نبراس الجود
نبراس الجود
بارك الله فيك
بارك الله فيك
. . السيـــره النبـــويــه . .




المقاطعة

ازداد عدد المسلمين، وانضم إليهم عدد من أصحاب القوة والسيطرة، فأصبح من الصعب على المشركين تعذيبهم، ففكروا في تعذيب من نوع آخر، يشمل كل المسلمين قويهم وضعيفهم، بل يشمل كل من يحمي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين حتى ولو لم يدخل في الإسلام، فقرر المشركون أن يقاطعوا بني هاشم ومن معهم، فلا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، ولا يكلمونهم، ولا يدخلون بيوتهم، وأن يستمروا هكذا حتى يُسلِّموا إليهم محمدًا ليقتلوه أو يتركوا دينهم، وأقسم المشركون على هذا العهد، وكتبوه في صحيفة وعلقوها داخل الكعبة.

وأحكم المشركون الحصار، فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الاحتباس في شعب بني هاشم، وكان رجال قريش ينتظرون التجار القادمين إلى مكة ليشتروا منهم الطعام ويمنعوا المسلمين من شرائه، فيظلوا على جوعهم، فهذا أبو لهب يقول لتجار قريش عندما يرى مسلمًا يشترى طعامًا لأولاده: يا معشر التجار، غالوا على أصحاب محمد؛ حتى لا يدركوا معكم شيئًا، فيزيدون عليهم في السلعة، حتى يرجع المسلم إلى أطفاله، وهم يتألمون من الجوع، وليس في يديه شيء يطعمهم به.
ويذهب التجار إلى أبي لهب فيربحهم فيما اشتروا من الطعام واللباس، حتى تعب المؤمنون ومن معهم من الجوع والعرى، واستمر هذا الحصار على بني هاشم والمسلمين مدة ثلاث سنوات، ولكن المسلمين أثبتوا أنهم أقوى من كل حيل المشركين، فإيمانهم راسخ في قلوبهم لا يزحزحه جوع ولا عطش، حتى وإن اضطروا إلى أكل أوراق الشجر، فلم ييأسوا، ولم ينفضُّوا من حول نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وشعر بعض المشركين بسوء ما يفعلونه، فقرروا إنهاء هذه المقاطعة الظالمة وأرسل الله تعالى الأرضة (دودة أو حشرة صغيرة تشبه النملة) فأكلت صحيفتهم، ولم تُبْقِ إلا اسم الله تعالى، وأوحى الله إلى نبيه بذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بما حدث للصحيفة، فذهب أبو طالب إلى الكفار وأخبرهم بما أخبره محمد صلى الله عليه وسلم به، فأسرعوا إلى الصحيفة، فوجدوا ما قاله أبو طالب صدقًا، وتقدم من المشركين هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، فتبرءوا من هذه المعاهدة، وبذلك انتهت المقاطعة بعد ثلاث سنوات من الصبر، والثبات
والتحمل
نبراس الجود
نبراس الجود
يأخوات لاتنسون الحفظ وجه واحد أو وجهين يعني اللي تقدرين عليه.. وراح يكون التسميع يوم الأحد ان شاءالله.. ------------- وبكره ان شاءالله مسابقات وطريقة المسابقه كل وحده تذكر سؤال او سؤالين واللي تجاوب اول وحده هي التي تسأل وهكذا... طبعآ المسابقه جماعيه والأسئله دينيه وثقافيه.. والأسبوع الجاي ان شاءالله نغير من طريقة المسابقه..
يأخوات لاتنسون الحفظ وجه واحد أو وجهين يعني اللي تقدرين عليه.. وراح يكون التسميع يوم الأحد...
السلام عليكم


اليوم سنقرء كتاب (العشاق) للشيخ عائض القرني..
نبراس الجود
نبراس الجود
مصارع العشارق




الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، وبعد .

فهذه بنات فكر ضمرت مرائرها ، وسرحت ضفائرها ، سموها ما شئتم : مقامات أدبية ، أو صولات خطابية ، إلياذة أو ملحمة ، المهم أنني آمن بأفكارها ، وتبطنت أسرارها ، جعلت عنوانها ( مصارع العشاق ) . فإن كنتم منهم حصل الاتفاق ، وإلا فالسماع يكفي ، والقراءة تشفي .

* نحن أمة تسال عن دم البعوضة ، وتهريق دم الحسين !!

لبست قمص المثنى بن حارثة ، وفي يدها حربة بابك الخرمي .

* حج محمد ، عليه الصلاة والسلام ، ليقول للحجاج : ( أنا كأفقركم ! ) ففهمها الفطناء ، لكن أبا جهل ما حضر الموقف ..!

* عرب بلا عمر .. وأكراد بلا صلاح الدين .. وترك بلا فاتح .. وأفارقة بلا بلال .. لا قيمة لهم .

* جسم الأمة كله جراح يوم عرفة : جؤار البوسنة والهرسك أخجل أهل الموقف ، وخلاف الأفغان أزعج المحرمين ، وضياع بيت المقدس ن-رؤوسنا عند الصخرات .

* من لم تنفعه عينه ، لم تنفعه أذنه .. ونحن كذبنا ما سمعناه بآذاننا ، وقد رأيناه بعيوننا .

لـقـد نـصـحـتـك عـيـنـك فـي نـهـار مـن الـتـبـيـانِ حـتـى ســال مــاهـا

* حج عمر فأنفق عشرين درهماً ، وقد ختم بالرق على عنق كسرى وقيصر ، وقد حججنا ندوس الحرير ونستخشن الديباج ، ونحن نسبح للرق في أدبار الصلوات !!

أمـا الـخـيـام فـإنـهـا كـخـيـامـهــم وأرى رجـال الـحـي غــيـر رجـالـهـا

* صحن طعامنا مكسـور ؛ لأنه ما صنع في المدينة ، وخيمتنا ممزقة ؛ لأن أطنابها مسـتورة ، ونسينا ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) (النساء: من الآية65).

* نحن ثلاثة حجاج ضاع رابعنا !

حاج في عرفة ، وما له في البنك الربوي ، وحاج في مزدلفة ، ولكنه بات مع نغمة ووتر ، وحاج رمى الجمرات ، وأشعل في قلوبنا الجمرات ، والرابع أشعث أغبر ، رفعت دموعه إلى العرش .

لا تـسـل عـن خـلـدي قـد ضـاع مـنـي عـدنـي فـي زحـمـتـي أو عـد عـنـي

* عشق بلال الجنة ، فأمهرها ركعتين مع كل وضوء ، فسمع صاحب العقد دفي نعليه باب المخطوبة ، فعرف أن ليلة العرس حانت :

ألـم تـرى أنـي كــلـمـا زرت زيـنـبـاً وجـدت بـهـا طــيـبـاً وإن لـم تـطـيب

وقصر بلال تلوح عليه أحرف : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الزخرف:72) .

وعشق أبو جهل النار فصعبت عليه لا إله إلا الله ؛ لأن نافخ الكير تزكمه نفحة المسك .

قيل لأبي جهل : قد أقام بلال الصلاة ، فصل وراء الإمام ، فقال لست على وضوء ، فمات قبل أن يصلي .

قيل لأبي جهل : لماذا تدخل النار ؟ قال : لني عاشق !

لا تـلـمـنـي فـي هـواهـا والـجــوى فـأنـا مـن لـومـكـم فـي صـــمـم

صاح في وجه أبي جهل لسان القدر : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (فصلت:19) .



* أبو مسلم الخراساني .

عشق الإمارة حتى الثمالة ، فعاش من أجلها وهاش ، وسكر من حبها وطاش ، وبقر بطون المساكين بالخنجر ، فبقر بطنه أبو جعفر (1):

كـل بـطـاح مـن الـنـاس لـه يـوم بـطـوح

تعلق بغير الله فعلقه أقرب الناس إليه من قدميه ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129) .

أبـعـيـن مـفـتـقـر إليـك نـظـرت لـي فـأهـنـتـنـي وقـذفـتـنـي من حـالـقي

لـسـت الـمـلـوم أنـا الـمـلـوم لأنـنـي عـلـقـت آمـالـي بـغـيـر الـخــالـق

جعل الرياسة تميمة في عنقه، وقد قال المعصوم ، عليه الصلاة والسلام : ( من علق تميمة فقد أشرك )(1).

عشق أبو مسلم الخراساني المنصب فما تراجع عنه ، والتراجع حرام عند العاشقين .

* مات الجعد بن درهم في حب البدعة ، فما أحس للذبح في هوى المحبوب ألماً ، فلماذا يألم أهل السنة من الذبح في حب السنة ، والله يقول : ( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ) (النساء: من الآية104) .

سـقـيـنـاهـمـوا كـأسـاً سـقـونا بـمـثـلهـا ولـكـنـنـا كـنـا عـلـى المـوت أصـبرا

خرج خالد القسري على الجعد بن درهم بالسكين ، فما تاب المسكين ؛ لأنه عاشق ، والعاشق يقول :

والله لـو قـطـعـــوا رأسـي لأهـجــرهــا لـسـار نـحـو هـواهـا في الحـمـى راسي

الجعد بن درهم : ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً .

صاح النذير لأبطال السنة بلسان : ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ )(آل عمران: من الآية140) فما أحسوا لمس حسا !

* تحدى أحمد بن حنبل الدنيا في حب مبدئه الحق ، فتكسرت السياط على البساط ، وأبو عبد الله يضحك في وجوه المنايا ، والوحي يهتف به : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان: من الآية58) . ليعلم أحمد أن : المتوكل سوف يتولى ، والمعتصم يموت .

* في قاموس أحمد بن حنبل : حديث قدسي : ( وعزتي وجلالي ما اعتصم بي أحد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً ) .

أراد أهل البدعة أن يصرفوه عن الحق فما انصرف ، لأن أحمد ممنوع من الصرف !

عـجـبـاً كـيـف شـربـت الـمـوت شـربـا وجـعـلـت الـسـيـف للـعـلـيـاء دربـا

عـجـبـاً كـيـف تـحـــديـت الـمـــلا وسـقـيـت الـرمـح حـتـى صـب صـبا

كنا أطفالاً نسمع بأحمد بن حنبل ، فحسبناه مفتياً في الزوايا ، فلما كبرنا علمنا أنه معلم جيل ، وشيخ حياة .

* عشق الدماء الحجاج بن يوسف .. كما عشقت امرأة العزيز يوسف ! فجرد السيف على الملة ، فشقي بسعيد ، وكسر بابن جبير منارة الدين .

الرجل محنط في الدماء فما سمع من سكاره : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) .
نبراس الجود
نبراس الجود
تـــــابعـ







* أحد الفنانين رقص على نغمة :

أخــبـروهـا إذا أتـيـتـم حــمـاهــا أنـنـي ذبــت فـي الـغــرام فـداهـا

وتراقصت أطراف جعفر الطيار على زمجرة :

يـا حــبـذا الـجـــنـة واقـتـرابـها طــيـبـة وبـارد شــــرابـــها

طارت روح جعفر إلى الجنة ، فأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، والذي يطير أعظم ممن يسير .

نـطـيـر إلـيـك مـن شـوق الـحـشـايـا وبـعـض الـنـاس نـحـوكـم يـســيـر

* حمل أبو بكر الصديق الصدق فصار في قـافلة : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (الزمر: من الآية33 ) فسمي الصديق ، فلا يعرفه العالم إلا ( بالصديق ) وصار خليفة الصادق المصدوق .

وحمل مسيلمة الكذاب رداء الكذب ، فهو زنزانة ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18) فلا يعرف مسيلمة إلا ( بالكذاب ) .

أراد خالد بن الوليد أن يداوي مسيلمة الكذاب من الكذب ، فما نجع الدواء ، فقطع رأسه ، ليزول الألم بالكلية !!

عشاق الصدق كثير يموتون من أجله ، وعشاق الكذب أكثر يقتلون تحت نعليه !

* جرحت أصبع رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ، فسال الدم الطاهر فقال :

( هــل أنـت إصــبـع دمـيـت وفـي ســـبـيـل الله مـا لـقــيـت )(2)

لأن من قرب روحه للرحمن ، لا يحزن على إصبعه ، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره ، لا يبكي على دم ظفره .

* حرام بن ملحان طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورش القاتل وهو يقول : فزت ورب الكعبة ! شهد له دمه أنه محب وأقام دليل المحبة ، فسلوا رمح القاتل .. ( فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر ) .

يأتي حرام بن ملحان يوم القيامة ، وكلمه يدمي ، الريح ريح المسك ، واللون لون الدم .

تـفــوح أرواح نـجــد مـن ثـيـابـهـم عـنـد القـدوم لـقـرب الـعـهـد بـالـدار

الشـيـح والكـاد والريـحـان قـد عـقـبـت يـا مـوقـد النـار أطـفـئ شـعـلـة النـار

* دخل المهدي ـ خليفة بني العباس ـ المسجد ، والعلماء جلوس ، فلما رأوه قاموا ، وقعد ابن أبي ذئب ، لأن الذئاب لا تقوم للثعالب ، فقال له : لمَلم تقم لي ؟ قال كدت أفعل فذكرت : ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين:6) . فتركت القيام لذاك اليوم ، فقال الخليفة

اجلس فقد أقمت شعر رأسي ! . فقامت الدنيا لابن أبي ذئب ؛ لأنه ما قام ، والقيام مع القدرة ، ولا قدرة لمن يدخر قيامه لمولاه !

* مد سعيد الحلبي رجله في المسجد ، فدخل السلطان عليه فما رد رجله ، فأعطاه مالاً ، فقال سعيد : إن الذي يمد رجله لا يمد يده ، ولو مد سعيد يده لقطع السلطان رأسه !

أنـا لا أرغــب تـقــبـيـل يــد قـطـعـهـا أحـسـن مـن تـلـك الـقـبل

إن جـزتـنـي عـن صـنيعي كنت في رقـهـا أولا فـيـكـفـيـنـي الـخـجــل

* الكافر يولد مرة ، ويموت مرتين ، والمؤمن يولد مرتين ، ويموت مرة ، الكافر : جثماني بليد ، والمؤمن : روحاني مجيد .

* الهدهد أذكى من فرعون ؛ لأن الهدهد أنكر على بلقيس سجودها للشمس ، وفرعون يقول : ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص: من الآية38) !!

رزق الهدهد يخبئه في الأرض ، فلما عرف ربه قال : ( الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (النمل: من الآية25).

أحب الهدهد رب العالمين ، فأتى سليمان من سبأ بنبأ يقين ، وفرعون مهين ، دس أنفه في الطين !

الهدهد آمن في الرخاء ، فنفعه إيمانه في الشدة ، وفرعون كفر في الرخاء ، فما نفعه إيمانه في الشدة ، بل قيل له : يا فتان ، الآن ! فات لأوان .

قـد مـضـى الركـب وخـلـفـت لـوحـدك فـابـك مـا شـئـت ولا تـأنـس بـرشـدك

* عبد الدينار يرد النار كلما كثرت دراهمه دار همه .

إمامه : قارون ، خرج في زينته ، فدفن في طينه !

صاح متكبراً : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) (القصص: من الآية78) .قيل له عندك أو عندنا ؟ هيا إلى الدور الأرضي ، وخذ دارك معك !

( فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ ) (القصص: من الآية81) ؟‍!

* دراهم أبي بكر ختمت بـ ( يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) (الليل : من الآية18) .

ودراهم أمية بن خلف عليها ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (الهمزة:1) !

أعطي أبو بكر حلة ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) (الليل:17) . وألبس أمية قميص ( فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ) (لأنفال: من الآية36) .



لـشـتـان مـا بـيـن اليـزيـديـن في النـدى يـزيـد بـن عـمـرو والأغـر بـن حـاتـم

فـهـم الـفـتـى الأزدي إتـلاف مــالــه وهـم الـفـتـى الـقـيـسي جـمـع الدراهم

فـلا يـحـسـب الـتـمـتـام أنـي هـجـرته ولـكـنـنـي فـضـلـت أهـل الـمـكـارم

* سمع حنظلة مؤذن الجهاد في أحد ، وعليه جنابة ، فطار إلى سيفه ، وصب دمه مع دماء الأبرار ، وقدم لحمه مع لحوم الأخيار ، هذه الكتائب ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) (الحج: من الآية37) .

