البلاء ليس دائمًا عقاب

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البلاء الذي يصيب الإنسان ليس بالضرورة أن يكون بسبب ذنوبه فقط؛ فقد يكون له أسباب متعددة وحِكَم مختلفة. يمكن تقسيم أسباب البلاء وفقًا لما ورد في النصوص الدينية والتفسيرات إلى الآتي:

1. تكفير الذنوب والخطايا:

قد يكون البلاء وسيلة لتطهير الإنسان من ذنوبه وتكفير سيئاته، كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أن المصائب والآلام تكفر عن المؤمن بعض ذنوبه إذا صبر واحتسب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" (رواه البخاري ومسلم).


2. رفع الدرجات:

قد يُصاب المؤمن بالبلاء ليُرفع في درجاته ويزداد قربًا من الله، خاصة إذا تعامل مع البلاء بالصبر والرضا والاحتساب. فبعض الأنبياء والأولياء يُبتلون رغم عدم ارتكابهم ذنوبًا كبيرة، وإنما لرفعة درجاتهم.


3. اختبار الإيمان والصبر:

البلاء قد يكون امتحانًا وابتلاءً من الله لاختبار صبر الإنسان وصدق إيمانه وثباته على الطاعة.
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155).


4. التذكير والرجوع إلى الله:

أحيانًا يكون البلاء تذكرة للإنسان ليعود إلى الله، ويتوب من تقصيره وذنوبه، ويُصلح ما بينه وبين خالقه.


5. التمييز بين الصادقين والكاذبين:

قد يبتلي الله الناس ليميز بين الصادق في إيمانه والمنافق أو الكاذب، كما في قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت: 2).


6. دفع شر أعظم:

قد يبتلي الله الإنسان ببعض المصائب ليصرف عنه بلاءً أكبر أو شرًا أشد، فيكون في ذلك حماية له ورحمة من الله.



الإنسان مطالب بالصبر والاحتساب والتوبة ومراجعة النفس عند وقوع البلاء، لكن لا ينبغي أن يُحكم على شخص معين بأن ما أصابه كان بسبب ذنوبه، لأن الأسباب متعددة والنية علمها عند الله وحده.
1
154

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

🇸🇦السعوديه🇸🇦
صح