تذكروا دائمًا إنكم بنعمة كبييرة الله يسر لكم العلاج ترى فيه كثيررر حالات ماتنفع معاهم الحقن المجهري يتمنوا لو يلاقوا طرف خيط أمل، المحاولة بحد ذاتها نعمة كبيرة. لاتنسون الدعاء بهذه الأيام الفضيلة وخصوصا يوم عرفة.
فإن يوم عرفة يوم عظيم، وهو أفضل أيام السنة عند قوم من أهل العلم، وقال آخرون: بل أفضلها يوم النحر، وكلا القولين له حظ من القوة، والمقصود أن يوم عرفة يوم عظيم، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ما من يوم أكثر أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنوا فيباهي بهم الملائكة . فيوم عرفة يوم عظيم، وليس في الدنيا يوم أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة، فينبغي أن يكثر من الدعاء وأن يجتهد في الدعاء ويكثر من لا إله إلا الله فإنها دعاء بالمعنى، ذكر ودعاء هذه الكلمة العظيمة ذكر لله وهي في المعنى دعاء؛ لأن الذاكر إنما ذكر ليطلب الأجر ويطلب الفضل من الله ، ولهذا روي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فالحاج يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين في هذا اليوم العظيم، يسأل ربه ويلح فإنه حري بالإجابة، ويكثر من الحمد لله، يثني على الله، ويصلي على النبي ﷺ فإن هذا من أسباب الإجابة كونه يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي ﷺ، هذا من أسباب الإجابة. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبي ﷺ فقال: عجل هذا، ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعوا بما شاء، فدل ذلك على أن البداءة بالحمد والثناء والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- من أسباب الإجابة. الدعاء هو أظهر مظاهر العبودية والتضرع لله- فينبغي أن يكون لله وحده، فلا يُدعى غيره ولا يستعان بأحد سواه، ولا يلجأ إلا إليه، ولا يستغاث إلا به، وفي الذكر الحكيم: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ، وقال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ . وقد جاء في وصية رسول الله ﷺ لابن عباس رضي الله عنهما: ... وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. ابن باز رحمه الله.

