ديباج الجنان
ديباج الجنان
السلام عليكم : صامدة ...جزاك الله الف خير على المقابلة الرائعة والاسئلة الهادفة . الأخت العزيزة الغالية ديباج...........مش عارفة اقولك اية على كلامك الرائع غير ..ربنا يجعلة في ميزان حسناتك ...كل كلامك يدخل القلب و بييجي على الجرح أوي .ربنا يباركلك و يبارك فيكي :26::26::26:
السلام عليكم : صامدة ...جزاك الله الف خير على المقابلة الرائعة والاسئلة الهادفة . الأخت...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





قطوف مثمره وطيبة الثمار




اخواتي مشرفات القافله
"تويتا..الأثربه..كلاالوفا..قوا فل النور..نبراس الجود..


وألأخوات جميعآ بدون عدد

أولآ كلمات الشكر لن تفيكم حقكم على هذا الموضوع الشيق والممتع والمفيد للجميع
أسال الله تعالى ان لا يحرمكم أجر ذلك وان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم

اختي صامده رغم الالم أشكر لكِ جهودك الواضحه والمبذوله في الملتقى
وموضوعك ثمرات من بساتين القافله رائع بحق ومجهود تشكرين عليه
وأقول لكل من ساهمت بالملتقى

أسأل الله سبحانه

أن تجدي ثمرة كل حرف تكتبينه ،
إلى غيرك لينتفع به ،
و أرجو أن تجدي ثمرة ذلك كله في يوم عصيب طوله خمسون ألف سنة
يبحث الناس فيه عن حسنة واحدة قد تنفعهم فلا يجدون إلا ما قدمت أيديهم ..

العمل لله عملاً لا ينضب خيره ولايقف سعيه ولا يعجز صاحبه
ولا يكل ويمل ومن يستغني فالله غني حميد

اللهم وأجزل بالأجر للجميع على مابذلوه
وارزقهم اللهم همة لا تخبو ونوراً وبصيرة لا تطفو
وارزقنا اللهم وأياهن الإخلاص في القول والعمل
والسر والعلن واختم لنا في هذه الدنيا بخير
اللهم أميــــــــــــــــــن
wesam_27
wesam_27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قطوف مثمره وطيبة الثمار اخواتي مشرفات القافله "تويتا..الأثربه..كلاالوفا..قوا فل النور..نبراس الجود.. وألأخوات جميعآ بدون عدد أولآ كلمات الشكر لن تفيكم حقكم على هذا الموضوع الشيق والممتع والمفيد للجميع أسال الله تعالى ان لا يحرمكم أجر ذلك وان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم اختي صامده رغم الالم أشكر لكِ جهودك الواضحه والمبذوله في الملتقى وموضوعك ثمرات من بساتين القافله رائع بحق ومجهود تشكرين عليه وأقول لكل من ساهمت بالملتقى أسأل الله سبحانه أن تجدي ثمرة كل حرف تكتبينه ، إلى غيرك لينتفع به ، و أرجو أن تجدي ثمرة ذلك كله في يوم عصيب طوله خمسون ألف سنة يبحث الناس فيه عن حسنة واحدة قد تنفعهم فلا يجدون إلا ما قدمت أيديهم .. العمل لله عملاً لا ينضب خيره ولايقف سعيه ولا يعجز صاحبه ولا يكل ويمل ومن يستغني فالله غني حميد اللهم وأجزل بالأجر للجميع على مابذلوه وارزقهم اللهم همة لا تخبو ونوراً وبصيرة لا تطفو وارزقنا اللهم وأياهن الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن واختم لنا في هذه الدنيا بخير اللهم أميــــــــــــــــــن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قطوف مثمره وطيبة الثمار اخواتي مشرفات...
السلام عليكم :

الغالية ديباج :26: وحبيبتي صامدة :26: ونبروسة وكل من شارك في القافلة من مشرفات وعضوات :26:...

اليوم نكمل دروس العقيدة باذن الله , بس للأسف كان في جزء خاص بالتصوير وما في حكمة كنت اريد أن نفتح باب للنقاش فية حتى لو كان في الاستراحة .....و حستنى نبروسة لما ترجع واكلمها في الموضوع دة باذن الله ....

-----------------------------------------------------------------------------------------

س64: ما هن السبع الموبقات ؟
ج: السبع الموبقات ذكرن في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال ((اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )) وليست الكبائر محصورة في هذا الحديث فقط لأن الحديث كما قال الإمام الذهبي ليس فيه حصر الكبائر وقد عرف العلماء أن الكبيرة هي كل معصية فيها حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو ورد فيها وعيد ينفي الإيمان أو لعن أو نحوه من ذلك
- عقوق الوالدين ،
-وقطيعة الأرحام ،
- وشهادة الزور ،
-والأيمان الكاذبة،
-وقطع الصلاة ،
-ومنع الزكاة،
- وترك الحج مع القدرة عليه،
- والزنا،
- وغش الإمام للرعية،
- وشرب الخمر،
-ولعب القمار،
-والظلم بأنواعه،
-وأكل الحرام ،
- والحكم بغير ما أنزل الله ،
-وأخذ الرشوة،
-وتشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال،
- والمحلل والمحلل له،
- وتعلم العلم الشرعي للدنيا،
-وكتمان العلم،
- والخيانة،
- والمنة، والغيبة، والنميمة، واللعن، والغدر،
- وعدم الوفاء بالعهد ،
- وإيذاء الجار،
- ولبس الحرير، والذهب للرجال،
-والذبح لغير الله،
-ومن ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم ،
- ومن نقص الكيل والميزان ،
-واليأس من روح الله،
- والتجسس على المسلمين ،
-وسب أحد من الصحابة،
- والطعن في الأنساب ،
- والنياحة، وغير ذلك .
--------------------------------------------

