التعجيل بالخير
أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة , وتأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى , ولا للاغترار حد .
فكلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار وطال الأمل .
وأي موعظة أبلغ من أن ترى ديار الأقران وأحوال الإخوان وقبور المحبوبين .فتعلم أنك بعد أيام مثلهم , ثم لايقع انتباه حتى ينتبه الغير بك , هذا والله شأن الحمقى .
حاشا من له عقل أن يسلك هذا المسلك .
بلى والله أن العاقل ليبادر السلامة , فيدخر من زمانها للزمن , ويتزود عند المقدرة على الزاد لوقت العسرة.
خصوصاَ لمن قد علم أن مراتب الآخرة إنما تعلو بمقدار علو العلم لها , وأن التدارك بعد الفوت لايمكن .
وقدًر , أن العاصي عفى عنه , أينال مراتب العمال ؟ومن أجال على خاطره ذكر الجنة التي لاموت فيها ولامرض ولا نوم ولاغم , بل لذُتها متصلة من غير انقطاع , وزيادتها على قدر زيادة الجد هنا انتهب هذا الزمان فلم ينم إلا ضرورة , ولم يغفل عن عمارة لحظة .
ومن رأى أن ذنباَ قد مضت لذته وبقيت آفاته دائمة كفاه ذلك زاجراَ عن مثله , خصوصاَ الذنوب التي تتصل آثارها مثل أن يزني بذات زوج , فتحمل منه فتلحق بالزوج فيمنع الميراث أهله ويأخذه من ليس من أهله , وتتغير الأنساب والفرش , ويتصل ذلك أبداَ , وكله شؤم لحظة
فنسأل الله عزوجل توفيقاَ يلهم الرشاد , ويمنع الفساد إنه قريب مجيب .
من كتاب صيد الخاطر ( بن الجوزي )
* أم البراء* @am_albraaa_13
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
طفشت مره
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة