مهما الليالي
مهما الليالي
أي أهل نريد؟









الشيخ حسان محمود عبد الله

الأهل أنواع ثلاثة ولكل واحد من هذه النواع سلبيات وإيجابيات,وهذه الأنواع هي:
1- أهل يكونون بعيدين كل البعد عن حياة أولادهم,ولا يتدخلون حتى يتفاقم الأمر وتصل الى حد الانفصال.وهذا النوع وإن كان مريحاً للأولاد إن لم يكن هناك مشاكل بينهم إلا أنه في فرض حصول خلافات فإنهم لايكونون يؤدون دورهم إيجابياً.واللازم أن يكون لدى الأهل رعاية واهتمام من البداية فلايكونون على هامش حياة أبنائهم ويجب أن يكونوا في عمق هذه الحياة ليحلوا المشاكل حين وقوعها وقبل الوصول للمدى الذي وصلت اليه وهذا النوع نرفضه,ولانحبذه.
2- اهل متابعين المشكلة من أولها ويكونون هم سببها,أو سبباً اساسياً فيها.وهؤلاء عادة مايكونون مزعجين لأولادهم ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم,ولعل هذه التدخلات هي السبب في المشاكل التي تقع.هذا النوع نرفضه أيضاً وبشدة أكبر لأن الأهل يجب أن يشكلوا ضابطة لأولادهم كي لاينجرفوا الى المشاكل.لا أن يكونوا سبباً فيها وعاملاً أساسياً في تفاقمها.
3- أهل متابعين للمشكلة من أولها الى آخرها لحلها وهم ليسوا سبباً فيها بل استنفذوا كل الوسائل لحلها.هذا النوع من الأهالي هو النوع المطلوب فهو يحمل الهم ويتابع عن بعد حياة أولاده ويتحين الفرصة المناسبة للتدخل,فإذا لم يوفق للحل يسعى لأن يلجأ الى علماء الدين أو أي مصلح آخر كي تحل مشكلة أولاده.هكذا نوع من الأهل هو المثال الذي دعا الله عز وجل لاحتذائه والتقيد به.
مهما الليالي
مهما الليالي
كيف تتم الموازنة بين التربية.. المنزلية والمدرسية؟




موريس شربل
تظهر عدة مخالفات بين التربية المدرسية والتربية المنزلية,من حيث نفوذها في الأولاد ومعاملتها لهم,وأثرها في تهذيب الأخلاق وتكوين

العادات والقيم...


(أ‌) السيطرة في كل من المدرسة والمنزل: غالباً ماتكون سيطرة المدرسة أقل من سيطرة الوالدين,لأن الطفل منذ نشأته يرى ان والديه هما اللذان يعولانه,ويقومان بتأمين كل حاجاته,فيعتقد أنه يعتمد عليهما كلياً,وأن حاجته إليهما اشد من حاجته الى غيرهما.علماً أنه إذا تعرض في المدرسة الى شدة أو قسوة هرع الى والديه باكياً شاكياً..أما إذا غضب أحدهما منه فإنه يسعى لإرضائه بشتى الطرق وبنفسه أي دون اللجوء الى أي شخص آخر.
(ب‌) التعامل والعلاقة في كل من المدرسة والبيت : في المدرسة تكون العلاقات قائمة على العدل والمساواة لأن جميع التلامذة سواء أمام المدرس,فهو يعاملهم سواسية في الثواب والعقاب وأحبهم إليه أصلحهم أخلاقاً واجتهاداً.أما الوالدين فقد تضطرهم الشفقة والعاطفة الأبوية أو عاطفة الأمومة الى التغاضي عن ذنوب أبنائهم..
لذلك نجد أن المنزل يعامل الطفل بالرحمة والرأفة,حتى إذا كبر حاسبه على أعماله بدقة وأخذه بشدة.أما المدرسة فإنها تعلن من أول الأمر نظامها الذي يألفه المتعلمون ويخضعون له عن رضى تام.
(ج) تأثير كل من المنزل والمدرسة في تكوين اخلاق الناشىء وتهذيبه: وفقاً للعديد من الدراسات يبدو أنه من الصعب الحكم بأن أخلاق المتعلم نتيجة لنفوذ الثاني.لكن الكثرية,من دراسات ومن المفكرين أقروا بأن التكوين الأخلاقي الأول هو للمنزل لأنه اسبق من تكوين الأخلاق في المدرسة ويبقى أثره في سلوك المتعلم طوال حياته.
(د) تأثير كل من المدرسة والمنزل في تكوين الشعور بالحرية وبالتكلف: يكون التلميذ عادة,متكلفاً في المدرسة في كل مظاهره وأنه غير طبيعي,في الحديثة الى أن يكون الطفل تلقائياً عفوياً في سلوكه,وأن يشعر بالحرية الكافية التي تمكنه من أن يسلك سلوكاً طبيعياً لاكلفة فيه ولاتصنع,حتى تتاح الفرصة لإصلاحه وتوجيهه.
(هـ) هل أن تنوع الفرص يساعد في إظهار الميول وتوجيهها؟
من المعروف,ورغم كل النظريات الحديثة فلسفياً وعملياً,أن المدرسة هي المكان المعد لتربية الناشئة ضمن تربية نظامية لها قيودها وظروفها,فيها اخصائيون يعملون على خلق الفرص الكثيرة الملائمة للاطفال كي تنكشف ميولهم واتجاهاتهم فيقوم المدرسون بتشجيعها وتوجيهها الوجهة السليمة,في حين لايتيسر ذلك إلا عند العائلات المثقفة حيث يعنى الوالدان,فيها,بابنائهم عناية خاصة ويكون لدى الوالدين القدرات المادية الكافية لذلك في حين لاتتوفر عند كل العائلات في المجتمع,من هنا تأثير المنشأ الاجتماعي للولد على تربيته,وقد جرت دراسات عديدة اكدت على أن العلاقات الغنية تستطيع توفير أجواء لايتم ذلك عند عائلات الطبقات الاجتماعية الأخرى,رغم أن شواذات هذه القاعدة موجودة انما ليس بمعدل مرتفع نسبياً.