س65: ما حكم من هم بالسيئة ثم تركها ؟
ج: إن ترك فعل السيئة لله فله حسنة وإن تركها سهواً أو تكاسلاً فليس عليه إثم ، ولا له حسنة، وإن تركها لعدم قدرته عليها فعليه سيئة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : ((إن الله كتب السيئات والحسنات ثم بين ذلك . . .وإن هم بسيئة ثم لم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها سيئة واحدة ... )) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ))
--------------------------------------------------------------------------

س66: هل يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة ؟
ج: نعم والأدلة على ذلك واضحة صريحة صحيحة لمن نور الله بصيرته منها قوله تعالى :وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة  وقوله تعالى :كلا إنهم عن ربهم يومئد لمحجوبون  وقال تعالى عن المؤمنين :لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد 
قال الإما م علي بن أبي طالب وأنس- رضي الله عنهما- هو النظر إلى وجه الله عز وجل .
وروى مسلم في صحيحه عن صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قال((إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ؟ وتنجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ))
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن أناساً قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا: لا يا رسول الله ، قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال فإن ربكم ترونه كذلك )) .
وعن جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه - قال كنا جلوساً مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ))
وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي، لأن الله تعالى:ليس كمثله شيء .
أما من نفى رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فقد استدل بأدلة نفي الرؤية في الدنيا وحرف الأدلة الصحيحة الدالة على الرؤية في الآخرة ومن أراد التوسع فليراجع كتاب الإمام الدار قطني "الرؤية" و"حادي الأرواح " لابن القيم و"شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي وغير ذلك من مؤلفات أهل العلم أصحاب العقيدة السليمة
---------------------------------------------------------.
س67:ما هي السنة الحسنة في الإسلام ؟
ج:هي إحيااء سنة من سنن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - التي قد تركت ، أو بدأ للناس في فعل خير مشروع غير مبتدع .
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده )) .
--------------------------------------------------------
س68: ما هي مبطلات الأعمال ؟
ج: مبطلات الأعمال كثيرة منها: ما تحبط جميع العبادات، ومنها:ما تحبط بعض العبادات.

فأما المبطلات التي تحبط جميع العبادات، هي:

1-الكفر: قال تعالى عن الكفار : أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون  وقال تعالى : الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم  وقال تعالى : إن الذين يكفرون بأيات لله ويقتلون النبيين بغيرحق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

2-الإشراك بالله : قال تعالى : لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين  وقال تعالى : ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) وقال- صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك )) وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله
وسلم -: ((لا يقبل الله من مشرك أشرك بعدما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ))


3-الردة عن الإسلام : سواء كانت ردة قولية مثل سب الله تعالى أوسب رسوله- صلى الله عليه وآله وسلم -، أو ردة فعلية مثل ترك الصلاة بالكلية أوعبادة القبور ، أو ردة عقدية كأن يعتقد أن الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم - كاذب أو أن الله بخيل أو فقير كما قالت: اليهود ذلك ، أو ردة شك كأن يقول: لا أدري الله موجود أو غير موجود، أو يقول: لا أدري محمد رسول أم لا، أو يقول: القرآن من عند الله أم ليس من عند الله ، قال تعالى : ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون

4-النفاق الإعتقادي: قال تعالى عن المنافقين : ويقول الذين آمنوا أهؤلاءالذين أقسموابالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين

5-التكذيب بالقدر: قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً عاق، ومنان ، ومكذب بالقدر )) وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : (( . . .ولو أنفقت مثل أحد ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدركله وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولومت على غير هذا لدخلت النار ))

6-مشاقة الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم - أي مخالفته مخالفة كلية- قال تعالى:ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غيرسبيل المؤمنين نوله ما تولىونصله جهنم وساءت مصيرا وقال تعالى :ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون  وقال تعالى : يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم  .

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

أما المبطلات التي تحبط بعض الأعمال فمنها:

1-الابتداع في الدين- أي الإحداث فيه ما ليس منه- بعد أن أكمله الله لهذه الأمة وبلغه الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم - البلاغ المبين، قال تعالى :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا  وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) وقال-صلى الله عليه وآله وسلم-: ((...وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) ودليل إحباط عمل من ابتدع في الدين قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )) وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((...ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً )) قال ابن القيم - رحمه الله -: (فكما أن السيئة تذهب بحسنة أكبر منها ، فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها فالإبتداع في الدين ضلال مبين وخسران عظيم، نسأل الله السلامة من ذلك .

2-إتيان الكهان والعرافين لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ))

3-ترك صلاة العصر لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله )) وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله )) قال ابن القيم - رحمه الله -: (فكأنما سلب أهله وماله فأصبح بلا أهل ولا مال، وهذا تمثيل لحبوط عمله بتركها) إهـ . من كتابه "الصلاة وحكم تاركها".

