سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

التعدد ليس حلاً للعنوسـة؟!

الأسرة والمجتمع

يصر الكثير من الرجال على وضع حجج سامية، ومقاصد نبيلة لتبرير نواياهم ورغباتهم في التزوج مرة أخرى، وحجتهم المتكررة هي المساعدة والقضاء على مشكلة العنوسة، التي يعاني منها مجتمعهم، ولو كان ذلك فعلاً المقصد الحقيقي للرجال في التعدد، لما وجدنا نساء فوق الخامسة والثلاثين ينتظرن في بيوت اهلهن ولما وجدنا زوجات (ثانيات) سنهن تقل عن الخامسة والعشرين وما اكثرهن!!
ولنعد إلى مشكلة العنوسة والاسباب الحقيقية وراءها، فهل سببها هو قلة الرجال، أم عدم تناسب أعداد النساء واعمارهن مع اعمار الرجال؟
الإحصائيات وتعداد السكان كلها تشير إلى تفوق واضح وكبير في اعداد النساء، وإن كان هنالك من يشكك في دقة مثل هذه الاحصائيات، بسبب حرص فئة جاهلة من الناس على عدم ذكر عدد الاناث، او اسمائهن ممن يعولون تحت ستار العيب والحرمة، فهؤلاء قلة واثرهم يظل محدودا على صحة الدراسات والتعداد، خصوصا في عصر الكمبيوتر والسجلات. ولو دققنا اكثر في نهج ومفهوم الكثيرين منا في الزواج ومبدئه لوجدنا ان ذلك هو السبب الرئيسي في تأخر الزواج لدى النساء والرجال ايضا.
فوجود بعض المعايير المختلة في مجتمعنا لاختيار الزوجة المناسبة، يعد احد الاسباب والتي من اهمها، التفاوت الكبير بين سن الزوج وزوجته، فابن الثلاثين يطلب ويسعى للزواج من ابنة السابعة عشرة، وصاحب الاربعين يفكر بذات العشرين دون اي تقدير او تحسب للاختلافات الكثيرة التي قد ينشأ عنها مثل هذا الزواج.
والدراسات الاجتماعية الحديثة تشير الى أن التناسب في الأعمار بين الزوجين يعد أحد أهم العناصر للنجاح، وانه من الافضل أن لا يزيد الفارق العمري بين الزوجين عن الخمس سنوات، ليتحقق التفاهم والانسجام في الاسرة.
واذا كان كل رجل يشترط او يفضل ان تكون زوجته تصغره بعشرة اعوام او اكثر فمعنى هذا ان النسب ستختل، وهذا يبرر تأخر البعض عن الزواج، لانحساره في حقبة زمنية محددة تتراوح بين السابعة عشرة والخامسة والعشرين. كما انه يؤدي الى ارتفاع نسبة المطلقات في سن العشرين وتحولها لظاهرة ملحوظة في السنوات الاخيرة.
ومن الاسباب المؤدية لتأخر الزواج، تعذر او قصور قنوات التوصيل والتعارف المشروعة بين الرجل والمرأة، ففي السابق كان الرجل يحصر تفكيره واختياره لزوجة المستقبل على فتيات قريته او بنات الجيران، ان لم يجد من تناسبه من قرابته او بنات عمومته او اخواله، وهؤلاء من السهل التعرف عليهن واختيارهن من قبل الاهل في مجتمع قروي يتسم بالبساطة والوضوح. اما الآن ومع اتساع المدن وكثرة وتنوع ساكنيها وتشعبها، ورغبة الرجال والنساء على حد سواء في التعرف والانتقال إلى مجتمعات اخرى، بعيداً عن محيط الأسرة والمعارف. اصبح من العسير على الرجل تحديد هدفه واختيار الفتاة المناسبة له، في مجتمعنا التقليدي المحافظ، واذا كانت بعض الاسر في السابق ولا تزال تعتمد على (الخطّابه) للتعريف والدلالة على وجود بنات مناسبات للزواج في هذا البيت أو ذاك، فإن عملها الآن يعتبر بدائياً ومحدودا في مجتمع يزداد حجما وتعقيداً مع تقدم الايام وتعدد وسائل الحضارة ولعل انسب الحلول وافضلها لتعويض وتطوير دور الخطابة، هو انشاء جمعيات رسمية يشرف عليها اناس اكفاء وامناء، بهواتف ارقام ثابتة ومعلنة، للقيام بدور الوسيط الامين، فتحفظ رغبات ومواصفات كل من هو في سن الزواج، يلجأ اليها من يحتاج اليها، اما بطلب البحث عن زوجة مناسبة او عن زوج مناسب وليس في ذلك اي عيب طالما انه سيراعي فيها الامانة والمصداقية والحرص ولكنها تتم عن طريق قنوات رسمية منظمة ومسؤولة. وذلك افضل من بقائها في ايدي افراد قد يستغلون حاجة الناس لجني المكاسب المادية وعمل صفقات مربحة.
ومن الأسباب الاخرى المهمة ايضا، هو عدم وعي الشباب والشابات وقلة ادراكهم للمفهوم الحقيقي والمقصد السامي من الزواج، والقائم على العشرة الحسنة والمودة والمشاركة اللذيذة لامور وشؤون الحياة المختلفة الحلوة منها والمرة.
فهنالك الكثير من الفتيات اللواتي يعلقن احلامهن وتحقيق آمالهن على الزوج المنتظر ويرين فيه المنقذ لهن والمعوض للكثير من نواقصهن، وما كن يفتقدنه من امور مادية في بيت الاهل، فيعشن على امل انتظار الشاب الوسيم والثري الذي يحقق رغباتهن ويدللهن بسخاء غير منقطع!!
وفي المقابل قد يضع الشباب مواصفات تفوق الخيال، لإنسانة يفترض بها ان تكون شريكتهم في حياتهم المقبلة وعونا لهم على مقتضياتها ومصاعبها. وهذه المواصفات قد تكون صعبة التحقيق، وربما تافهة تجعل من صاحبتها دمية بلهاء لا تستحق كل هذا البحث والانتظار. فالبحث عن الجمال والقوام الرشيق والغنج وخفة الدم والنسب الكريم امور مستحبة في زوجة المستقبل ولكن هل تراها تعوض عن رجاحة العقل، والخلق الرفيع والتربية الحسنة والاتزان؟!
فالعنوسة وتأخر الزواج مشكلة مقلقة لها اسباب عدة متراكمة تعود للكثير من عاداتنا وتقاليدنا المتصلبة والمغروسة في اسس مجتمعنا، وحلها لن يكون الا باتقائها قبل حدوثها والتغيير الجماعي في الكثير من مسبباتها.
فالزواج عرض وطلب ولكل عين نظرتها ولكل قلب مبتغاه وحاجته!!

د/شروق الفواز
منتدى الكتاب
الرياض
1
725

هذا الموضوع مغلق.

@فلونه@
@فلونه@
عزيزتي سيدة الوسط
لقد شدني الموضوع الذي كتبتيه عن العنوسه واسبابها الحقيقية
وما قامت بتحليله الدكتوره مقنع إلى حد ما
ولاكن هل سيقنع هذا الكلام من يفكر بالزواج مرة اخرى ؟؟؟ لا فمعظم الرجال في هذا الزمن يفكرون بالزواج مرة اخرى ليس لحل مشكلة العنوسه بل (عفوا)لإشباع رغباتهم