الايجابية وقوة الارادة

ملتقى الإيمان

الايجابية وقوة الارادة
ثلاث اقسام حددي مع من تكوني
قال تعالى: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ*وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ*فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ*فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(الآيات من 163-166 من سورة الأعراف).
اختبار الإرادة
تروي لنا هذه الآيات قصة قرية ساحلية من قُرَى بني إسرائيل، بعد أن فرض الله تعالى عليهم اختبار إرادة(ابتلاء)، فَحَرَّم عليهم الصيد يوم السبت، وكان جوهر الاختبار أن كانت الأسماك تأتي-بمشيئة الله-يوم السبت غزيرة، وتَقِلُّ أو تختفي في غيره، لقد أمرها الله سبحانه أن تفعل ذلك بمشيئته
فماذا كان من أهل هذه القرية؟ لقد توزعوا ثلاث أمم: أمة تحايلت، وأمة نصحت، وأمة وقفت سلبية.

فالأمة الأولى:
ارتكبت معصية التحايل على النص، فنصبت الحواجز لتحبس الأسماك القادمة يوم السبت؛ لتلتقطها في اليوم التالي، ويظنون أنهم بذلك قد تفادوا العصيان، إذ لم يخالفوا الأمر جهرة هذه الأُمَّة لم تستطع أن تنهض بعهودها مع الله عندما اصطدمت العهود مع المغريات والأطماع، هذه الأمة سقطت في اختبار الإرادة والاستعلاء على الإغراء والأطماع، وأمة هذا حالها لا تصلح أن تنهض بأمانة الدعوة والخلافة؛ لأنها لم تَحْوِ قلوبًا تقية تستقر فيها خشية الله، ولأن هذه الأمة التي لم ترتق الإرادة فيها إلى القدْر الذي يمكِّنها من أن تسيطر به على الرغبة، تنازلت عن خاصية الإنسان وانتكست إلى خصائص الحيوان تسيطر الرغبة فيه على الإرادة فاستحقت أن تُمْسَخَ إلى مثل ما رضيت أن تنتكس إليه مُسِخت إلى قردة خاسئين.

الإيجابية سبيل النجاة:
فقد وقفت بإيجابية في وجه المعصية والاحتيال، بالإنكار والتوجيه والنصيحة، هذه الأمة -التي نَهَتْ عن السوء- أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، حرست أمر الله بتقوى القلب، علمت أن مناط نجاتها في أداء أمانة البلاغ -حتى ولو لم يستجب العاصي- أدركت أن الكسب الأساسي في أن يعلم الله أنها قد أدت واجبها، أما أن يعود العاصي إلى حظيرة التقوى، فذلك كسب إضافي وأمل منشود لعله يتحقق، هذه الأمة استحقت أن ينجيها الله يوم أخذ الباقين بعذاب شديد بئيس.

السلبيون مُهْمَلون:
أما الأمة الثالثة: فهي الأمة السلبية التي لم ترَ جدوَى من الوعظ والتحذير، وظلمت نفسها حين خذلت الأمة الإيجابية، وذهبت تقول:(لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا)، هذه الأمة لم يذكر القرآن أنها نجت مع الذين كانوا ينهون عن السوء، ربما استحقت الإهمال فلم تُذكَر تهوينًا لشأنها، وربما هلكت مع الهالكين لِتُحشَر يوم القيامة على نياتها.

واجبنا العملي:

أن نكون كالأمة الثانية الإيجابية، وقد يتحقق ذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعالَوا نحدد معروفًا معينًا نبدأ به،أو منكرا وننكره في مجتمعنا القريب جدا في البداية مع بناتك وأولادك، مع زملاء العمل، مع الجيران، مع الأهل والأقارب، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله ؟، قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فخلق الإيجابية من عوامل تقدم المسلمين ونصرتهم، والعكس ان رضينا بأن نكون من الفئة الثالثة السلبية فنخشى أن يصيبنا الله بما يصيب العصاة لسكوتنا على معاصيهم كما قال الله (واتقو فتنة لا تصيبن الذين ظلمو منكم خاصة) يعني ستعم آخرين معهم ,

اللهم أهدينا الى أحسن ألأخلاق لا يهدي الى احسنها الا انت
0
265

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️