مهما الليالي
مهما الليالي
فن إدارة الخلافات الأسرية










لا يخلو بيت ما من خلافات بين أفراده، حتى في أشكالها الحميدة التي هي من باب الدفع الذي لا تنمو الحياة إلا به، وعلى رأس هذا البيت قطباه وعماده: الأب والأم، أو الزوج والزوجة، وهما باعتبارهما بشرا ولكل واحد منهما شخصيته وثقافته التي قدم منها وشكلت عاداته وخلفياته، من حق كل منهما أن يعبر عن نفسه، وإن أفرز هذا التعبير اختلافات قد تصل إلى حد المشاجرات والمشاحنات.

وقد يمضي الحال مقبولا لو كنا نتكلم عن مجرد رجل وامرأة، لكن حين يتعلق الأمر بوظيفة اجتماعية باعتبارهما عاملين في مؤسسة أسرية فإن الأمر يحتاج إلى وقفة؛ فوجود أي مشكلة بينهما تشعر الأبناء بالخطر والقلق والتوتر، وتقلل من إحساسهم بالاطمئنان.
المنع أم الحجب
ومن الغريب أن نعرف أن الخلاف الصامت الذي يحاول الوالدان إخفاءه ظاهريا عن الأبناء أشد تأثيرا على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ فقد عزت بعض الآراء العلمية الحديثة أحد أسباب الربو في سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف المكتوم بين الأبوين الذي يستشعره الطفل وإن كان خافيا.
وعلى الجانب الآخر فالطفل الذي ينشأ في كنف والدين يبدو أنهما غاية في الاتفاق -أو هكذا يمثلان أمامه- ينقص تربيته جانب كبير يحتاجه لمواجهة الحياة الحقيقية بمكوناتها، فالطفل لا بد أن يعرف أن هناك غضبا يحتاج للتنفيس أو التعبير عنه، وأن هناك انفعالات ثائرة تحتاج للتعبير، بشكل لا يتجاوز حدود اللائق.
وبما أن منع الخلافات مناف للطبيعة البشرية وطبيعة الاجتماع البشري وما يحمله من احتكاكات يومية لا تخلو من اختلافات في وجهات النظر، تجعل من الصعب إن لم يكن من المستحيل منعها -فسبيل الحل هو إيجاد أسلوب للتفاهم، لا يقلل فقط من أثر تلك الخلافات على الأبناء، بل يتجاوزه إلى تدريبهم على فن إدارة الخلافات في حياتهم بشكل عام.
تشاجر ولكن..
وبعد، فقد تقف عزيزي الأب عزيزتي الأم حائرين تتساءلان: وماذا نفعل؟
الأمر ببساطة أن نحيا الحياة على طبيعتها دون أن نكبت أنفسنا أو نضيع حقوقنا أو حقوق أطفالنا، والحل ببساطة أن نثمر لنتعلم جميعا فنون إدارة تفاصيل الحياة؛ فكما أن الطفل بحاجة لتماسك العلاقة بين والديه، ويحتاج إلى انسجامهما في مواجهة مسئوليات الحياة، فهو بحاجة أيضا إلى حنكة والديه في إدارة الخلافات الأسرية بينهما، بما يعني موازنة ضبط الأمر بين اطلاع الطفل على حقائق الحياة وبين إشعاره بالأمان والاستقرار والتماسك.
فالطفل يتعلم مما يشهده من الإدارة الذكية لخلافات والديه أن مشاعر الغضب مسموح بها لأنها لا تؤذي أحدا، وأن الإحساس ما لم يرتبط بفعل فهو ما زال في نطاق المسموح، كما أنه يتعلم أن الاختلاف في الرأي لا يفترض أن يفسد للود أي قضية.
