omo jana

omo jana @omo_jana

عضوة جديدة

(( البكـــــــــــــاء مـن خشيـــــــة الله ))

ملتقى الإيمان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد..
فإن الطاعة توجب القرب من الله سبحانه وتعالى..
وكلما ازداد القرب من الله قوي الأنس به..
والعكس صحيح.. فالمعصية توجب البعد عن الله سبحانه وتعالى..
وكلما ازداد البعد عن الله قويت الوحشة..
هذه الكلمات هي مجمل الإجابة على أسئلة الكثيرين:
لماذا نشعر بقسوة ووحشة في قلوبنا؟
لماذا نشعر أننا بعيدين عن الله؟
لماذا لا نستشعر حلاوة الإيمان؟
لماذا جفت أعيننا عن البكاء من خشية الله؟
لماذا تمر علينا العبر والعظات وعيوننا جامدة كأننا جمادات وأحجار؟
هذه الكلمات هي مجمل الإجابة..
والإجمال يحتاج إلى تفصيل..
فنقف معاً على عجالة في هذه الرسالة على تفصيلٍ حول عبادة من أجلِّ العبادات..
عبادة حُرم منها الكثيرون.. وغفل عنها الكثيرون إلا من رحم الله..
عبادة.. لو علم الخلق فضلها لما كان حالهم كما ترى..
إنها عبادة
البكاء من خشية الله
.. وما أعظمها من عبادة!
نقف وقفات مع هذه العبادة العظيمة..
وقفة.. نعلم فيها فضل البكاء من خشية الله وثمراته..
ووقفة أخرى.. نعلم فيها السبب في جفاف أعيننا عن البكاء من خشية الله..
ووقفة ثالثة هي لُبُّ الموضوع.. نعلم فيها السبل الميسرة للبكاء من خشية الله
ثم وقفتنا الأخيرة.. نتأمل فيها أحوال البكَّائين وعلى رأسهم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
لعلنا نقتدي بهم ونتأسى بهديهم..
هذا.. ونسأل الله أن يجعلنا من الطائعين، وألا يحرمنا لذة الطاعة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وألا يجعلنا ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. نعوذ بالله من الخذلان.
منقول أخواتى
8
745

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

omo jana
omo jana
الوقفة الأولى:
فضل البكاء من خشية الله وثمراته
1. الباكون من خشية الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)،
وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
فيوم يشتد الكرب على الخلق،
وتدنو الشمس من الرءوس،
ويغرق الناس في عرقهم،
يكون الباكون من خشية الله ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
2. الباكون من خشية الله لا يدخلون النار، بل ولا تمسهم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضّرْع).
فكما أن رجوع اللبن في الضرع بعد حلبه أمر يستحيل وقوعه فكذلك دخول الباكين من خشية الله النار أمر يستحيل وقوعه.
وقال رسول الله(: (عينان لا تمسهما النار..)،
وذكر منهما: (عين بكت من خشية الله).
3. الباكون من خشية الله يفوزون بحب الله تعالى لهم:
قال رسول الله(: (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين..)،
وذكر من القطرتين:
(قطرة دموع من خشية الله تعالى).
فاللهم ارزقنا حبك ولا تحرمنا فنكون من الخاسرين.
4. الباكون من خشية الله يفوزون بشجرة طوبى في الجنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته).
وقد وصف النبي
شجرة طوبى فقال:
(طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها).
5. الباكون من خشية الله يفوزون بكونهم طائعين للنبي صلى الله عليه وسلم
في أمره بالبكاء:
سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
( فقال: يا رسول الله ما النجاة؟، قال : (أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك).
فمن امتثل هذا الأمر فاز بشرف طاعة النبي صلى الله عليه وسلم
يتبع إن شاء الله
omo jana
omo jana
. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام :
وأنعم به من شرف فقد كان من هدي النبي( والصحابة من بعده البكاء من خشية الله كما سنعلم في الوقفة الرابعة بإذن الله تعالى.
7. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالأنبياء الذين أنعم الله عليهم:
قال تعالى:
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا( .
تُتلَى عليهم آيات الله، فتَلقى الآيات قلوبَ أفضل البشر..
تخر القلوب ساجدة..
ثم تهوى الأبدان..
تلامس الهامات الثرى..
و.. تسيل دموع الشوق والمحبة والإجلال..
ودموع الخوف والخشية..
فاللهم
(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ( .
8. الباكون من خشية الله يزيدهم الله إيماناً:
فمعتقد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والبكاء من خشية الله من أشرف الطاعات وأحبها إلى الله ولها أثرها البين في زيادة الإيمان.
9. الباكون من خشية الله يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون ويجعل لهم المخرج من كل ضيق:
قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
10. الباكون من خشية الله يجعل الله لهم من أمرهم يسراً:
قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا( .
11. الباكون من خشية الله يتذكرون بكاءهم في الدنيا وخوفهم من ربهم بعد دخولهم الجنة:
فما أعظمها من لذة وما أجمله من موقف ذلك الذي حكاه الله عنهم، قال تعالى:
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ، قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ، فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)).

