الا اجد بينكم رشيدا يحدثني

منقول

أأبقى أم أهاجر  

سؤال يتردد صداه في أذن كل شاب وشابة 

يعيش الفرد أصعب اللحظات يتمنى ان يرشده الرب إلى القرار السليم

هل يترك بلداً قضى فيها جل عمره أو ربما ولد فيها وترعرع 

هل يترك بلداً أتقن لهجة أهلها ولبس زيهم وشجع أنديتهم حتى ظن انه فرداً منهم 

هل يترك أصدقائه وجيرانه وحيه وزملاء مدرسته وعمله 

هل يترك هذا كله ليذهب لعالم جديد 
لا يدري وسطه من طرفه ولا مبتدءه من خبره 

هل وهل وهل وهل تجعله هذه الأسئلة لا ينام تولد دمعة على عينيه لا يريد لها الانسياب على خديه حتى لا يُشعر القدر أنها لحظة حيرة واستسلام 

هو لم يفكر لحظة في الابتعاد لكنهم فكروا في الإبعاد !! 

يخشى على مصيره ومستقبله ان يضيع بجرة قلم لا يراعي عشرة ولا يقدر حالاً 

هو ينوي البقاء لكنه مع كل قرار يتجه لحزم الحقائب 

يتذكر مكة والمدينة فتثار من حوله تلك المشاعر الإيمانية فيختار الجلوس ثم يسمع انه لا يؤدي الحج إلا بموافقة الكفيل 
فيعزم على الرحيل 

يود أن يكلم الوزير الفقيه ليقول له أنا اصرف كل ما أجنيه هنا 
لكن الوزير اشاح عنه بنطاق احمر فلم يعد يستطيع السفر ولا العلاج ولا التجديد
وتوقف أبناءه عن التعليم الحكومي والأهلي !! 

يملك حباً لهذه البلد يحزن لحزنها ويفرح لفرحها لكنه يتفاجأ بأن الإخفاق يعلق عليه
والإنجازات تسلب منه

لا يتذكر احد ذلك الباكستاني الذي أنقذ 14 نفساً ثم مات 
لكن الجميع يتذكر عاملاً غلبته نفسه الامارة بالسوء فارتكب منكراً 

يحسب حساباته ويفكر في الرحيل لبلد
لا يؤمن بعقيدتها ولا يتكلم بلغتها لانه سمع انه سيكون محمي بالقانون معتبراً من بني البشر 

يسمح له فيها بالعمل ولبنيه بالتعليم ولوالدته بالعلاج 

لكنه قبل ان يشتري التذاكر يتذكر مصير أبناءه كيف سيدرسون ومع من سيعيشون وبمن سيقتدون 

تفجعه قصة صديق صديقه 
عاد إلى منزله صباحاً في رمضان فوجد ابنه الشاب 
يأكل وجبة وابنته تستمع للموسيقى

يستغرق في التفكير طويلاً 

داوود يطلب منه المغادرة 
ديفيد يطلب منه القدوم !!! 

وبين الطرد والطلب يفكر ويفكر ويزفر صدره بكلمات جارحات

الا تسع بلاد المسلمين المسلمين الذين نكبوا في بلدانهم 

هل أصبحت قصة الأنصار والمهاجرين ضرباً من الخيال 

لم يطلب المغترب صدقة أو عطفاً إنما كان يسأل سؤال عبدالرحمن ابن عوف

( دلوني على سوق المدينة