البهارات في كتابة الشائعات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

في احد الدورات التدريبية همس المحاضر في اذن اول شخص يجلس في المقعد الامامي بجملة بسيطة لاتتعداى عشر كلمات وطلب منه ان يوصل المعلومة الى الشخص الجالس بجانبه ومن ثم ينقلها الى جاره وهكذا الى ان وصلت المعلومة الى اخر شخص في القاعة ..وكانت المفاجاة عندما طلب المحاضرة من اول شخص واخر شخص ان يلقيا المعلومات بصوت مسموع على الجميع ..بالطبع هذه العشر كلمات تحولت الى قصة متكاملة لاتحمل من المعلومة الاصلية سوى اقل من 10% من الصحة والباقي اضافات من هنا وهناك!!

وهذا بالضبط ما ينطبق على (الاشاعة )التي تجوب المدينة بين فتره واخرى ..
قصص لااول لها ولااخر كلها من صنع خيالات البعض المتخصص في زيادة (البهارات)و(التوابل) على كل خبر يسمعونه وبالتالي يتحول من خبر الى شائعة!!

يقولون (مافي نار من غير دخان) ولكن ما نلمسه ونعيشه يوكد ان الحقيقة هي (مافي دخان ولافيه نار) وكل قصة هي حب التاليف وكتابة (السيناريوهات)المتاصلة في نفوس بعض البشر والتي كان يمكن استغلالها في المسرح بدل المجتمع !!
هناك اشاعة قديمة تقول :ان دورية الشرطة اختطفت فتاة قاصر و..و..و…وفي النهاية تجمع المئات امام مصلى العيد انتظارا لتنفيد حكم الاعدام بهم ورجعوا بعد ما ملوا من الانتظار خائبين الى بيوتهم لان الحكاية كانت كذبة كبيرة لااساس لها من الصحة وتاكد الجميع ان الموضوع كله يدور في عالم (الشائعات ) على الرغم من ان البعض يحلف براس ابنائه وزوجاته و(عنماته) ( طبعا لايجوز الحلف بغير الله )انه شاهد الفتاة مقطوعة اللسان والبعض اطلق لخياله العنان لاكثر من ذلك وصنعوا من مخيلتهم فلما هندي .
وهكذا فان مثل هذه الامور لن تختفي من المجتمع طالما هناك اناس (فارغة) لاعمل لها سوى التاليف ووضع الاضافات الملائمة واحيانا كثيرة غير الملائمة على القصص والاخبار المنتشرة في المجتمع..
ويبقى هناك لوم بسيط على مصدر الاخبار من الجهات الرسمية التي تساعد بطريقة غير مباشرة على نشر الشائعات وذلك بتكتمها على بعض الاخبار بشكل يشجع البعض على تكملة الحدث بما يحلوا لهم من نسيج الخيال .