.....التَّـواضُـع ~

ملتقى الإيمان



.....التَّـواضُـع ~

~

التَّـواضُـعُ هو التَّنَزُّه عن الكِبْر . والتواضُع مِن صِفاتِ الأنبياءِ عليهم السَّلام ، يقولُ اللهُ - تبارك وتعالى - لنبيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الشعراء/215 .

والتَّـواضُـعُ لا يقتصِرُ على فِئةٍ مُعينة مِن الناس ، لكنَّه لا بُدَّ أنْ يكونَ مُلازِمًا لِكُلِّ مُسلم فقيرًا كان أوغنيًا ، فقد يتكبَّرُ الغَنىُّ ويترفَّعُ على غيره ؛ إمَّا بمالهِ أو بجاههِ أو بسُلطانه ، فيرى أنَّهم أقلُّ منه ، ويرى أنَّه أعلى منهم شأنًا وأرفع قدرًا ، وقد قال نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لا يدخل الجنَّةَ مَن كان في قلبه مِثقالُ ذرَّةٍ مِن كِبْر )) رواه مُسلم ... وقد نجد هذا التَّرفُّع والكِبْر مِن الفقير .

لكنْ ليعلم الجميعُ أنَّه لا فضلَ لعربىٍّ على أعجمىٍّ ولا لأعجمىٍّ على عربىٍّ إلاَّ بالتقوى ، فالتقوى هى المِعيار ، أمَّا المالُ أو الجاهُ أو النَّسَبُ أو اللغةُ أو الجِنْسُ أو اللونُ ، فكُلُّ هذا لا اعتبارَ له في الدين . قال اللهُ تعالى :
﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ الحُجرات/13 .

وبالتَّـواضُـعِ نُحقِّقُ أمـورًا عِـدَّة ، منها :

1- خَلْقُ رُوح الحُبِّ والأُلفةِ والتعاونِ بين المُسلمين .

2- إزالةُ البُغضِ والحِقدِ والحسدِ مِن قلوبهم ، قال رسولُنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّ اللهَ أوحَى إلىَّ أنْ تواضعوا ، حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحد ، ولا يبغىَ أحدٌ على أحد )) رواه البُخارىّ .

3- المُتواضِعُ يرفعه اللهُ تعالى ، يقولُ رسولُنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( وما تواضعَ أحدٌ للهِ إلاَّ رفعه الله )) رواه البُخارىّ .

4- المُتواضِعُ يُحِبُّه الناس ويُقدِّمونه على غيره .

5- التواضُعُ لا يجعل للشيطان سبيلاً على المُسلم .

ولقد كان نبيُّنا محمدٌ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أكثرَ الناس تواضُعًا وبُعدًا عن الكِبْر ؛ فعن أنسٍ - رضى اللهُ عنه - أنَّه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم وقال : كان النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يفعله .. مُتَّفَقٌ عليه ، وعنه قال : إنْ كانت الأَمَةُ مِن إماء المدينة لتأخذُ بيدِ النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فتنطلقُ به حيثُ شاءت .. رواه البُخارىّ .

والبعضُ - هذه الأيَّام - يترفَّعُ حتى عن إلقاء السَّلام ، فيقولُ مثلاً : كيف أُسلِّمُ على هؤلاءِ الصِّبيان ؟! إنَّهم أطفالٌ لا يعرفون شيئًا ، كما أنَّ هذا يُقلِّلُ مِن شأني أمام
الناس .

وأقولُ لهذا ولأمثاله : يا أخي ، كيف تترفَّعُ عن أمرٍ كان يفعله نبيُّك وحبيبُك محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟!! أليس لك فيه أُسوة ؟!! ألم تقرأ قولَ رَبِّك سُبحانه : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21 .
ألستَ تُريدُ الجنَّة ؟! ألستَ تطمعُ في رؤيةِ رَبِّكَ سُبحانه وتعالى ؟! إذًا فالزم التواضع ، واعلم أنَّ الكِبرياءَ لا يكونُ إلاَّ للهِ سُبحانه ، فهو المُتكِّبر ، وقد قال عزَّ وجلَّ في الحديث القدسىِّ : (( العِزُّ إزاري ، والكِبرياءُ ردائي ، فمَن يُنازِعُني في واحدٍ منهما فقد عَذَّبتُه )) رواه مُسلم .. فمَن مِنَّا يُطيقُ عذابَ الله ؟!



فلنلزم التواضع ، ولنجعله صِفةً لها ، ليكونَ سببًا لرِفعتنا في الدنيا والآخِرة
.

جعلنا اللهُ مِن المُتواضعين ، وأبعدنا عن الكِبْر والمُتكبِّرين ، وأسكننا جنَّاتِ النعيم .



6
474

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دمعه صامته 11
دمعه صامته 11
الله يجزاك خير
اسمار يمانيه
اسمار يمانيه
ميساء الشيخ حسن
جزاك الله خير
اسمار يمانيه
اسمار يمانيه
مجرد انوثة
مجرد انوثة
جزاك الله خيرا