التغافر والتسامح..حصانة البيت المسلم
349129
قال رجل للعالم الزاهد التقي "إبن السماك" رحمه الله: "غداً نتعاتب"،
فردّ عليه قائلاً: "بل غداً نتغافر".
إن التغافر والتسامح من أهم الحصون الواقية للبيت المسلم من التصدع،
وبالتسامح نحافظ على ألفة القلوب التي هي من أجلّ نعم الله تبارك وتعالى على عباده.
قال تعالى ممتناً على عباده مخاطباً( رسول الله صلى الله عليه وسلم ):
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال/ 63).
وما أروع مواقفه (صلى الله عليه وسلم ) في التسامح مع زوجاته،
تلك المواقف التي إن فقهناها وعملنا بها لكفينا أنفسنا شر النكد والبؤس والشقاء!!
وما أجمل قول الشاعر في خلق التسامح:
سامح صديقك إن زلَّت به قدم ***** فليس يسلم إنسان من الزلل
وما أروع قول الإمام الشافعي يرحمه الله:
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ***** وفارق ولكن بالتي هي أحسن
إنك عندا تقرأ مفهوم "التسامح" قراءة نفسية؛ تدرك أن التسامح شعور إيجابي،
يشع تعاطفاً ورحمة وحناناً دون كره ولا غضب.. إنه – أي التسامح –
إحساس بالسلام الداخلي مع النفس ومع الآخرين، وهو دليل على الصحة النفسية،
فلقد أكدت الدراسات النفسية والتربوية أن الشخص غير المتسامح إنما
هو شخص قلق مضطرب، لم يجرب لذة العفو، ولقد أعلى الله عزّ وجلّ
من شأن التسامح وحث عليه، لما فيه من خير يعود على المتسامح ومن سامحهم..
349133
فقد نصح الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وسلم ) قائلاً:
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف/ 199).
وقال أيضاً: (... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (النور/ 22)
. وقال سبحانه: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة/ 13).
وقد بين الله تعالى أنه يتولى إثابة المتسامحين ومنحهم الأجر – وهو الكريم –
وذلك من قبيل التحفيز والترغيب، يقول عزّ وجلّ:
(... فمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (الشورى/ 40).
ومن هدي رسولنا الكريم الرحيم(صلى الله عليه وسلم ) قوله:
"مازاد الله عبداً بعفو إلا عزاً".
هل التسامح يُكتسب؟
349130
إن التسامح _ مثله مثل سائر الأخلاق الإيجابية –
يمكن اكتسابه، فقد بينت السنة المطهرة ذلك وأكدته، وذلك ما نجده في قول
النبي(صلى الله عليه وسلم ): "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلُّم"،
كما أن الله عزّ وجلّ يثيب المتسامحين، ومُحال عليه عزّ وجلّ
أن يثيب على سلوكٍ لا يستطيع العبد تنفيذه.
- أثر التسامح في السعادة الزوجية:
349131
اختلف زوجان، الزوجة تطالب بحقوق مادية، وتتهم زوجها بالبخل،
والزوج يشكو تقصير زوجته في أداء واجباتها نحوه،
ولما سمعت منهما تبين لي أن نقاط الاختلاف عادية، برغم تصعيدهما المشكلة،
إذ رفعت الزوجة قضايا على زوجها، ولا أحد منهما عنده استعداد
لمسامحة الآخر!!
أخذت أذكّرهما بقدسية الحياة الزوجية، وخطورة المشكلات على حياة
الأسرة والأولاد.
وذكّرت الزوجة بعاقبة الاستمرار في خصومتها، وظللت أذكرها بفضل الزوج وإيجابياته،
وأنه لا يمكن أن يسعد زوج مع زوجته ويعيشان تحت سقف بيت واحد
وهي تقاضيه في المحاكم والمخافر؛ لكنها أصرت وكانت عنيدة في إصرارها،
فهل يفيق الزوجان ويتغلبان على الشيطان؟
إن التسامح داخل الأسرة يُظلل الأسرة بظلال الإيمان، ويحل بالبيت السلام،
ويملأ قلوب أفراده بالوئام، ويحقق بين القلوب التآلف والانسجام،
ويمنح الأولاد صحة نفسية، ويجنب أفراد الأسرة الاضطرابات الشخصية والنفسية،
ويكفي الأسرة شر الصراعات والأحقاد والأضغان.
- كيف نشيع التسامح في بيوتنا؟
349132
1- أن يكون كلاً من الزوجين قدوة للآخر وللأولاد في العفو والتسامح.
2- مدارسة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى التسامح.
3- مدارسة شخصيات تاريخية عُرفت بالعفو والتسامح.
4- الاستماع إلى العلماء والخبراء في هذا المجال.
5- تشجيع أفراد البيت المسلم على هذا الخلق.
6- توضيح الأمر الإيجابي للتسامح، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.
7- تدريب النفس على العفو والتسامح والتحلي بالصبر
اعجبني ونقلته لكم
اتمنى الفائدة
لا تنسوني من صالح دعائكم:26:
وايت بيوتي @oayt_byoty
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وايت بيوتي
•
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الصفحة الأخيرة