التبسم إيجابي والضحك المفرط
سلبي .. سبق نبوي
جديد
الكاتب: الدكتور خالد العبيدي
التاريخ: 07/10/2010
سبق الإسلام الحنيف وفق هدي وسنة النبي الكريم في التنويه لموضوع مهم في عالم اليوم بل وفي كل وقت، ألا وهو الفرق بين الضحك والتبسم الخفيف والمرح البسيط من جهة والضحك المفرط والهستيري من جهة اخرى. واليوم تثبت البحثو الحديثة صدق التوجه الإسلامي في تبنيه للتبسم والضحك الخفيف الذي اثبت إيجابيته ونتائجه الصحية المفيدة وكراهيته ونهيه عن القهقهة والضحك الهستيري الذي أثبت سلبيته ونتائجه غير المرضية.
فقد بين بحث حديث بعنوان (أمور الضحك) (1) أن النظرة الإيجابية للحياة مع الابتسامة وليس الضحك المفرط يقوي الحالة النفسية ويسهل الألم ويخفف الأوجاع ويزيد الراوبط الاجتماعية
ووضع البحث أمامنا الحقائق السريعة التالية:
.إن مفهوم الضحكِ كعلاج للمرضِ يَفتقرُ إلى الدعمِ العلميِ، لكن المرحَ البسيط قَدْ يكون لَهُ تأثيراتُ إيجابية هامّةُ على النفس.
الضحك يُخفّفُ عنا ويُحسّنُ مزاجَنا، وبعض النُكات السمعية قَدْ تُخفّفُ القلقَ، كما إن التسلية المرحة البسيطة يُمْكِنُ أَنْ تَصْدَّ الألمَ أيضاً.
الإبتهاج ميزة تَجْعلُ الناسَ يَتفاعلون بسهولة أكثرَ مع المُلاطَفَة، وبالتالي يؤدي ذلك لحصول روابَطُ عاطفيةِ مرونةِ ما يعني القدرةَ لإبْقاء مستوى الداء في الظروفِ الصعبةِ مقبولاً وبالتالي تمتين العلاقات الوثيقةِ.
الرضا والقناعة في الحياةِ قَدْ تزدادُ بازدياد القدرةِ على الضِحْك ولكن الأمر ليس مطلقاً.
وأثبت البحث حقيقة ان هنالك فوائد محسوسة للضحك البسيط والمرح الخفيف والابتسامة المنضبطة، وليس هنالك ما يثبت فوائد صحية للضحك المستمر والهستيري وغير المنضبط .
لكن الابتسامة والضحك البسيط والمرح المباح هو ما وصى به ديننا الحنيف ونهى عن الضحك الهستيري الذي يتبناه الماديون اللادينيون.
فقد جاء في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 69، برقم 4760)،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ
بِوَجْهٍ طَلْقٍ). وكان من صفاته عليه الصلاة والسلام انه كان حَسَنُ الْخُلُقِ ، بَسَّامًا كما في الآحاد والمثاني - (ج 5 / ص 631) و كان إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضاحكا بساما كما في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال - (ج 7 / ص 128).
وجاء في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (ج 3 / ص 488، رقم 7549-)، عن أبي هريرة : (القهقهة من الشيطان، والتبسم من الله).. والقهقهة هي الضحك بصوت عال.
فمن أين له عليه الصلاة والسلام بكل هذا العلم الدقيق الغزير إن لم يكن من لدن الحكيم الخبير!
