في رحلة البحث عن الزوج المثالي، تسير الفتاة وفي رأسها قائمة طويلة بالاشياء التي تشعر أنها بالضرورة، لا بد أن تكـون موجودة في شريك المستقبل، لكن هذه الرحلة تطول وربما تضل الفتاة طريقها وتفقد القدرة على الاختيار وتنتهي الى العنوسة.
الكاتبة «لورا دويل» صاحبة كتاب «الزوجة المستسلمة» الذي تناولناه بالبحث من قبل، ألَّفت كتابا آخر تحت عنوان «العزباء المستسلمة» وفيه تؤكد «دويل» ان هناك اسئلة تدور في رأس كل من تبحث عن شريك الحياة مثل: «اين ذهب الرجل المثالي؟» او «لماذا لا استطيع ان أجد الشخص المناسب؟» او «هل سأقابله في يوم قادم؟.. وهل اقدم أم أحجم؟.. وهل أغامر ام أنتظر؟!».. وعندما يتقدم اليها شخص ما للزواج تظل تسأل عن مواصفاته: طويل.. قصير.. ابيض.. اسمر.. رشيق ام ممتلئ.. انيق أم مهمل في ثيابه؟
تقول دويل: إن تلك الاسئلة كلها تظل تسألها الفتيات لأنفسهن حتى يسرع قطار الزواج ولا يقف في محطاتهن، ولذلك فالحل من وجهة نظرها، ان تتنازل الفتاة عن بعض طموحاتها في الزوج المثالي فتلك القائمة الطويلة الراسخة من الشروط في عقل وقلب كل فتاة لا بد ان يتم اختصارها حتى تصل الى البنود الأساسية فقط.
وتقول دويل: ان الرجل غير المثالي والذي لا تتوفر فيه المقاييس والمواصفات العالية يمكن للمرأة ان تحيا معه بسعادة لم تكن تتخيلها، فإلى جانب الأشياء الناقصة سوف تشعر المرأة بحلاوة وأهمية الصفات الأخرى مما يجعلها تشعر بأن حياتها متوازية.. وان الشروط العالية التي كانت تضعها للزوج المثالي ليست صحيحة او مبالغا فيها.
وتنصح دويل، الفتاة بألا ترفض فكرة مقابلة شخص ما لأنه لا يطابق الفكرة الموجودة في رأسها فزوج المستقبل لن تعرفه المرأة بمجرد رؤيتها له، خاصة إذا كانت الفتاة تحد من رؤيتها للاشخاص وتحصرهم طبقا للقائمة الموجودة في رأسها.
ولكن لا تزال كلمة «المرأة المستسلمة» تخيف الكثيرات، وذلك لما تنطوي عليه كلمة الاستسلام من إشارة الى الهزيمة او التخلي عن شيء.. ولكن يجب ان تؤكد الفتاة لنفسها ان الاستسلام هنا يعني الإعتراف بضرورة تغيير بعض افكارها ومواقفها ممن حولها وانها بذلك سوف تحدث تأثيرا عميقا ليس فقط على من حولها ولكن عليها هي ايضا.
إن كلمة الاستسلام لا معنى لها وعلى الفتاة ان تبدي رغبتها في زوج مناسب فقط وعليها ايضا ان تتخلى عن فكرة الشريك المثالي وألا ترفض مَن امامها لمجرد انها لا تجد فيه ظاهريا المقاييس المناسبة من وجهة نظرها.. يجب ايضا ان تشعر انها مسؤولة عن سعادتها التي يجب ان تحرص عليها وذلك عن طريق التحري جيدا قبل خوض تجارب غير مناسبة.. يجب ان تفهم ايضا ان «الاستسلام» بمعناه الصحيح والتنازل لا يكون عن كل الاشياء ولكنها يجب ان تُحكِّم قلبها وعقلها قبل قبول او رفض اي علاقة.
وتؤكد دويل ان تأخر سن الزواج سببه القائمة الطويلة الموجودة في رأس كل فتى وفتاة مقبلين على الزواج والتي تأمل بكتابها هذا تعديل هذه القائمة لتصبح في صالح الفتى والفتاة.
ان الزواج واقع يختلط فيه المناسب بغير المناسب والجميل والقبيح والمثالي وغير المثالي.. وزمان كان بطل السينمـا مثلا هو الشاب الجميل الطـويل الانيق في السينما العـاليمة «كـلارك جيبل» و«تيرون باور» و«روبرت تيلور»، الآن «جين هكمان» و«روبرت دي نيرو» و«جون فويت».. اي الرجل العادي.. وفي السينما العربية كان «انور وجدي» و«كمال الشناوي» و«رشدي اباظة».. الآن «محمد هنيدي» و«محمد سعد» و«يحيى الفخراني».. لقد تحول المثالي الى الواقعي.. في السينما وفي الحياة أيضا.
أشياء أخرى: «رجل استطاع أن يقول لزوجته: لا.. هذا الرجل لم يسمع به أحد بعد».
بقلم:-
عبدالله باجبير.
مجلة سيدتي.

صمت الجروح @smt_algroh
سفيرة التجارب
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الصفحة الأخيرة
حبيبتي لاتصمتين فض فضي :39: