&&&&&&&الترويح عن النفس&&&&&&&&

الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي يحتاجها المربون و الدعاة أثناء مخالطتهم الناس و دعوتهم إياهم و ذلك لما له من أهمية تبرز في جوانب عديدة منها:
- تحقيق التوازن بين متطلبات الكائن البشري (روحية - عقلية - بدنية) و يكسب الفرد خيرات و مهارات و أنماط معرفية و يساهم في تنمية التذوق و الموهبة و يهيئ للإبداع و الابتكار، كما أنه يساعد الفرد بالانشغال في الأنشطة الترويحية التي يبعد أفراد المجتمع عن التفكير و الوقوع في الجريمة، و خاصة في عصرنا (عصر التقنية).
و لنا وقفات مع الترويح عن النفس في الإسلام لبيان ماهيته و خصائصه علّ ذلك يدفع الأفراد إلى استخدام الترويح استخداماً صحيحاً وفق قواعد مضبوطة بالشرع الحنيف:
الوقفة الأولى: أدلة جواز الترويح:
كثير من الدعاة لا يقدرون أهمية الترويح و ينظرون إليه على أنه مضيعة للوقت مكسرة للعمر و في هذا الأمر نظر إذ أن نصوص الشرع دلت إجمالاً و تفصيلاً على جواز الترويح.
أ- من الأدلة الإجمالية:
حديث حنظلة رضي الله عنه و فيه قلت تافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما ذاك قلت يا رسول الله تكون عندك تذكرنا بالنار و الجنة كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك كما مسنا الأزواج و الأولاد و الصقيات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي نفسي بيده "إن لو تدمون على ما تكونون عندي و في ال ذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم و في الطرقات و لكن يا حنظلة ساعة و ساعة".
ب- من الأدلة التفصيلية:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت العب بالبنات عند النبي صلى الله عليه و سلم و كان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل يتقمعن فيه فيسر بهن إلي.
2- عن عائشة رضي الله عنها إنها كانت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فقالت فسابقته مشيئة على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسيقين فقال هذه تبلك.

الوقفة الثانية: خصائص الترويح عن النفس في الإسلام:
يمثل الإسلام نظام حياة متكامل عقيدة و شريعة يحب أن تنسيق عن جميع تصورات و مبادئ و قيم و سلوكيات الإنسان المسلم و على ذلك فيبقى أن تنظر إلى الموضوع الذي نحن بصدده من خلال الخصائص التي أعطاها له الإسلام:
1- عبدوية لله تعالى قال تعالى: ((قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين)) و الترويح هو جانب من الحياة في حياة المسلم و بالتالي فهو لله رب العالمين لا شريك له.
2- تاتب العالم متجدد الوسائل ليس للمسلم اثناء قيامه بنشاط ترويحي أن يتجاوز جوانب يوجب الإسلام تركها لحرمتها و ضررها بل عليه أن ينضبط بضوابط الإسلام و تحكيمه بأحكامه و هذا هو الجانب الثالث في الترويح و ما سوى ذلك فلا شأن أن يبدع و يحدد فيه ما شاء من كيفيات و وسائل.
3- نرعى طبيعة الفطرة الإنسانية: إباحة الإسلام للترويح جاء استجابة لحاجات و واقع إنسانية مما يدل على أن من خصائصه العموم و الشمول لجميع مكونات و خصائص البشر و مرعاة الفطرة التي خلقها الله تعالى.
4- عقيدة التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة: يأتي دور الترويح لتحقيق التوازن بين جوانب مختلفة (روح - عقل - جسد) لكي يعتقد الإنسان عن الكلل و الملل و يساور المسير براحة و طمأنينة.
5- لا يزحف على عمل جاد فالنشاط الترويحي إنما يكون في وقت الفراغ الوقت الحالي عن الأعمال الجادة فأوقات الستائر النصيدية و أوقات العمل.

ضوابط الترويح عن النفس:
1- الترويح وسيلة لا غاية: الترويح وسيلة من الوسائل التي يستطيع بها الإنسان تحقيق التوازن بين جوانب مختلفة في حالة وجود إفراط في جانب على حساب بعض الجوانب الأخرى و إذا تجاوز هذا الحد وأصبح هدفاً في دانة فإنه يخرج من دائرة المستحب إلى دائرة الكراهة أو الحرمة.
2- الحِد هو الأصل و الترويح فرع فالحِد صاحب التقدمة و السبق و الترويح تابع له فرع عنه و لذلك فإن الأولوية للحِد في حالة التعارض.
3- أل يكون في النشاط الترويحي مخالفة شرعية كالسخرية و الاستهزاء و الكذب والافتراء و اختلاط الرجال بالنساء و المعازف و الخمور كما قال صلى الله عليه و سلم: "لا يكون من أفي أقوام يسكون الحرى و الحرير و الخمر و المعازف" وكثرة الضحك كما قال صلى الله عليه و سلم: "و لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك غيث القلب".
4- أل يكن النشاط الترويحي عن واجب شرعي أو اجتماعي: الطابع العام لحياة المسلم الحِدية و ما الترويح إلا عامل مساعد للحياة الجادة و الاستمرار فيها، فإذا تجاوز الترويح هذا الحد فشغل عن الجد فإنه يخرج إلى دائرة المكروه أو المحرم بحسب نوع الجد الذي شغل عنه، فإذا كان شاغلاً عن أداء واجب أو ترك محرم فإنه محرم.
5- ألا يكون النشاط الترويحي ضاراً على ممارسة: فإذا كان فيه نوع ضد و على ممارسة فإنه يحرم عليه لقوله صلى الله عليه و سلم "لا ضرر و لا ضرار" لما قد تؤديه هذه الممارسة إلى ضرر بالجسم و بالتالي الوفاة أو الإعاقة.
بقلم: أم عبدالله



منقول