@البدع ( و منها بدع يوم الجمعة ) @

الملتقى العام





بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و سلم ، أما بعد ..



فإن أصدق الكلام كلام الله و خير الهدى هديُ محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيم } ، { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون } .


عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( من يعش منكم بعدي ، فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ))


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) رواه البخاري و مسلم .

يقول ابن رجب في شرحه للأربعين النووية و هذا الحديث أصل من أصول الإسلام ، و هو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أن حديث : (( الأعمال بالنيات ))



ميزان للأعمال في باطنها ، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى ، فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله و رسوله ، فهو مردود على عامله ، و كل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله و رسوله ، فليس من الدين في شيء .



ما هي البدع ؟؟

يقول ابن عثيمين رحمه الله في المجموع الثمين الجزء الاول :

البدعة : قال فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إياكم و محدثات الامور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ))



و إذا كان كذلك فإن البدع سواء كانت ابتدائية أم استمرارية يأثم من تلبس بها لأنها كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم : (( في النار )) أعني الضلالة هذه تكون سبباً للتعذيب في النار ،

و إذا كان الرسول حذر أمته من البدع فمقتضى ذلك أنها مفسدة محضة لأن الرسول صلى الله عليه و سلم عمم و لم يخصص قال : (( كل بدعة ضلالة )) .


ثم إن البدع في الحقيقة هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية لأن معناها أو مقتضاها أن الشريعة لم تتم ، و أن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم .


فعليه نقول : كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار ،


و الواجب الحذر من البدع كلها ، و ألا يتعبد الإنسان إلا بما شرع الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، ليكون إمامه حقيقة ؛ لأن من سلك سبيل بدعة فقد جعل المبتدع إماماً له في هذه البدعة دون الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .


يقول ابن رجب في شرحه للأربعين النووية

و الأعمال قسمان عبادات و معاملات :

فأما العبادات ، فما كان منها خارجاً عن حكم الله و رسوله بالكلية ، فهو مردود على عامله ، و عامله يدخل تحت قوله : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } ،



فمن تقرب إلى الله بعمل ، لم يجعله الله و رسوله قربة إلى الله ، فعلمه باطل مرود عليه


هل هناك بدعة حسنة ؟؟ و معنى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة )) ؟؟

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المجموع الثمين :


و ليس في الدين بدعة حسنة أبداً ، و السنة الحسنة التي توافق الشرع ، و هذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يتبعها بعد تركها أو يفعل شيئاً يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة اشياء :


الأول : إطلاق السنة على من ابتدأ العمل


و هذا سبب الحديث (( من سن في الإسلام سنة حسنة )) ،

فإن النبي صلى الله عليه و سلم ، حث على التصدق على القوم الذين قدموا عليه الصلاة و السلام ، و هم في حال صعبة جداً ، فحث على التصدق ، فجاء رجل من الأنصار بصرة من فضة قد أثقلت يده ، فوضعها في حجر النبي صلى الله عليه و سلم ،

فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( من سن الإسلام سنة فله أجرها و أجر من عمل بها )) فهذا الرجل سن سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع .



الثاني : التي تركت ثم فعلها إنسان فأحياها ، فهذا يقال عنه : سنها بمعنى أحياها ، و إن كان لم يشرعها من عنده .



الثالث : أن يفعل شيئاً وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس و طبع الكتب ، فهذا لا يتعبد لله بذاته ، و لكن لأنه وسيلة لغيره .



فكل هذا داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها )) و هذا مبسوط في غير هذا الموضع



14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فتاة تحب السلفية
فتاوى العلماء في البدع ....
بدع يوم الجمعة


(( السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم 6364

س: ما حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد وخاصة يوم الجمة قبل دخول الإمام؟

جـ: لا يجوز ذلك وتخصيصه بيوم الجمعة قبل دخول الإمام بدعة محدثة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

عضو
عبدالله بن قعود

عضو عبدالله بن غديان

نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي

الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

.


فتاة تحب السلفية
السؤال الثاني من الفتوى رقم 3246

س: لقد رأينا إماما بمدينة البليدة يقول للمسلمين وهو على المنبر : وحدوا الله ؛ فتنطلق أصوات المسلمين بالتهليل والتكبير، فهل من حق الإمام أن يقول لهم ذلك؟ وهل من حقهم أن يهللوا؟ وما معنى الحديث القائل: إذا قلت لصاحبك ولاإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت. نرجو الإجابة . والسلام عليكم ورحمة الله .


