لقد توارثنا تصورا خاطئا جيلا بعد جيل، مؤداه أن خلق الحياء يمنع من الخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس التي بقيت -في إطار هذا التصور الخاطئ- وراء حجب كثيفة لا تستطيع اختراقها، فإذا عرضت للشاب أو الشابة مشكلة تتصل بالأمور الجنسية أو الأعضاء الجنسية حار في التماس التصرف الملائم، والجهة التي يمكن أن يقصدها بحثا عن حل أو علاج. غالبا ما يكون الحديث مع الخادم أو الخادمة أو مع الزميل أو الزميلة أهون منه مع الوالد أو الوالدة ومع المدرس أو المدرسة. والسبب هو الحاجز الذي أقامه هؤلاء الكبار بينهم وبين أبنائهم وتلاميذهم، أقاموه بصورة غير مباشرة بصمتهم عن كل ما يتعلق بالأمور الجنسية سنوات طوالا، وبصدهم للصغار حين يثيرون أسئلتهم الساذجة البريئة في مجال الجنس.
--------------------------------------------------------------------------------
الحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعيا بل هو عجز ومهانة
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا مما ألقى في روع الأبناء منذ الصغر أن كل ما له صلة بالأمور الجنسية يعتبر عيبا لا يجوز الخوض فيه، وأمرا يحسن -من باب الحياء الواجب- البعد عنه بعد المشرقين. وهكذا صار من شأن المهذبين أن يفضلوا الصمت ويتحملوا آثاره -مهما كانت مزعجة ومؤلمة- على معاناة الحديث. مع أن الحديث يمكن أن يسهم في علاج ما يواجههم من مشكلات، بل قد يكون فيه البلسم لجراح نفسية عميقة.
وكي نضع الحياء في إطاره الصحيح علينا أن نعرف مبدئيا أن الحياء، كما شرح الإمام الحافظ: "... الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعيا بل هو عجز ومهانة".
الجهل:
فالأهل أنفسهم -في أغلب الأحيان- تم تعرفهم على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، وبالتالي معلوماتهم مجتزأة ومبتورة وفي أغلب الأحيان تفتقر إلى الأسس العلمية الصحيحة، بمعنى أنهم هم أنفسهم لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع "التربية الجنسية"، باختصار يطل الجهل بوجهه القبيح ليصد عن القيام بمهمة تربية الأبناء التربية الجنسية المطلوبة، هذا هو الواقع بالرغم من أن التمادي في الجهل ليس مبررا على الإطلاق في عصر المعلومات والسماوات المفتوحة حيث لا تحتاج المعرفة لأكثر من ضغظة زر فتنفتح للإنسان شتى أبواب المعرفة، وما عليه إلا القيام بعملية فرز واختيار وفق منظومته القيمية والأخلاقية.
الأدوار الإيجابية التي يمكن أن يلعبها الإنترنت
وقد حاولت بعض المواقع على الشبكة لعب دور إيجابي في مجال معاونة الأهل والمربين على تملك الأدوات المعرفية والمهارية المطلوبة للقيام بمهمة التربية الجنسية على أسسها التربوية السليمة التي لا تتنافى وقيمنا الإسلامية العربية.
ولموقع "إسلام أون لاين.نت" www.islamonline.net تجربة رائدة في هذا المجال. تفرد الموقع بتعدد الخدمات وتنوع أساليب العرض الخاصة بموضوع التربية الجنسية، إلا أن الأهم من ذلك تلك الرؤية والسياسة التي من خلالها يتم تناول الموضوع.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️