يا حنظلة : ثمار شجرك ما حنظل ، وحب زرعك قد سنبل ، قبل أن تدخل الجنة تغسل :

أمـلاك ربـي بـمـاء الـمـزن قـد غـسـلـوا جـثـمـان حـنـظـلـة والـروح تختطف

وكــلـم الله مــن أوس شـهـيـدهــم مـن غـيـر تـرجـمـة زيحـت له السـجـف

* تلاميذ عبد الله بن أبي يحفظون ( لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ) (المنافقون: من الآية7) . وينسون ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (المنافقون: من الآية7)، فيسرقون لقمة العيش من على الشفاه !

ومداوي الداء بالداء ، أعله وما شفاه .

* عبد الله بن أبي ، فاكهته : لحوم الصحابة ، ومصحفه : الربابة ، سهامه طائشة ؛ لأن الصيد عائشة :

أتـدري مـن رمـيـت وكـيـف تــدري ؟ فـمـا أعـمـاك عـن شـمــــس وبـدر

رمـيـت الـفـجـر بـالـبـهـتـان كـيـداً ونــور الـحـق مـحـفـوف بـفـجـــر



* درسنا قصة ( طه والطبلة ) فألهانا طه عن : ( طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) (طـه:2) . والذي حفظ قصة الطلبة خرج أبله ..! وقيم المدرسة أرقم ؛ لأنه ألغى منهج دار الأرقم بن أبي الأرقم .

* صاح أنس بن النضر : إني لأجد ريح الجنة من دون أحد فقتل على مبدأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (الإخلاص:1) !

بحثت عنه أخته ، فما عرفته إلا ببنانه ؛ لأن داخل الجنة يحتاج إلى شهود ، وقد كتبوا شهادتهم بخطوطهم على جسم أنس ، فكل جرح يقول : ( وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81).

* قالوا لأحد المنافقين : جاهد لتؤجر ، قال : أخاف بنات بني الأصفر ، قيل له تضحك على من ؟ ونزلت فتوى ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة: من الآية49) .فضحهم الوحي ، فسجلاتهم مكشوفة وأسماؤهم معروفة .

وقال أحدهم : أنا لا أخشى بنات بني الأصفر ، لكن لا تنفروا في الحر ، فما أصبح الأمر سراً ( جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) (التوبة: من الآية81) .

تـفــر مــن الـهـجـيـر وتـتـقـيـه فـهـلا مـن جــهـنـم قــد فــررتا

وتـشـفـق للـمـصـر علـى الخـطـايـا وتـرحـمـه ونـفـسـك مـا رحـمـتا !!

* عاشق الشهادة تأتيه على الفراش : ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) . لأن الحـب يفتت الأكباد ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

نـسـيـت فـي حـبـك الـدنـيـا ومـا حـمـلت وبـعـت مـن أجـلك الأنـفـاس والنـفـسـا

* درس الطلاب التدمرية لابن تيمية فنجح عشرون في المية ، لأنها تدمر كل شرك بأمر ربها ( فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ) (الأحقاف: من الآية25) .

* كان ابن تيمية يعلم الشباب ، فسجنه الحجاب .. فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) (الحديد: من الآية13) .

* هل سمعت أنشودة شيخ الإسلام ؟ ـ ولكنها من الشعر المنثور ؛ لأن العـبيد لا يفهمون إلا الشـعر الحر ـ .

أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنى سرت فهي معي ، أنا قتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ، وسجني خلوة .

كتب القصيمي عن ابن تيمية في ( صراع بين الإسلام والوثنية ) لكن ابن تيمية أصيل والكاتب عميل ؛ لأنه وارد بتروم-، ومن فصيلة كارل مار-( آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) (الأعراف: من الآية175)

واحسرتاه على السبورة ، والطبشرة ، والملعب ، والكورة .

أأشـقـى بـه غــرســاً وأجـنـيـه ذلـة إذاً فـتـبـاع الـجـهـل قـد كـان أحــزمــا

ولـو أن أهـل العـلم صـانـوه صـانـهـم ولـو عـظـمـوه فـي الـنـفـوس لـعـظـمـا

* قال الحجاج لعجوز : والله لأقتلن ابنك ، قالت العجوز : لو لم تقتله مات ! وهذا من ذكاء العجوز ، ولكن الظلمة لا يفهمون الرموز ! ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) (الجمعة: من الآية8).

* أرسلنا شاعرنا في المربد ليغرد فعربد ، ظننا أنه بالدين سوف يجول ويصول ،فذهب قليل الحياء يسب الرسول .

نبهناه فما أدرك ؛ لأن الرجل مجمرك : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44) .

* شعراء مدحوا صدام قبل الغزو ، وذموه بعده ، قلنا : كشفناكم يا أوباش ، ( الولد للفراش ) .

هؤلاء لا ينفع فيهم الوعظ ؛ لأن المنافقين بعضهم من بعض .

* قاتلوا موشه ديان في حزيران ، فهربوا كالفئران ؛ لأنه لم يحضر المعركة سيف الله أبو سليمان .

وأطـفـأت شـهـب الـمـيـراج أنـجـمنا وشـمـسـنـا وتـحـدت نـارهـا الـخـطـب

وقـاتـلـت دونـنـا الأبـواق صـامــدة أمـا الـرجــال فـمـاتـوا ثـم أو هــربـوا

* قيل للرسمي : ألا تحج البيت العتيق ؟ فأنشد بنغمة العاشق :

حـجـي إلـى البـاب الجـديد وكـعـبـتـي الباب الـعـتـيـق وبـالمـصـلـى الـمـوقــف

والله لـو عــرف الـحـجـيـج مــكـانـنـا مـن زنـدروز وشـعـبـه مـا عــرفــوا

أو شـــاهـدوا زمـن الـربـيـع طــوافـنـا بـالـخـنـدقـيـن عـشـيـة مـا طـوفـوا

زار الـحـجـيـج مـنـى وزار ذوو الـهــوى جـسـر الحـسـيـن وشـعـبـه واسـتشرفوا

ورأوا ظـبـاء الـخـــيـف فـي جـنـبـاتـه فـرمـوا هـنـالـك بـالـجـمـار وخـيفوا

أرض حــصـاهـا جــوهــر وتــرابــها مــسـك ومـاء الـمـد فـيـها قــرقـف

أقول لهذا : أما سمعت بدار قيل فيها : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (الزخرف: من الآية71). وعند ابن ماجه : ( ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة والذي نفسي بيده نور يتلألأ ، وقصر منيف ، وشجرة تهتز ) . الخطاب كثيرون ، ولكن المهر غالٍ ، من صفات الخاطب : أن يرنم في السحر ، وكثير من الخطاب ينام عن صلاة الفجر .

ومن صفاته أن يقدم مهجته حلية للخطوبة ، وبعضهم يبخل بدرهمه !

ثـمـن الـمـجـد دم جـــــدنـا بـه فـاسـألـوا كـيـف دفـعـنـا الـثـمـنـا

واسـألـوا مـاذا فـعـلـنـا فـي الوغـى يـوم هـال الـهــول فـــيـنـا ودنــا

الذبح للعاشق في سبيل معشوقه : برد وسلام .

* ذكر المجد في ( المنتقى ) : أن رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) ، لما أراد أن ينحر الإبل في منى تسابقت إليه؛ أيتها ينحر أولاً فمن أخبر البعير، أن صاحب الحربة هو البشير النذير، والسراج المنير ؟!

ما خرت الأبل وهو ينحر ، وما استقرت ، بل دنت وأقبلت ؛ لأن التولي يوم الزحف حرام .

ويـقــبـح مـن سـواك الـفـعـل عـنـدي وتـفـعــلـه فـيـحـسـن مـنـك ذاكـا

عـلـى عــمــد مـن الـتـوفـيـق قـدماً أحــبـك مـن أحــبـك فـاصـطـفـاكا

* خطب صاحب المنهج العظيم رسولنا الكريم ، عليه الصلاة والسلام ، في جنوده في بدر ، فأخبرهم أن بينهم وبين الجنة القتل فمن يقتل يدخل ، ومن يذبح يفلح .