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على آله وصحبه.. وبعد:

جـ : أولا : إذا كان قصد الخطيب من قوله للحاضرين: وحدوا الله؛ أن يرشدهم إلى ما يجب من توحيد الله في ربوبيته وإلهيته وفي أسمائه وصفاته ليعتقدوا ذلك ، لا ليجيبوه بتلك الأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير ؛ لكنهم فهموا منه خلاف ما أراد ؛ فأجابوه بهذه الأصوات؛ فلا حرج عليه.


أما هم فقد أخطئوا في فهمهم ورفع أصواتهم، وعليه أن ينصحهم ويرشدهم إلى ما أراد حتى لا يقودوا إلى مثل ذلك مرة أخرى. وإن كان قصده أن يجيبوه في الحال بالتهليل والتكبير مع رفع الأصوات بذلك فهو مخطئ مبتدع وهم مخطئون مبتدعون؛ لأن ذلك لم يعهد من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبه، ولا من الخلفاء الراشدين في خطبهم ،


ولا ممن كانوا يستمعون لهم ، إنما كان يسأل الخطيب بعض من في المسجد عن أمر يتعلق به، كما كان من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع سليك لما دخل المسجد والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب فجلس ولم يصل تحية المسجد؛ فأمره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أ، يقوم فيصلي ركعتين، وكما كان منه مع أعرابي اشتكى القحط وطلب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يسأل الله تعالى أن ينزل المطر، فدعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه فنزل الغيث واستمر حتى طلب منه في خطبة الجمعة التي بعدها أن يمسكه فدعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه أن يجعله حيث ينتفع به ولا يضر.

وكما كان من عمر مع عثمان لم يبكر إلى الجمعة يوما قال عمر: أية ساعة هذه. فقال عثمان: والله لم أزد على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضا ـ رضي الله عن الجميع ـ، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وقال: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".

ثانيا: الحديث الذي ذكرت رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ومعناه إذا تكلمت مع جليسك والإمام يخطب خطبة الجمعة ـ ولو بنصيحة وأمر بمعروف ونهي عن منكر كقولك اسكت واستمع للخطبة؛ فقد أسأت، وارتكبت ما لا ينبغي، والذي ينبغي في ذلك أن يوجه الكلام إلى الخطيب لينصح من يراد نصحه ليكف عن الشر ويقبل على الخير، وذلك حتى لا يتتابع الحاضرون بالمسجد وقت الخطبة في اللغط واللغو من الكلام ولا مانع أن يشير إلى المسيء إشارة يفهم منها الكف عن الإساءة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


عضو
عبدالله بن قعود

نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي

الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


فتاوى اللجنة الدائمة، المجلد الثاني، ص 374،373.



فتاة تحب السلفية
السؤال الأول من الفتوى رقم 6417

س: نعيش في قرية مقيمة على السنة السمحاء من زمن بعيد،

أرسلت وزارة الأوقاف خطيبا لمسجد قريتنا وأغرانا هذا الخطيب أولا بأنه سيستمر على النهج الذي ننهجه ، وبعد ما ثبت أقدامه بالمسجد قال: نريد أن نضع جهاز راديو يقرأ القرآن قبل صلاة الجمعة كما هو موجود في باقي المساجد في مصر.

وطبعا أتباع الشيطان كثيرون وافقوه ووضعوا فعلا الراديو في مكبر الصوت قبل الصلاة وحاولت منعه نم هذا العمل وأوردت له الأدلة بعدم مشروعية قراءة القرآن بالصوت المرتفع، حيث يصلي الناس ، وأن هذا العمل إحياء لبدعة وإماتة لسنة، فقال لي: إذا كان هذا ممنوعا فلماذا ينتشر في جميع مساجد مصر؟ حتى وصل الأمر في البدع أنهم وضعوا جثمان الميت في النعش أمام المصلين يوم الجمعة قبل الصلاة وصلينا عليه الجمعة وهو أمامنا، ثم صلينا عليه صلاة الجنازة وحاولت منعه من هذا العمل قبل صلاة الجمعة لعدم مشروعية هذا التصرف فرفض، وقال: إن هذا رأي الإمام مالك، وذلك للاتعاظ. فقلت له : إن الإمام مالك يكره صلاة الجنازة في المسجد كافة؛ فاكتفى برأيه ورفض رأيي وإن مجال البدع أصبح مفتوحا أمام أهل القرية بمقدم هذا الإمام وسوف يكون هناك أكثر وأكثر.. فماذا أفعل .. وإنه يوجد من أهل القرية من يريد السنة والابتعاد عن البدع ولا يوجد بالقرية سوى هذا المسجد؟ .. هل أترك القرية وأصلى في أحد المساجد المقيمة على السنة بالاسكندرية، وإذا فعلت هذا سوف يكون هناك مزيد من البدع ويوجد من يريد السنة ولا يستطيع السفر القريب لأداء الصلاة في المساجد الأخرى المقيمة على السنة، لأن هذا النوع قليل في الريف بالذات؟


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه... وبعد

جـ : أولا : وضع جهاز راديو أو نحوه لإذاعة القرآن بصوت مرتفع في المسجد يوم الجمعة قبل مجيء الإمام لا يجوز.

ثانيا : الصلاة على الجنازة في المسجد جائزة على الراجح من قولي العلماء لقيام الدليل على ذلك، فهي لا توضع أمام المصلين للفريضة حتى يسلموا منها ثم توضع بينهم وبين القبلة ليصلوا علها صلاة الجنازة.

ثالثا: لا ينبغي لك أن تترك الصلاة مع الإمام المذكور من أجل ما ذكرت وينبغي لك الاستمرار في مناصحته وبيان السنة له بدليلها بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن عسى الله أن يهديه ويستجيب لك.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبدالله بن قعود

عضو
عبدالله بن غديان

نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي

الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


من فتاوى اللجنة الدائمة، ج2/ ص388،287


فتاة تحب السلفية
يقول الشيخ الألباني رحمه الله إن مما يجب العلم به أن معرفة البدع التي أدخلت في الدين أمر هام جداً ،


لأنه لا يتم للمسلم التقرب إلى الله تعالى إلا باجتنابها ، و لايمكن ذلك إلا بمعرفة مفرداتها إذا كان لا يعرف قواعدها و أصولها ،


و إلا وقع في البدعة و هو لا يشعر ، فهي من باب (( ما لايقوم الواجب إلا به فهو واجب )) كما يقول علماء الاصول ، رحمهم الله تعالى ـ .



قال الشاعر :



عرفت الشر لا للشــ ــر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه


وهذا المعنى مستقى من السنة ، فقد قال حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ : (( كان الناس يسألون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ؛ وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . فقلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال : نعم ؛ قوم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ... الحديث ". .



ولهذا كان من الضروري جدا تنبيه المسلمين على البدع التي دخلت في الدين .



وليس كما يتوهم البعض : إنه يكفي تعريفهم بالتوحيد والسنة فقط ، ولا ينبغي التعرض لبيان الشركيات والبدعيات ، بل يسكت عن ذلك ! وهذا نظر قاصر ناتج عن قلة المعرفة والعلم بحقيقة التوحيد الذي يباين الشرك ، والسنة التي تباين البدعة .



ولذلك فإن التنبيه على البدع أمر واجب على أهل العلم ، وقد قام بذلك طائفة منهم ، فألفوا كتبا كثيرة في هذا الباب ... وقد جمعت منها مادة عظيمة في البدع ...هي أصل كتابي ... "قاموس البدع "... وهذا الفصل الذي بين يديك هو دليل عليه ، ونموذج منه . والله سبحانه هو الموفق .



فتاة تحب السلفية
و من البدع التي تقام يوم الجمعة :




1ـ اتخاذه يوم عطلة .


2ـ التجمل والتزين له ببعض المعاصي ؛ كحلق اللحية ، ولبس الحرير والذهب .


3ـ تقديم بعضهم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد .


4ـ التذكار يوم الجمعة بأنواعه .


5 ـ الأذان جماعة يوم الجمعة .


6ـ تأذين المؤذنين مع المؤذن الراتب يوم الجمعة في صحن المسجد .


7ـ الزيادة في هذا الأذان الثاني على واحد حيث يؤتى بمؤذن ثان يؤذن على الدكة ؛ كالمجيب للأول .


8ـ صعود المؤذن يوم الجمعة على المنارة بعد الأذان الأول لينادي أهل القرية للحضور وتكميل عدد الأربعين .


9ـ تفريق الربعة حين اجتماع الناس لصلاة الجمعة ، فإذا كان عند الأذان قام الذي فرقها ليجمع ما فرق من تلك الأجزاء .


10ـ السماح للرجل الصالح بتخطي رقاب الناس يوم الجمعة بدعوى أنه يُتَبَرّك به .