأسرة وتقوية دعائمها مسئولية جميع أفرادها, فلو واجهت الزوجة - على سبيل المثال - صعوبة ما سببت لها الإنهاك في الوقت الذي يقف فيه باقي أفراد الأسرة موقف المتفرج يعطون الإرشادات والنصائح التي تؤزم الموقف, وتمهّد لظهور الجفاء والفتور بين الزوجين, فإن هذا يترك أثرًا سلبيًا عسير الزوال.
أن يرفع دائمًا شعار (لا فظاظة ولا خشونة), وليعلم الزوجان أن لاشيء يحطم سعادتهما مثل الجلافة والقسوة. إن الحب الكبير والحنان والملاطفة والرقة والثقافة الجنسية والمعاملة الراقية مهمة جدًا لبناء علاقات أسرية سليمة.
ضرورة الاتفاق على استراتيجيات وأساليب تربوية واحدة بالنسبة لتربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة, مثل عدم تقديم التعزيز الإيجابي (حلوى, نقود...) بعد عقاب الطفل من قبل أحد الوالدين.
إن عجز التواصل مع الأطفال يعتبر حقيقة كئيبة في هذا العصر المعقد. لقد أحصى علماء الاجتماع مدة التواصل بين الأطفال والأبوين, فكانت حوالي 15 دقيقة كل يوم, ولكن كيف يمكن أن نوفر الوقت الكافي للتواصل بأطفالنا وخصوصًا بالنسبة للأسر العاملة? إن المخرج الوحيد لهذه المشكلة هو استخدام يومي عطلة يخصصان بأكملهما للأطفال (القيام برحلات, الذهاب إلى مسرح الأطفال, زيارة المعارض الفنية وحدائق الحيوان...).
ضرورة العيش بثقة, بهدف البحث عن مصدر السعادة في كل شيء, (في كلام الطفل وخطواته الأولى, في النظرة اللطيفة والحنونة للشريك الآخر, في النجاح في العمل...).
وفي النهاية علينا العمل بقدر المستطاع على أن تكون هذه السعادة متبادلة, وفي ذلك فن راق للتواصل الأسري يمتن الأسرة ويحصنها ضد مختلف أشكال التفتت والتفكك والضياع

مهما الليالي
مهما الليالي
حاجة الأولاد للعناية.. مَن يقدمها لهم؟




* آمي وتوماس هاريس
أعلن موظف في ملاك، في يوم، بفخر أنه أصبح لتوّه أباً. الأم والطفل في حالة حسنة وسيعودان غداً من دار التوليد. وشرح أن امرأته أيضاً تشغل منصباً هاماً في مؤسسة كبرى، وأضاف بثقة: (لكنها أخذت عطلة من أجل الطفل. لن تعود إلى العمل قبل ستة أسابيع).
سألت زوجة رجل لامع: (لو توظفت أنا فأي تأثير تتصورون سيحدث على طفلتي الصغيرة ابنة السنة الواحدة؟)
فسئلت: (لماذا تغربين في العمل؟)
ـ ذلك لأننا اشترينا منزلاً بأربعمئة ألف دولار في رأس - لسان أرض داخل في الماء - وعلينا أن نشتغل كلانا لتسديد القرض.
ـ هل هذا هو السبب الوحيد الذي يجعلك تريدين العمل؟
ـ نعم، إني أفضل البقاء في البيت مع أليزابيت، في الواقع، إننا نريد أن ننجب ثلاثة أطفال.
ـ وهذا المنزل الجديد لماذا تحتاجين إليه إلى هذا الحد؟
ـ جميع الذين يمارسون المهنة ويترقون بسرعة في شركة زوجي يسكنون الرأس.
