
* تُخطئ الكثير من النساء عندما يطلبن من الطبيب إجراء عمل جراحي تجميلي لهن مباشرة بعد توليدهن بواسطة عملية قيصرية، وذلك لإصلاح التغييرات التي تحدث لهن نتيجة الحمل والولادة وأهمها ترهل جدار البطن وبروزها، ورغبةً منهن في أن يظهرن بنفس درجة الجمال أو أجمل مما كن عليه قبل الحمل.
بالطبع نحن لا نريد من المرأة الحامل إظهار الرضا والقبول بالواقع غير المرغوب فيه وبالشكل الجديد الذي صارت عليه، فهذا حق من حقوق كل امرأة حملت لمرة أو مرتين أو لعدة مرات وظهرت عليها هذه التغييرات المألوفة بعد الحمل، التي تحدث بدرجات متفاوتة من امرأة لأخرى، حسب تكوينها العضوي وقوة بنيتها العضلية، ومدى ممارستها للتمارين الرياضية ومدى استعداد عضلاتها للتمدد، لكن نريد منها الصبر والتريث وعدم الاستعجال، فالوقت لا يزال مبكراً بالنسبة لإجراء مثل هذا العمل الجراحي التجميلي. فالمرأة تكتسب مع الحمل مالا يقل عن عشرة كيلوجرامات على وزنها الطبيعي، ثم تبدأ تفقدها تدريجياً بعد الولادة وقد يستغرق ذلك بضعة شهور لدى البعض لإقبالهن على تناول الطعام بكميات كبيرة نزولاً عند نصائح الأهل بحجة الحرص على صحتها وصحة وليدها. إضافة إلى كبر حجم الرحم وتضخم عضلاته، كذلك تمدد جلد البطن وارتخاء في عضلات جدار البطن مع تراكم للدهون تحت الجلد واحتباس السوائل في الجسم، خاصة في منطقة البطن. كل هذه التغيرات الفسيولوجية سوف تعود إلى الوضع الطبيعي تدريجياً.
ومن المستحسن عدم إجراء أي تدخل جراحي تجميلي في منطقة البطن إلا بعد عودة كافة تلك التغييرات إلى الوضع الطبيعي ضماناً في الحصول على أفضل النتائج وأدقها، واستعادة الرشاقة والجمال والعودة إلى فترة ما قبل الحمل وأحيانا الحصول على وضع أفضل وأجمل مما كان.
ولدى جراحي التجميل خيارات متعددة ومثيرة في هذا المجال، ومنها عملية شد البطن (للتخلص من الجلد المترهل أسفل السرة والشحوم المتراكمة تحت الجلد)، وعملية شد عضلات البطن (للنساء اللاتي يعانين من ارتخاء وتمدد في عضلات البطن نتيجة كبر حجم الرحم وتباعد عضلات البطن عن بعضها، مما يستدعي العمل الجراحي)، وعملية شفط الدهون وهي أكثر عملية تجميلية يتم إجراؤها الآن (للتخلص من الشحوم من بعض الأماكن ومنها البطن).