البقدونس ..الاستعمالات والفوائد

البقدونس أشهر التوابل، وهو من نباتات الفصيلة الخيمية انتشاراً واستعمالاً،وينتمي الى تلك الفصيلة التي تجمعه بالينسون والكراويا والكمون والكزبرة والشومر والكرفس. وأسماؤه بالعربية كثيرة: البقدونس في طليعتها، وهو يدعى أيضاً المقدونس والكرفس الرومي واسمه اليوناني المعرب «بطراسليون». ويقولون إن موطنه الأصلي جزيرة مقدونيا، وهي جزيرة يونانية، يرى بعض المتخصصين أن كلمة مقدونس ثم بقدونس قد اشتقتا منها، وقيل أن موطنه الأصلي جزيرة سردنيا الإيطالية، ومنها انتشرت زراعته في أوروبا. إلا أن زراعته في أوروبا كانت لاستعماله في أغراض طبية.وهو ذو رائحة وطعم متميزين: فالبقدونس مركّز النكهة قوي الرائحة يضفي على الأطعمة والسلطات طعماً مميزاً مرغوباً، وإذا أضيف إلى الشوربات واليخنات عطّرها بطعمه ونكهته، وتعود رائحته ونكهته إلى مركبات كيميائية عطرية أهمها الأبيول المركّز في الأوراق والبذور، كذلك تحتوي على الأبيوسيد والمريستيسبن. كمايستعمل للأكل بأشكال مختلفة: والأوراق هي التي تؤكل عادة، أماالبذور فتستعمل في تحضير بعض الوصفات الطبية، وتؤكل أوراقه غالباً على شكل سلطات لعل من أشهرها سلطة البندورة بالبقدونس التي تؤكل على مواد كثيرة، كما تُزيّن بأوراقه الخضراء أطباق اللحوم والأرز كالمناسف وأطباق الحمص بالطحينة والفول المدمس والفتّوش. وهو كذلك المكون الرئيس للسلطة المتميزة المعروفة بالتبولة والتي يكسبها البقدونس طعماً مميزاً من البرغل والبصل والليمون والزيت. كما يستعمل نيئاً في سلطة البقدونسية بالطحينة التي ترافق موائد الأسماك، وقد يضاف إلى اليخنات فيعطيها اللون والطعم المرغوبين، كما يطبخ مع عجة البيض وكثير من أنواع المقالي. له شأن في الطب : فقد عرف بأنه مدر للبول والطمث، وحالّ للرياح، معالج للنفاخ. كما نسبوا إليه إذابة حصى الكلى وتليين البطن والنفع في حالات الربو وضيق التنفس، وكثير من هذه الصفات ثبتت في العلم التجريبي الحديث. كما أنه فاتح للشهية مسهل للهضم مكافح للإسهال مقوٍّ للنظر، بفضل محتواه العالي من فيتامين «أ»، الضروري لصحة الشعيرات الدموية، فهو غني جداً بفيتامين «ج»، وهو نافع لمعالجة اضطرابات العادة الشهرية عند النساء، منشط للجهاز العصبي والجهاز التناسلي، ومفيد لمن يعانون فقر الدم، إذ إنه غني بالحديد وفيتامين «ج» كما أشرنا. استعمالات خارجية: إذ يستعمل على شكل كمّادات تفيد في حالة الالتهابات والأورام والبثور، وثمة مجموعة من الوصفات الطبية والصحية التي يدخل فيها البقدونس باستعمال أوراقه وبذوره أو جذوره أو على شكل عصير. غني بالعناصر الغذائية: فالبقدونس غني بمجموعة من الفيتامينات والعناصر المعدنية، فهو إذن من أطعمة الوقاية المانعة لكثير من الأمراض. ففيتامين «أ»- فيتامين الجمال- عالٍ تركيزه فيه، ولفيتامين «أ» دوره الهام في بناء الأنسجة الطلائية «الإبثيلية» التي تغطي سطح الجلد والقنوات الهاضمة والبولية والتناسلية والتنفسية، وحسبك أن تعلم عزيزي القارئ أن أوراق البقدونس، وهي الجزء المأكول عادة منه، تعادل الجزر أو تفوقه في محتوى فيتامين «أ». والبقدونس غني بفيتامين «ج» الواقي من الأسقربوط «داء الحفر» الضروري لصحة الشعيرات الدموية وتماسكها- كما ذكر أعلاه- والمفيد لامتصاص الحديد والوقاية من فقر الدم، ومحتوى البقدونس من هذا الفيتامين يفوق محتوى الليمون والبرتقال، والذي يعتبر مصادر تقليدية للفيتامين، بثلاثة إلى أربعة أضعاف. أما فيتامين «ك» فهو عال أيضاً في البقدونس، كما أن فيتامينات «ب1» و «ب2»و «ب3» و«ب6» وحمض البانتوين، وهي فيتامينات معروفة في دورها في تمثيل الطاقة والاستفادة منها، وكذلك تمثيل مصادرها الغذائية من كربوهيدرات ودهون وبروتينات. فهو وإن كان فقيراً نسبياً بالأغذية المولدة للطاقة إلا أنه ضروري للاستفادة منها عند تناولها من مصادرها الغذائية المختلفة. أما المعادن: فبعضها عالٍ جداً في البقدونس، والحديد في طليعة هذه المعادن، وهو وإن كان ليس ذا وفرة حيوية مرتفعة لأنه من مصدر نباتي، إلا أن كميته العالية جداً ومحتوى البقدونس من فيتامين «ج» قد تحسنان من أهميته كمصدر لهذا المعدن الهام، كما أن البقدونس غني بالكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والكبريت واليود والنحاس والزنك. عليكم به طازجاً والفائدة الكبرى تأتي من الوجبات المحتوية على البقدونس الطازج. إن طبخ البقدونس وتقطيعه وتذبيله أو تجفيفه معالجات تذهب بمعظم محتواه من الفيتامين «ج»، وبشيء من الكاروتين «فيتامين أ» لذا ينبغي أكله واستعماله طازجاً وعدم تركه مفروماً قبل استعماله بمدة طويلة. كما ينبغي عدم تركه يذبل في أشعة الشمس، مع أن هناك طرائق حديثة لتجفيف البقدونس وغيره من الخضراوات دون تعريضه للحرارة العالية، ومع هذا فهي طرائق صناعية مكلفة وقد نضحي في استعماله بشيء من نكهته. وزراعته سهلة وإنتاجه اقتصادي: حتى إن منظمة الصحة العالمية قد نصحت بزراعته وزراعة أمثاله من الخضراوات الورقية سريعة التجدد والنمو بعد قطفها، لحل مشكلة نقص فيتامين «أ» وما ينتج عنها من جفاف العين والعمى الدائم، فزراعة حوض من البقدونس مساحته متر مربع واحد في حديقة المنزل واستمرار قطفه على مراحل، يضمن توفر احتياجات الأسرة من فيتامين«أ» ويقيها أخطار نقصه، ونحن نعلم أن من يصابون بالعمى سنوياً في العالم يربو على 250 ألف إنسان. هذا هو البقدونس نبتة لذيذة، الحصول عليها سهل ، غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات.. فهل يعقل أن يخلو أي بيت منها؟!

باب