ـ وأليزابيت؟
ـ ذلك ما أسألكم عنه. هل ستكون بخير؟
الجواب: (على الأرجح لا). إن يوم امرأة تعمل ـ وهي أم لأطفال صغار ـ مزيج من الأحلام والكبت والتهافت. وتلقى في يومها كذلك جزءاً لا يمكن إهماله من الخذلان. يمكن أن تسير حياة الأسرة بشكل صحيح إلى حد معقول أن توفر لها ما يكفي من مال. فتوظف مربية توقف وقتها كاملاً في تدبير المنزل والعناية بالأطفال. كم من الأزواج يسمحون لأنفسهم بذلك؟ أين نجد مثل هؤلاء؟ إن التقسيم الواقعي والمنصف للمسؤوليات بين الوالد والأم غير شائع. تسعى الأمهات المتفوقات لسد الثغرات على حساب عافيتها وطاقتها وانفعالاتها. هل هؤلاء الأزواج الشبان في زخم ارتقائهم نحو ذروة مهنتهم المتألقة يقومون بإعداد الطعام في المساء ثلاث مرات ونصف في الأسبوع؟ هل يكرسون أيام الراحة في تنظيف السجاد والقيام بالمشتريات والذهاب بالأطفال إلى طبيب الأسنان وتسجيلهم في الحضانة؟ بل حتى إن فعلوا ذلك، فسيشعر الجميع، في الأغلب بالإنهاك. ويرتفع الضغط، ويغدو الأطفال مصدراً للبغضاء: (أنت من أردتهم! ألا تذكر؟).
ليس لدى كثير من الأسر الخيار غالباً. فثمة والدان يعملان كلاهما خارج البيت لتوفير الخبز على المائدة. وفي حالات أخرى كرس الوالدان سنوات طويلة من عمرهما في وظائف مهنية لتزودهما بكمية هامة من احترام الذات وإحساس بالكمال. هل يجب التخلي عن هذا كله في سبيل إنجاب أطفال؟ يبدو أن عدداً من الأسر قد وجدت تسوية. فما هو المثل الأعلى؟
برأينا إن طفلاً يفرض أن يكون أحد الوالدين في البيت، أو على الأقل أن يستطيع الطفل في أية لحظة أن يلتمس رعايته، أو يسترعي انتباهه في الحد الأدنى، إلى أن يتخذ الطفل القرار أنه قارئ جيد. يتخذ الطفل مثل هذا القرار في السنة الأولى أو الثانية من المدرسة الابتدائية، وأحياناً بعد ذلك، ونادراً قبل ذلك. إنه لا يستطيع أن يقرأ كثيراً، لكنه يعرف إن كان (جيداً في القراءة أو لا). إنه يعرف كذلك إن كان (لا يعرف القراءة). القراءة هي الأداة الرئيسية لاستقلال الأطفال. عندما يقرأ الطفل جيداً، ويعرف ذلك، يستطيع، واثقاً من نفسه، قراءة تعليماتك على البراد، أن يتسوق الحاجيات حسب قائمة. أو كتابة واجباته المدرسية وحده. عندما يكون الطفل سيئاً في القراءة، بل أسوأ من ذلك، إن اعتبر نفسه قارئاً سيئاً فإن دراسته المدرسية تتأثر بذلك. حتى إن استدراك نقصه بدروس خصوصية في القراءة فإن مواداً أخرى كالجغرافيا والتاريخ والمعلومات المدنية، التي تتقدم تدريحياً، تخلفه بعيداً إلى الوراء.
إن بعض الآباء اليوم يسرعون العملية ويدخلون الأطفال الصغار في مجال قراءة اللغات الأجنبية والتدرب عليها قبل أن يكتشفوا أقدامهم الصغيرة، يرسل أطفال في السنتين من العمر إلى رياض الأطفال، يتعلمون (القراءة) قليلاً، لكن أين هم في تطورهم الانفعالي؟ هل أعطوا الوقت، وقت تعلمهم على طريقتهم في التحري البطيء والألعاب المبدعة؟ أهذا الزقّ ـ كالطيور ـ للحياة حاجة للوالدين أو للطفل؟ إننا نغتبط دائماً حين نشاهد أن الأبحاث عن أفضل الوسائل لتنشئة الطفل تتتابع، ولسنا متخصصين لنعلن عن آراء رجعية في موضوع التدريب السابق لأوانه. ونعتقد مع ذلك أن الموضوع يتعلق بمشروع يتطلب مساندة أشخاص رفيعي الأهلية والكفاءة. قال لنا طبيب الأطفال ت.بري برازلتون: (ينبغي أن تنتزع من رأس الوالدين فكرة وجود لحظة سحرية للتمرين إن تركاها تعبر ضاع كل شيء). إنه يقترح كشرح لرأيه، إن هؤلاء الآباء يهتمون كثيراً بما يمكن قياسه، مثل التطور الذهني ويهملون التطور الانفعالي.