فقام عمير بن الحمام ، ورمى بالتمرات ، ولسان الحال يقول : خذوا تمركم ، فالغداء هناك ، وإجابة الدعوة واجبة ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكيف يجيب الأمر من ألهاه التمر ؟

لله درك والــــردى مــتــكــالـب والمـشـرفـة تـسـتـحـق الأبـطــالا

ووقـفـت تـخـطـب والرؤوس تطـايرت أسـقـيـت الـعــز حــتـى ســالا

* حضر محمد بن حميد الطوسي القتال مع الروم ، فوقف يقطع رؤوسهم من الفجر إلى الظهر ، وما أحسن الذبح على الطريقة الإسلامية .

فر أصحابه فخجل أن يفر ، لأن صاحب الشريعة لا يقر ، فتكسر سيفه ، ومال رأسه ، فكفنه أبو تمام بقصيدته الخالدة :

لـقـد مـات بـيـن الضـرب والطـعـن مـيـتة تـقـوم مقـام النـصـر إن فـاته الـنـصـر

تـردى ثـيـاب الـمـوت حـمــراً فـمـا أتـى لـهـا اللـيـل إلا وهـي مـن سـندس خضر

ثـوى طـاهـر الأردان لـم تـبـق بـقـعـــة غـداة ثـوى إلا اشـتـهـت أنـهــا قـبـر

* وقف القائد ( صلى الله عليه وسلم ) ، أمام الكتيبة ، فسل السيف وقال : ( من يأخذ هذا السيف مني ؟) فكلهم رفع يده ، وظنوا السيف جائزة ، فقال : ( من يأخذه بحقه ؟ ) فعـلموا أن في المسألة سراً فتوقفوا ، وألح أبو دجانة في الطلب ، وسأل القائد : ما حق السيف ؟

قال : ( أن تضرب به في الأعداء حتى ينحني ) فأخذ أبو دجانة يعدل به رؤوس الضلال ، مرة في اليمين، ومرة في الشمال ، ينشب السيف في الجماجم فيهزه هزا ؛ لأن في الجمجمة مسامير اللات والعزى .

أخرج عصابته الحمراء من الجلباب ، فصاح الناس : خطر ممنوع الاقتراب .

ومـن تـكـن الأســد الضـواري جــدوده يـكـن زاده رفـداً ومـطـعـمـه غـصـبا

فـحـب الـجـبـان العـيـش أورده البـقـا وحـب الـشـجـاع المـوت أورده الحـربـا

* عندنا أعظم ميراث عرفه التاريخ ، وأكبر ثورة رأتها الدنيا ، عندنا : متون من الوحي ما اختلطت بالطين ؛ لأنها من رب العالمين ، لكن الطلاب كسالى ، المرعى أخضر ، لكن العنز مريضة ، وثيقتنا كتبت من أربعة عشر قرناً ، خطب بها على منابر المعمورة ، وصلي بها في محاريب القارات، وأذن بها على منائر الكون :

والـوحـي مـدرسـتـي الكـبـرى وغـار حرا مـيـلاد فـجـري وتـوحـيـدي وإيـمـاني

وثـيـقـتـي كـتـبـت في اللـوح وانـهـمرت آيــاتـهـا فـاقـرؤوا يـا قـوم قــرآنـي

معجزتنا : أن معلمنا أمي أعجز البلغاء ، لا يكتب ، وقد أفحم الكتيبة ، ولا يقرأ ولكنه بذ القراء : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48).

* وقف في عرفة محرماً أشعث أغبر ليخاطب الدنيا ، فقال له مولاه في الموقف : ( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (المائدة: من الآية3) فعلم أن النعمة ليست في ناقته القصواء ، ولا في حصيره الممزق ، الذي أثر في جنبه ، ولا في درعه ، المرهونة عند اليهود ، ولا في الحجرين المربوطين على بطنه ، إنما نعمته : دعوته ، وحبوره : نوره ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: من الآية52) .

* عقدة الوليد بن المغيرة في كفره بصاحب السيرة ، أنه ليس له كنز ، وليس له جنة يأكل منها ، وما علم أن صاحب الكنز ، والبنز ، والجنز لا يرشح للعز .

تـركـت الـسـرى خـلـفـي لـمـن ضـاع عمره وأوردت قــلـبـي فـي عـظـيـم الـموارد

* تمزقت الأمة في العصر ، فالبعض ذبح ، والبعض في الأسر ، ومن نجى منا نسى ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (لأنفال: من الآية72) .

لـمـاذا الـتـقـاطـع فـي الإسـلام بـيـنـكـم وأنـتــم يـا عــــبـاد الله إخـــوان

صار صوت المفجوعة في عمورية ، يعبر المحيطات ، ينادي : وامعتصماه ، فوصل الصوت قبل الصورة فصاح المعتصم : قربوا أفراسي ، وهاتوا أتراسي ، الجنسية مسلم ، والنسل عباسي .

أحرق المدن ؛ لأن ليلة النصر تحتاج إلى بخور ، وهو ممن يرجون تجارة لن تبور .

فغردت كتائبه ؛ وتراقصت ركائبه على إلياذة :

أجـبـت صـوتـاً زبـطـريـا هـرقـت لـه كـأس الـكـرى ولـعـاب الـخـرد العـرب

أبـقـيـت جــد بـنـي الإســلام صـعـد والمـشـركـيـن ودار الشـرك في صـبـب

المعتصم ، أبوه الرشيد ، وجده : ابن عباس ، فما أذعن ليوحنا ، ولا توماس ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) (محمد:11) . المعتصم بطل في النزال ، لكن فيه بدعة الاعتزال
نبراس الجود
نبراس الجود
تــــابعـ







* زياد ، أمه : سمية ، يريد بني أمية ، انجب عبيد الله السمين ليقتل الحسين ، جنود عبيد الله هذا كالعجول ، يكبرون لمقتل ابن البتول .

ويـكـبـرون بـأن قــتـلـت وإنـمـا قـتـلوا بـك الـتـكـبـيـر والـتـهـلـيلا

* خربت خيبر ؛ لأنها بنيت على شفا جرف هار ، حجر الزاوية : كعب بن الأشرف ، وسدة الباب : ابن غوريون ، والطباخة : جولدامائير ، نادى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يا علي : قال : مرحباً ، قال : اقتل مرحباً ، يقول مرحب لعلي : أنا الذي سمتني أمي مرحباً ..

قال لسان الحال : أمك سامرية عبدت العجل ، وأم على هاشمية لا تحب الدجل ، أنا الذي سمتني أمي حيدره ..

فتحدر رأس مرحب على سيف حيدر !

يـا أبـا الـسـبـطـيـن أحـسـنـت فـزد فـعـلـكـم يـا شـيـخـنـا فـعـل الأسـد

رمـد تـفــعــل هــذا فـي الـعـــدا كـيـف لـو عـوفـيـت مـن ذاك الـرمد ؟

بطاقة علي في الزحام : يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وبطاقة مرحب : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ) (المائدة: من الآية13).

* يا شباب الصحوة : من لا يدعو منكم ويؤثر ، فلا ينمنم ويثرثر ! ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) إذا لم تصاحبنا ، فنرجوك لا تضربنا ..

الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس ، والذي يضرب العود لا يحمل الفأس .

* اللهم إنك نثرت على أهل الدنيا الدنانير ، فشروا الذمم بالدينار ، اللهم فأعطنا تاج النجاة ؛ لننجو به من النار .

* أحرقونا فقلنا : أح قال الصبر : هذا ما يصح .

لا تـقــل للـنـار أح إن قـلـت أحـا فـرح الـبـاغـي وســح الـجـرح سـحـا

* أمر الله بني إسرائيل بذبح بقرة ، فأخذوا الأمر مستهترين ، ورأى رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) بقراً تنحر في المنام ، فنحر من أصحابه في أحد سبعون .