4-من حكم على إنسان بعدم مغفرة الله له لحديث جندب-رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حدث أن رجلاً قال (والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ))

5-انتهاك حرمات الله لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( لأعلمن أقواماً من أمتي يكونون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا)) قال ثوبان يا رسول الله : صفهم لنا ؟ جلهم لنا ؟ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) قال ابن القيم - رحمه الله -: (وقد نص الإمام أحمد على هذا فقال: ( ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر إلى ما لا يحل فيحبط عمله ) إهـ المراد .

6-المرأة العاصية لزوجها ، والعبد العاصي لسيده، وإمام قوم هم له كارهون لحديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ((ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم هم له كارهون ))

7-اقتناء الكلب إلا كلب صيد أو حراسة و ما أشبه ذلك لقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أمسك كلباً فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حراسة أو ماشية ))

8-شرب الخمر لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً .... ))

9-المنان لقول الله عزوجل : ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين

10-هجر المسلم للمسلم فوق ثلاث دون عذر شرعي، لحديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل من لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ))

11-إذا قال الصائم الزور أو عمل به، لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ))

12-العمل من أجل الرياء والسمعة، لحديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل:ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل:ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل:ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ))
miss_galaxy
miss_galaxy
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على القافلة

ممكن اشترك فيها ؟ انا نفسى بجد اكون فى قافلة كده تشجع على العمل الصالح

انا سالى من مصر عمرى 25
صامدة رغم الألم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على القافلة ممكن اشترك فيها ؟ انا نفسى بجد اكون فى قافلة كده تشجع على العمل الصالح انا سالى من مصر عمرى 25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على القافلة ممكن اشترك فيها ؟ انا نفسى بجد...
بلسم الحياة
لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل قدير. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين؛ فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا.
فصلِّ يا رب على خير الورى *** ما صدحت قُمْرية على الذرى
والآل والأزواج والأصحاب *** والتابعين من أولي الألباب
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ) أما بعد فيا عباد الله، لم يزل كثير من الخلق يلهثون ينصبون، يسعون يكدون، فمنهم من يسعى لجمع المال من أي القنوات، ومنهم من يلهث في بهيمية خلف الشهوات وأودار القنوات، ومنهم من يهرول وراء الشهرة والجاه والسلطان في سبات التيه قد أمضى رحلات، ومنهم من يعدو وراء الأماني والأحلام، يسبح في غير ماء، ويطير من غير جناح.
كمهمهٍ فيه السراب يلمح *** يدأب فيه النوم حتى يطلحوا
ثم يظلون كأن لم يبرحوا *** كأنما أمسوا بحيث أصبحوا
ضياع أعمار نفيسة في طلب أغراض خسيسة، أَمَا إنك لو سألتهم جميعًا من وراء ذلك السعي واللهث ما تريدون؟ لأي شيء تهدفون؟ لأجابوك: الحياة الطيبة نريد، إلى السعادة نهدف، نركض نعدو إلى سرور النفس ولذة القلب، ونعيم الروح وغذائها ودوائها وحياتها وقرة عينها نتوق، أرادوها فأخطئوا طريقها، وتاهوا فعطشوا وجاعوا، وعلى الوهم عاشوا؛ فصار حالهم كمن سقي على الظمأ بالسراب والآل وكانوا كمن تغدى في المنام، وفي تيههم فقدوا حاسة الشم والذوق فلم يفرقوا بين الروائح العطرة من الكدرة، ولا العذب في الفرات، فشقوا وتعسوا ويظنون أنهم سيسعدون، غفلوا في تيههم عن داعي الحق على الطريق وهو يندبهم ويقول: مهلا مهلا. والله لا يسعد النفس ولا يزكيها ولا يطهرها ولا يُذهب غمها همَّها وقلقها ويسد جوعتها وظمأها، ويعيد لها شمها وذوقها، إلا الإيمان بالله رب العالمين بلسم الحياة، بلسم الحياة ومفتاح السعادة، قال الله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هذا خبر من أيها المؤمنون؟ ينبيك عنه بما ملخصه -في تصرف- إنه خبر أصدق الصادقين وأحكم الحاكمين، الله رب العالمين، وهو خبر يقين، وعلم يقين بل عين يقين، فحوى الخبر، أنه لابد لكل من عمل صالحًا مؤمنًا أنه يحييه الله حياة طيبة، بحسب إيمانه وعمله، (وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الحفاة الأغلاظ، لا يعلمون، غلطوا في مسمى هذه الحياة فظنوها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس، والمراكب والمناكف ولذة الرياسة، والمال وقهر الأعداء والتفنُّن بأنواع الشهوات والملذَّات، حال أحدهم:
إذا تغديت وطابت نفسي *** فليس في الحي غلام مثلي
إلا غلام قد تغدى قبلي *** فنصف النهار لترياسه
ونصف لمأكله أجمع
لا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان، فمن لم تكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام والبهائم فذلك مسكين ينادى عليه من مكان بعيد، هِمَّتُه هِمَّةٌ خسيسة دنيئة، همة حُشّ.
كل داءٍ في سقوط الهمم *** يجعل الأحياء مثل الرمم
نامت الأُسْد بسحر الغنم *** سمَّت العجز ارتقاء الأمم
فأين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالطت بشاشته القلوب سلا صاحبه عن الأبناء والنساء والإخوان والأموال والمساكن والمراكب والمناكح والأوطان، ثم رضي بتركها كلها والخروج منها رأسًا وهو وادع النفس، منشرح الصدر، مطمئن القلب، يعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق، لعلمه أن الجنة حُفَّت بالمكاره، يطيب له قتل ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه في سبيل الله. أو قتلهم إن كانوا أعداء الله.
فلم يكن في سبيل الله تأخذه ملامة الناس والرحمن مولاه، فإذا بأحدهم يتلقى سنان الرمح بصدره، فيخرج من بين ثدييه، الدماء تثعب منه ينضح من هذه الدماء على وجهه وجسده ويقول وقد ذاق بلسم الحياة: فزت ورب الكعبة، فزت ورب الكعبة، حتى قال قاتله: فقلت في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل! فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشهادة وبما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقال قاتله: فاز لعمر الله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إن بعض النفوس، تظل في شك من مصداقية هذا الدين، حتى ترى قسمات الفرح بادية على وجوه أفراده بشرًا وسرورًا وسكينة واطمئنانًا، وهم يواجهون الموت في سبيله!.
لنقاءٍ ونماء ولإيمان وثيق *** قتلهم في الله أشهى من رحيق
فازوا من الدنيا بمجد خالد *** ولهم خلود الفوز يوم الموعد
ويستطيل الآخر حياته، فيلقى قوت يومه من تمرات، يوم سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "قوموا إلى جنة عرضها الأرض والسماوات" يقول: لئن بقيت إلى أن آكل هذه التمرات، إنها لحياة طويلة! ثم يتقدم للموت فرحًا مسرورًا.
آية المؤمن أن يلقى الردى *** بَاسِم الثغر سرورًا ورضى
ليس يدنو الخوف منه أبدًا *** ليس غير الله يخشى أحدًا
ويلبس -رضي الله عنه- أدرع الحديد، ويصرف في الشمس يئن تحت وطأة صخرة عظيمة، فوق رمضاء قاسية في يوم قائظ في <مكة>، وأهل <مكة> أدرى بقيظ مكة، يراود على كلمة الكفر، وفي الميسور عليه أن يقولها لو أراد، وقلبه مطمئن بالإيمان، لكنه ذاق حلاوة الإيمان، فمزجها بمرارة العذاب والحرمان، فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب، فأطلقها كلمات تنقطع لها قلوب معذبيه حنقًا وغيظًا؛ ليرغم أنوفهم بها قائلا: أحد أحد، لو وجدت أحنق منها وأغْيَظ لكم منها لقلتها.
هل أنت إلا إصبع دميتي *** وفي سبيل الله ما لقيتي
وثبت فكانت العاقبة، فإذا به يعلو الكعبة فيصدح بالأذان ليرغم به من المشركين القلوب والآذان، حتى إذا ما حلَّت به السكرات، قامت زوجه تقول: وابلالاه واحزناه، فيقول وقد ذاق بلسم الحياة: بل وافرحاه واطرباه غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبه.
أرسلتها كلمات منك صادقة *** بيضاء آذانها الأخلاد والقلل
بريقها وهي تهوي في مسامعهم *** بلاغة خشيت لألاءها المُقَل
وإذا بسيف الله فارس الإسلام وليث المَشَاهد -رضى الله عنه- يقول -حين ذاق بلسم الحياة وخالط بشاشة قلبه-: والله ما ليلة تهدى إليَّ فيها عروس، أنا لها محب، أبشَّر فيها بغلام، بأحب من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد، في سرية في المهاجرين أنتظر فيها الصبح لأغير على أعداء الله .
كأنما الموت في أفواههم عسل *** من ريق نحل الشفا حدث ولا حرجًا
حتى إذا ما حلَّت به السكرات، قال: لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي أن أموت إلا على فراشي، ولا والله -الذي لا إله إلا هو- ما عملوا شيئًا أرجى عندي بعد التوحيد في ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على أعداء الله . لقد شهدت كذا وكذا مشهدًا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أو رمية سهم، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، لا نامت أعين الجبناء، عدتي وعتادي في سبيل الله، ثم لقي الله رضى الله عنه وأرضاه .
الدم الذاكي جرى في عرقهم *** فاض مسكًا وتندى عنبرًا
فاسألوا عن كل نصرٍ خالدًا *** واسألوا عن كل عدلٍ عمرَ
