الترغيب والترهيب المتعلق بطلب العلم الشرعي ~ () حياكن الله ..

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين ,
وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين . أما بعد .


طلب العلم وما أدراك ما طلب العلم , أي شرف أعظم من أن يكون المسلم أو المسلمة في ركب العلم وطلاب العلم والعلماء .
إن طلب العلم فريضة على كل مسلم كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


والفرضية هنا عينية , أي فرض عين , ويعني هذا تحريم ترك طلب العلم الشرعي وهو واسحقاق الإثم بذلك .
فطلب العلم الشرعي فرق عين على كل مسلم ومسلمة ,
فعبادة الله تبارك وتعالى التي خَلَقَ الله الخلْقَ من أجلها فرض على كل مسلم بالغ عاقل مكلف ذكراً كان أو أنثى ,
وتعلم هذه العبادة والتفقه فيها فرض واجب . وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فكيف بالركن والفرض .


وفي الكتاب والسنة ما لا يُحصر إلا بالكلفة من الأدلة الواضحة والصريحة في الحث على طلب العلم الشرعي والترغيب فيه والترهيب من تركه وهجره .

يقول الله تبارك وتعالى : (آل عمران)
فبدأ الله بنفسه جل وعلا وثنى بملائكته وثلَّث بأولي العلم وهذا لقدرهم وأهميتهم وعلو مقامهم أن جعلهم مع الملائكة الكرام في الذكر والمكانة.


وقد حصر الله تبارك وتعالى حقيقة الخشية في العلماء. قال تعالى : (فاطر).

وقد رفع الله جل وعلا الذين أمنوا على بقية خلقه ولكنه خص الذين أوتوا العلم من الذين أمنوا بمزيد رفعة وعلو وسمو .
قال تعالى : (المجادلة).


ولم يأمر الله سبحانه وتعالى نبيا من أنبياءه أن يستزيد من شيء إلا من العلم. قال تعالى : (طه).

ولقد حذر الله تبارك وتعالى من الجهل وعدم العلم أو التقول عليه بغير علم في آيات عديدة منها .
قوله تعالى في وصف أهل الضلال : (الأنعام).


وقال تعالى : ( الأنعام ).
فالجاهل يأتي بالعجائب وعدم العلم سبب الضلال وحرمان الهداية والعياذ بالله .


وقال جل شأنه : ( الأنعام ).

وقال تعالى محذرا من التقول عليه بغير علم : (الإسراء).

وقد وصف الله تعالى أن أتباع الشيطان هم من لا علم عندهم قال سبحانه وتعالى : ( الحج ).
وقوله تعالى (الحج).


وقد بين الله تعالى أن كمال العقل لا يكون إلا بالعلم قال تعالى : (العنكبوت) .

وقال تعالى مفرقا بين الناس:
(الزمر).


ولقد قدم الله ُ العلمَ على أعظم الكلمات ألا وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله وهي كلمة الحق. قال تعالى: (محمد).
وقال تعالى : (الزخرف).


لا ننسى رحمني الله وإياكم أننا أمة الصدارة في القراءة والكتابة والعلم . نحن أمة إقرأ أول كلمة أنزلت.
قال تعالى : (العلق).
وقال تعالى : (القلم).


والأيات في هذا الباب كثيرة جدا .
وأما السنة النبوية المحمدية الشريفة فقد حثت ورغبت في طلب العلم الشرعي ورهبت من تركه في أحاديث كثيرة جدا منها على سبيل المثال لا الحصر .


َقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ. (رواه البخاري).
ومفهوم الحديث أن الذي لا يتفقه في دين الله ما أراد الله به خيرا والعياذ بالله.


وقال صلى الله عليه وسلم : رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رواه أبو داوود.

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ فِى الصُّفَّةِ فَقَالَ « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ
فَيَأْتِىَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِى غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ ». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ « أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ
] رواه مسلم .


وإن للجهل لعواقب وخيمة لنرى شيئا منها في هذا الحديث الشريف .
عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ
فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ
فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ « قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ ».
أَوْ « يَعْصِبَ ». شَكَّ مُوسَى « عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ . رواه البخاري.


وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً.
لاحظ رحمني الله وإياكم هذا الحديث أن الأصل هو العلم النافع وبسببه يحصل الرزق الطيب وبسببهما معا يحصل الإخلاص وقبول العمل.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَالْإِنْسَان خلق ظلوما جهولا فَالْأَصْل فِيهِ عدم الْعلم وميله إِلَى مَا يهواه من الشَّرّ فَيحْتَاج دَائِما إِلَى علم مفصل يَزُول بِهِ جَهله ... .


ولعلي أختم بما هو أصل من أصول هذا الدين العظيم ألا وهو
حديث عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ ، وَإِلَى رَسُولِهِ ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ ، وَإِلَى رَسُولِهِ ،
وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا ، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
. رواه البخاري ومسلم.


نسأل الله أن يوفقنا أجمعين للعلم النافع والعمل الصالح وأن يهدنا و يهدي بنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .


كتبه وجمعه

الله
أبو عبد
رحمة

الشامي

20 – صفر – 1433 هجرية
14 – 1 – 2012 ميلادية .






منقووول جزى الله خيرا من كتبه ومن نشره ومن عمل به ومن رفع الموضوع
1
350

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كشتي عنوان سعادتي
جزاك الله خيرا ...وجعله بميزان حسناتك