إننا نعتقد أنه ينبغي البقاء ستة أعوام على الأقل مع الطفل. إذا اعتبرنا أن نصف معارف الطفل تكتسب أثناء سنواته الأربع الأولى فيبدو من الهام جداً إلى أقصى حد العناية به والأخذ بيده وقيادته وتعليمه وحبه خلال تلك السنوات. ماذا سيسجل في أبوي الطفل الصغير؟ نفاد الصبر، التهافت، الغياب، التعب، القلق، النزق، الرسائل المتناقضة ووالدان) غريبان ومتغيران في أشكال شتى: حارسات وممرضات اختصاصيات بالمواليد ذوات اختصاص غير مؤكد دائماً؟ يمكن أن تكون تسجيلات الأبوين غير ذلك كلياً: حنان، جاهزية، مفاجأة، مداعبات، أمان، ثقة، غذاء، تعليم، صبر، أشارَ، ساعدَ، تعاونَ، علاقة أب/ أم جيدة، تقبيل، ضم بين الذراعين، بهجة، من غير نسيان هذا التسجيل القوي لدى الطفل: (إن لي مكاني).
مَن سيسجل في أبوي الطفل الصغير؟ هل سيكون بابا وماما أو شخص آخر يكون قد جلب الأساسي من العناية خلال تلك السنوات الحاسمة من التكوين التي تمتد من الولادة إلى خمسة أعوام؟ من المفهوم أن الوالدين يتمنون ن ينقل أولادهم وراثتهم ونسبهم، وهل يودون كذلك لو بنقل أولادهم شخصيتهم هم ذاتهم؟ من أجل هذا يقتضيهم الزمن. يجب أن يكونا معهم. لماذا تريد طفلاً؟ أليكون لك فقط؟ كغرض من الأغراض التي تملكها؟ أو من أجل بناء حياة تجلب البهجة وتكوّن أسرة؟ تلك هي أسئلة على الناس أن يطرحوها على أنفسهم، في المثل الأعلى، قبل أن يضعوا في العالم حياة جديدة؟
يجب أن تكون تلك السنوات الست قدر الإمكان عشر أو اثنتي عشرة سنة، تلك السنوات التي تكون فيها مساندة الوالدين الأشد ضرورة. قد تبدو قسوة، في شكل من الأشكال، تشجيع النساء الشابات على الانخراط في سلك وظيفي دون تزويدهم بالمعلومات الضرورية عما يستلزمه تنشئة طفل. وإن أردن أطفالاً، وهن متردعات بتلك المعلومات، فربما يضطررن للعدول عن طموحهن في السلك الوظيفي كي يتمكن من العمل في البيت. هناك حلول. لقد نال العديد من الرجال والنساء نتائج باهرة في عملهم خارج البيت ورعايتهم أولادهم في الوقت نفسه. إن الأولاد الذين يفتحون بأنفسهم باب منزل خاو في المساء لا يتألمون جميعهم. تتدخل عوالم أخرى على الخط. إننا ما نزال نعتقد مع ذلك، إن المرحلة التي تفضي إلى معرفة جيدة بالقراءة، معرفة معترف بها في الإطار الاجتماعي، المدرسة، هي المدة الزمنية ذات الحد الأدنى التي يجب على أحد الوالدين على الدوام أن يكون جاهزاً لتلبية حاجة طفله. يعود إلى الوالدين تقرير من يكون: الوالد أو الوالدة أو شخص آخر مسؤول ومحب ويشترك في قيم الوالدين. أن الأساسي هو الفهم إن للأولاد حاجة إلى العناية، وإنه يجب على شخص ما أن يقدمها لهم.