بسم الله والحمد له والصلاة والسلام على رسول الله
كلنا يعلم أن كل شيئ له بدايه ونهايه فالليل له بدايه ونهايه والنهار له بدايه ونهايه ...وكذلك الأنسان
له نهايه :
فإما أن يبشر بروح وريحان وجنت نعيم . نسأل الله ان يحسن خاتمتنا , وإما أن يبشربنزل من حميم
وتصلية جحيم . الموت جعله الله من أعظم المصائب وقد سماه الله مصيبه{ فاصابتكم مصيبة الموت }
لماذا مصيبه ؟لإنه تبدل من حال إلى حال ومن دار إلى دار ,وهو المصيبة العظمى والرزية الكبرى
وإعظم منه الإعراض عن ذكره
وقلة التفكر فيه والعمل له . وهذه الحياة ليس فيه أحد سيخلد {إنك ميت وإنهم ميتون }وقوله تعالى{افحسبتم أنما
خلقنكم عبثا وانكم الينا لاترجعون }
ـــ حــــــــال السلف :ـ 1ـ لما حضرت عمرو بن العاص رضى الله عنه الوفاه , قال إبنه : ياأبتاه , إنك كنت تقول ياليتنى أجد رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد , وأنت يا أبتي ذلك
الرجل فصف
لي الموت ؟ فقال رضى الله عنه :{كأني اتنفس من خرم إبره , وكأن روحي غصن شوك يجذب من قدمي إلى دماغي }.
2ـ وكان يزيد الرقاشي يعاتب نفسه قائلاً :{ويحك يانفسي من الذي يصلي عنك بعد الموت , من الذي يصوم عنك بعد الموت , ثم يقول : ياأيها الناس :ألا تبكون على انفسكم بقية عمركم ,فمن كان الموت موعده, والقبر بيته, والثرى فراشه , والدود مؤنسه , وخوف الفزع الأكبر يزعجه كيف يستلذ بمنام }.
3ـ هارون الرشيد رحمه الله وقد كان يحج سنه ويغزو سنه , ولما جاءته الوفاه قال: {ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه , يامن لايزول مُلكه إرحم من زال مُلكه}.
4ـ وقال الشافعي رحمه الله {أحد الإئمه الاعلام} عند موته : ليت شعري هل نفسي إلى الجنه فأهنيها أم إلى النار فاعزيها .
5ـ شيخ البخاري كانوا يقولون : لو قيل له أنك ستموت غداً ما زاد في عمله شيئاً {فقد كان رحمه الله يتقلب طوال اليوم في أنواع الطاعات :ذكر وتسبيح وقراءة قرآن ونشر العلم .........}.
6ـ ولما حضرت عمر بن عبد العزبز الوفاه, وقد دس خادمه السم في طعامه , فلما أكل منه, أحس بسريان السم
في جسمه , فسأله هل وضعت سماً في طعامى ؟ قال:نعم , قال: ما حملك على هذا ؟ قال :بنو أميه {أي ابناء عمه} مقابل مبلغ من المال , فقال رحمه الله{وانظري إلى العفو والصفح عند المقدرة}:أما المال فلا يحل لك , وأما أنت فاذهب فلا يراك أحد}...وطوال الليل وهو يعاني من السم يسري في جسده ثم قال لمن حوله: أني أرى أناساً لاهم بالأنس ولا بالجن ثم قرأ{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساد والعاقبه للمتقين } ثم خرجت روه رحمه الله.
7ـ يوسف بن اسباط رحمه الله: كان اذا شيع جنازه يرجعون به في النعش الى داره .
8ـ وقال ابو هريره رضى الله عنه : ألا اخبرك بيوم فقري؟ يوم أوضع في قبري.
9ـ ضحك ابن المبارك رحمه الله عند الموت وقال {لمثل هذا فليعمل العاملون }.
10ـ وقال الحسن ـ عندما رجع من جنازه ـ لشاب خرج معهم الى المقبره: أرأيت لو رجع هذا الميت الى الدنيا
لعمل صالحاً ؟ قال : نعم إن لم يكن هو فكن أنت .
11ـ وقال ثابت البناني: طوبى لمن ذكر ساعة الموت , وما أكثر عبد ذكرالموت ألا رؤي ذلك في عمله } فان من ايقن بالموت غداً عمل يومه كله في طاعه الله , وهكذا يوماً بعد يوم حتى يأتيه اليقن .
فان من قصر أمله وجعل الموت أمام ناضريه عمل للآخره ,واستفاد من كل لحظة من لحظات عمره في طاعة الله ,وتحسر على كل وقت أضاعه بدون عمل صالح يقربه الى الله زلفى وهو لما قدم فرح مسرور بالانتقال الى الدار الآخرة . قيل لعبد الله بن عمر: مات فلان الأنصاري , قال : رحمه الله , قالوا: ترك مائه درهم , قال لكن هي لم تتركه }.
قال سلمه بن دينار :كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت .
قيل لعبد الله بن مروان في مرض موته كيف تجداك ؟ قال: أجدني كما قال الله{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقانكم أول مره وتركتم ما خولنا كم وراء ظهوركم }.
قال شفيق بن ابراهيم : استعد اذا جاءك الموت ألا تسأل الرجعه }.
وبكى ابن المنكدر عند الوفاه , فقيل : ما يبكيك ؟ قال :والله لا أبكى لذنب أعلم اني اتيته .ولكني اخاف اني اتيت شيئا حسبته هيناً وهو عند الله عظيم }.
وكان الجنيد يقرأ القرآن في ساعة الموت ويصلى , فقيل له :في مثل هذه الحاله يا أبا علي ؟ قال: {ومن أحق مني بذلك , وما هو ذا تطوى صحيفة عملي } ثم كبر.
وحين حضرت محمد بن سرين الوفاه بكى فقيل ما يبكيك ؟ قال: أبكى لتفريطي في الأيام الخاليه وقلة عملي للجنه العاليه وما ينجي من النار الحاميه}.
أؤمل أن احيا وفي كل ساعه تمر بي الموتى تهز نعوشها
وهل أنا مثلهم غير أن لــــي بقايا ليال في الزمان أعيشها
ولما مرت جنازه على {جرير} المفسر رحمه الله ,قال : شبتني هذه الجنائز ,ثم انشد:
تروعنا الجنائز مقبلات ونلهو حين تذهب مدبراتٍٍ
كروعة ثلهٍ لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات ٍ
قال الأعمش: كنا نشهد الجنائز ولا ندرى من المعزى فيها لكثرة الباكين ,وأنما كان بكاؤهم على انفسهم لاعلى الميت.
ولما مرت بالحسن جنازه قال:يالها من موعظة لو وافقت من القلوب حياه .ثم قال: ياغفلة شامله للقوم كأنهم يرونها في النوم ,ميت غداٍ يدفن ميت اليوم .
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حُطّ ذا نعشه ذ اك يركب
نؤمل آمالاً ونرجــــوا نتاجــهــــا وعل الردى مما نرجيه أقربُ
وما نراه في المقابر اعظم عظة وأكبر , فحامل الجنازة اليوم محمولاً غداً , ومن يرجع من المقبره إلى بيته اليوم سيرجع عنه غداً , ويترك وحيداً , مرتهناً بعمله أن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وقبل فتره ليست بالطويله :تقدم المصلون للصلاه على جنازتين لشابين , فقال إمام المسجد لمن حوله : هذا الميت
غسل هذا الميت !!! {غسله وبعد خروجه من المغسله جاءت سياره مسرعه فدعسته فغسل وصليا عليهما جميعاً} رحمنا الله واياهم وموتى المسلمين ؟!!
وبعد ان عرفتي ياأخيتي ـ حال السلف الصالح رضوان الله عليهم .......هلا تفكرتي في نفسك المقصره وخاتمتك
المغيبه, هل تعلمين انكِ ستخلعين ثيابك التي لبستيها بيديك أم ستخلعها المغسله ؟!!
اذاً لما التمادي في المعاصي ,والأعراض عن الطاعات ؟! فان من علامة حب الله ان تثقل عليك المعصيه وان تتلذذي بالطاعه . قيل لذي النون : متى أحب الله ؟ قال: إذا كان ما يبغضه الله أمرَّعليك من الكبرْ{نبات مرَّ}ومعلوم ان من كاتن المعاصي عنده أمرَّ من الكبرْ كانت الطاعات عنده أحلى من العسل . قال بعض العلماء
إذا رأيت من يعصي الله فذاك دليل على نقصان محبة الله في قلبه.
ماذا أعددت ِللموت وشدته , والقيامه وأهولها ,والصراط وحدته .....
الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار جنة خلد أن عملت بما يرضى الإله وإن قصرت فالنار
أوصيكِ بوصيتين عظيمتين : {1}ـ التقرب الى الله بالطاعات .
{2}ـ ترك المحـــــــرمــــا ت.
وسوف نتعرف عليهما في الجزء الثاني من الاستعداد ليوم المعاد..........منقول

عصفورة عسل @aasfor_aasl
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

كوب قهوه
•
جزاك الله خير

الصفحة الأخيرة