في الحَيَاةِ الزَّوجِيَّة ..
الإِهَانَة مَرفوُضَة!
هل يختلف وقع إهانة الزوجة لزوجها عن وقع إهانة الزوج لزوجته؟ وما أسباب انتهاج هذاالأسلوب في التعامل؟ وكيف نظم الإسلام العلاقة بين الزوجين لتقوم على الاحتراموالتقدير المتبادل وليس التجريح والسب والإهانة؟
في البداية يؤكد الدكتورمحمد أبو زيد الفقي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر أن المنهج الرباني في تكوين الأسرة والحياة الزوجية قائم على الرفق والتراحم والود المتبادلبين أفراد الأسرة وبخاصة بين الزوجين ، قال تعالى :
" ومن آياته أن خلق لكم منأنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم : 21".
فإذا تجاوز أحد الزوجين حدوده فالود والرحمة تتطلب أن يقابلالطرف الآخر هذا التجاوز بالصبر والتحمل والصفح، ولا يقل الزوج مثلا
" إن زوجت يشخصية متعبة "
، بل يحاول أن يتحملها وأن يفهمها ولا ينفعل بسرعة.
فبالرفق بهاينزل إلى مستواها ليرفعها إلى مستوى أعلى، وهكذا يتأنى عليها، ويترفق بها ويتحمل كلما يصدر عنها من جهالات حتى يصل بها إلى ما يحب من الصفات والطباع ويرضى. أما لوكان هذا الزوج يظن أنه لن يتعامل إلا مع المثاليين فعليه أن يبحث عن عالم آخر يعيشفيه!!
في إحدى المرات قال لي شخص: أنا لم أعد أتحمل ( زوجتي فلانة ) إطلاقا، فهيإنسانة لا تطاق ولا يمكن تحملها! ، فقلت له :
" وكيف إذن تحملها الله منذ ولادتهاحتى الآن؟ وكيف تحمل غيرها من أمثالها منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؟!
القلب الكبير الواسع هو الذي يتحمل العتاب ولا يضيق به ولو كان بألفاظ صعبة، وهو الذي يتحمل الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه التهكم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا أراد الله بأهل بلد خيرا أدخل عليهم الرفق " ، ويقول :
" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
، وقال أيضاً : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديدالذي يملك نفسه عند الغضب ".
والخطاب هنا موجه للزوج والزوجة، فيجب على الزوج أنيكون خيرا بأهله ويجب على الزوجة أن تكون خيرة بأهلها.
ويحذر د. الفقي
من أنمقابلة الإساءة بالإساءة تجعل الحياة جحيما لا يطاق وتتحول الأسرة حينئذ من وحدةاستقرار إلى وحدة تنافر.
ولا يظن أحد الزوجين أنه إذا ضغط أو أذى الآخر باللفظأو السلوك أنه سيكون قد أخذ حقه أو استرد كرامته المجروحة وإنما سيكون هو نفسه فيقمة الضيق النفسي والعصبي.
ذلك أن التجربة المشاهدة أثبتت أنه إذا ضايق أحد الطرفين الآخر فيالصباح فإنه يظل طوال النهار في حزن وضيق أما إذا كان الأمر بالعكس بأن يقابل الزوجالزوجة بالحلم أو قابلت الزوجة إساءة زوجها بالحلم فإن صاحب هذا الخلق سيظل سعيداطوال وقته ويجنى ثمرة حلمه استقراراً في بيته وأسرته.
وتشير د. فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي وخبيرة العلاقات الزوجية والأسرية
إلى أن الإهانة أمر مرفوض فيالحياة الزوجية بين الطرفين، وأن أكثر شيء يهين الزوجة هو الطعن في شرفها أوكرامتها وعزة نفسها وأنوثتها.
أما أكثر شيء يهين الرجل ( الزوج ) فهومعايرته بعدم قدرته الجسدية أو عدم قدرته على تحمل مسئولية بيته والانفاقعليه.
وتضيف أن إهانة الشخص والتقليل من شأنه يمكن أن تحدث بالنظرة أو الكلمة أوالإشارة أو العنف.
وتشدد خبيرة العلاقات الزوجية على أنه يجب على الطرف المخطئأن يبادر بالاعتذار ويعد بألا يكرر الإهانة مرة أخرى على الإطلاق حتى لا تتحولالإهانة إلى درجة من درجات العنف ورد الفعل المماثل من الطرف المهان وتصعيد الموقفوقد يصل الأمرـ كما حدث في بعض الحالات
ـ إلى القتل وإزهاق الروح!!
ولم تنس د. فاطمة
أن تلفت نظر الأزواج والزوجات إلى أن يتجنبوا الشجار أمام الأبناء ، وبخاصةالأطفال منهم،
إذ ليس من التربية السليمة للنشء أن يشهدوا مثل هذه المواقف.
منقووووول الفائدة وجزاالله صاحب الموضوع خير الجزاء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حزن؟
•
يسلمو الله يدخلج الجنة الفردوس
الصفحة الأخيرة