وهي من أنجح الوسائل في إعداد الولد خلقياً وتكوينه نفسياً واجتماعياً، فالولد يحاكي ويقلد مربيه في سلوكه وخلقه ويتطبع بطباعه سواء أراد ذلك أم لم يرد .
أثر القدوة في النشء: القدوة عامل مؤثر في صلاح الولد أو فساده، فإذا كان المربي صادقاً أميناً كريم الأخلاق عفيف اللسان شجاعاً مقداماً نشأ الولد على تلك الصفات من الصدق والأمانة والخلق الكريم والشجاعة والجرأة لأنه يجد في مثله الأعلى التطابق بين الفعل والقول وهذا هو الأثر الإيجابي بالقدوة 0 أما عن الأثر السلبي فإذا كان المربي كذاباً خائناً سليط اللسان متحللاً منحرفاً نشأ الولد على الكذب والخيانة والتحلل والجبن والبخل، فإذا كان المربي يلقن الولد الآداب والأخلاق ولكنه يأتي بعكس ما يقول فيحدث الخلل عند الولد في التربية لأنه لم ير المربي وهو مثله الأعلى يطبق ما يقول...( وقد نبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المربي أن يعطي القدوة لمن يربي فقد روى أبو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعداً في بيتناً، فقالت: يا عبد الله تعال حتى أعطيك . فقال لها عليه الصلاة والسلام ما أردتِ أن تعطيه ؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً فقال: أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة )0 لذلك نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربى هذه الأمة وكان قدوة لها في كل أموره وكان نموذجاً صادقاً فريداً يحتذى به، وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يأمر بعمل إلا ويكون هو أول من يأتيه والأمثلة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة نذكر منها على سبيل المثال :
قدوته صلى الله عليه وآله وسلم في العبادة: روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من الليل حتى تتورم قدماه 0 ولما قيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال :( أفلا أكون عبداً شكورا ؟) 0 وهكذا قد تعلق قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالله وشغف بالعبادة والمناجاة فهو يقيم الليل ويجد في الصلاة لذته وفي العبادة قرة عينه، وتقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل الناس به فيفرض عليهم، وهكذا ينبغي أن يكون سمت المربي الذي يرجو قدوته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أمرنا الله تعالى بإتخاذه قدوة لنا بقوله (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(الأحزاب:21).
ام احمد @am_ahmd_1
محررة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
لان الكثير يفكرون هكذا
جزاكي الله خيرا