وإذا بابن تيميه -رحمه الله- يدخل سجن القلعة ويغلق عليه الباب، فيبرز بلسم الحياة في تلك اللحظة -أعني الإيمان- فيقول: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى رُحت فهي معي لا تفارقني، حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة الإيمان.
المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه، والله لو بذلت ملء القلعة ذهبًا ما عدل ذلك عندي شكر نعمة الحبس، وما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، حاله:
أنا لست إلا مؤمنًا *** بالله في سري وجهري
أنا نبضة في صدر هذا *** الكون فهل يضيق صدري
صامدة رغم الألم
بلسم الحياة لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل قدير. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين؛ فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا. فصلِّ يا رب على خير الورى *** ما صدحت قُمْرية على الذرى والآل والأزواج والأصحاب *** والتابعين من أولي الألباب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ) أما بعد فيا عباد الله، لم يزل كثير من الخلق يلهثون ينصبون، يسعون يكدون، فمنهم من يسعى لجمع المال من أي القنوات، ومنهم من يلهث في بهيمية خلف الشهوات وأودار القنوات، ومنهم من يهرول وراء الشهرة والجاه والسلطان في سبات التيه قد أمضى رحلات، ومنهم من يعدو وراء الأماني والأحلام، يسبح في غير ماء، ويطير من غير جناح. كمهمهٍ فيه السراب يلمح *** يدأب فيه النوم حتى يطلحوا ثم يظلون كأن لم يبرحوا *** كأنما أمسوا بحيث أصبحوا ضياع أعمار نفيسة في طلب أغراض خسيسة، أَمَا إنك لو سألتهم جميعًا من وراء ذلك السعي واللهث ما تريدون؟ لأي شيء تهدفون؟ لأجابوك: الحياة الطيبة نريد، إلى السعادة نهدف، نركض نعدو إلى سرور النفس ولذة القلب، ونعيم الروح وغذائها ودوائها وحياتها وقرة عينها نتوق، أرادوها فأخطئوا طريقها، وتاهوا فعطشوا وجاعوا، وعلى الوهم عاشوا؛ فصار حالهم كمن سقي على الظمأ بالسراب والآل وكانوا كمن تغدى في المنام، وفي تيههم فقدوا حاسة الشم والذوق فلم يفرقوا بين الروائح العطرة من الكدرة، ولا العذب في الفرات، فشقوا وتعسوا ويظنون أنهم سيسعدون، غفلوا في تيههم عن داعي الحق على الطريق وهو يندبهم ويقول: مهلا مهلا. والله لا يسعد النفس ولا يزكيها ولا يطهرها ولا يُذهب غمها همَّها وقلقها ويسد جوعتها وظمأها، ويعيد لها شمها وذوقها، إلا الإيمان بالله رب العالمين بلسم الحياة، بلسم الحياة ومفتاح السعادة، قال الله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هذا خبر من أيها المؤمنون؟ ينبيك عنه [ابن القيم] بما ملخصه -في تصرف- إنه خبر أصدق الصادقين وأحكم الحاكمين، الله رب العالمين، وهو خبر يقين، وعلم يقين بل عين يقين، فحوى الخبر، أنه لابد لكل من عمل صالحًا مؤمنًا أنه يحييه الله حياة طيبة، بحسب إيمانه وعمله، (وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الحفاة الأغلاظ، لا يعلمون، غلطوا في مسمى هذه الحياة فظنوها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس، والمراكب والمناكف ولذة الرياسة، والمال وقهر الأعداء والتفنُّن بأنواع الشهوات والملذَّات، حال أحدهم: إذا تغديت وطابت نفسي *** فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغدى قبلي *** فنصف النهار لترياسه ونصف لمأكله أجمع لا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان، فمن لم تكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام والبهائم فذلك مسكين ينادى عليه من مكان بعيد، هِمَّتُه هِمَّةٌ خسيسة دنيئة، همة حُشّ. كل داءٍ في سقوط الهمم *** يجعل الأحياء مثل الرمم نامت الأُسْد بسحر الغنم *** سمَّت العجز ارتقاء الأمم فأين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالطت بشاشته القلوب سلا صاحبه عن الأبناء والنساء والإخوان والأموال والمساكن والمراكب والمناكح والأوطان، ثم رضي بتركها كلها والخروج منها رأسًا وهو وادع النفس، منشرح الصدر، مطمئن القلب، يعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق، لعلمه أن الجنة حُفَّت بالمكاره، يطيب له قتل ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه في سبيل الله. أو قتلهم إن كانوا أعداء الله. فلم يكن في سبيل الله تأخذه ملامة الناس والرحمن مولاه، فإذا بأحدهم يتلقى سنان الرمح بصدره، فيخرج من بين ثدييه، الدماء تثعب منه ينضح من هذه الدماء على وجهه وجسده ويقول وقد ذاق بلسم الحياة: فزت ورب الكعبة، فزت ورب الكعبة، حتى قال قاتله: فقلت في نفسي: ما فاز، ألست قتلت الرجل! فما زال يسأل حتى أُخبر أنه فاز بالشهادة وبما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فقال قاتله: فاز لعمر الله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إن بعض النفوس، تظل في شك من مصداقية هذا الدين، حتى ترى قسمات الفرح