التشائم ..!!

هو الطاقة السلبية التي تجذب أخرى تشابهها كماً وكيفاً.
يقول: الدكتور صلاح الراشد
العالية للعالية والنازلة للنازلة فأحتفظ بذبذبات عالية إيجابية .
صاحبتي هذه حالها عجيب !!
فهي من هذا الطراز المتشائم ! فهي تنظر إلى المشكلة وتدور في فلكها !

مع إلقاء النصائح الجوفاء التي تكون تقريع ..! أقرب من كونها نصيحة!هكذا أرى أنا !!

ما وقع معي هذا اليوم !!
كنت أقرأ في ردهة من ردهات مقر عملي وهذا المكان الذي خصصنا لاحتساء القهوة العربية اللذيذة ! في بداية يوم العمل . التي نتناوب نحن في إحضارها .
الشاهد : أقول :أتت صاحبتي هذه التي تمتلك الطاقة السلبية بالفطرة !! للمكان و لسؤ طالعي لم يكن إلا أنا !! فجالت بنظرها في الغرفة ورأت أقداح القهوة التي استخدمنا قبل أن تأتي تلك الفاضلة لترى ما فضلا من القهوة .!!
فقالت: قبل أن تستوي جالسة ً هل أتيتم على القهوة بكاملها ولم يبقى لي شيء ؟؟!!
فرفعت نظري من كتابي وأخبرتها بالنفي طبعاً وقطعاً!!
وقلت :غاليتي تمهلي قليلاً فقد صُنعا أخرى تفوقها طعماً وجوده بعد قدوم تلك المشرفة ... سكتت قليل وعدت لقرأت كتابي !! ظنت أن الأمر انتهى .. ولكن هيهات فهي لا ترى إلا النصف الفارغ من القهوة !
فرفعت صوتها عالياً مزمجراً .. تحسرا وتألماً ..!! فظننت أنه تعاني أمراً ماء أو تمر بضائقة لا أدري ما كنهها !!!
فقلت: ما دهاكِ ما الخطب ..
قالت: على قهوة الزعفران التي صنعتها{أم راكان} التي حرمتموني منها.

قفلت :هدئي من روعك فهذه القهوة هي من قد حضرها أيضاء!!
بطريقتها الزعفرانية المعهودة .!!
قالت: لا ..لا .. تلك تختلف فهي قد كانت تصبُ الزعفران فيها صبا و تعبئه عباً.!!



ثم أعود لقرأت كتابي بعد هذا الفاصل العدائي !! فإذا ما انطلقت أحلقُ في السماء عالياً وأجاور بنات نعش .. حتى تجر هي نعش السعادة إلى مثواه الأخير وتهوي بي لعالمها السحيق الممعن في السلبية سبيا وقصراً و_الله_ ..
قائلتنا:لا..لا ..ليست بالجيدة أطلاقاً ..ما هذا ثم ..تتحدث كثيراُ بكلام وطلاسم لا أستطيع فكها ولا تخليصها منها..وتقول : وهي تجمع الأقداح التي تناولنا بها القهوة كم أمقت ألوان أقلام الروج التي طبعت عليها !!وتعتبُ علي وعلى زميلاتي في ذلك وترى أنهن لابد وأن يقمنا بمسحها بمحارم بعد الانتهاء
قلت : وعلى مضض وحالة من اليأس ..ليكن ..حتما لازماً سأخبرهن وأكون في طلائعهن ..أتريدين غير ذلك .؟ قالت: ..لا لا ..!

ثم عدت أدراجي إلى كتابي على خوفاً وفي حالة ترقباً من المقاطعة القادمة .!!
فقامت وهي تُتمتم بكلمات.. تذمر وشكوى ورفض لهذه الحياة !!
فحملت الأقداح لتضعها على المنضدة خارج الغرفة وهي تتحدث وتتحدث وتتحدث!!وما أن خرجت حتى سمعت دوياً قويً ..يخبر بنهاية هذا الأقداح فهي شهيدة السلبية وشاهدتنا عليها ...!!