* سود الله وجوه اليهود ، قيل : اذبحوا بقرة ، قالوا : ما بقرة ؟ قيل : لا فارض ولا بكر قالوا : لا بد من معرفة اللون ، قيل : صفراء قالوا : ما سنها ؟ قيل : عوان بين ذلك . فتلكؤوا وما كادوا يفعلون ، ومحمد ، عليه الصلاة والسلام ، طلب من الأنصار الحماية قالوا : بالأرواح ، والنصرة ، قالوا : السلاح السَلاح ، قال لهم بلال العزم : حي على الصلاة ، قالوا : حي على الفلاح .

يقول خطيبهم : يا رسول الله أعط من شئت ، وامنع من شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، عسى الله أن يريك منا ما تقر به عينك ! فقتل هذا الخطيب فاهتز له عرش الرحمن .

* أحدهم ذهب يتعلم في جنيف كيف يصيد الشريعة ، وصيد غير المعلم حرام ، لأن الله يقول : ( مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ)(المائدة: من الآية4) .

عـرفـنـاك يـوم الجـزع تـحـدوا ركـابـنـا فـلـمـا ذهـبـنـا عـنـك أشـعـلـتها حربا

* الحسن بن على ، هاشمي ، أراد الخلافة فتذكر : ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) ، تنازل في مؤتمر القمة ، ليحقن دماء الأمة .

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً ) (القصص: من الآية83).

* أرسلناك تسابق على الخيل المضمرة ، من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ، فذهبت تتزلج على الثلوج وتصاحب العـلوج ، أما سمعت ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) (المائدة: من الآية51) . فهل أنت منا أو منهم ؟!

* انتصر عبد الحميد بن باديس ؛ لأنه يحب باريس ، وفضح الأمة ابن بيلا لأن زنبيله صنع في مانلا .

* زار أبو سفيان ـ وهو مشرك ـ ابنته رمله زوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، لما دخل البيت، رفعت فراش المعصوم ، خوفاً عليه من غبار الوثنية ؛ لأن في الحديث : ( لا يورد ممرض على مصح ) والفراش الأجل لا يصلح لمن سجد لهبل .

* أدونيس أبياته من الشيطان ، وروح القدس يؤيد بالقوافي حسان ، ولذا استطاع شاعر الرسول أن يقول:

وبـيـوم بـدر إذ يـصـد وجـوهـهـم جـبـريـل تـحـت لـوائـنـا ومـحـمـد

* وتقيأ أدونيس بعد أن بال الشيطان في أذنه فقال ( خرافية تلك أسطورة هي الملة النحلة البائدة ) .

حسان على وزن رضوان ، وأدونيس على وزن إبليس ، ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب .

حسان أزدي زكي ، وطاغور مزدكي ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى: من الآية7).

* تركيا نور نسي بموت النورسي ، أتاتورك في آخر درك ، أتاتورك : نجس البحيرة وأوقع الأمة في حيرة ، كسر ظهر الخلافة ، ومزق عمامة المفتي ، وهدم أعواد المنبر .

* ألقيت أنت على الناس محاضرة ، فتبجحت بها في البادية والحاضرة ، وعبد الله بن عمرو الأنصاري ، وجد مقتولاً ، به ثمانون طعنة فما أخبر أحداً ؛ لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، والمحبون يتسترون بالليل لزيارة المحبوب :

كـم زورة لـك فـي الأعــراب داهـيـة أدهـى وقـد رقــدوا مـن زورة الـذيـب

أزورهـم وظـلام الـلـيـل يـشـفـع لي وأنـثـنـي وبـيـاض الصـبـح يغـري بي

* تصدقت أنت للبوسنة والهرسك بخمسين ريالاً ، وتمنيت بها على الله الأماني ، وخالد بن الوليد احتبس أدرعه ، وأعتده في سبيل الله ، ثم أتبعها خليه ، ثم اتبعها نفسه .

* جهز عثمان جيش العسرة من جيبه ، فسمع الثمن نقداً على المنبر : ( اللهم اغفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .

يقول المترفون : أنتم متطرفون ، أنتم تهرفون بما لا تعرفون ، قلنا هذا فرية ، والدليل ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً ) (الإسراء: من الآية16).

* حاول صبيغ بن عسل أن يخلط في الآيات ، ويشوش في المنهج ، فضربه عمر بعصا خضراء حتى أغمي عليه ، فاستفاق ولسان حاله يقول : أصبحنا وأصبح الملك لله .

والحداثيون خلطوا في الدين تخليطاً ، ويحتاجون إلى دواء كدواء صبيغ ، لكن الطبيب مات :

تـشـفـي بـسـيـفـك داء النـاكـثـيـن له وتـجـعـل الرمـح تـاج الفـارس البـطـل

* يقول فرعون لموسى : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ) (الشعراء: من الآية19) قلنا : وأنت يا مجرم ما فعلت شيئاً وأنت أبو الفعائل ؟

أبصرت القذى في إناء موسى ، ولم تر الجذع في إنائك .

إذا مـحـاسـنـي اللائـي أدل بـهــا كـانـت ذنـوبـي فـقـل لـي كـيـف أعتذر

* وقفوا بعرفات ما يقارب ثلاثة ملايين ، يسألون ربا غنياً قديراً رحيماً حليماً .

أتيناك بالفقر يا ذا الغنى وأنت الذي لم تزل محسنا

وعـودتـنـا كـل فـصـل عــســى يـدوم الـذي مـنـك عـــودتـنـا

فـمـا فـي الـغـنـى أحـد مـثـلـكـم وفـي الـفـقــر لا أحـد مـثـلـنا

وقصت ناقة محرماً بعرفة فقتلته ، وصاحب المنهج ، عليه الصلاة والسلام ، موجود ، فقال : ( كفنوه في ثوبيه وجنبوه الطيب ، ولا تخمروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيام ملبياً ) .

هل تأملت الصورة ؟ إذا أهل هذا الميت من قبره ملبياً ، ميقاته قبره ، ومن تجاوز الميقات يريد الحج بلا إحرام فعليه دم ، وهذا يريد الجنة ؛ لأنه مطلوب هناك ، والجواب ( لبيك اللهم لبيك ) .

أتـيـنـاكـم نـخــب الـســـيـر خـبـا ونـحـمـل فـي حـشايا الـقـلـب حـبــا

نـهـيـم بـبـيـتـكـم شـوقـاً ونـسـقـي بـدمـع العـيـن فـي العـرصـات صـبـا

فـهـيـا سـامـحـونـا قــد أســـأنــا وهـيـا فـاغــفـــروا يـا رب ذنــبـا

تـقـرب غــيـرنـا لـسـواك جــهــلا ونـحــن لـقـــربـكـم نـزداد قــربـا

( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (آل عمران:194)

* بجانب هيئة الإذاعة البريطانية في لندن ، شاعر عربي قام في الصباح بنشد :

أنـت الـقـوي فـقـد حـمـلـت عـقـيـدة أمـا ســواك فـحـامـلـو أســــفــار

يـتـعــلـقـون بـهـذه الـدنـيـا وقــد طـبـعــت عـلـى الإيــراد والإصــدار

دنـيـا وبـاعـوا دونـهـا الـعـلـيـا فـيا بـؤســاً لـبـيـع المـشـتـري والشـاري

* يا أيها الذين آمنوا ما لكم لا تنفقوا من كنوز الرسالة دنانير الحكم ، وصاحب الغلة يقول : ( بلغوا عني ولو آيه ) .

كل منكم بحسبه ، فمن لم يجد سيفاً فعصاً ، وافعلوا فعل علي بن عمار ، هجم عليه الأسد ، وسيفه معلق في بيته ، ولو انتظر وصل السيف ، لوصل رأسه إلى الأرض على الكيف ، فأخذ هراوة غليظة ، وفلق بها هام الأسد ، حتى يأتي المدد ، فحياه أبو الطيب فقال :

أمـعـفـر الـلـيـث الـهـزبـر بـسـوطـه لـمـن ادخـرت الـصـارم الـمـصقــولا

* إذا لم تلق محاضرة فاحضرها ، وإن لم تدبج خطبة فكلمة ، أنفق رجل من بره ، ومن تمره ، من درهمه، من ديناره ، من علمه ، من شعره ، من فكره ، والذي لا يركب في سفينة الصحوة ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) (التوبة: من الآية87) ، فليس لهم في الغنيمة قسم ، ولا في الخيالة اسم ، ولا في الديوان رسم ، بعضهم حفظ المتون ، وجمع الفنون ، وكتب الحواشي ، وهو ما شي .

