التربية بالحب .. كيف نحققها؟
:)
دمشق/ محبة الطفل فطرة الله تعالى التي فطر الوالدين عليها، فهو ثمرة الفؤاد وقرة العين وبهجة الروح، وهذه المحبة مصدر الأمن والاستواء النفسي للطفل كما أنها القاعدة الصلبة لبناء شخصية الولد على الاستقامة والصلاح والتفاعل الإيجابي مع المجتمع من حوله.
ولا يتصور تحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات، نعم هي موجودة وقوية لكنهم لا يظهرونها للأبناء ولا يعبرون عنها قولا أو فعلا مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة.
إن كان البعض يرى أن وسائل التعبير عن الحب للأبناء قاصرة على كلمة الحب نظرة الحب، ضمة الحب، بسمة الحب، لقمة الحب، إلا أننا نذكر هنا بوسائل أخرى مؤثرة وجيدة التوصيل لرسائل الحب من الآباء لفلذات أكبادهم عن طريق الأتي:
- ابني في داخلهم قواعد الثقة في النفس، بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها، وليس فقط بتقدير النتائج التي يحققونها.
ـ علمي أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدلا من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من المدرسة وهو متسخ وغير مهندم، قولي له يبدو أنك قضيت وقتنا ممتعا في اللعب اليوم، ولكن بعد ذلك لا تجعل ملابسك تصل إٍلى هذه الدرجة من الاتساخ.
ـ اقضي بعض وقتك مع أبنائك كل على حدة، سواء بتناول وجبة الغداء مع أحدهم خارج المنزل أو بممارسة رياضة المشي، المهم أن تشعريهم أنك تقدرين كل واحد منهم.
ـ احتفلي بإنجازات اليوم، فمثلا أقيمي اليوم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك حصل على درجة جيدة في الامتحان، أو لأن ابنك الآخر بدر منه سلوك جيد في الأمانة أو البر، حتى يشعر كل واحد منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعلي ذلك مع واحد فقط، حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحثي في حياته وبالتأكيد سوف تجدين أشياء تستحق التقدير، وتذكري أن ما تفعليه يجب أن يكون شيئا رمزيا حتى لا تثيري الغيرة بين أبناءك فيتنافسوا عليك، وتثيري بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا.
ـ اندمجي مع أطفالك في اللعب وشاركيهم التلوين، أو تشكيل الصلصال أو التسابق في الجري أو تقاذف الكرة.
ـ اعرفي جدول أبنائك الدراسي ومدرسيهم وأصدقاءهم، حتى لا تسأليهم عندما يعودون ماذا فعلتم اليوم، ولكن اسألي ما ذا فعلت مع زميلك فلان، وماذا أخذتم اليوم في حصة الرياضيات؟ فيشعر أنك متابعة لتفاصيل حياته وأنك مهتمة به.
ـ عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك، لا تكلميه وأنت مشغولة في شيء آخر ولكن أعطه كل تركيزك، وانظري في عينيه وهو يحدثك واعلمي أن انتباهك الفوري الواضح لطفلك حين يحدثك إيداع جديد مضاف لرصيدك في " بنك" الحب لديه.
ـ شاركيهم في وجبات الطعام، ولا تسمعيهم فقط ولكن احك لهم أيضا ما حدث لك.
ـ اكتبي لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع، وضعيها بجانبهم على السرير إذا كنت ستخرجين وهم نائمون، أو ضعيها في حقائبهم المدرسية، حتى يشعروا أنك تفكرين فيهم حتى وأنت غير موجودة معهم.
ـ عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة بريئة مثلهم، علقيها في مكان خاص في البيت وأشعريهم أنك تفتخرين بها.
ـ اختلقي كلمة سر أو علامة تبرز بها حبك لابنك، ولا يعلميها أحدا سواكما.
ـ حاولي أن تبدئي يوما جديدا كلما طلعت الشمس، تنسين فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن تدعم حبك لأبنائك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبهم.
ـ احضني أولادك وقبليهم وقولي لهم كل يوم إنك تحبينهم، فمهما كثر ذلك فإنهم يحتاجونه صغارا كانوا أو بالغين، أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.
ـ ابتكري أفكارا لتغذية المشاعر الطيبة بينك وبينهم، مثل أن تضعي صندوق بريد خاصا بتبادل رسائل المحبة والشكر، كما يمكنك أن تستغلي هذا الصندوق في الاقتراب من أبنائك وتقوية علاقتك بهم.
ـ تذكري أن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول " أنا أحبك لأنك حصلت على الدرجة النهائية في الامتحان" وأيضا لا نقول " لن أحبك إذا فعلت كذا "، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لهم، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والالتزام والتضحية.
ـ عبري لابنك عن حبك له بطريقة عملية، وذلك بأن تهتمي برأيه وتستشيريه في بعض الأمور، وأن تقدري مشاعره وتشعريه بأنه فرد مهم في الأسرة ومحترم فيها، وأنكم جميعا تفهمونه وتقدرون مزاياه وإنجازاته وهواياته وميوله، ومن ذلك التعبير أيضا أن تعفو عن هفواته وأخطائه؛ خاصة ما أخطأ فيها بسبب نقص خبراته، وأن نعتذر منه إن أخطأنا معه أو قسونا عليه.
منقول من منتدى نسيجها
rainyheart @rainyheart
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
rainyheart
•
أعاننا الله وإياكن يا غاليات على حسن تربية أبناءنا آمين
الصفحة الأخيرة