ضوابط إدارة الخلاف
يبقى أن نتعلم كزوجين مع أطفالنا ضوابط إدارة الخلاف الزوجي، بما يعطيهم المثل لتنظيم انفعالاتهم:
أولا: لا بد من تجنب الإهانات تماما باللفظ أو القول أو الحركة؛ فتلك الإهانات تصيب الحالة العاطفية للطرف المهان بشكل عام بنوع من الشروخ يصعب إصلاحها، ناهيك عما يصل للطفل من مشاعر تدمر اطمئنانه لزمن بعيد، كما يستمر إحساس الطرف المهان بالعار والخجل مما لا يمكن إزالة آثاره لوقت بعيد.
ثانيا: لا بد من السيطرة على الانفعالات في موقف الغضب كي لا تفلت، مع تأجيل المناقشة في الأمور التي يجب ألا يسمعها الأطفال لوقت لاحق.
ثالثا: مع الأخذ في الاعتبار أن قرار تأجيل المناقشة يعني تجنب إصدار الهمهمات والغمغمات الساخطة المشمئزة التي تنم عن الكراهية بلا صوت، فإن ذلك يثير شكوك الطفل وقلقه وتوقعه للكوارث.
رابعا: لا بد من إفهام الطفل أن الخلاف مسألة عرضية وطبيعية وتذوب بسرعة، والأصل هو الحب والعلاقة القوية بين الأبوين، وأنهما يحبان بعضهما، ويحترم كل منهما الآخر ويخشى عليه كل سوء، وأن كل مشكلة تنتهي ويتجلى ذلك بالتعبير اللفظي عن هذه الرسالة، والعملي من خلال تعاملات الوالدين المتحضرة.
خامسا: ينبغي ألا يسمع الطفل أصوات الصراخ والغضب -إن كان لا بد منها- من خلف الباب المغلق، بل يفضل أن تكون المناقشة في وجود الطفل أو على الأقل بلا مؤثرات صوتية خلف الأبواب المغلقة.
سادسا: وبدلا من الصراخ الأعمى فلتكن فرصة لتنفيذ وصية الرسول(ص) في التعامل مع الغضب، فيا حبذا لو استطاع أحد الوالدين المبادرة بتغيير جو الخلاف باقتراح تغيير الحالة، كالخروج في نزهة أو ممارسة لعبة، أو تناول أكلة تهدئ وتلطف الأجواء... أو التعامل بمرح، أو إنهاء الخلاف سريعا للتقليل شعور الطفل بألم الخلاف، مع اقتراح آليات لإرجاء المناقشة حال هدوء كل الأطراف، ومحاولة الطرف الهادئ تطييب خاطر الطرف الغاضب بشكل يعلن الاحترام له ولحالته الشعورية.
سابعا: لا داعي أن يلعب أحد الوالدين دور الشهيد المغلوب على أمره لكيلا يمتلئ الطفل قلقا وضيقا نحو واحد من اثنين يراهما أعز وأثمن ما يملك، أو يتحول إلى مستغل لهذه الحالة لمناصرة أحد الأطراف للحصول على مغانم خاصة به.
ثامنا: يجب ألا يتحول الآباء لمفسرين لسلوكهم باستمرار، ويتحول الأبناء إلى قضاة بل يفضل تقليل الخلافات قدر المستطاع.
لا شك أن المرونة مطلوبة لحياة أكثر إشراقا، وصاحب مبادرة الحل وعلاج الخلاف ليس الطرف الخاسر بأي حال.
مهما الليالي
مهما الليالي
التربية..(علم) و(أدب) و(فن)