قلنا : علم ، قال : حتى أتعلم ، قلنا : أجل ، درس ، قال : حتى أؤسس ، قلنا : فهل سمعت ( وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (آل عمران: من الآية161) .

قـم خـاطـب الـدنـيـا بـنـبـرتـك التـي عـزفـت قـلـوب الأهـل والأصـحـــاب

فـمـنـابـر التـوحـيـد مـن خـطـبـائـها ومـحــافــل الـعـلـيــاء للـخـطـاب

* شبيب الخارجي في ستين من أصحابه هزم ثلاثة آلاف ، وكان في المعركة ينعس على البغلة من ثبات الجأش ، قلنا : دعونا من نعاس الخوارج ، فأين نعاس أهل السنة ؟ ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) (الأنفال : من الآية11) . فنعاس طلحة بن عبيد الله في أحد خير من نعاس شبيب ، لأن طلحة : متبع ، وشبيباً : مبتدع ، وطلحة : من نكاح ، وشبيب من سفاح :

قـوم أبـوهـم سـنـان حـيـن تـنـدبـهـم طـابـوا وطـاب مـن الأولاد مـا ولــدوا

لـو كـان يـقـعد فـوق الشـمـس من كـرم قـوم بـآبـائـهـم أو مـجـدهـم قـعـدوا

* غفار من المغفرة ، وأسلم من المسالمة وعصية من المعصية ثلاث قبائل وافقت أسماؤها مسمياتها ، فقال المعلم :

( غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ، وعصية عصت الله ورسوله ) وأقول : ومار-أركسه الله .

* صاحب المنهج يدرس الطلاب ، وفي الفصل : منافقون لم يعرفهم ، فأنزل الله ( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) (التوبة: من الآية101) فلاحظ التصرفات ، والتلونات ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) (محمد: من الآية30) . فلما انكشفوا سمع : ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون: من الآية4) .

* أراد السلطان أن يشتري الأعمش المحدث الكبير برسالة فيها فتوى لتكون حبة الطائر ، فإذا وقع في الشباك قيل : نصيبك ما أخطأك ، فعرف الأعمش العلة ، لأنه عالم بعلل الأسانيد ، وتدليس الرجال ، فأعطى الرسالة شاة عنده ، فأكلت الرسالة ، وحملها الخطأ ؛ لأنها تأكل الرسائل .

فلا كتب إلا المشرفيات عنده ولا خط إلا بالقنا والقنابل

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب:39) .

* العقيدة الإسلامية ، لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيت أصالتها يضيء ، ولو لم تمسسه نار الشوق ، فكيف إذا اجتمع نور الفطرة ونور الاتباع ؟ ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور: من الآية35) .

* قال اليهود لموسى ، عليه السلام : ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة: من الآية24) . وقال الصحابة للرسول ، عليه الصلاة والسلام : لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ، فقطعوا أمامه ، فكل بيت فيه قتيل :

سـعـد وسـلـمـان والـقـعـقـاع قـد عـبـروا إيـاك نـعـبـد من سـلـسـالـهـا رشـفوا

فـي كـفـك الشـهـم مـن حـبـل الهـوى طرف عـلـى الصـراط وفـي أرواحـنـا طـرف

فـكـن شـهـيـداً عـلـى مـا فـي الـقـلوب فما تـحـوي الضـمـائـر منـا فـوق ما نصف

(فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:148) .

* يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لعن الله اليهود ، إن الله لما حرم عليهم شحوم الميتة جملوه ، فباعوه فأكلوه ثمنه ) .

وذاك يسمع الغناء ، ويقول : غناء إسلامي ، والبعيد يتناول المسكر ، ويقول : شراب روحي وعلام الغيوب لا يلعب عليه ولا يخادع .

( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (النساء: من الآية142) ، ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: من الآية30) .

* قال الحسن البصري : يا ابن آدم ، خالف موسى الخضر ثلاث مرات ، ألا تخشى أن يقول لك هذا فراق بيني وبينك ؟!

أغــفـر الـلـهـــم ربـي ذنـبـنـا ثـم زدنـا مـن عـــطـايـاك الجـســام

لا تـعــاقـبـنـا فـقـد عـاقـبـنـا قـلـق أسـهـرنـا جـــنـح الـظـــلام

* العالم ينتظر من يدعوه إلى الإسلام ، والملة تحتاج إلى حملة .

التمر مقفزي ، لكن البخل مروزي !

( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران: من الآية187) .

* رفعوا خبيب بن عدي على خشبة الموت ، فأنشد طرباً وامتلأ عجباً ، وقال قصيدة الحب كل الحب ، فسمعها المحبون ، لكن عبدة الأصنام في سكرة يعمهون .

ولـسـت أبـالـي حـيـن أقـتـل مـسـلـمـاً عـلى أي جـنـب كـان فـي الله مـصـرعي

ما يحلو الشعر إلا في المعمعة : ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: من الآية 4) (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد:6) .

قال خبيب للكفار : انظروني لحظة ، قالوا : تكتب الوصية ؟ قال لسان الحال : لا ميراث ، لكن أصلي ركعتين ، أراد أن يطيلهما ، فخاف أن يوصم بالجبن ، وهو أبو الشجاعة ، رفعوه على المشنقة فدعا دعاء القنوت :

اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا ...آمين .

* استحيت خزاعة من ربها أن ترد الحوض بلا بطل ، فأنجبت أحمد بن نصر الخزاعي حامل لواء السنة ، محدث بغداد ، رأى المداد يلطخ ثياب طلاب السنة ، فعزم على أن يلطخ بدمه ثياب المبتدعة ، قال له الواثق : وافق ، قال : لا يا منافق ، فنحره بالخنجر ، فوقع ميتاً لتحيا السنة .

دم أزكـى مـن الـمـسـك المـصـفـى وروح فـي ذكــاء الـقــحـــــــوان

وتـاريـخ مـن الإقــــــدام فــدم كـأن بـريـقـه نـصـل يـمــــانــي

( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (البقرة:154) .

* الصدق حبيب الله ، وصل الطعن الرقبة .

أمة دمها رخيص ، ودماء الناس غالية ، يتيمها في المحافل يبكي ، وشيخها على القديم ينوح .

تربية اللحى ، وركعتا الضحى : ثابتة شرعاً ن لكن نقض الميثاق ، وخلط الأوراق ، من أركان النفاق .

إذا لم تتهجد ، فاحضر الجماعة في المسجد ، الذي يكشف صادقنا من كاذبنا : صلاة العشاء والفجر .

* أتى ابن المبارك ليشرب من زمزم ، فتذكر حديثاً من مروياته نصبه : ( ماء زمزم لما شرب له ) . فقال : اللهم إني أشربه لظمأ ذاك اليوم .. فدمعت العيون !

ابن المبارك يعرف أن زمزم الوحي يشرب منه ليتشافى به من العلل ، لكن من يقنع من !! يطلب العلاج في بروكسل بقناعة ابن المبارك :

مـن زمـزم قـد سـقـيـنـا النـاس قـاطـبـة وجـيـلـنـا اليـوم مـن أعـدائـنـا شـربا

وقال زميلي سلمان ، وأحسن أيما إحسان :

زمزم في بلدي لكن من يقنع الناس بجدوى زمزم

تسمع ابن المبارك صياح المجاهدين وهو يتقلب في الساجدين ففك لجام البغلة وهتف :

بـغـض الحـيـاة وخـوف الله أخـرجـنـي وبـيـع نـفـسـي بـمـا ليسـت له ثمـنـا

إنـي وزنـت الـذي يـبـقـى لـيـعـدلـه مـا لـيـس يـبـقـى فـلا والله مـا أتـزنا

ذهب إلى الشمال ، يقطع رؤوس الضلال ، فلامه الفضيل على ترك الحرم ، ولسان الحال يقول : ترك الجهاد حرام ، فكتب ابن المبارك إلياذة : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا فتمنى المصلون عند الركن اليماني قتال الكفار بالسيف اليماني .

( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) (آل عمران: من الآية195) .

* شرب الخمر شارب ، والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، حي فأدبه ، وقال للعذال : ( ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ) .

إذا الـحـبـيـب أتـى بـذنـب واحـد جـاءت مـحـاسـنـه بـألـف شـفـيـع

* الحديد يتمدد بالحرارة ، وينكمش بالبرودة ، والخشب يتمدد بالبرودة وينكمش بالحرارة ، وبعض الناس لا يتمدد ولا ينكمش ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا ) (لأعراف: من الآية179) .

لـقـد أسـمـعـت لـو نـاديـت حـــيا ولـكـن لا حـــــيـاة لـمــن تـنـادي

* أحد الرؤساء ، سجن العلماء ، ثم خطب في الدهماء وقال : أنا إمام عادل كعمر بن الخطاب ، فقال له أحد العلماء : نعم ، عمر إمام عادل ، وأنت عادل أمام !

تـقـايـس بـيـن طـلـحـة وابـن ســاوي رعـــاك الله مـا هــذا الـتـســـاوي ؟

فـطـلـحـة مـشـرق الـطـلـعـات بـدر وذاك الـجــور فـي الـحـانـات عــاوي

* كلما انخفض الأسهم ، ارتفع ضغط الدم ، لأن الشيك مكتوب عليه ( وإذا شيك فلا انتقش ..! ). كل شيك من رباً معه شوكة من لظى ( اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا )(الطور: من الآية16) .

* علمناك الفاتحة تصلي بها التراويح في الليالي ، فتركتها وذهبت تغني : البارحة ما نمت مما جرى لي .

الكلاب تحب الجيف ، والأسود تأكل مما تقتل ، ومن رضي بأفكار البشر ، عن وحي رب البشر ، فبشره بسقر ( لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) (المدثر:28) .

* روى البخاري في ( الرقاق ) : أن علياً قال : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن الدنيا عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل .

وفي ترجمة يقول : يا دنيا ، غري غيري ، زادك حقير ، وعمرك قصير ، وسفرك طويل ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ولقاء الموت ، يا دنيا ، طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها ، وعلي لا يرى نكاح المحلل ؛ لأنه راوي حديث ( لعن الله المحلل والمحلل له ) .

* لما شمر عمر ثوبه في اليقظة ، جره في المنام ، والقميص في النوم ، هو : الدين واليقين ، وأبو حفص أحد الأساطين .

نام عمر بلا حراسة تحت الشجرة ؛ لأنه خوف الفجرة ، عدل في الرعية فنام في البرية .

كان في التاريخ درة ؛ لأن له درة فلله دره .

* الكعبة ، وحبة القلب ، وإنسان العين ، كلها سود فلا عاش الحسود .

يـروق لـي مـنـظـر البـيـت العـتـيـق إذا بـدا لـطـرفـي فـي الإصـبـاح والطـفـل

كـأن حـلـتـه السـوداء قـد نـســجــت مـن حبـة القـلـب أو مـن أسـود المـقـل

أسامة بن زيد : أسود ، وأبو لهب : أبيض و( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (آل عمران: من الآية106) يبيض الأول ، ويسود الثاني ؛ لأن بياض أبي لهب بهرجاني .

* ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:16) ، في الليل إشفاق وفي النهار إنفاق !

النوم لذيذ ولكن الخوف أطاره ، وبعض العباد كان يتمنى أن يطول الليل :

طـاول بـهـا اللـيـل ضـن الجـفـن أو سـمحا ومـا طـل النـجـم مـال النـجـم أو جـنحا

فـإن تـشـكـت فـعـلـلـهـا المـجـرة مـن ضـوء الصـبـاح وعـدهـا بالقـدوم ضـحا

أسرار القرآن تبوح في الليل ، والخوف والرجى يتسابقان في الدجى .

* في صحيح مسلم أن عائشة سئلت : متى يقوم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ؟

قالت : كان إذا سمع الصارخ وثب ، تقول : وثب ولم تقل : قام ، وأنت عربي تعرف معنى ( وثب ) والصارخ هو الديك .

يـصـوت ديـك الحـي مـن حـر مـا بـنـا ويـرثـي لـنـا القـمـري ويـبـكي لنـا الحجل

إذا مـا بـكـتـك الطـيـر فـأعـلـم بـأنـه تـقـارب مـنـك العـمـر بـل زارك الأجــل

يقول عليه الصلاة والسلام ، في الصحيح : ( نعم عبد الله ، لو كان يقوم من الليل ) ، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا .

إذا لم تصبر للسهر ، فركعتان عند السحر : ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ ) (النساء: من الآية25) .

نحن نتحدث عن الربح ، وقد وقع النقص في رأس المال .

لأن من لم يحضر الفجر جماعة لا يرشح لطاعة .

طالب الأمة بالفرائض، قبل النوافل ، أما قيام الليل فلذاك الرعيل ، والخيل المضمرة تسبق التي لم تضمر .

دعـنـا مـن التـشـبـيـه بـالسـلـف الأولـى قـامـوا الـدجـى وتقـطـعـوا في المعـترك

* يقول شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي : عرضت على السيف خمس مرات ، لا يقال لي : اترك مذهبك ، بل يقال : لا تتعرض للمذاهب ، فقلت : لا .

قلنا : أما أنت فما سمعنا بمثلك ، وما عندنا إلا هروي واحد ، وما سميت شيخ الإسلام إلا بعد تعب .

قالوا لتلميذ الأنصاري هذا قبل أن يقتل : قل لا إله إلا الله فقال : إن شيخي قال لي : إن الدابة لا تسمن في أسفل العقبة ، وصدق الأنصاري ، تريد أن تتعامل بالربا ، فإذا حشرجت النفس تبت .

تسمع الغناء ، فإذا حضر اليقين كسرت العود .

تتهاون في الصلاة ، فإذا حانت الوفاة أذنت .

(حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:90- 91) .

أترجو أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت في عصر الشباب

لـقـد كـذبـتـك نـفـسـك لـيـس ثـوب جــديـد كـالـخـلـيـق مـن الـثـيـاب

* أفتى النابلسي محدث مصر ، فقال : من عنده عشرة أسهم فليرم النصارى بسهم ، والفاطميين بتسعة ، فغلط الجاسوس ، فرفع الخبر للسلطان وفيه : فليرم النصارى بتسعة ، والفاطميين بسهم ، فاستدعى السلطان النابلسي ، وقرأ عليه الخبر ، قال : هذا غلط حرفتم الفتيا ، قلت : يرمكم بتسعة والنصارى بسهم .

فصاح السلطان : علي بالجزار والسكين ، فصاح النابلسي : ( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (طـه:72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طـه:73) .

فأخذه يهودي ، يسلخ جلده سلخاً بالسكين ، بعد أن علقوه ، بقدميه ، فأخذ يسبح ربه ؛ لأنه من رواة حديث: ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت كزبد البحر ) ، أما قلت : لن تجد أشجع من أهل السنة وقت التضحيات ؟!

السني وقت التضحية ، يزري بالبعثي ، والناصري ، والقومي ؛ لأن السني من سلالة أبطال بدر وأحد ، وأولئك من سلالة أبطال حزيران وأيلول الأسود .

بـسـيـف أبـي رغـوان سـيـف مـجـاشـع ضـربـت ولـم تـضـرب بسـيف ابن ظـالم

ولـو كـان سـيـفـي في يـمـيـنك لا نتـحـى عـلـيـك ولـكـن فــات يـوم الـتــلاوم

* أطعم ابن بقية ، الوزير ، المساكين والفقراء ، وأكرم العلماء ، فغار منه السلطان ، واحتال عليه ، حتى قتله وصلبه ، فلما ارتفع على الخشبة مصلوباً ، وقفت الأمة كلها بوقوفه ، فطافت به قلوب المحبين ، ونامت بغداد على أصوات البكاء ، فترجل أبو الحسن الأنباري عن فرسه إلى خشبه الصلب ، وسلم على الجثمان ، ودشنه بتلك القصيدة التي من لم يحفظها ففي تذوقه للشعر ، نظر :

عــلـو فـي الحـــيـاة وفـي المـمـات بـحـق أنـت إحـدى الـمـعــجــزات

كـأنـك قــائـم فـيـهـم خــطـيـبـاً وهـم وقـفـوا قــيـامــاً لـلـصــلاة

مـددت يـديـك نـحــوهـم احـتـفــاء كـمــدهـمـا إلـيـهــم بـالـهـبـات

ولـمـا ضــاق بـطـن الأرض عــن أن يـواروا فـيـه تـلـك الـمــكــرمـات

أصــاروا الـجـو قـبـرك واسـتعـاضوا عـلـى مـثـواك صــوت الـنـائـحات

لـعـظـمـك في النـفـوس تـبات تـرعى بـحـــراس وحــــفــاظ ثـقــات

وتـوقــد حــولـك الـنـيـران لـيـلاً كــذلـك كــنـت أيــام الـحــيــاة

ومــالـك تــربـة فـأقـول تـسـقــى لأنـك نـصــب هـطــل الـهـاطـلات

أصبحت خشبة ابن بقية مسرحاً ، تلقى عليه قصائد المادحين ، وخطب المثنين ، واصبح من قتله في صغار، كأنه طلي بالقار .

* الذي يعشق الليالي الحمراء لا يستعد قرطبة والزهراء ،ومن يستورد أفكاره من لندن يسهر على دندن .

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) (المائدة : من الآية51) .

* خرج سعد بن أبي وقاص على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومعه الصحابة ، فلما رأى سعداً قال : ( هذا خالي فليرني كل خاله ) . فلم يخرج له أحد خالاً كخاله ، المتحدي قوي ، والمتحدى به أبي .

فلما حضرت القادسية ، والجموع الفارسية ، حضر الخال ، يقود الأبطال ، فحصل النصر قبل العصر ؛ لأن الناصر هو القهار ، والقائد خال المختار :

وقـفـت لـك الأبـطـال تـصـغـي فـي الوغـى ووقـفـت تـخـطـب بـالـقـنا الخـطـار

والـخـيـل تـسـمـع والكـتـائـب صـفـقـت وتـرى الـجـمـاجـم حـرقـت بـالـنـار

* أرسل القائد العظيم رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ، عبد الله بن أنيس ؛ ليقتل خالد بن سفيان الهذلي عدو الدين ، فقتله واحتز رأسه ، ليعطي المعصوم البينة على قتله ، فسلم الرأس ، وضمن له ( صلى الله عليه وسلم ) الجنة ، وشهد العقد الحضور على أعطاه ( صلى الله عليه وسلم ) عصاه ليتوكأ بها ابن أنيس في الجنة زيادة في التبجيل :

يـتـوكـؤون عـلـى العـصـي مـن هـيـبة أهـل الـرزانـة فـي حـضـور المـحـفـل

قـرع الـعـصا عـنـد الـخـطـابــة دأبـهم لا يـتـركـون الخـطـب حـتى يـنـجـلي

أدخل ابن أنيس رأسه في الجنة ، لما أدخل رأس خالد الهذلي النار ، رأس برأس ، والجروح قصاص .

* أم سليم أنصارية ، لا تملك ذهباً ، ولا فضة ، أرادت أن تهدي لمعلم البشرية هدية ، فما وجدت أغلى من أبنها أنس ، فدفعته خادماً للإمام ، فقال لسان الحال : ( يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ ) (يوسف: من الآية19) . فكان ثواب الهدية ( اللهم أطل عمره ، وكثر ماله وولده ، واغفر ذنبه ) . فسعد الخادم بخدمة المخدوم سعادة لا شقاء بعدها .

أم سليم ، مهرها من أبي طلحة : لا إله إلا الله ، فأخجلت بمهرها كل فتاة تغالي في المهر .

يقول عليه الصلاة والسلام : ( دخلت الجنة البارحة فرأيت الرميصاء في الجنة ) والرميصاء : أم سليم ؛ لأن مهرها أدخلها من الباب ، فأذن لها الحجاب ، عرفت المفتاح ، فسكنت الدار .

لـك الله مـن مـخـطـوبـة عـز مـهـرها تـعـالـت بـثـوب المـجـد عن كل خـاطب

أبـوهـا مـن الأعـيـاص زيـنـب أمـهـا وزيـنـب بـنـت الـفـضـل لا كـالزيـانب

* جاء جابر بالجمل ، فاشتراه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما قبض جابر الثمن ، رد عليه الجمل ، وقال له : ( خذ الثمن والجمل بارك الله لك فيه ) . قال بعضهم : ليذكره بأن الله هدى أباه عبد الله بن عمرو ثم وفقه للشهادة ، ثم رد عليه روحه ، ثم أدخله الجنة ، ثم كلمه :

تـلـك المـكـارم لا قـصـور قـضـاعـة الـذل فـي جـنـبـات تـلـك يـصـفـق

نـار تـضـيء عـلـى الثـنـيـة في الدجـا سـرب الجـمـوع عـلى القـرى يـتـدفـق

جابر يقرأ المدح في أبيه كل صباح ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169) .

ما أجل الذبح ، وما أجمل المدح .

* ما كان لأهل الصحوة ، ومن حولهم من المحبين أن يتخلفوا عن قافلة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ذلك بأنه لا يصيبهم ظمأ المشقة والبذل ، ولا يطأون موطئاً يغيظ كل كافر ونذل ، إلا كتب لهم في الصحائف ، كما وعد بذلك في المصاحف .

* أراد المعتصم أن يغزو الروم ، قال المنجمون : البرج في الذنب ، فلا تخرج للغزو وقت الذنب والعقرب ، قال : ما أعرف الذنب من العقرب ، هذا الذنب ومد السيف ، وهذا العقرب ومد الرمح . وأفتاه أبو تمام بجواز الخروج ، وقال له في الفتوى :

العــلـم فـي شـهـب الأرمـاح لامـعـة بـين الخـمـيسـين لا في السـبعـة الشـهب

بـهـارجـاً وأحـاديـثـاً مـلــفــقــة لـيست بـنـبـع إذا عـــدت ولا غــرب

* صلى إمام الأنصار بهم ، فكان يقرأ في كل ركعة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (الإخلاص:1) مع سورة أخرى ، قالوا له : إما أن تكتفي بها ، وأما أن تقرأ غيرها ، قال : إما أن أصلي بكم وأقرأها ، وإما أن أعتزل الإمامة ، فسأله المعصوم ، عليه الصلاة والسلام ، لماذا تقرؤها في كل ركعة ؟ قال : لأن فيها صفة الرحمن فأنا أحبها ، فتوجه بتاج : ( حبك إياها أدخلك الجنة ) .

وداع دعـا نـحـن بـالـخـيـف مـن مـنى فـهـيـج أشـواق الـفـؤاد ومـا نــدري

دعـا بـاســم لـيـلى غـيـرهـا فـكـأنما أطـار بـلـيـلى طـائـراً كـان في صدري

أولئك القوم يحبهم ويحبونه ، فخلف من بعدهم خلف لا يحبهم ، ولا يحبونه ، والعياذ بالله .

* ابن رواحة بايع حبيبه في العقبة ، وبعد العقد قال : ربح البيع ، والله لا نقبل ولا نستقبل وتفرقاً عن المجلس ، وفي ( الصحيحين ) : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإذا تفرقا وجب البيع ) .

فجاء أبن رواحة بالثمن ، ودفعه في مؤتة : ودخل الجنة : ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ) (التوبة: من الآية111) .

فـمـات حـتى مـات مـضـرب سـيـفـه مـن الضـرب واعـتـلـت عـليه القـنا الســمر

* أصبحت الأمة مثل قبيلة ( باهلة ) كلما فاخرتها العرب قالت : منا قتيبة بن مسلم ، ولكن مات ، يرحمه الله ، كلما قالت لنا الأمم : انظروا لإبداعنا ، واختراعنا ، وإنتاجنا ، قلنا : منا عمر ، صلاح الدين ، والمثنى ، فإلي متى هذا الخداع ؟!

( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:134) .