التربية بالعواقب .....لا العقاب

الأمومة والطفل

إننا نضرب أولادنا، مع علمنا أن الضرب لا يأتي بنتيجة، وتارة ندَّعي أننا نفقد السيطرة على أنفسنا، وتارة أخرى ندّعي أنهم لا يبالون، مستفزون، مما يضطرنا إلى ضربهم، ويستمر مسلسل الضرب العقيم، ثم نلتفت حولنا نسأل: ما الذي أنتج كل هذا العنف عند الأطفال؟! لماذا يكسرون لعبهم ؟! لماذا ينثرون حاجاتنا؟! لماذا لا يبالون بعقابنا؟!


إن استمرارنا في ضرب أولادنا يجعلهم يعتقدون بعد فترة أن الضرب هو أحد وسائل التفاهم بين البشر؛
لأنه ليس معقولاً أن يكون كل هذا الضرب من قبل آبائنا الذين يدعون أنهم يحبوننا عقابًا، لا بد وأن الضرب هو أحد اللغات المعتمدة بين بني البشر للتفاهم فيبدءون في التفاهم بين بعضهم البعض بالضرب، ثم مع أقرانهم ثم مع آبائهم، ثم يتحول العنف إلى سمة من سمات حياتهم، ونحن الذين زرعناه وساعدنا على نموه..
إننا نصرخ في الطفل ألا يرفع صوته، وهو يتعجب أوليس هذا الصراخ رفعًا للصوت، ثم نضرب الطفل لأنه ضرب أخاه، وهو يتساءل: ولماذا لا أضربه مثلما تضربونني.. ونفقد أعصابنا ونحاول أن نتخلص من ألعابهم، ونتعجب حين يفقد الأطفال أعصابهم فينثرون كل حاجياتنا، كنوع من رد الفعل على ما نفعله معهم.
إننا ننسى أننا المربون المسئولون عن تربية أبنائنا؛ ولذا لا يصح أن نشكو بحيث تبدو تصرفاتنا وكأنها رد فعل لتصرفاتهم.. من الكبير؟! من المسئول؟! من المطلوب منه التحكم في تصرفاته.. هل الأطفال الصغار.. أم الكبار؟!!
إننا يجب أن نفهَم أطفالنا حتى نستطيع التعامل معهم، ولنأخذ مثال الألعاب المشكلة تبدأ في بعض الأحيان بعدم اختيارنا المناسب للُّعبة المناسبة للطفل وعمره؛ حيث نختار له لعبة تحتاج إلى التعامل مع جزئياتها برفق، حيث يكون هناك جزئيات مختلفة للعبة ومفاتيح وبطاريات، في حين أن هذا السن مثل سن أولادك يكون تعامله مع اللعبة هو لمسها وقذفها بعيدًا ثم إعادة التقاطها، وهو حين نعطِه لعبة مركبة فإنه يقوم بفكِّها ونثرها ليس بغرض إفسادها كما ندرك نحن، ولكن لأن هذه طريقته في التعامل معها في هذا السن.
النقطة الثانية: وهي أننا نريد الطفل عندما يلعب يكون منظمًا ومرتبًا وهادئًا، ويلعب في المكان المخصص وفي الوقت المعين، وهكذا من القواعد الصارمة التي نريد أن نطبقها على الطفل أيضًا في مثل هذا السن، وهو أمر يدل على عدم فهمنا للطفل وأنه يميل للحركة المستمرة بطبيعته، وأن الطفل الذي لا يتحرك ولا ينشط نقلق عليه بأن يكون مريضًا، أو لديه مشكلة تحتاج إلى مراجعة الطبيب.
وإننا حتى عندما نريد أن نعلمهم النظام في التعامل مع لُعَبهم بأن يضعونها في مكانها بعد الانتهاء من اللعب، فلا يكون ذلك بالصراخ أو الضرب، ولكن يكون بتحمله لعواقب إهماله للعبة. بمعنى أنه إذا نثرها ولم يجمعها نتركها ولا نجمعها له، حتى إذا طلبها مرة أخرى جعلناه يبحث عنها بنفسه وذكّرناه أن ذلك جرّاء عدم جمعه لها، وأنه إذا أرادها في مكانها المرة القادمة، فيجب أن يقوم بوضعها بنفسه في مكانها، ويكون ذلك بهدوء وبغير انفعال.. وإذا كُسِرت لعبة نتيجة لإهماله فيها نضعها في سلة المهملات أمام عينيه، ونذكره أن ذلك أيضًا نتيجة لإهماله، وبذلك يتعلم الطفل بالفعل ما لا يتعلمه بالقول، وبهدوء وبدون عصبية أو صراخ..
الخلاصة: إننا يجب أن ندرك أن نشاطهم أمر لا بد منه، والمطلوب منا تحديد مساره وليس منعه، ولنجعل العواقب وليس العقاب هي وسيلتنا ليتعلم أبناؤنا ما نريده، ولنصبر على ذلك كله؛ لأن التربية عملية صعبة طويلة مستمرة؛ لذا فإن ما قلناه وذكرناه لن يكفِ أن نقوم به لأسبوع، ثم نتساءل لماذا لم يأتِ بالنتيجة المرجوة؟ فتغيير السلوك يحتاج إلى شهور مع الإصرار على هذا التغيير.
7
622

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عـبــ الزهور ـــق
.
عـبــ الزهور ـــق
جزيتي خيرا الموضوع جدا جميل ومفيد
نعم أحبكم
نعم أحبكم
إن استمرارنا في ضرب أولادنا يجعلهم يعتقدون بعد فترة أن الضرب هو أحد وسائل التفاهم بين البشر؛

نقطه مهمة جدا بارك الله فيك
لجين حياتي
لجين حياتي
بارك الله فيك
القمورة أمورة
جزاك الله خير