التغيير من الداخل أحدث الأساليب لتحقيق حلم الرشاقة

علاج السمنة والنحافة

التغيير من الداخل أحدث الأساليب لتحقيق حلم الرشاقة
الديب: امضغي الطعام ببطء وتنفّسي... تتخلصي من السمنة

منال الديب مدربة معتمدة من المركز الكندي للتنمية البشرية والمتخصصة في البرمجة اللغوية العصبية وقد استغلت دراستها في علم النفس في محاربة البدانة المتفشية بين الناس وتحقيق الرشاقة حتى أنها ألفت كتاباً بعنوان "6 أسرار تجعلك كالفراشة" معها كان الحوار التالي:
أنت دارسة تاريخ, فما علاقته بالتنمية البشرية والبرمجة اللغوية والعصبية .. وما علاقة كل ذلك بأسرار الرشاقة?
/ عشقي لعلم النفس هو الذي دفعني لذلك فقد حصلت على دورة في البرمجة اللغوية العصبية واكتشفت الى اي مدى لها تأثير على حياة الانسان وكيف انها قادرة على تغيير سلبيات الشخص وتحويلها الى ايجابيات وكيف تساعده في التخلص من اي احاسيس سلبية في ماضيه ووجدت بعد ما تعلمته في مجال البرمجة اللغوية العصبية ان من واجبي ان اعلم الناس ما تعلمته وتوصيله الى اكبر عدد من الناس لانني ارى ان الانسان اذا استطاع ان يصل الى كيفية التحكم في نفسه وذاته فهذا هو مصدر القوة الحقيقية لانه يجعله قادرا على التعامل مع اي تحد من تحديات الحياة .. ثم بدأت بعد ذلك رحلة الحصول على عدد من الدورات فحصلت على ممارس في البرمجة اللغوية العصبية ثم ممارس اول ثم حصلت على دورة قوة الطاقة البشرية ودورة ديناميكية التكيف العصبي ثم التنويم بالايحاء.
وما علاقة كل ماسبق بالرشاقة?
/ لقد فكرت في كيفية استخدام كل العلوم التي تعلمتها في مجال الرشاقة عندما وجدت ان السمنة اصبحت هي الشغل الشاغل لمعظم الفتيات والسيدات والرجال ايضا وانها قد تتسبب في اصابة صاحبها بعوامل نفسية صعبة تصل الى درجة الاكتئاب وان لها دورها في فقدان الثقة بالنفس والتحكم في الذات لان الشكل الخارجي للانسان هو الذي يعطي للانسان ثقته في نفسه فشعرت ان الناس في حاجة الى من يساعدهم ويصل بهم الى الوزن الذي يريدونه والتخلص من السلوكيات السيئة الخطأ التي اوصلتهم الى زيادة وزنهم وذلك باحداث تغيير قوي من الداخل وليس من الخارج فقط لأن هذا هو الطريق الوحيد لكي يكون التغيير مستمرا وليس مؤقتا.

