كوبونات الراقية تسجيل الدخول

عبق الاكوان

التسلط الأنثوي

الأسرة والمجتمع •


التسلُّط الأنثوي.. نساء يقهرن الرجال
التسلُّط الأنثوي.. نساء يقهرن الرجال

هي الكل في الكل.. وكلمتها هي المسموعة في البيت.. هي التي تختار لي اصدقائي.. وهي التي تحدد متى والى أين اذهب ومتى أعود فاصبحت كأي قطعة أثاث تحركها متى شاءت.. حتى ضقت ذرعا بهذه الحياة واصبحت اندب حظي العاثر الذي اوقعني في حبائلها؟!. تلك صورة للمرأة المتسلطة يرسمها (ع.ع) الذي كان يعتقد ان زواجه من هذه المرأة سيحيل حياته الى «جنة» ولم يكن يدر بخلده لحظة ان حياته معها ستصبح جحيما لا يطاق.ما الذي يؤدي الى هذا التسلط الانثوي الذي يتناقض وطبيعة الانثى كمخلوق ضعيف.. هل هو لضعف في شخصية الرجل أو اختلالات في اساليب التربية واضطرابات الطفولة، ام يعود ذلك الى غريزة كامنة في بعض الزوجات تنزع بهن الى التملك بما في ذلك الازواج؟!.
«عكـاظ» ناقشت القضية مع بعض الازواج الذين يعانون من تسلط زوجاتهم، وفي المقابل استمعت الى زوجات يعانين الامرين مع ضعف الازواج وآراء البعض حول هذه القضية التي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات!.
قبل استعراض هذه الآراء، يؤكد واقع الحياة الزوجية وجود نوع من الزوجات المتسلطات اللائي يمارسن ابشع انواع القهر على ازواجهن مما تحول معه بعض الازواج الى دمى تحركها الزوجات في كل اتجاه ومسخ مشوه لمعاني القوة والرجولة لدى صنف من «اشباه الرجال» ابتليت بهن بعض النساء.
ويزخر واقع الحياة الزوجية بالعديد من الامثلة والمشاهد للغة التسلط حيث تؤكد الاعترافات التالية التي يدلي بها بعض الازواج الذين ضعفت ارادتهم امام زوجاتهم، وجود نساء متسلطات ورجال قد اسلموا قيادهم لزوجاتهم فالغين رجولتهم واستولين على اموالهم بل ان بعض هؤلاء النساء المتسلطات قد ذهبن الى ابعد من ذلك عندما امرن ازواجهن بقطع صلاتهم بامهاتهم وابائهم وحتى اصدقائهم وزملائهم في محيط العمل.
زوج مسلوب الإرادة
مثل هذا الزوج المسلوب الارادة لا يقوى على فراق زوجته فهو مثل البائس الفقير الذي لا يملك شيئا من حطام الدنيا كما ان راتبه قليل لا يمكنه من الارتباط بزوجة اخرى فيظل يعيش وفقا لهوى زوجته فهي التي تدبر وهي التي تخطط كل أمر في شؤون حياتهما الزوجية.
تمنعه زيارة أمه
يروي (سعد .ش) احد الازواج مأساته مع هذه الزوجة الظالمة قائلا: هي تعمل براتب وفي نهاية كل شهر تأخذ هذا الراتب وتسلمه لأمها فهي تحب امها كثيرا بينما تمنعني انا من الذهاب الى امي الطاعنة في السن بل تحاسبني عندما اذهب الى زيارتها أو تأتي الى منزلنا ورغم هذا الظلم الواضح لا املك الا الرضوخ لها والاستسلام لقراراتها.
الزوج الاضحوكة
وليست قصة «مفرح.ص» بأقل مأساوية من السابق فهاهي زوجته تحكم سيطرتها عليه وتحاصره بالاسئلة: ما إن تزوجنا حتى وجدت نفسي تحت سيطرتها فهي دائمة السؤال عني بين اهلي واصدقائي وتحاصرني بأسئلتها العجيبة: أين كنت ومع من ذهبت واذهب مع فلان.. واترك فلان حتى اصبحت اضحوكة بين زملائي وسئمت حياتي معها.
تأخذ راتبه
ويضعنا سعد عبدالعزيز مباشرة امام تجربته القاسية مع زوجته المتسلطة.. استمعوا اليه يقول: «تصوروا هي تقوم بأخذ راتبي في نهاية كل شهر وتتولى الصرف على المنزل واذا ما احتجت لبعض المال تمطرني باسئلتها السخيفة.. ماذا تريد بالفلوس.. وماذا ينقصك.. وان هي جاءت واعطتني فليس اكثر من ثمن الوقود او تغيير زيت السيارة حتى اصبحت مثار تندر بين زملائي خاصة عندما يقومون بتفتيشي فلا يعثرون على ريال واحد في جيوبي.
تريده ملكا خاصا بها
ويقول (شعلان. ع) ان زوجته تريده لها بالكامل بحيث لا احد يشاركها فيه في صورة من صور الانانية المفرطة والتملك الزائد عن حده الى درجة انها تأمره بقطع صلته باهله واصدقائه! يقول في وصف حياته معها «لقد كرهتها واصبحت حياتي معها مؤلمة وقاسية».
وكذلك يصف الزوج (سعيد ش) ان حياته مع زوجته المتسلطة قد اصبحت جحيما لا يطاق فزوجته كما يصفها من ذلك النوع من النساء اللائي يحشرن انوفهن في كل شيء حتى الاشياء التي لا تعنيهن بكثير.
خاتم في اصبعها
ويروي الزوج سالم على انه تزوج قبل 10 سنوات من امرأة لبسته خاتما في اصبعها إلا انه لم يقبل بهذا الوضع فتركها غير نادم عليها لإمرأة اخرى كانت خير معين له في رعاية شؤونه الخاصة وشؤون اطفاله بينما ذهبت الاولى الى اهلها ذليلة منكسرة وقد ندمت اشد الندم على تفريطها فيه!!.
وهذه زوجة متسلطة اخرى احكمت قبضتها على زوجها الى درجة انه اصبح مسلوب الارادة امام جبروتها حتى امواله لا يملك حق التصرف فيها!.
زوج ضعيف الشخصية
في المقابل ومثالا لهذا الضعف في بعض الازواج والذي يدفع المرأة للتسلط تروي عائشة، ص: تزوجته منذ سنوات فقد كان من «الجماعة» ومنذ الليلة الاولى لزواجنا اكتشفت انه ضعيف الشخصية فاصبحت الآمرة الناهية في البيت!.
تزوجته وسرعان ما وجدته رجلا ليست له كلمة واذا به يعتمد عليّ اعتمادا كليا في كل شيء في حياتنا لقد اصبحت الرجل والمرأة في آن واحد وهذا قدري.
والى ذلك تعلق الزوجة «منى الشهري» انها تزوجت رجلا كانت تتمنى ان تجد فيه كل صفات الرجولة فتقول: ولكن خاب ظني فيه فهو رجل ضعيف الشخصية لا يستطيع ان يحرك ساكنا فكل شيء يشركني فيه الى درجة انه يقوم بالاتصال بي لأتفه الامور وابلاغي بكل صغيرة وكبيرة في مجال عمله.. لقد اصبت بالذهول من تصرفاته وصدقوني انني امقت هذا الصنف من الرجال عديمي الشخصية فالمرأة تحب الرجل ذا الشخصية القوية غير المهزوزة وتحب ان تكون كلمته لا كلمتها هي السائدة في المنزل ولكن هذه الصفة لم اجدها في زوجي ولكن ماذا افعل؟ انه قدري.
وتروي الشابة (فوزية. ع) انها تزوجت من شاب لا يعرف من الحياة الزوجية سوى الانجاب فقط لا يثق في اسرته واقاربه بل يشتمهم احيانا حتى انها كرهتهم بسبب ما كان يقوله عنهم وذات يوم طلب منها ان تذهب لزيارتهم وان تحترمهم فقابلت طلبه بالاستخفاف حيث احست انه رجل مزدوج الشخصية واصبحت لا تطيقه.
وتروي (سارة. م) انها تزوجت رجلا ليس من اهلها وشاءت الاقدار ان تنجب منه عددا من الاطفال واكثر ما يقلقها فيه ان شخصيته مهزوزة وضعيف الثقة في نفسه مما جعلها تتصرف كانها الرجل في البيت وسبب لها كثيرا من الاحراج امام اهلها.. وتقول ملخصة آلامها: لقد كرهت الحياة الزوجية مع هذا الرجل.
ويبدو هذا الوضع مستغربا جدا لدى الشاب محمد العمري بل هو مستنكر اشد الاستنكار مؤكدا ان الحياة الزوجية لا تستقيم الا بكثير من الحب والتفاهم بين الزوجين.
ويرى ان ظاهرة تسلط الزوجات الآخذة في الانتشار في السنوات الاخيرة قد تعود الى رغبة المرأة في اثبات وجودها وان ذلك لايتاتى للبعض الا بفرض سيطرتهن التامة على ازواجهن ويرى ان السبب في ظهور تسلط الزوجات عائد بالدرجة الاولى لضعف شخصية بعض الازواج مما ادى الى احكام قبضة الزوجة على زوجها والتحكم في حياته وتسيير دفة المنزل!
اما العم احمد القحطاني «75 سنة» فلايرى في الظاهرة سوى مجرد اختلاف في المفاهيم السائدة الان وبين ما كان في حياة الاباء والاجداد وان لكل زمان رجاله وهو على عكس ما كان سائدا من قبل!
ولكن ما الذي يدفع بهؤلاء الزوجات الى ممارسة بعض التسلط على ازواجهن؟ هل العيب في الزوج ام في الزوجة نفسها؟
لمعرفة وجهة النظر الاخرى سألنا عددا من النساء حول ما يثار عن تسلط الزوجات حيث ذكرت «عائشة الشهري» ان تسلط الزوجة يفقد المرأة انوثتها فكل امرأة تحلم بزوج قوي الشخصية تحس الى جواره بالامن والاستقرار ولكن عندما تفتقد المرأة هذا الرجل تشعر بالفراغ وتتعرض الاسرة للانهيار والتفكك فيما ترى ان تسلط بعض الزوجات موضوع يحتاج الى تعقل ومراجعة من قبل النساء.
اما رأي الاستاذة «نادية الفواز» كاتبة صحفية واديبة حول هذا الموضوع فهي تنظر باحتقار للرجل الذي تتحكم فيه زوجته فالمرأة تحتاج الى رجل قوي الشخصية يكون امر القوامة بيده كما ارادها الله تعالى في قوله «الرجال قوامون على النساء».
عبدالله محمد الحميد مدير فرع الشؤون الاسلامية بمنطقة عسير وامام وخطيب مسجد الملك فهد وعضو نادي ابها الادبي يعزو تسلط الزوجات الى انتماء بعض الزوجات الى اسر ذات جاه وثراء تفوق المكانة الاجتماعية للاسرة التي ينتمي اليها الزوج.
وارتباط الزوجة بوظيفة وراتب يساعدها في تغطية نفقاتها الخاصة ومتطلبات الاسرة وحول بعض الزوجات على راتب يكون اعلى من راتب الزوج والخوف الدائم من انهيار الحياة الزوجية وتفكك الاسرة وضياع الاطفال.
ويرجع الدكتور محمد ظافر «اخصائي امراض نفسية» اسباب هذا التسلط الى شخصية الزوج الاتكالية التي تبحث دائما عن شخص اخر تعتمد عليه فيجد ذلك في المرأة المتسلطة ذات الشخصية القوية والمؤثرة فيرجع اليها في كل صغيرة وكبيرة من حياته خاصة اذا كانت هذه الزوجة تتمع بذكاء اعلى من ذكائه.
تسلط يجافي الفطرة
في تفسير لهذه الظاهرة يؤكد الدكتور عبدالله حامد عسيري ان السعادة الزوجية تقوم على المودة والتفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجين بالاضافة الى قيام الزوج بدوره الطبيعي في رعاية شؤون الاسرة باعتباره رب الاسرة وموجها ومما لاشك فيه ان قيام بعض الزوجات بالتسلط على ازواجهن يؤدي الى تفكك الاسرة والى كثير من حالات الطلاق التي نسمع بها في حياتنا كما مما لاشك فيه ايضا ان رضوخ هؤلاء الازواج لزوجاتهم قد يكون لاسباب خارجية عن ارادتهم نظرا لان القوامة كما هو معروف بيد الازواج وليس الزوجات.
ومن وجهة النظر الدينية يرى ان تسلط الزوجات امر معيب منهن ينم عن الاثرة وحب الذات والانانية مع ان الوضع الطبيعي الذي نصت عليه الشريعة هو جعل القوامة على النساء للرجال ويخشى ان يكون اي اخلال بهذا المبدأ دخيلا على مجتمعنا لانه يتعارض مع الفطرة التي تجعل الرجل مسؤولا عن رعيته.
ويضيف معلقا على هذا الصنف من الرجال الذين اسلموا قيادهم لزوجاتهم انه يبدو ان هؤلاء الرجال بلغوا من الضعف درجة :icon33:حتى الزوج منهم يجعل من امراته سكرتيرا خاصا او مديرا عاما لشؤون البيت يحكي لها كل ما يحدث له من مفارقات طريفة او غير طريفة مما يقلب الوضع رأسا على عقب ولا شك ان المرأة التي تفرض سيطرتها على زوجها تكـــون في واقــع الامر غير سعيدة لان هذا التسلط يجافي الفطرة ويتناقض مع تكوينها الانثوي .:27:
0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️