سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

التبغ أو الصحة ..كارثة وطنية... بلا تربية وطنية

الصحة واللياقة

. عبدالله بن محمد البداح *



عندما ذكر الإعلامي المتميز د. عبدالقادر طاش أن التدخين "كارثة وطنية" فقد أصاب كبد الحقيقة والواقع.. ولكن دعونا نرى كيف يكون التدخين واستعمالات أنواع التبغ المختلفة بما فيها السجائر، الشيشة، المعسل، السيجار، التبغ الممضوغ، والنشوق كيف تكون كل هذه الأشكال "كارثة وطنية" إذا أردنا تضخيم الصورة، وكيف تعتبر "مشكلة وطنية" أو "أزمة وطنية" إذا أراد المهونون ذلك أو كيف تكون "عادة أو سلوكا" أو رافدا اقتصاديا إذا أراد تجار التبغ ذلك.تعرف الكارثة بأنها الحدث الذي يحدث ويلحق الضرر أو يهدد بالخطر حياة الأفراد والممتلكات العامة أو الخاصة ،وهذا الحدث إما أن يكون حريقا أو هدما أو زلزالا أو عاصفة أو حادثا آخر.وهناك تعريفات عديدة للكارثة من أهمها ما قسم الكوارث إلى طبيعية مثل الأوبئة والزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق .وكوارث من صنع الإنسان ،وهذه لها نوعان ،أما كوارث من صنع الإنسان متعمدة مثل الحروب والإرهاب وتلوث الهواء والمياه ونشر المخدرات والإدمان أو غير متعمدة مثل حوادث المرور وإنفجارات المناجم والحوادث الصناعية والكيميائية.وتتطلب الكوارث حشد طاقات وإمكانيات لمعالجتها والتعامل معها ويتطلب أيضاً تعاون الجهات الحكومية والخاصة لمواجهتها والحد من آثارها وأضرارها.واستخدام التبغ بأشكاله المختلفة في المملكة أخذ في السنوات الأخيرة اتجاهاً يجعلنا نفكر هل نحن في "كارثة وطنية"؟دعونا نقرأ أرقام وإحصائيات صناعة وتجارة واستهلاك التبغ العالمية والمحلية والأمراض والوفيات المرتبطة بها: يقتل التبغ شخصاً واحداً من عشرة أشخاص بالغين من سكان العالم الآن في السنة. في عام 2020م سوف يقتل شخصاً واحداً من ستة أشخاص أي عشرة ملايين قتيل كل عام. في عام 2020م ستكون 70% من العشرة ملايين قتيل في السنة في دولنا (العالم الثالث بما فيها دول الدخل المتوسط). يبلغ سكان العالم ستة بلايين نسمة منهم , 11بليون مدخن وسيزيد في عام 2025م إلى , 16بليون مدخن. في الولايات المتحدة هناك 400ألف وفاة سنوياً ،وفي بريطانيا 150ألف وفاة سنوياً بأمراض لها علاقة بالتدخين. معدل استهلاك الفرد السنوي من السجائر حوالي 1650سيجارة، منها (2400 2800للفرد في الدول الصناعية، 1150 1400للفرد بالدول النامية)، وهي في تناقص في الأولى وتزايد في الثانية. في المملكة في عام 1992م كان نصيب الفرد الاستهلاكي (2130) سيجارة في السنة. في عام 1997م استوردت المملكة 39ألف طن من التبغ بقيمة , 14مليار ريال فقط فقط. أي أن الاستهلاك التبغي يكلف المملكة في ذلك العام 160ألف ريال في الساعة (الساعة الزمنية التي تساوي 60دقيقة)... وهذه فقط لشراء السجائر. أما ما يرتبط بهذه الملايين من إكسسوارات العملية الدخانية مثل الكبريت، الولاعة، الطفاية، جهاز الشيشة والمعسل، الغليون والسيجار وملحقاتها من سكاكين ومقصات ومناقيش وفلاتر فلم تدخل في العملية الحسابية ويصعب تقدير بعضها. يستعمل التبغ تدخينها، ومضفأ (وشفطاً) ونشوقاً قطاع (لا بأس به) من البالغين والمراهقين (من الجنسين). فهناك حوالي (40%) من البالغين يدخنون.. (20%) من المراهقين وحوالي 10% من (الإناث) يدخن ،وذلك من خلال عدة دراسات متنوعة (مجتمعين ومن فئات مختارة كالأطباء، الطبيبات، الطلاب ومراجعي المراكز الصحية...). يمرض المدخنون ويتعالجون في مرافق العلاج الحكومية (المجانية) والتي تكلف إنشاءً وتجهيزاً وتشغيلاً حوالي عشرة مليارات ريال سنوياً.. لا يعرف كم يصرف منها على علاج المدخن المريض حتى يتوفاه الله. تقول الأرقام العالمية ان هناك , 065وفاة لكل طن من التبغ المستهلك.. وأن استهلاك ألف طن من التبغ يسبب خسارة علاجية وخسارة عجز مؤقت مزمن تكلفتها حوالي 27مليون دولار في العام الواحد. يقول البنك الدولي ان التبغ يستنزف من العالم اقتصادياً مبالغ تبلغ 200مليار دولار سنوياً منها 800مليون دولار في دول مجلس التعاون الخليجي كخسائر اقتصادية بسبب التبغ. في دراسة قمت بإعدادها للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في الخليج العربي ونشرت جزءاً منها في جريدة "الرياض" يوم 1422/10/17ه أشار إلى أن إحدى شركات التبغ الكبرى تنفق عشرة ملايين دولار في العالم في منطقة دول الخليج على الدعاية والإعلان والترويج لمنتج واحد فقط منها , 34ملايين دولار في المملكة فقط. في نفس الدراسة المشار إليها آنفاً جاءت المملكة في الترتيب الثالث والعشرين من حيث استهلاك الفرد للسجائر على المستوى العالمي (عدد دول العالم الأعضاء في منظمة الصحة العالمية 191دولة). وأشارت الدراسة المذكورة لنا الى أن دول المجلس استوردت عام 1998م (65) مليار سيجارة بتكلفة , 13مليار دولار. وبعد هل نشك أن التدخين في المملكة أو في دول الخليج يشكل "كارثة وطنية" وكما ذكر د. عبدالقادر طاش ولا يعتبر مشكلة أو حتى في مستوى الأزمة بل "كارثة" تتطلب أن تعطى أهمية وأولوية من خلال "تربية وطنية" للقطاعات التربوية والإعلامية والاقتصادية والصحية... فمتى يكون ذلك...؟ والكارثة الحالية ستتضاعف أضعافاً كثيرة في المستقبل خاصة في جانبها الاقتصادي كأعباء منهكة للخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية نظراً لأن التبغ مرض "وبائي" فترة الحضانة لديه تكون (15 25عاماً) حتى تظهر أعراضه وتتأكد نهايته المحتمة لمن استمر على التدخين.. والله المستعان.
المصدر:الرياض
0
559

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️