التغيير من الداخل
وكيف يكون التغيير من الداخل?
/ما لا يعرفه الكثيرون اننا نملك اكثر من نوع من العقول ولكل واحد منها وظيفته التي خلقه الله سبحانه وتعالى من اجل تنفيذها فهناك العقل الواعي والعقل اللاواعي والعقل الباطن واذا ما تلقى العقل رسالة من صاحبه يقوم بتنفيذها وتقبلها على انها حقيقة واقعة بل ويعمل العقل اللاواعي على اثبات هذه الحقيقة وتأكيدها وهنا تكمن الخطورة عندما يتحدث الشخص لنفسة بطريقة سلبية تؤدي الى الاقلال من شأنه وتضعف ثقته في نفسه وتعرقل طريق تقدمه كمن يقول لنفسه "انا انسان بدين" او " انا لا استطيع التحكم في تناول الطعام" فهو بذلك يعطي رسالة واضحة للعقل فيعمل على تثبيت هذا الامر وهنا يكمن السر وراء فشل الكثير في الالتزام ببرنامج غذائي لانهم حكموا على نفسهم بذلك.. ومن الاعتقادات الخطأ والراسخة عند النساء ان المرأة اذا تزوجت وانجبت فأنها لامحالة ستفقد رشاقتها التي كانت عليها وسوف يزداد وزنها مهما حاولت فإنها لن تستطيع استعادة الجسم الممشوق الذي كانت تتمتع به قبل الزواج وهذا الاعتقاد السلبي الخطير هو الذي يقف وراء فشل الكثير في استعادة رشاقتهن بعد الزواج والحمل ويقف حائلا دون حتى مجرد القدرة على الوصول الى هذا الحلم ما يدعو المرأة الى اهمال جسدها فلا تهتم به ولا تحاول ممارسة اي رياضة وتوخي الحذر في تناول الطعام فتفتح الباب على مصراعيه وتبدأ في التهام الطعام بشراهة ما يؤدي الى السمنة المفرطة ولكن في امكان اي امرأة اذا ما استطاعت ان تغير هذا الاعتقاد واستبداله باعتقاد ايجابي فانها تستطيع التمتع دائما بجسد رشيق ممشوق وبصحة جيدة طوال عمرها اذا أمنت بذلك ستصل اليه لا محالة ومن هنا فإن الجانب النفسي مهم جدا فلا يعد كافيا تحديد نوعية الاكل وكيفية تناولها لان الصورة الذاتية لو لم تكن واضحة في ذهن صاحبها ويرى نفسه انه رشيق فسوف يفشل فالمرأة مثلا التي لا تستطيع ان ترى نفسها او تتخيلها وهي نحيفة فالصورة الذهنية لديها غير واضحة ما يجعل عقلها يعود بها الى الصورة الموجودة والواقعية لذلك لابد ان تتحدث مع نفسها بطريقة ايجابية حتى يمكنها تحسين الصورة الذاتية بالصورة التي تتمناها وتصورها في عقلها وتكون واضحة امامها وبعد ذلك تأتي المرحلة الثانية التي تتمثل في تغيير العادات السلوكية.

العادات السلوكية
هل من السهل تغيير العادات السلوكية?
/ العائق الذي يقف امام الانسان ويحول دون الوصول الى هدفه هو العادات الغذائية السيئة مثل تناول الطعام بشراهة او الاكل بسرعة او تناول الاغذية ذات السعرات الحرارية العالية مثل الدهون والحلويات والمسليات ما يقف حائلا امام حلم الرشاقة فإن هذه الاشياء تؤدي لزيادة الوزن بصورة مرعبة ولذلك كان لابد اذا اردنا تحقيق الهدف ان نعمل الى تغييره وتحويله الى عادات ايجابية واول هذه الاشياء ان نتعلم ان نتناول الطعام ببطء لان مضغ الطعام ببطء يجعل الجسم يستفيد بكل لقمة لانه يتمزج بالعصارة اللعابية فاللعاب هو الذي يسهل الهضم والامتصاص لا تكون هناك امراض المعدة والقولون والقرحة وبالتالي لا تكون هناك سمنة والمضغ ببطء يجعلك تأخذ وقتا اطول ما يجعل الانسان يصل الى مرحلة الشبع دون ان يأكل كمية كبيرة فالمخ تصله اشارات الشبع من 15 الى 20 دقيقة من بداية الاكل وتناول الطعام ببطء شديد جدا يجعل اشارات الشبع تصل من دون تناول كميات كبيرة او الوصول الى درجة الشبع الكامل ومثل هذه الاشارات ما هي الا انذار بأننا وصلنا الى مرحلة الشبع ولا يجب ان نظل نأكل بعدها اما من يأكل بسرعة فهو يتناول طعامه دون مضغه بشكل كامل فيصل الاكل نصف مهضوم فيكون هناك عبء على المعدة لكي تهضم..ومن الاشياء التي يجب اخذها في الحسبان في مرحلة تغيير عادات الطعام ان يتم ذلك بشكل تدريجي من اسوأ الاشياء المفاجأة فليس معقولا ان شخصا متعودا على تناول طبقا كاملا من الارز ثم نطلب منه فجأة ان يتناول ثلاث ملاعق فقط فالعقل يقاوم اي تغيير مفاجئ لذلك لابد من التدريج حتى يتعود الجسم على النظام الجديد دون اي شعور بأن هناك حرماناً.
ولكن هناك بعد النوعيات من الاطعمة التي يكاد يكون الشخص مدمنا لها?
/ من المشكلات الاساسية بالفعل ادمان انواع معينة من الاطعمة مثل الحلويات والمشروبات الغازية والشيكولاته غيرها ومثل هذا الادمان لدينا ستراتيجية معينة يمكننا ان نغير بها هذه العادة بالسعي الى تغيير هذا الفكرة باقناع الشخص بأنه اذا كان امامه كل نوعيات الطعام عليه ان يتعلم كيف يتحكم في كمية الطعام الذي يتناوله بتغيير سلوكياته واسلوب التفكير فمثل هذا الامر لا يجعله يشعر بالحرمان لان هذه الشعور يؤدي الى زيادة الرغبة عند الشخص ومن الافضل الا يحرم الشخص نفسه من شيء وان يسمح لها بتناول كل انواع الاطعمة المختلفة ولكن بكميات صغيرة بحيث لا يفتح الباب على مصراعيه ولا يقوم بغلقه تماما فالاعتدال في كل شيء مطلوب وهناك حديث للرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتبر من اقوى وافضل انظمة التغذية في العالم والذي يقول فيه "ما ملأ ابن ادم وعاء شر من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن اوده فان كان لامحالة فاعل فثلث لطعامه وتلث لشرابه وثلث لنفسه" ويعد هذا الحديث معجزة في حد ذاته حيث ثبت علميا ان هذا الاسلوب يؤدي الى توازن عام في الصحة ويعطي الجسم جميع احتياجاته دون التعرض لخطر السمنة المفرطة واي شخص يلتزم بهذا الحديث فانه سيتمتع حتما بجسد رشيق وصحة جيدة.

شرب الماء
هل تنصحين بتناول الماء بكثرة ام انت ضد ذلك?
/هناك اعتقاد خطأ ان الماء يتسبب في زيادة الوزن وهذا عكس الحقيقة فالماء يساعد على انقاص الوزن لانه يعمل على تخليص الجسد من السموم والدهون واذابة الدهون بسهولة في حين ان عدم وجود الماء الكافي يجعل الجسم في حالة اضطرار لأخذ الماء الموجود في عضلات الجسم وهذا شيء يمثل خطورة لذلك لابد من تناول من 6 الى 8 اكواب ماء يوميا.
من الاشياء التي تشيرين اليها في كتابك استخدام التنفس كوسيلة من وسائل الوصول الى الرشاقة فكيف ذلك?
/ علاقة التنفس بالسمنة علاقة جوهرية واساسية لان التنفس العميق يساعد على حرق الدهون الموجودة ويتخلص من كل الزوائد الموجودة في الجسم وقد استطعت ان اصل لتكنيك يمكن المريض بالسمنة ان يحرق الدهون حتى لو كان جالسا فهي عملية بسيطة تقوم على اساس منع كل الاكسجين عن الجسم بتغريغ كل ثاني اكسيد الكربون مع الزفير ثم شد عضلات البطن بقوة ثم عدم التنفس لثوان فعميلة شد البطن تعمل على دفع الدم بقوة اكبر في العضلات وتحويلها الى سائل يسهل التخلص منه علاوة على ان منع الاكسجين لمدة ثوان يجعل المخ يعطي امراً للجسم بحرق الدهون الموجودة وهذا يعطي نتائج هائلة ومع التعود على هذه التمرينات يقوم الجسم بحرق كميات اكبر من الدهون كما ان هناك تدريبات تمكن مريض السمنة من حرق الدهون في اماكن معينة وميزة هذه التدريبات انها تركز على المناطق التي بها دهون فلا يؤثر على المناطق الاخرى التي ليس بها دهون وهو ما يختلف عن الريجيم الذي يعمل على الجسد ككل فتجد الوجه يضعف وترهلات في الجسد وتكون هناك مناطق ليست في حاجة الى فقد اي دهون فتفقدها رغما عنها مع الريجيم.
كم من الوقت تستغرقها المرأة لكي تفقد ما لديها من دهون خلال التنفس?
/هذا سؤال صعب الاجابة عليه لان كل حالة تختلف عن غيرها ووفقا لطريقة الاداء والانتظام في الاداء من عدمه فدوري ان اعلم ولكن مدى الاستمرارية تعود الى الشخص نفسه وما لا يعرفه الكثيرون ان اصحاب الاوزان الكبيرة يمكنهم انقاص وزنهم بصورة افضل من الاخرين لانهم بالتنفس يمكنهم انقاص اوزانهم بكميات ضخمة في البداية ومع الاستمرار على النظام يمكنهم التحول الى شكل مختلف.

