التشخيص المبكر للسرطان وأنجع وسائل علاجه

ضمن سلسلة لقاءات قام بها موقع بكرا مع أطباء مختصين في الأورام السرطانية وعلاجها، كان لنا لقاء مع د. عبد اغبارية، أخصائي أورام سرطانية في مستشفى رمبام حيث كان لنا معه اللقاء التالي:

كيف يتم تشخيص مرض السرطان وأهمية الكشف المبكر للمرض؟

د. اغبارية: في البداية يجب أن نفهم أن "السرطان" هو عدة أمراض وليس مرضا واحدا، الذي هو عبارة عن كيس مليء بالأمراض، وكل مرض يختلف عن الآخر،من ناحية تشخيصه ومعالجته في المستقبل، عملياً وبشكل نظري كل عضو في جسم الإنسان يستطيع أن يطور سرطانا خاصا به على سبيل المثال: سرطان الثدي، الكبد، الرئتين وغيرها من الأمراض السرطانية .

أكثر أربعة أمراض سرطان منتشرة في مجتمعنا، سرطان الثدي عند السيدات في المرتبة الأولى، الأمعاء الغليظة،سرطان الرئتين وسرطان البروتستات المنتشر لدى الرجال، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطانات التي تتكون في أنحاء الجسم.

تشخيص المرض عملياً يختلف من عضو لآخر في جسم الإنسان،بشكل عام نحاول ان نعمل تشخيصا مسبقا للسرطان حسب كل عضو في جسم الإنسان، فإذا كانت الحالة التي أمامنا من ضمن مجموعة الخطر! مثل المدخنين فهم من ضمن هذه المجموعة حيث نسبة الإصابة لديهم بسرطان الرئتين كبيرة، بالنسبة لسرطان الثدي والأمعاء،ففي بعض الحالات يكون شخص او اكثر مصابون بنفس المرض في العائلة وهكذا يتم مراقبتهم ومتابعتهم عن قرب .

الاكتشاف المبكر للمرض.

الهدف من الاكتشاف المبكر للمرض، تكون في هذه الحالة إمكانيات الشفاء عالية جدا حيث يكون المرض متواجد بشكل موضعي وغير منتشر في الجسم .

بشكل عام في داخل البلاد، يوجد تعليمات توصي بعمل فحص عام يعرف بفحص مسح كلي للجسم، حيث نوصي بفحص " מומגרם " أي فحص أشعة للثدي، عند المرأة لكل النساء فوق الخمسين عاماً، واليوم نعمل على توصية لبدء الفحص من جيل اصغر لأهمية الفحص، إضافة إلى إننا نوصي بإجراء فحص دم لكل شخص فوق عمر الخمسين، وهو الفحص الخاص بسرطان الأمعاء الغليظة.

اكتـــــشــاف وتشخيص المرض.

يكون اكتشاف المرض حسب العضو الموجود فيه، مثلاً: في حالة شعور المريض في ضيق نفس، السُعال المتكرر، إخراج بلغم ممزوج بالدم فهذه الأعراض تشير إلى المرحلة الأولى من الإصابة في مرض سرطان الرئتين، وفي المراحل المتقدمة من المرض وانتشاره يصل الأمر إلى أوجاع في العظام، بينما إذا شعر المريض أوجاعا حادة في البطن يشير إلى إمكانية الإصابة في الكبد،بينما الإصابة في سرطان الثدي تكون أعراضها وجود كتلة في الصدر او تغير بشكل الثدي وممكن اكتشاف المرض عبر إجراء المرأة فحص روتيني لفحص أشعة الثدي. وفي حالة الإصابة في سرطان الأمعاء تكون عوارض المرض، أوجاع في البطن، تغير عادات في إخراج الفضلات من الجسم بين إسهال وإمساك في المعدة ، خروج الدماء عند التبرز وفقدان الشهية مما يؤدي إلى هبوط في الوزن.

الإصابة بالمرض رغم إجراء الفحوصات الروتينية اللازمة.

لا يوجد فحص واحد ووحيد يكشف المرض بنسبة 100%، ويؤكد ان هذا الشخص مصاب في السرطان، لذلك عندما نريد تشخيص حالة مرضية نحن بحاجة لمراقبة الوضع الصحي للشخص، لإجراء فحص للبراز، وتغيرات في لونه.

