التسخط من أقدار الله وعدم إحسان الظن به

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم



الله جل جلاله عندما خلق عباده



لم يكن معه شريك ,ولم يكن له ولي ,ولم يتخذ صاحبة



ولا ولداً



واحداً أحد.



لم يطلع على غيبه أحد لاملكاً موكل ولانبي مرسل.



هل أصاب بعض الخلق الشك بألوهيته
!



وأن الخلق هم من يفرج همومهم ,وينفس كرباتهم !



حتى يذهبون إليهم لقضاء حوائجهم والاستعانة بهم!



الله هو الخالق المدبر المعطي الوهاب



الخبير العليم .



عالم الغيب والشهادة.




هل وصل ببعضنا أن لايحسن الظن بالخالق,ويحسن الظن بالمخلوق !!



ويمنعه ذلك أن يذهب لساحر أو كاهن حتى يخبره عن أمور الغيب !



أما تعلمين أن من أتى ساحراً فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم



أمور الغيب عند الله وحده سبحانه وتعالى.



ولن يقدر بشر على إتيان شيء منها.



لماذا تربط بعض الأمور بأنه غير مستجاب للدعاء.



لماذا لانبحث عن سبب عدم قبول الدعاء !



قد تكون الذنوب والمعاصي سبب ذلك.



أو ابتلاء من الحي القيوم ,هل نصبر أم نعترض على القضاء والقدر.



قال الله سبحانه وتعالى (في الحديث القدسي )



إن روح القدس نفث في روعي إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها.



فا تقوا الله وأجملوا في الطلب , فإنه لاينال ماعند الله إلا بطاعته.



وإن الله جعل الروح والفرح في الرضى واليقين ,وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.



والتسخط وعدم الرضى بما كتبه الله للإنسان من خير وشر



لقد نهى الشارع الحكيم عن التسخط وعدم الرضا بالقدر



لما في ذلك من الاعتراض على الله سبحانه وتعالى وشرعه وحكمه



وهذا منافٍ للإيمان، ومن ذلك التسخط بكلمة (لو) على أقدار الله



والظن بأن الأسباب تغير المقادير.



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : التسخط على أنواع:



النوع الأول: أن يكون بالقلب، كأن يتسخط على ربه



يغتاظ مما قدَّره الله عليه، فهذا حرام، وقد يؤدي إلى الكفر،


قال تعالى:



وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ.



النوع الثاني: أن يكون باللسان، كالدعاء بالويل والثبور،



وما أشبه ذلك، وهذا حرام.



النوع الثالث: أن يكون بالجوارح، كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور،



وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر .


.


فعند مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال



( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) .



تأمل يا عبد الله هذا الوعيد الشديد هذه الصلاة التي هي أعظم أركان الدين



بعد الشهادة، وهي سبب النجاة يوم القيامة؛



لا يتقبلها الله هذه المدة الطويلة ( 40 ليلة ) .



هذا الوعيد معناه أنه لا ثواب له فيها،



وإن كانت مجزئة عنه .



هل وصلت الحال إلى الكفر بالله



فأين نحن من كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يقول تعالى:



{ ولا يفلح الساحر حيث أتى }



ويقول تعالى:


{ فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين }



عقّب بقوله { إن الله لا يصلح عمل المفسدين } لتكون عامة في كل ساحر، لأنه من المفسدين والله لا يصلح عمله.



فكيف تطيب نفس المؤمن أن يذهب إلى شخص قد نفى الله عنه الإصلاح، والفلاح.



وأما السنة فعند الطبراني، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم



أنه قال ( ليس منا من تكهن أو تُكُهن له أو تطير أو تُطير له أو سحر أو سُحر له )



(صححه الألباني في صحيح الجامع).



وعند الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه



( سُئل عن النشرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من عمل الشيطان )



وإذا تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من الذي يُسحر له؛ فأي خير، وأي فلاح سوف يجد .



(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى)



هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح



ما معنى حسن الظن بالله؟




(لا يموتن أحدكم وإلا وهو يحسن الظن بالله)



والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)



والمعنى أن الذي يحسن ظنه بالله أن ربه جواد وأنه كريم



وأنه غفور رحيم- سبحانه-, وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه



وأن فضله عظيم، يحسن ظنه بربه مع الجد في العمل الصالح مع التوبة



لا يحسن الظن بالرب ويقيم على المعاصي لا



يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح، مع التوبة، مع الجد في الخير



أما إحسان الظن بالله مع الإقدام على المعاصي



والإصرار عليها فهذا غرور لا يجوز، لكن يحسن ظنه بربه أنه يقبل توبته



وأنه يعفو عنه ويجتهد في أسباب العفو



من الصدقة والرحمة بالفقراء, وكثرة الاستغفار، التوبة والندم والإقلاع, كثرة الأعمال



الصالحات مع حسن الظن بالله، يحسن ظنه أن الله يقبلها وأنه لا يردها -سبحانه وتعالى-.



أختي المسلمه
=============
=========



عودي إلى الله عوداً صادقاً ,حتى تنعمين برضاه ,وتسعدين برؤية وجهه الكريم.



اللهم أرنا الحق حقاً وإرزقنا إتباعه ,وأرنا الباطل باطلاً وإرزقنا إجتنابه.