بادية على وجوه أفراده بشرًا وسرورًا وسكينة واطمئنانًا، وهم يواجهون الموت في سبيله!. لنقاءٍ ونماء ولإيمان وثيق *** قتلهم في الله أشهى من رحيق فازوا من الدنيا بمجد خالد *** ولهم خلود الفوز يوم الموعد ويستطيل الآخر حياته، فيلقى قوت يومه من تمرات، يوم سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "قوموا إلى جنة عرضها الأرض والسماوات" يقول: لئن بقيت إلى أن آكل هذه التمرات، إنها لحياة طويلة! ثم يتقدم للموت فرحًا مسرورًا. آية المؤمن أن يلقى الردى *** بَاسِم الثغر سرورًا ورضى ليس يدنو الخوف منه أبدًا *** ليس غير الله يخشى أحدًا ويلبس [بلال] -رضي الله عنه- أدرع الحديد، ويصرف في الشمس يئن تحت وطأة صخرة عظيمة، فوق رمضاء قاسية في يوم قائظ في &lt;مكة&gt;، وأهل &lt;مكة&gt; أدرى بقيظ مكة، يراود على كلمة الكفر، وفي الميسور عليه أن يقولها لو أراد، وقلبه مطمئن بالإيمان، لكنه ذاق حلاوة الإيمان، فمزجها بمرارة العذاب والحرمان، فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب، فأطلقها كلمات تنقطع لها قلوب معذبيه حنقًا وغيظًا؛ ليرغم أنوفهم بها قائلا: أحد أحد، لو وجدت أحنق منها وأغْيَظ لكم منها لقلتها. هل أنت إلا إصبع دميتي *** وفي سبيل الله ما لقيتي وثبت فكانت العاقبة، فإذا به يعلو الكعبة فيصدح بالأذان ليرغم به من المشركين القلوب والآذان، حتى إذا ما حلَّت به السكرات، قامت زوجه تقول: وابلالاه واحزناه، فيقول وقد ذاق بلسم الحياة: بل وافرحاه واطرباه غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبه. أرسلتها كلمات منك صادقة *** بيضاء آذانها الأخلاد والقلل بريقها وهي تهوي في مسامعهم *** بلاغة خشيت لألاءها المُقَل وإذا بسيف الله [خالد أبي سليمان] فارس الإسلام وليث المَشَاهد -رضى الله عنه- يقول -حين ذاق بلسم الحياة وخالط بشاشة قلبه-: والله ما ليلة تهدى إليَّ فيها عروس، أنا لها محب، أبشَّر فيها بغلام، بأحب من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد، في سرية في المهاجرين أنتظر فيها الصبح لأغير على أعداء الله . كأنما الموت في أفواههم عسل *** من ريق نحل الشفا حدث ولا حرجًا حتى إذا ما حلَّت به السكرات، قال: لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي أن أموت إلا على فراشي، ولا والله -الذي لا إله إلا هو- ما عملوا شيئًا أرجى عندي بعد التوحيد في ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على أعداء الله . لقد شهدت كذا وكذا مشهدًا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أو رمية سهم، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، لا نامت أعين الجبناء، عدتي وعتادي في سبيل الله، ثم لقي الله رضى الله عنه وأرضاه . الدم الذاكي جرى في عرقهم *** فاض مسكًا وتندى عنبرًا فاسألوا عن كل نصرٍ خالدًا *** واسألوا عن كل عدلٍ عمرَ وإذا بابن تيميه -رحمه الله- يدخل سجن القلعة ويغلق عليه الباب، فيبرز بلسم الحياة في تلك اللحظة -أعني الإيمان- فيقول: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى رُحت فهي معي لا تفارقني، حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة الإيمان. المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه، والله لو بذلت ملء القلعة ذهبًا ما عدل ذلك عندي شكر نعمة الحبس، وما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، حاله: أنا لست إلا مؤمنًا *** بالله في سري وجهري أنا نبضة في صدر هذا *** الكون فهل يضيق صدري
بلسم الحياة لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده...
قول تلميذه -رحمه الله-: وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والتنعم، وما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ومع ذلك فهو من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرُّهم نفسًا، تلوح نظرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه؛ فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.
رجحوا حلمًا وخفوا هممًا *** ونشوا سِيدًا وشبوا عُلَما
علموا من أين ينزاح الشقاء، فأزاحوه وعاشوا سعداء. إنه بلسم الحياة.
وإذا بآخر يحكم عليه بالقتل ويُعلن عليه، فما يزيد على أن يفتر عن ابتسامة من ثغره نابعة من صدر مطمئن هادئ، يحكم عليه بالقتل ويُعلن عليه ذلك القتل فيفتر ثغره عن ابتسامة نابعة من صدر مطمئن هادي، واثق بموعود الله كما يُحسَى، فيقال له ما تنتظر؟ قال: أنتظر القدوم على ربي، لقد عملت لهذا المصرع خمسة عشر عامًا، وإني لأرجو الله أن تكون شهادة في سبيله،
فوالله إني أرى مصرعي *** ولكن أمدُّ إليه الخطا.
وتاالله هذا ممات الرجال *** فمن رام موتًا شريفًا فذا