الوقفة الثانية:
السبب في جفاف العين عن البكاء
بعد أن وقفنا على فضل البكاء من خشية الله،
لماذا نجد أن عيوننا ما زالت جامدة وكأن الموعظة لم تؤثر فيها إلا من رحم الله؟
إنه الداء العضال عباد الله..
الداء الذي يستحق المصاب به أن يعاقبه الله في الدنيا والآخرة..
إنه داء المعصية..
فالمعصية حائل بين العين وبين البكاء،
فمن آثار المعاصي والذنوب:
1. الوحشة التي يجدها العاصي في قلبه..
يجد وحشة بينه وبين الله..
وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة..
والله إنها لوحشة لو اجتمعت لها لذات الدنيا بأسرها ما حرَّكت منها شيئاً..
نسأل الله العافية..
2. الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه..
وهذه الظلمة ليست مجازاً أو تشبيهاً..
إنها ظلمة حقيقية يحس بها العاصي كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم..
فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة..
وتقوى هذه الظلمة في القلب حتى تظهر على العين..
فإذا ظهرت على العين جف الدمع، وقست العين..
ثم تقوى هذه الظلمة حتى تعلو الوجه وتصير سواداً يراه الناس..
فما أقبح المعاصي وأدنسها!
قال ابن عباس(: (إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق).
3. توهن القلب وتمرضه..
فيصير القلب مريضاً ضعيفاً..
ولكن المعصية لا تتوقف..
توهن القلب أكثر وأكثر، وتمرضه أكثر وأكثر حتى..
حتى يموت القلب..
فيصبح القلب ميتاً أسودَ مربادّاً.. نعوذ بالله من ذلك.
4. تطبع على قلب صاحبها حتى يصير من الغافلين،
فقد قال تعالى:
(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
.
فالقلب يصدأ من المعصية كما يصدأ الحديد..
فإذا زادت المعصية غلب الصدأ..
ويزيد الصدأ ويزيد حتى يصير راناً..
ثم يغلب حتى يصير قفلاً على القلب..
قال تعالى: (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا( ..
فيصير القلب في غشاوة، فيتولاه الشيطان ويسوقه حيث أراد..
وللمعاصي آثار أخرى في الدنيا والآخرة ينبغي لطالب النجاة أن يقف عليها ويتأملها حتى يكون على حذر، ومن أفضل ما كتب في ذلك كتاب
للإمام ابن القيم،
و
للشيخ أحمد فريد حفظه الله،
فمن أراد الاستزادة فليراجعهما

الوقفة الثالثة:
السبل الميسرة للبكاء من خشية الله
ما أشد قسوة قلوبنا..
ما أضعفنا في طريق السالكين إلا من رحم الله..
لقد كان السلف
( يبكون من خشية الله، وتفيض أعينهم من الدمع، شوقاً له وحباً دون أن يحصوا الأسباب الميسرة للبكاء من خشية الله، أو يرقموها، ويحفظوها..
كانت أنهار الدموع المخلصة لا تتوقف من مآقيهم..
استشعروا حلاوة الإيمان، وذاقوها، واستمتعوا بالبكاء من خشية الله دون أن يحصوا سبله، ولكنهم طهرت قلوبهم فتفضل المنان عليهم وفتح عليهم من أبواب بركته وفضله، نسال الله أن يفتح علينا..
استمع إلى أحد السلف وهو يقول:

(مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها وما ذاقوا أطيب ما فيها) يقصد حلاوة الإيمان..
واستمع إلى آخر وهو يقول: (لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف)..
ولكن حال المرضى أمثالنا -إلا من رحم الله- أن يبحثوا عن الأسباب المعينة والجالبة للبكاء من خشية الله..
بحثوا عن الدواء بعد أن ملأ الداء القلب واستشرى في البدن..
ولا يكفي علم هذه السبل دون العمل بها،
فعلمها دون العمل بها قد يستوي فيه البر والفاجر،
والمؤمن والكافر..
فلا تقرأ هذه السبل إن كنت تنوي غير العمل بها،
فقد كان سفيان الثوري يقول:
(قالت لي والدتي: يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة).
حكايه صبر
حكايه صبر
جزاك الجناااااااان ومناااااازل الرحمن....والله يبارك لك فى عمرك...وجعله ربى فى موازين حسناتك...
omo jana
omo jana
جزانا الله واياكم حبيبتي في الله

اسعدني مرورك
غاية القلب
غاية القلب
يزاج الله خير