التحرر من ماذا؟!

الملتقى العام

التحرر من ماذا ؟!

هيا الرشيد
12/10/1424
06/12/2003
هذا الموضوع منقول من موقع الإسلام اليوم/ محور بيت الأسرة

تحرير المرأة، قضية وهمية نسجها خيال مريض، خرجت إلى الوجود كحقيقة صدقها ضعاف النفوس منذ مئة عامٍ تقريباً، وهي في الأصل حركة علمانية نشأت في مصر، ومن ثم كان التوسع فيها لتنتشر فيما بعد في كثير من الدول العربية والإسلامية. والدعوة إلى التحرر تقوم على كثير من المبادئ الهدّامة التي تهدف في مجملها إلى إخراج المرأة عن تعاليم دينها لإفسادها خلقياً واجتماعياً؛ ليتبعها بطبيعة الحال فساد المجتمع بأكمله، وهذه الحركة تدعو إلى نبذ قوانين دينية نابعة من الكتاب والسنة، وأوامر إلهية يجب على المسلم أن يلتزم بها سواء كان ذكرًا أو أنثى، فهم يدعون إلى التبرج والسفور، ونزع الحجاب، والخروج من البيت، والاختلاط، والمساواة بين الجنسين في كل شيء، مع تجاوزهم في المطالب لتصل إلى تقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات.
وإن ذكرنا في البداية أن المناداة بتحرير المرأة حركة علمانية؛ فإننا في نفس الوقت لا نُغفل أبداً الدور الذي تلعبه القوى الاستعمارية الغربية في تمويل هذه الحركة في السر والعلن، حيث تدعم الاتحادات النسائية المسؤولة تقريباً عنها مادياً ومعنوياً، وتشجعها على المضي قدماً في الترويج لأفكارها المنحلة، وهم بذلك يدّعون حرصهم على حقوق المرأة ومحافظتهم عليها، ومن المعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف بنا أن نوازن بين مطالب الغرب بأن نأخذ نحن -المسلمات- حقوقنا، بينما نرى حقوق نسائهم مهدرة أمام العيان؟!.
فما حال الأم لديهم بعد أن تكبر ويرفضها الرجال، ولننظر إلى مكانة الأم لدينا ومنظر الأولاد والبنات والأحفاد وهم حولها عند حاجتها إليهم، ولنرى أيضاً حال الزوجات وهن يتسولن لقمة العيش من هنا وهناك دون وضع أي اعتبار للمكان الذي تعمل به، وهل هو مناسب لتكوينها أم لا؟ بينما تنعم المرأة لدينا بدفء البيت، وإن خرجت للعمل فهو محصور فيما يناسبها من تعليم لبنات المسلمين ونحوه، ولو فكرنا بأحوال الفتيات في الغرب لرأينا العجب، حيث تخرج الواحدة منهن قبل سن العشرين هائمة على وجهها، تتقاذفها شتى الخطوب من إهانة للكرامة وبيع للشرف، ويريدون لبناتنا نفس المصير وكأن المحافظة عليهن قد أقضَت مضاجعهم، وولدت لديهم رغبة بتوحيد الظروف لتكون النتائج متساوية.
لقد نسوا أو لعلهم تناسوا الويلات التي جرّتها عليهم الحرية المزعومة التي نالتها النساء لديهم، غابت عن أذهانهم تلك الإحصائيات المرعبة عن أعداد الأطفال غير الشرعيين الذين أصبحوا عبئاً على حكوماتهم؛ فقد كاد عدد المواليد خارج مؤسسة الزواج يزيد عن ربع المواليد لديهم، وأصبح لديهم أعداد هائلة من النساء الهاربات من جحيم عنف الأزواج واللاتي يلجأن إلى ملاجئ خاصة لمثل هذه الحالات.
ومما نادوا به سابقاً للمرأة المسلمة المساواة بينها وبين الرجل في الميراث، وهذا مخالف لشرع الله تعالى، أما الآن فهم ينادون بالمساواة المطلقة في كل شيء، متناسين الفروقات بين المرأة والرجل، والتي لا تحتاج إلى الجدل، وقد اعترف بعض علمائهم بوجودها، وخرجت نظريات صريحة تبين عدم إمكانية المساواه، ولكن رغبتهم في الإفساد طغت على تحكيم عقولهم، والأهم من آرائهم ونظرياتهم مهماً كان عددها قول الله –تعالى- في كتابه العزيز: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَىِ) ، وقوله تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) . فنحن -المسلمين- نستقي تعاليمنا من كتاب الله تعالى، وندع نظرياتهم جانباً ما دامت لا تتوافق مع مبادئ ديننا الحنيف.
وعارض كثير منهم الحجاب، وربطه بعضهم بالعادات والتقاليد، وتناسوا أنه أمر إلهي قد سارت علية نساء المسلمين لقرون خلت، ولم يكن هذا الحجاب في يوم من الأيام عائقاً للمرأة عن العمل والعطاء في بيتها أو عملها خارج البيت، بل كان أداة عفة وكرامة، وسبباً قوياً في حفظ الأعراض، وللحشمة والتستر أيضاً دور كبير في حفظ شرف المرأة وصيانتها من الابتذال، فما رأينا للمتبرجات في الدول الكافرة وغيرها من دور سوى عرض الأجساد، وكأنهن في سوق عالمي للنخاسة، وأصبحن بسبب ذلك سجينات الذل والإهانة.
أما بالنسبة لقرار المرأة في بيتها وهو الأصل، فكان من أكبر الأشياء التي أزعجتهم، وقد أعيتهم الحيل وهم في كر وفر لإخراج نساء المسلمين من بيوتهن، وتوفير الفرص أمام مبدأ آخر من مبادئهم وهو الاختلاط، والاعتراض بطبيعة الحال ليس على الخروج بحد ذاته وإنما على طبيعة الخروج، أو طبيعة العمل الذي خرجت لأجله المرأة، وهل يوافق تعاليم ديننا ويتناسب مع طبيعتها وإمكانياتها أم لا، المرأة كانت في الماضي تخرج متسترة ومحتشمة لقضاء بعض الأعمال الضرورية، والآن تخرج لطلب علم أو صلة رحم أو عمل، فالاعتراض سيكون بطبيعة الحال لخروجها للعمل بين الرجال، أو مشاركتها في أعمال لا تناسبها، فقد سمعنا عن أول سبّاحة مسلمة، وأول عدّاءة، وأول طيّارة، و...,و... والقائمة تطول، فهذه الأشياء هي التي تتنافى مع تكوين المرأة وقدراتها، وتجعلها كالسلعة معروضة أمام ضعاف النفوس، وكثيرًا ما كان تحقيرهم قوياً وجارحاً لوظيفة المرأة الأساسية من رعاية بيت وأولاد، وعندما خَََرجَتْ للعمل بدأت أساليبهم التهكمية في التقليل من شأن نوعية العمل، فهم لا يريدون الخروج الشريف المتعارف عليه، بل يرغبون في خروج من البيت يكون مصحوباً بالخروج عن المألوف.
أما من ناحية ما يطالبون به من مخالفة صريحة لتعاليم ديننا كتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات؛ فهذا مالا يقبل به العقل أبداً، والعجب من نفوسهم التي سوّلت لهم أن المسلم سيستبدل شرع ربه بقانون بشري وبهذه السهولة، ولم يشرع الله –تعالى- مثل هذه الأشياء إلا لسعادة البشرية وبمستوى لا تصل إليه ضحالة تفكير هؤلاء الناعقين، والمشككين في جدوى مثل هذه الأمور.
ويقولون إن المرأة مظلومة، ومهضومة الحقوق، وقد أغفلوا الظلم الواقع على مستوى العالم بأكمله، دول تُظلم، ومجتمعات تُسرق مقدّراتها أمام العيان، وشعوب تُستغل مجهوداتها، وأراضٍ تُنهب خيراتها، ويتركون كل ذلك الظلم، ويتحدثون عن ظلم المرأة، أليس الرجل يُسجن ظلماً؟! ألا يجد الظلم أيضاً من رئيسه في العمل؟! ألا يظلمه أخوته وأبوه وأقاربه؟! ألا يتعرض للظلم من جيرانه؟! ألم يحدث أن زوجة ظلمت زوجها؟! فالظلم واقع من كثيرين وعلى كثيرين أيضاً، فلماذا التركيز على نقطة دون نقاط؟! ولماذا القول بأن المرأة مظلومة؟!
فالظلم الذي يقع عليها أحياناً إنما هو من المحيطين بها، وهو ظلم من البشر، وبعيد كل البعد عن تعاليم الشرع المطهر؛ بل هو خروج عن تعاليم ديننا؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد حرّم الظلم بكافة أشكاله.
ينادون بالحرية..! الحرية من ماذا؟! وهل يريدون تحريرها وقد تحررت منذ بزوغ شمس الإسلام؟!
الإسلام حرر المرأة وأعطاها حقوقاً لم تحصل عليها في الجاهلية ولا في أي ديانة من الديانات، خاصة في الديانة اليهودية والنصرانية، وماذا قال عنها الإغريقيون والرومان؟، وكيف كانت عند الصينيين والهنود والفرس؟، أما في الإسلام فكان لها شأنٌ آخر، فقد حفظ حقها كاملاً منذ أن كانت جنيناً في بطن أمها، وفي جميع فترات حياتها إلى أن يتوفاها الله.
6
622

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسائم الايمان
الاخت هموم الامة
حياك الله في منتدانا
فعلا هذا مايريده بنى علمان اليوم
ظهور المراة في نشرة الاخبار
قيادة السيارة
خلع الحجاب وغير ذلك الكثير بدعوى الحرية
اقول لكم اي حرية منكم لانريدها فعدو الحرية لايعطي حرية
حتى ان واحدا منهم كتب في جريدة مقالا مدبجا بالتمجيد لشيخ الازهر عنوانه
شجاع انت ياشيخ الازهر!!!!!!!!!!! استغفر الله العظيم
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
الداعية الى الحق
جزاك الله خير الجزاء
اللهم احفظ المسلمين والمسلمات
((اللهم احفظنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض ))
ماء القمر
ماء القمر
جزاك الله خير
بنت الملوك
بنت الملوك
اخواتي ما يخرج لنا الآن من ويلات هذا الزمن الذي بدأ فيه المسلمون بالانحراف عن الدين و بالنسبة لمطالب المرأة في السعودية بالتحرر فهناك نسوة شواذ وللاسف يتبعن اهوائهن عندما اذهب للمستشفى اجد نساء سعوديات متبرجات و لكن دعاويهن لتحرير المرأة لانهن اردنا جميع النساء مثلهن متبرجات حتى لا ينظر احد باحتقار اليهن لان المتبرجة يمقتها المجتمع المسلم و ذلك لانها حادت عن الطريق القويم و الملتزمة بحجابها فالناس ينظرون اليها باحترام و تقدير0
خادمة الدعوة
خادمة الدعوة
أولاً / في البلاد الإسلامية :-

حركة التحرر في تركيا :

بدأت الدعوة إلى تحرر المرأة من تعاليم الإسلام مع سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م وصدر قانون مدني على غرار القانون المدني السويسري وقد حرّم تعدد الزوجات ومنع الحجاب وقيد الطلاق وأدخل التعليم المختلط ، مما جعل المرأة التركية شبيه بالمرأة السويسرية ، وقد كان للدولة الكمالية أثر قوى في فرض السفور على المرأة التركية وكانت هذه الدعوة أول الدعوات التحريرية التي تأثرت بها الأقطار العربية والإسلامية فيما بعد حتى أصبحت المرأة التركية كما وصفها جان رو (( المرأة التركية عصرية تماماً هي ترتدي أثواب السهرات العارية الكتفين والظهر كما لا تحجم عن ارتداء المايوه ولكنها تتحاشى التطرف في ذلك .. )).

ولم يكفي دعاة الفساد ما وصلت إليه المرأة التركية المسلمة بل طالبوا بالمزيد فهذا أحمد رضا بك من زعماء أحرار تركيا يقول: ( مادام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة التركية وهي سافرة الوجه فلا أعدّ في تركيا دستوراً ولا حرية .. ) .

وقال الكاتب رفقي بك:(مادامت الفتاة التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت ولو كان من غير المسلمين ، بل مادامت لا تعقد مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد مسلماً أو غير مسلم فإنه لا يعدُّ تركيا قد بلغت رقياً .

وبالفعل نص القانون المدني التركي فيما بعد على إباحة زواج النصراني من مسلمة ( مجلة الرسالة العدد 80 في 9/10/1353هـ ) .

تعليق لشكيب أرسلان ( المنار 1343هـ ) ..
يقول: ( فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في السفور ، ولا هي مجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجيء كيفما شاءت ، بل هناك سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض .. ) .
وفي عام 1926م ألغي الزواج الشرعي وجعله مدنياً وألزم توثيقه أمام موظفي الدولة وفي نفس العام أرسلت تركيا باخرة تجوب موانئ أوروبا وبها خمساً وعشرين فتاة من فتيات تركيا الجديدة ، كلهن جميلات مقصوصات الشعر لا يكاد يميزهُّن الرائي من فتيات باريس ولندن ، يُجدن التكلم بالإنجليزية وقد صرخت إحداهن في بعض الموانئ الإنجليزية (إن المرأة التركية اليوم حرة .. فلن تسير إلى الطرقات في ظلام ، وإننا نعيش اليوم مثل نسائكم الإنجليزيات نلبس أحدث الأزياء الأوروبية والأمريكية ونرقص وندخن ونسافر وننتقل بغير أزواجنا ) .

وتقول أخرى: ( بأن معيشتهن على ظهر الباخرة معيشة سرور وصفا لا يوصف ، فكلهن يرقص ، وبعد العشاء يبدأ الرقص من (تانجو) (فوكس ثروت) وقد تعلمت ذلك في المدرسة ) نشر ذلك في صحيفة ( السياسة الأسبوعية ) عدد ( 17 يوليو 1926م ) .

فيعلق مراسل الصحيفة على ذلك الوصف بقوله: ( إن هذا من أظهر الآثار التي تدل على تقدم المرأة التركية ومجاراتها لأختها الغربية في ميدان العمل والجهاد الفكري والاقتصادي ، ولا يسع كل محب لتركيا إلا أن يغبطها على هذه الخطوات ) .
( طلب بعض النابغات منهن أن يسمح لهن بإلقاء خطب في الجوامع كل أسبوع في تدبير المنـزل وما أشبهه من الموضوعات ) .



ثانياً / في البلاد العربية :-

حركة التحرر في مصـر :

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· قبل أن تتبلور الحركة بشكل دعوة منظمة لتحرير المرأة ضمن جمعية تسمى الاتحاد النسائي .. كان هناك تأسيس نظري فكري لها .. ظهر من خلال كتب ثلاث ومجلة صدرت في مصر .

- كتاب المرأة في الشرق تأليف مرقص فهمي المحامي ، نصراني الديانة ، دعا فيه إلى القضاء على الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق ، ومنع الزواج بأكثر من واحدة ، وإباحة الزواج بين النساء المسلمات والنصارى .

- كتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين ، نشره عام 1899م ، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول ، وأحمد لطفي السيد . زعم في أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام ، وقال إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين .

- كتاب : المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين .

- مجلة السفور ، صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى ، من قبل أنصار سفور المرأة ، وتركز على السفور و الاختلاط .

· سبق سفور المرأة المصرية ، اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي ( زوجة علي شعراوي ) في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن ، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م .

· وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي تحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن . وهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التي اشتهرت باسم : هدى شعراوي مكونة الاتحاد النسائي المصري وذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى . واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك .

· تأسس الاتحاد النسائي في نيسان 1924م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما عام 1922م .. ونادى بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي المحامي وقاسم أمين .

· مهد هذا الاتحاد بعد عشرين عاماً لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية . وقد رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتى أن حرم الرئيس الأمريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتمر .


منقول