وآخر كان يعيش حياة الضياع والحرمان والتعاسة وعدم المبالاة، فيمر على مسجد بعد صلاة المغرب، وإذا بالمتكلم يتكلم فيه حول قول الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فألقى سمعه وقلبه، وصار في حالة من الذهول، سمع مصيره ومآله -ولا عدة له-، تذكر أيامه السوداء البائسة، ووقوفه بين يدَيْ ربه لا تخفى على الله منه خافية، استفاق قلبه، استيقظ إيمانه، تغلغلت الموعظة إلى سويداء قلبه، اندفع يبكي وينتحب، ويقول: أتوب إلى الله، أتوب إلى الله، غفرانك يا رب، رحمتك يا أرحم الراحمين، بادر واغتسل وصلّى صلاة المغرب، وذهب إلى هذا الداعية المتكلم، فقصَّ عليه قصته، وأوصاه الداعية بوصايا، وسأل الله له الثبات، أقبل على تنفيذ هذه الوصايا إقبال الظامئ على الماء البارد في يوم قائظ.
يقول هذا التائب -وقد ذاق ذلكم البلسم-: -الذي لا إله إلا هو- ما نمت تلك الليلة، في فرحي بالهداية والإقبال على الله، وتالله لقد حفظت القرآن في أربعة أشهر عن ظهر قلب، صلح حالي، وانشرح بالي، وذهبت غمومي وهمومي تراه طلق المُحيَّا بشوشًا يختم القرآن في كل ثلاث، صدق الله -جل وعلا- يوم قال:
(أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ)
سعادة الدنيا والدنيا مقيدة *** بمنهج الله فهو الشرط والسبب
وإذا بالآخر يقول مع فقره وحاجته: والله لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، وإذا بالأعرج يوم أحد كما في المسند بسند حسن " يقول: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أأمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم. تقول زوجته: لكأني انظر إليه وقد أخذ درقته، وهو يقول: اللهم لا تردني حتى أطأ بعرجتي هذه الجنة صحيحًا، وقاتل حتى قتل، فمر عليه -صلى الله عليه وسلم- فقال: لكأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة إيهٍ إيهٍ !!
ليرفعها في حضيض التراب *** إلى الأفق الأرحب الأكرم
وإذا بالآخر في <القادسية>، يبارز مجوسيًا، فيقتل المجوسي ويعينه الله -عز وجل- عليه، لكنه -رحمه الله- يصاب في بطنه، فتنتثر أمعاؤه، ويمر به رجل من المسلمين فيقول: أعنِّي على بطني، فأدخل له أمعاءه في بطنه، ثم أخذ بصفاق بطنه يزحف إلى أعداء الله على هذا الحال، فيدركه الموت على ثلاثين ذراعًا من مصرعه، وهو يقول:
أرجو بها من ربنا ثوابًا *** قد كنت ممن أحسن الضرابا
ثم فاضت نفسه رحمه الله.
يعانقون ضباها وهي هاوية *** كأنما الطعن في لبَّاتهم قُبَلُ
إنه الإيمان، بلسم الحياة.
وإذا بالزوج يتوعد زوجته حين غضب عليها، فيقول: والله لأشقينك ولأتعسنك، فتقول حين خالط الإيمان بشاشة قلبها في هدوء: والله لا تستطيع أن تشقيني كما أنك لا تملك أن تسعدني لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو في زينة وحلي لحرمتنيها، لكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون، قال: وما هو؟ قالت: سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي وعملي، وقلبي في يدي ربي لا سلطان لأحدٍ عليه غير ربي.
هات ما عندك هات معي *** الإيمان يهديني لبحر الظلمات
بلسم الإيمان ينجي *** مركبي والموج عاتي
هل ترى الإعصار يومًا *** هزَّ شُمًّا راسيات
لاَّ . وإذا بالآخر يقول: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل له: وما أطيب ما فيها ؟! قال: محبة الله، معرفته وذكره، والله -الذي لا إله إلا هو- لأهل الليل في ليلهم مع الله ألذُّ من أهل اللهو في لهوِهم. وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربًا حتى أقول: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم عظيم، إنهم لفي عيش طيب.
عباد الله، هذه أقوال ومواقف، أَطَلْت فيها لأنني أعايش فيها شيئًا لا أراه في نفسي ولا فيمن حولي، أرى أنهم يتذوقون طعمًا لم نتذوقه، ويولعون بشيء لم نعشقه، إنه الإيمان، بلسم الحياة
أقف وأتساءل من الأعماق، هل هذا الإيمان الذي نعيشه هو الإيمان الذي عاشوه وأحبوه ؟! هل البلاء في الأشخاص أم في الزمان أم في الإيمان؟ إن الإيمان هو الإيمان أيها المؤمنون، والزمان هو الزمان، والأجساد هي الأجساد لم يتغير شيء، لكن الذي اختل فقط هو العلاقة بين الشخص والإيمان، إنهما لم يلتقيا بعد اللقاء الحقيقي !.
أما والله لو التقى الأشخاص مع الإيمان لقاءً حقيقيًا لا شعارًا، لقاءً عميقًا في تشبث واعتزاز، لكان ما كان مما قد سمعتموه، لذة لا يعدلها لذة، وحلاوة لا ينعم من لم يذقها، كيف؟ إنه الإيمان، بلسم الحياة، وأس الفضائل ولجام الرذائل، وقوام الضمائر، وسند العزم في الشداد، وبلسم العبر عند المصائب، وعماد الرضا والقناعة بالحظوط، ونور الأمل في الصدور وسكن النفوس، وعزاء القلوب إذا أوحشتها الخطوب، والعروة الوثقى عند حلول الموت بسكراته العظمي.
المؤمن في كل أحواله وأعماله الصالحة، مثل أم موسى -عليه السلام-، ترضع ولدها وتطفئ بذلك ظمأ نفسها وشغف قلبها، وتأخذ على ذلك أجرًا، فكذلك المؤمن يسعد بإيمانه في الدنيا وبثواب إيمانه في الآخرة، وذلك فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