النحافة والرشاقة
هل النحافة تعد مرادفا للرشاقة?
/كان هناك اعتقاد بأن الرشاقة تكمن في النحافة الزائدة التي نشاهدها في عارضات الازياء والمانيكانات وقد سبب هذا الاعتقاد بأن هذه هي الرشاقة وان ما تعداها يعد سمنة هوس لدى البنات اللاتي تسيطر على اذهانهن هذه الصورة فيحاولن تقليدها بشتى الوسائل ما يصيبهن بعدد من الامراض الخطيرة التي يكون لها اثر بالغ على صحتهن نتيجة ممارسة الرياضة العنيفة وتناول الادوية المسهلة وادوية التخسيس بكميات كبيرة وقيامهن بتقيؤ ما يصل الى بطونهن عن طريق حركات معينة حتى لا يزداد وزنهن ما يؤدي الى تطورات مرضية حيث تبدأ وظائف المخ في الهبوط الشديد فتصاب الفتاة بخلل في قدرتها على التفكير والتركيز بالاضافة الى النقص الشديد في امداد الجسم بالمعادن والفيتامينات اللازمة لقيامه بوظائفه الحيوية وافتقاره المواد الدهنية اللازمة لانتاج الهرمونات والانزيمات بالجسم وفي ظل هذا التدهور الشديد في الحالة الصحية قد يصل الامر في النهاية الى الوفاة وهي نفس النهاية التي قد تحدث نتيجة الافراط في الطعام الذي يؤدي الى السمنة التي بدورها تؤدي الى الاصابة بالكثير من الامراض الخطيرة وقد تؤدي في النهاية الى الوفاة عن طريق غير مباشر فهي تؤثر على القلب ولها تأثير كبير على ارتفاع ضغط الدم وتسبب آلاما في المفاصل والظهر والرقبة ومع مرور الزمن وزيادة درجة السمنة وشدتها نجد ان الزيادة في الدهون والوزن تكاد تكون غالبا وراء ظهور امراض خطيرة تصيب الانسان تسمى امراض الرفاهية المزمنة مثل مرض السكري غير المعتمد على الانسولين وارتفاع ضغط الدم الشرياني وسرطان الرحم عند النساء وهناك اثار نفسية تنبع من احساس البدين بأن مظهره غير لائق امام الآخرين وانه عرضة للسخرية عند النساء ما يدفع السمين الى الانطوائية والانعزال عن المجتمع مع وقوعه في حالة اكتئاب.
ما مفهومك للرشاقة?
/الرشاقة الحقيقية هي التي تناسب كل شخص بحيث يشعر بالرضا التام عن نفسه وشكله ومظهره ويتمتع بصحة جيدة يستطيع معها الانجاز والعمل في الدنيا والتقرب اكثر الى الله سبحانه وتعالي.
2
548

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**كلمات**
**كلمات**


جزاك الله خير على هالمعلومات المفيده ..

تسلمين ..