لا شك أن تأثير الشياطين على من يعاني من أمراض روحية سواء كانت حسدا أو سحرا وعينا أو عشقا ، يكون اقوى وخاصة وإن الإنسان المقترن به شيطان قد تصدر منه تصرفات متناقضة ، فحيناً تراه يتصرف بطباعه الإنسانية العادية، ترى منه سلوكيات العاقل ، وعندما يشتد أذى الشيطان عليه ووسوسته قد يُدفع لتصرفات تتناقض تماماً مع شخصيته (وخاصة عندما يخلو بنفسه) تتغير طباعه وأفعاله وأقواله وتصرفاته ,وتتوقف درجة ظهور أعراض المس على الإنسان في اليقظة على قوة إيمانه وحسن توكله على الله وعلى سبب الإصابة الروحية التي تعرض لها وعلى طبيعة الشيطان ومكانه في الجسد ، فلو كان الإنسان قوي الإيمان صادق التوكل على الله فإن الشيطان يكون ضعيفا عاجزا لا يستطيع أن يتصرف في عقل وقلب هذا المؤمن بسهولة فإن الشيطان (ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، وفي هذه الحالة ربما تكون أعراض الإصابة الروحية غير واضحة ، لكن من يكون توكله على الله وإيمانه ضعيف فالشيطان يتمكن منه، والبعض يكون عقله حاضرا لكن بسبب تحريض الشيطان ووسوسته المستمرة يجد أن إرادته مسلوبة، فنجده يلبي رغباته وهوى نفسه ويوافق الشيطان دون معرفة الأسباب التي قد يكون مردها تأثير الحسد والسحر والعين والعشق، وقد يكون الإنسان مصاباً بمس من الجن ولكن الجني لا يؤذيه أو أنه مسيطر على عقله بحيث أنه يوهمه أن ما يصيبه من نفور وضيق أو غيرها من المتاعب النفسية والبدنية ما هي إلا عوارض تحصل لكل إنسان بسبب متاعب الحياة ومشاكلها ، فالخلاصة التي نريد التوصل إليها أن قوة الأيمان مع التوكل على الله تمنع الإنسان من الوقوع في الذنوب والمعاصي وخاصة المحرمات مهما كانت قوة الإصابة، قال تعالى " الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " النحل – 42، ومهما كان تحريض الشيطان ومهما كانت إصابته بالأمراض الروحية قال تعالى : (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) سورة آل عمران آيه 120
قال صلى الله عليه و سلم "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء "
ومن أدلة الصبر على الأمراض الروحية: عن عطاء بن أبي رباح يقول: قال لي ابن عباس : أتحب أن أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : نعم، قال : تلك المرأة السوداء – مقاييس الدنيا ومقاييس الجنة مختلفة - أتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: له يا رسول الله إني أصرع - أي تصاب بالصرع - وإني أتكشف فأدعو الله لي أن يعافيني، فقال لها النبي : إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة فقالت : أصبر يا رسول الله، ولكني يا رسول الله أتكشف فأدعو الله ألا أتكشف، فدعا لها النبي فكانت تصرع ولا تتكشف، وهي من أهل الجنة، فثمن الجنة غالي ويحتاج لجهاد ومشقة .. ونحن لها بإذن الله
المشرف على الموقع
سلطان بن محمد الصالح
منقول من موقع الحياه للرقيه الشرعيه
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
هذا الكــلام حنا بحـاجته الله يعطيك العافيه ويشفي كل مريض ومبتلى من المسلميــــــــن’,.