فهل زلزلت أنفس جامدات *** فهبت لتغسل أوحالها
لفرد بغير إيمان، ريشة في مهب الريح، لا تستقر على حال ولا تسكن إلى قرار، الفرد بلا إيمان ليس له امتداد ولا جذور، لا يعرف حقيقة نفسه ولا سر وجوده، لا يدرى من ألبسه ثوب الحياة؟ ولماذا ألبسه إياه؟ ولماذا ينتزعه منه بعد حين؟
النفس بلا إيمان مضطربة، حائرة، متبرمة، قلقة، تائهة، خائفة كسفينة تتقاذفها الريح في ثبج البحر وأمواجه، الفرد بلا إيمان حيوان شَرِهٌ فاتك لا تُحدُّ شراهته، ولا تُقلَّم أظفاره، سئم حديده، فعجم عوده، وحطَّم قيوده، وأصغر الحشرات وأشرس الضواري -كما يقول صاحب قصة الإيمان-.
البهائم تجوع كما نجوع، لكنها في سلامة من همِّ الرزق وخوف الفقر وكرب الحاجة وذل السؤال.
البهائم تلد كما نلد، وتفقد أولادها كما نفقد، لكنها في راحة من هلع المَثْكَلة وجزع الميتمة، وهمِّ اليتامى والمستضعفين والمضطهدين والمظلومين. البهائم تتلذذ كما نتلذذ، وتَأْلَم كما نأْلَم، لكنها في راحة مما يأكل القلوب ويُقرِّح الجفون، ويقض المضاجع، ويقطع الأرحام، ويفرق الشَّمل، ويخرب البيوت من مهلكات كالحسد والكذب والنميمة والفرية والقذف والخيانة والنفاق والعقوق ونكران الجميل.
البهائم تُعرف بنوع من الإدراك أعطاها الله إياه ما يضرها وما ينفعها لكنها في سلامة من أعباء التكاليف، وثقل الأوزار، ومضض الشك، وعذاب الضمير، وهمِّ السؤال بين يدي الحكيم الخبير.
البهائم تمرض كما نمرض، وتموت كما نموت، لكنها في راحة من التفكير في عقبى المرض، وفراق الأحباب بعد الممات، وسكرات الموت ومصير ما وراء القبور من حشرٍ ونشور.
يبقى هذا الإنسان الضعيف الهلوع الجزوع، المطماع المختال الفخور المتكبر المترف، شقيًا تعيسًا، سيئ الحظ، عظيم البلاء، منحط الرُّتبة، بائس المصير حين يكون تفكيره بلا إيمان، ولا غرابة
فمن يزرع الريح في أرضه *** فلا بد أن يحصد الزوبعة .
ولا والله -الذي لا إله إلا هو- إنه لا علاج لشقائه إلا بالإيمان، يقويه، يعزِّيه، يسلِّيه، يمنِّيه، يرضيه، يُحْييه حياة طيبة على الحقيقة، يعلو يقينه، ينفسح صدره، تعظم سعادته، وحين يفقد ذلك يشقى، يضيق عليه صدره، يأسى، يحزن، يكتئب؛ فيتداوى بالداء، يلجأ إلى المخدرات والانتحار، ظنًا منه أنه يتخلص من الشقاء، وإنما هو في الحقيقية يتغلب من شقاء الدنيا إن لم يعفُ الله عنه إلى شقاء الآخرة، ومن عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة، إن لم يتداركه ربه برحمة منه وَمَنٍّ، نسأل الله العافية.
اسمع معي عبد الله، لهذا الشاب التائب كما أورد ذلك صاحب طريق السعادة بتصرف، قال الشاب التائب:
مرَّ عشرون عامًا من عمري وأنا في ظلام دامس، أتخبط خبط عشواء، لا أحس للدنيا طعمًا، مالي كثير، أخلائي كثير، في نفسي جوعة، في صدري ضيق، ماذا يشبع تلك الجوعة؟ ماذا يشرح ذلك الضيق؟ معازف لم تشرح صدري بل معها الجوعة ازدادت، والضيق ازداد، بَدَّلت أخلائي،، بدّلت أفلامي، سافرت عدت، سهرت كثيرًا، شربت كثيرًا، لهوت كثيرًا، تعبت، الجوعة تزداد والضيق كذلك (حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) أحسست كأني مسجون في دنياي، وأن الأرض برحابتها لا تسعني، فكرت طويلا وطويلا، وأخيرًا ظهر الحل الآن أشعر بالراحة -كما أزعم حينها-، أخذت سكينًا وقلت: هذه سكيني بيدي تلمع باسمة راضية عن هذا الحل، الناس هجوع، الأهل نيام، السكون عام، أقول -في نفسي-: لم يبق سوى لحظات وأعيش ساعات الراحة كما أزعم، وفي تلك اللحظات سكيني في يدي تقترب من قلبي الميت، أريد أن أنتحر، أريد أن أتخلص من هذا الشقاء، وإذا بصوت يشق عنان السماء، يقطع الصمت، يدوي في الكون، ترتج به المدينة.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ……
نداء صلاة الفجر، ويْحها من قلوبٍ لا تجيبه ما أتعسها! ما أشقاها!، سقطت السكين من يدي عند سماع الصوت، وسرى في جسدي ما قد سرى، تحرك قلبي الميت على ذلك الصوت، استيقظت بعد طول سبات، ويح نفسي ماذا جدّ ؟ أغريب هذا الصوت؟ عشرون خريفًا تسمعه، أما أحسست معناه إلا الآن ؟
أجبت هذا الصوت، وجئت بالماء أهريقه على وجهي وجسدي المرهق؛ فيطفئ لظى الشقاء، ويعيد الهدوء إلى نفسي شيئًا فشيئًا، خرجت متجهًا نحو المسجد لأول مرة من عشرين عامًا، الكون مخيف بهدوئه، لا صوت يعلو، لا ضوضاء، دخلت مع إقامة صلاة الفجر، وقفت في الصف مع الناس، صنف من الناس لم أعهده في حياتي.
وجوه يشع منها النور، نفوس طيبة مرتاحة، تقدم من بينهم الإمام، وأقبل يحث على تسوية الصفوف، كبر وزلزل كياني تكبيره، شرعت أصلي خلفه نفسي هادئة، صدري منشرح، يقرأ الآيات وأنصت في تلك اللحظات، بكلام لم أسمعه منذ سنوات وسنوات.
(وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَليْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ * لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ)