السلام عليكم
كنت قد ارسلت بسؤال لموقع الاسلام اليوم قسم الفتاوى اسال فيه عن مشروعيه التحكم بجنس الجنين فوصلني هذا الرد على الايميل ونظرا لكثره ما سال عن هذا الموضوع حبيت اضع الرد حتى تعم الفائده والله من وراء القصد
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله.
قرأت سؤالاً بعنوان (ماء المرأة و شبه الولد) في باب فقه الأسرة وقضايا المرأة/قضايا المرأة/ مسائل متفرقة في المرأة، وقد أجاب عن السؤال الشيخ سليمان بن فهد العيسى. وقد شدني الحديث الذي ذكر و هو (عن أنس – رضي الله عنه- أن أم سلمة – رضي الله عنها- حدثت أنها سألت النبي – صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأت المرأة فلتغتسل، فقالت أم سلمة – رضي الله عنها-: واستحييت من ذلك، قالت: وهل يكون هذا؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: نعم، فمن أين يكون الشبه؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه") وربط الحديث الشريف في السؤال والإجابة بشبه الولد، ولكني عندما قرأته تذكرت موضوعاً كنت قد قرأته قبله بيوم بعنوان "كيف يكون العزل وسيلة لاختيار جنس المولود بإذن الله؟" عندما قرأت الحديث الشريف أحسست فورا أن هنالك رابط بين الموضوعين وقد يكون هو ما تكلم عنه الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف. و هنا رابط الموضوع عسى أن يكون ما أقول صحيحاً:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@186.QosNjkDI5ea.1@.ef10601
الجواب:
أجاب عن السؤال الشيخ/ أ.د. سليمان بن فهد العيسى(أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجـواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فما أرفقته الأخت غادة من بعض بحث الدكتور أحمد راشد الحميدي إن كانت تريده أن يضاف إلى جواب السؤال رقم: (6543)، والموجه لي فإنني لا أوافق لأنه زائد عن السؤال، والجواب إنما يكون بقدر السؤال حيث السؤال كما أوضحته في الجواب السابق يتضمن فقرتين:
الأولى: إنكار السائل أو السائلة أن المرأة تنزل ماء كالرجل، والثانية عن شبه الجنين بأبيه أو أمه... إلخ.
ومن هذا يعلم أن السؤال عن الشبه لا عن الذكورة والأنوثة التي أرفقت الأخت غادة بعض بحث الدكتور الحميدي عنها.
هذا وتقديراً لاهتمام الأخت غادة ورغبة في الإفادة لا مانع من الإجابة عن سؤال جديد مفترض، وهو: هل يمكن التحكم بجنس الجنين؟
فنقول هذه مسألة تكلم عنها العلماء المتقدمون والمتأخرون من علماء الشريعة، وعلماء الطب، ولهذا سأنقل بعض كلامهم وأحيل على المراجع من أجل الاختصار، فأقول والله التوفيق:
أولاً: بحث د. الحميدي الذي أرفقت الأخت غادة المستفسرة بعضاً منه ليس فيه دلالة قاطعة على التحكم باختيار جنس الجنين وإنما فعل أسباب لترجيح جانب المرغوب فيه، فقد جاء في البحث المذكور ما نصه: طريقة العزل لتحقيق الرغبة في ترجيح جانب الجنين بأن يكون أنثى إن هذه الطريقة ما هي إلاّ أسلوب لترجيح جانب على جانب آخر، وهي نسبية أي أنها تزيد من فرصة الجانب الذي نرغب فيه سواء كان ذكراً أم أنثى، أما التوفيق فنوكله لجاعل الأسباب، ومقدر النطف في الأرحام جلت قدرته. انتهى محل الغرض منه.
ثانياً: جاء في كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ج1 ص572)، بعد ذكره الأحاديث التي فيها الشبه، والتي فيها التذكير والتأنيث ما نصه: (وقد بنى القاضي أبو بكر بن العربي على اختلاف هذه الأحاديث بناء فقال: إن للماءين أربعة أحوال الأولى: أن يخرج ماء الرجل أولاً، والثاني: أن يخرج ماء المرأة أولاً، والثالث: أن يخرج الرجل أولاً ويكون أكثر، والرابع: أن يخرج ماء المرأة أولاً ويكون أكثر.
ويتم التقسيم: بأن يخرج ماء الرجل أولاً ثم يخرج ماء المرأة بعده فيكون أكثر، أو بالعكس، وبالعكس فإذا خرج ماء الرجل أولاً وكان أكثر جاء الولد ذكراً بحكم السبق وأشبه الولد أعمامه بحكم الكثرة، وإن خرج ماء المرأة أولاً وكان أكثر جاء الولد أنثى بحكم السبق، وأشبه أخواله بحكم الغلبة، وإن خرج ماء الرجل أولاً لكن لما خرج ماء المرأة بعده كان أكثر كان الولد ذكراً بحكم السبق، وأشبه أخواله بحكم غلبة ماء المرأة، وإن سبق ماء المرأة لكن لما خرج ماء الرجل وكان أعلى من ماء المرأة كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة وأشبه أعمامه بحكم غلبة ماء الرجل، وقال: وبانتظام هذه الأقسام يستتب الكلام ويرتفع التعارض عن هذه الأحاديث) انتهى.
ثالثاً: رأي ابن القيم – رحمه الله-: اختار ابن القيم – رحمه الله- أن سبب الإذكار والإناث مشيئة الرب الفاعل باختياره، وأنه ليس للإذكار والإناث إلا قول الله لملك الأرحام، وقد استأذنه يا رب ذكر، يا رب أنثى، يا رب شقي أم سعيد، فما الرزق فما الأجل، وقد قال رحمه الله: والإذكار والإناث قرين الشقاوة والرزق والأجل أفلا ترى كيف أحال بالإذكار والإناث على مجرد المشيئة وقرنه بما لا تأثير للطبيعة فيه من الشقاوة والسعادة والرزق والأجل، هذا وقد أجاب رحمه الله عن الأحاديث التي ظاهرها التعارض مع ما اختاره، وله كلام مفصل في كتابيه: 1- التبيان في أقسام القرآن (ص199) في (فصل في الإذكار والإناث). 2- مفتاح دار السعادة (ج1 ص258)، وما بعدها في فصل (فأعد النظر في نفسك ثانية).
رابعاً: جاء في الموسوعة الطبية الفقهية للدكتور. أحمد محمد كنعان(ص 307)، وما بعدها ما نصه: (ولكن هل يمكن التحكم بجنس الجنين؟)، لقد أجريت حتى الآن الكثير من البحوث والتجارب في سبيل التحكم المسبق بجنس الجنين من أجل مساعدة الأزواج الذين لا يرزقون إلا بجنس واحد من الأولاد، وذكر العلماء عدة عوامل يعتقدون أنها تؤثر في تحديد جنس الجنين منها: أن الجماع كلما كان أقرب إلى موعد الإباضة كان الجنين ذكراً بإذن الله تعالى؛ لأن النطف المذكرة أسرع حركة من المؤنثة، ولكنها أقصر عمراً منها فإذا حصل الإلقاح بُعيد الجماع كان احتمال وصول النطف المذكرة إلى البويضة أكبر، وللحصول على جنين ذكر ينصح بغذاء للمرأة كثير الملح...)، هذا وقد ذكر المؤلف عدة عوامل إلى أن قال: (إلا أن تأثير هذه العوامل في توجيه الجنس نحو الذكورة أو الأنوثة لم يثبت علماً بعد، وكل الطرق والتجارب التي حاولت تسخير هذه العوامل للتحكم بجنس الجنين لم تحقق المأمول منها حتى الآن، وفي هذا حكمة ربانية بليغة؛ لأنه يحافظ على التوازن الدقيق بين نسبة الذكور ونسبة الإناث في المجتمعات البشرية) انتهى محل الغرض منه.
خامساً: اتضح مما تقدم أن العوامل التي ذكرها علماء الطب وغيرهم ليس فيها دلالة قطعية على التحكم باختيار جنس الجنين، وإنما هي فعل أسباب لترجيح جانب المرغوب فيه، وقد تقدم فيما نقلته من الموسوعة الطبية آنفاً، أن الطرق والتجارب التي حاولت تسخير هذه العوامل للتحكم بجنس الجنين لم تحقق المأمول منها حتى الآن، هذا وقد جاء في الموسوعة الطبية الفقهية أيضاً (ص309)، ما نصه: "(ومع أنه لا يوجد نص في الكتاب أو السنة يمنع التحكم بجنس الجنين إلا أن القواعد العامة مشددة من أجل المحافظة، وقد نوقشت هذه المسألة في الندوة التي عقدت تحت عنوان (الإنجاب في ضوء الإسلام)، بإشراف المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في العام 1403هـ (1983م)، وانتهت الندوة إلى عدم جواز التحكم بجنس الجنين إذا كان ذلك على مستوى الأمة، أما على المستوى الفردي فإن محاولة تحقيق رغبة الزوجين المشروعة في أن يكون الجنين ذكراً أو أنثى بالوسائل الطبية المتاحة فقد رأى بعض الفقهاء المشاركين بالندوة أنه لا مانع منه شرعاً، بينما مال آخرون إلى عدم جوازها خشية أن يؤدي ذلك إلى طغيان جنس على جنس) انتهى محل الغرض منه، هذا وأكتفي بهذا القدر من الإجابة عن هذا السؤال الهام، وعلى القارئ الكريم المريد زيادة التفصيل الرجوع إلى المراجع التي نقلت طرفاً منها وإلى غيرها من كتب فقهاء الإسلام وعلماء الطب المسلمين الملتزمين بتعاليم الإسلام. والله أعلم.
jamour @jamour
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم شماء
•
jamour
مشكورة عزيزتي...معلومة جت في وقتها لأني أفكر أستخدم طرق ترجيح جنس الجنين...:26: :26:
مشكورة عزيزتي...معلومة جت في وقتها لأني أفكر أستخدم طرق ترجيح جنس الجنين...:26: :26:
عزيزتي JAMOUR والله اشتقتلك كثير وبصراحة افتقدتك ومشكورة على الموضوع الرائع
انا لي سلفه عندها بنات وذهبت الى الطبيب لتنجب ولد وهو طبيب متدين جدا وقال لها بان اتباع هذه الطرق ليست حرام لانها تعتمد على العلم وعلى الله تعالى
ولكن معلوماتك رائعه بصراحه ومشكورة مرة اخرى
وانا في انتظارك
انا لي سلفه عندها بنات وذهبت الى الطبيب لتنجب ولد وهو طبيب متدين جدا وقال لها بان اتباع هذه الطرق ليست حرام لانها تعتمد على العلم وعلى الله تعالى
ولكن معلوماتك رائعه بصراحه ومشكورة مرة اخرى
وانا في انتظارك
الصفحة الأخيرة
اقراي موضوعي ( الطريقه الصينيه لتحديد الجنس)