ومن ثم إجراء فحوصات مخبرية للدم، والانتباه اذا كان لديه نقص في الدم، حيث يخضع الشخص الى فحص معروف باسم " علامات" وهذا الفحص يشير الى وجود سرطان مثل تغيرات في جسمه .

خضوع الشخص الى صور " سي تي" ، وصور أشعة عبر المنظار،لتصوير الأمعاء الغليظة، ، الذي يعتبر فحصاpet/ctاليوم يوجد تقدم في إعطاء الفحوصات عبر فحص يعرف باسم حكيما جداً، وهذا الفحص عبارة عن دمج بين الفحصين،في البداية يخضع الشخص لفحصct"
عادي، الذي يعطينا شكل الجسم بشكل العادي، بينما فحص الـ Pet، يكون عبارة عن غلوكوز، أو "سكر" حيث نقوم بإضافة مادة مشعة على السكر ومن خلال خبرتنا نعرف ان الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة ولذلك تحتاج الى السكر، ومن هنا نجد ان المادة المشعة يتكاثر عليها الخلايا السرطانية وبهذا نعرف اين تكون الكتلة السرطانية في داخل الجسم، وهذه المادة نستطيع مشاهدته عبر كاميرا خاصة تظهر العضو المصاب والكتلة السرطانية المتواجدة عليه.

لهذا لا يوجد فحص واحد يعطينا نسبة دقيقة لتواجد المرض ومكانه، نسبة الاكتشاف حوالي 90% من بعد الفحوصات ،يوجد عدة حالات لا نستطيع من خلالها تحديد مكان الكتلة السرطانية، وتبقى نسبة 5% من حالات السرطان من مصدر غير معروف.

ما هو عدد أنواع العلاجات السرطانية؟

تعددت أنواع العلاجات الطبية لمرض السرطان، والطب على قدم وساق نحو التطور ويساعد في إطالة عمر المريض. لكل حالة يوجد أفضلية للعلاج الذي يناسبها نبدأ من :

استئصال الورم السرطاني: أفضل علاج للمريض هو استئصال الكتلة السرطانية من العضو المصاب، عبر إجراء عملية جراحية للمريض، حيث تكون نسبة الشفاء من بعد ذلك عالية.

العلاج الكيماوي: هو علاج يعمل على خلايا تتقسم بسرعة وسريعة الانتشار، ومن أعراض هذا العلاج، تساقط شعر المريض، ضعف في الجسم، تقيؤ، إسهال، ظهور علامات المرض على وجه المعالج بالإضافة إلى أن العلاج يؤثر على فحوصات دم المريض، حيث يحصل لديه هبوط في مستوى كريات الدم البيضاء أو الحمراء.

العلاج بالأشعة: هو علاج موضعي، يوجه فوق المنطقة المصابة بالمرض،يشبه الضربات الكهربائية، أعراضه الجانبية يكون احمرار في المنطقة التي يصوب عليها الاشعة، والمنطقة المحيطة به، فمثلا إذا كانت الإصابة في الرئتين إضافة إلى احمرار الجلد فتكون الأعراض الشعور بضيق النفس، وإصابة جزء من القلب وصعوبة في البلع في حالة تعرض المريء للأشعة.

العلاج في الهرمونات: يستخدم هذا العلاج في حال كان نوع السرطان ايجابي، أعراضه تشبه أعراض الدورة الشهرية، في الظهر والبطن، ارتفاع في درجة الحرارة، ارتفاع في الوزن وزيادة الشهية وهشاشة في العظام.

العلاج البيولوجي:

ان فعالية الانواع الجديدة من العلاجات البيولوجية مضافة الى العلاج الكيماوي، في نسبة الاستجابة لعلاج المراحل المتأخرة لسرطان الثدي والمعدة. هذا العلاج يساعد في ازدياد من متوسط عمر المصاب.

في البداية كنا نعتقد ان العلاج البيولوجي، أعراضه اقل، من العلاجات الأولى، لكن مع الخبرة ومرور الوقت، بدأ يتضح لنا أن لدى العلاج البيولوجي أعراض جانبية تميزها، وليست أقل من أعراض العلاج الكيماوي، على سبيل المثال: دواء "الامستين"، الذي نقدمه لمرضى سرطان الأمعاء الغليظة يوجد له أعراض جانبية خطيرة جداً، ممكن أن يسبب مشاكل في تخثر الدم، بالإضافة إلى سيلان الدم نفسه من الأمعاء ، مما يسبب مشاكل في ضغط الدم والكلى، لذلك كل نوع علاج لديه الأعراض الجانبية الخاصة به.

ما هو العلاج الأفضل من بينهم ؟

لا يوجد علاج أفضل من الآخر، الهدف من العلاجات التي نقدمها للمريض هي تحسين جودة حياته ، ومن ناحية أخرى المساعدة في المد من عمره.

العلاج يتعلق بوضع الحالة المصابة، نوع وتطور المرض وانتشاره في جسمه، معظم الحالات نلجأ لكل العلاجات التي تم طرحها أعلاه، مثلا: سيدة مصابة بسرطان ثدي موضعي، في البداية يجب أن تخضع السيدة إلى عملية جراحية لاستئصال المرض، ومن ثم تخضع للعلاج بالأشعة والهرمونات، وممكن أن تخضع إلى علاج بيولوجي لاحقاً.

بالإضافة إلى المرحلة العمرية للمريض، ووضعه الصحي العام، الاكتشاف المبكر للمرض، انتشاره في الجسم،

هل تختلف عملية تناول العلاج الكيماوي من الوريد أو من منطقة الصدر؟

يوجد عدة طرق من خلالها يصل العلاج للجسم،لكن المهم في الأمر، أن يصل الدواء للجسم، من ناحية العلاج البيولوجي والكيماوي، أو عن طريق الدم مباشرة، الشرب، أو من خلال الفم، يختلف كيفية إيصال جرعة الدواء للجسم، فالدواء يصل للجسم أما عن طريق الشرب وفي المعظم الغالب تكون العلاجات الكيماوية المتواجدة اليوم عن طريق الدم، وهذا ما يجبر المريض في زيارة العيادة أو المستشفى لتلقي العلاج، ويعود للبيت من بعد ذلك.

بالنسبة لتناول جرعة الدواء عن طريق الصدر، تكون في حالة عدم تميز مكان الوريد في اليد، فيلجأ الطبيب إلى إجراء عملية بسيطة في الصدر، يتم من خلالها وصل انبوب الذي ينقل الدواء إلى الأوعية الدموية في الجسم.

هل العلاج بالأعشاب هو بديل للعلاج الطبي؟

أريد أن أوضح أمراً هاماً أوصي به المرضى الذي أشرف على علاجهم، في عدم تعاطي أي نوع دواء غير الذي أقوم بالتوصية عليه، في حال تم استخدام دواء من غير توصية طبية أو التداوي في الأعشاب ممكن ان يؤثر الأمر على صحة المريض، نحن نجهل أي تفاعل ممكن أن يحدث داخل جسم المريض، الدواء الذي يتعاطاه المريض يخرج من جسم الإنسان إما عن طريق التبول أو عن طريق التبرز، وهذا يعني انه يمر عن طريق الكبد أو عن طريق الكلى، وهذا ممكن أن يؤدي إلى تفاعلات داخلهم أو تعطيل خروج المواد الكيماوية من الجسم، مما يؤدي إلى إمكانية تسمم الجسم عند عدم خروج المواد من الجسم، إضافة إلى وجود احتمال في خروج المواد الكيماوية من الجسم بشكل سريع ينتج عنه عدم استفادة الجسم من العلاج الكيماوي. بشكل مطلق ممنوع تعاطي المريض أي نوع علاج غير الذي يقدمه له الطبيب .

هل نتيجة العلاج مضمونة؟

بشكل عام لا يوجد في الطب علاج مضمون 100%، وعلى الأخص علاج مرض السرطان، لكن هذا لا ينفي انه يوجد نسبة علاجات عالية وتحسن ملحوظ للمريض ولعملية العلاج.

ما هي النصيحة التي تقوم بتقديمها للمصابين في المرض؟

عملياً، مجال الطب تطور وتوسع، في كيفية تشخيص المرض ومعالجته، ولذلك في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ أن مرضى السرطان يعيشون فترة زمنية أطول وعمر مريض السرطان يطول مقارنة مع مصابين في المرض في سنوات سابقة، عمر مريض السرطان يطول بسبب التطورات الطبية والأدوية الجديدة ومسكنات الم والأوجاع، التي تساهم في تحسين وضع المريض،حيث تعطي أملا جديدا في مساعدة المرضى، إضافة إلى الآلات الطبية الحديثة التي تساعد في الاكتشاف المبكر للمرض.

منقول للفائده
ارجو الدعاء لوالدي بالشفاء العاجل وجميع مرضى المسلمين