التربية طرق وليست طريقاً واحداً وهي في النتيجة (علم) و(أدب) و(فن) ومنها ما يُلهَمهُ الإنسان المربّي (أباً أو أماً) بالفطرة، ومنها ما يأتي بالاكتساب والخبرة والتجربة، وليس هناك ـ حتى وإن أدّعى ـ من يمتلك كلّ الحصائل التربوية ويجيد استخدامها بدرجة عالية من دون الحاجة الى تجارب تربوية أخرى يستند إليها أو يستفيد منها. كما أن كتب التربية ـ قديمها وحديثها ـ لم تتوافر على استقصاء كلّ التجارب التربوية النافعة والصالحة لتضعها بين يدي القارئ قائلة: هذه هي طرق وأساليب التربية برمّتها ولست بحاجة إلى سواها.
إذا كانت المسألة كذلك، فسوف لن يعجزنا البحث عن تجارب ووسائل عملية قريبة المنال يمكننا التقاط اكثرها صلاحاً وصلاحية لتوظيفها أو ضمّها مع ما لدينا من تجارب ذاتية في هذا المجال. فالأب والأم على السواء لا يعدمان أصدقاء وصديقات أو الأقرباء والجيران ممن يترافدون معه في تجاربه في تربية أبنائه وبناته، فقد يفتح لي أسلوب لم أعهده ولم أجرّبه باباً لحل مشكلة استعصت علي، أو يساعدني في تجريب ما لم أجرّبه في الوصول إلى نتائج أفضل، فليس عيباً أن أسأل صديقي أو جاري: كيف تتعامل مع ابنك المراهق في مثل هذه الحالة أو تلك؟ وليس محرجاً ولا انتقاصياً أن تسأل الأم أمّاً أخرى في كيفية تعاطيها مع ابنتها في هذه المسألة أو تلك المشكلة.. العيب والاحراج والانتقاص أن يكون الماء مبذولاًُ لشاربه ونحن نكابر على عطشنا ولسنا في موارد الصيام حتى يكون ذلك من دواعي الفخر والاعتزاز، بل نحن أشدّ ما نكون حاجة لأيّ سبيل نافع نسلكه وصولاً لاداء اعظم مهماتنا على الاطلاق وعلى خير وجه.
ومما ينبغي الانتباه إليه هو أن (تبادل التجارب) لا يعني (استنساخ التجارب) فقد تنجح عملية الاستنساخ في مواقع، وقد تحتاج التجربة إلى شيء من التنقيح والتعديل، وقد تفتح لي أفقاً في تحويرها بما يناسبُ أولادي وبناتي بما أعرفه من خصوصيات طبائعهم وأمزجتهم وشخصياتهم.
وقد يكون نافعاً أحياناً الاشارة إلى النموذج الحيّ إذا كان معروفاً لدى الاولاد والبنات فيكون دافعاً للاقتداء والتأسي، وقد يكون مضراً أو يؤدي الى نتائج عكسية أو سلبية في حال استشعار الغيرة والحسد، ولذا فإنّ قدرة الأبوين على توظيف التجارب التي يستقونها من المحيط الخارجي توظيفاً سليماً وبما لا يتسبب في خدش المشاعر والاحاسيس، هي التي تعطي للتجربة المستقاة حيويتها في المحيط الجديد الذي يراد تجربتها فيه، وقد لا يكون من الضروري الاشارة إلى مصدر التجربة، بحيث يتم التعامل معها كما لو كانت من بنات أفكار الاب والام، ولعل ذلك هو الاصلح في الغالب أو العديد من الحالات.
القمورة أمورة
لاحول ولا قوة الا بالله ..
تم اعلان الملف
لملف منكوب



وعلى بقية العضوات الإغاثه قدر الإمكان ..:06:
تقبل التبرعات على عنوان الملف اعلاه ..