تؤكد الكتب الطبية القديمة منها والدراسات الحديثة على فوائد التفاح العديدة التي يتميز بها عن غيره من الفواكه، ومن المعروف ان السكر الذي يحتويه التفاح سهل الاستقلاب، اذ يمكنه ان يزود الجسم بالطاقة دون ان يحدث اي اضطراب في معدل سكر الدم. ووفقا للدراسات الحديثة التي نشرت نتائجها في مجلة امراض الصدر فان تناول تفاحة كل يوم يبعد عن المرء امراض الجهاز التنفسي.
وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على قياس قوة الزفير باستعمال طريقة خاصة، حيث خلصوا إلى ارتباط أداء الرئتين لوظيفتهما على أكمل وجه بحصول الجسد على كميات مرتفعة من فيتاميني جيم وهاء ومادة البيتاكاروتين وخلاصة البرتقال والتفاح وعصير الفواكه وبعد أن تم الأخذ بعين الاعتبار لمجموعة من العوامل كحجم الجسم، والتدخين والتمارين الجسدية، توصل الفريق إلى أن الغذاء الوحيد الذي كانت له تأثيرات ذات أهمية، هو التفاح ولاحظوا أن تناول خمس تفاحات أو أكثر خلال الأسبوع، يؤدي إلى أداء أحسن نسبيا في وظيفة الرئتين، إذ تبين أن طاقة من يتناولون هذه الفاكهة أكثر مما هو عند غيرهم بمائة وثمانية وثلاثين ميليترا وعلى الرغم من أنه لم يثبت أن تناول التفاح يحول دون التضاؤل الطبيعي لقدرة الرئتين مع التقدم في السن، فإن أكل قدر أكبر من هذه المادة ن شأنه التقليل من حدة هذه الآفة، ويجد العلماء دليلهم على هذا في كون التفاح يقلل من سرعة التدهور الناجم عن عوامل أخرى كالتلوث فهذه الفاكهة تتوفر على كمية عالية من مادة مضادة للتسمم تدعى الكوريرسيتين، والتي يمكن أن تساهم بقدر هام في وقاية الرئتين من أعراض ضارة تنجم عن تلوث الهواء وتدخين السجائر وقد وصف الدكتور مايك بيرسن، وهو مسئول سابق عن الصحافة في الجمعية البريطانية لأمراض الصدر، هذه النظرية بأنها مقبولة، مضيفا أن عدة دراسات تدعم الرأي القائل بأن فيتاميني جيم وهاء يساعدان على مقاومة الربو، ويمكن أن يكون التفاح يحتوي على مضادات للتسمم تكون لها نفس التأثيرات ويمضي الدكتور بيرسن قائلا: إن الأشخاص الذين تحوي دماؤهم كميات عالية من مضادات التسمم، مؤهلون أكثر من غيرهم لمواجهة أي التهاب في حال وقوعه ويقول الدكتور مارك بريتون، رئيس المؤسسة البريطانية للأبحاث حول الرئة، إن البحث الجديد قدم أدلة أكثر أهمية على العلاقة بين الحميات الصحية والرئات السليمة ويضيف قائلا: إن هذه الدراسة تبرز طريقة جديدة يمكن للناس أن يحموا عبرها رئاتهم فضلا عن أنها تساعد على تيسير تنفس المصابين بأمراض الرئة.
وتؤكد الدراسات ان التفاح يمتلك خصائص مضادة للسرطان لاحتوائه على بعض العناصر التي تقف حائلاً دون الاصابة بالاورام السرطانية، كسرطان القولون.
ويحتوي التفاح على الالياف الغذائية المنحلة بالماء التي تدعى البكتين والتي تساعد على الوقاية من امراض القلب والاوعية الدموية اذ يعمل البكتين على التقليل من الليبوبروتينات المنخفضة الكثافة والتي تضر بالجسم كونها تحمل الكولسترول الى انسجة الجسم ومن جراء ذلك يتخلص الجسم من الكولسترول الضار الذي يمكن ان يترسب في بعض الحالات ويؤدي الى سماكة الاوعية الدموية وتضييقها وبالتالي حدوث الامراض المختلفة الناجمة عن نقص التروية الدموية كأمراض القلب والسكتة.
ووفقاً للدراسات الفرنسية التي اجريت على بعض المتطوعين تبين ان الاشخاص الذين يتناولون التفاح بشكل يومي قد انخفض معدل الليبوبروتين المنخفض الكثافة لديهم بنسبة 80% وارتفع كذلك الليبوربروتين المرتفع الكثافة المفيد للجسم ولهذا فان هؤلاء الاشخاص كانوا اقل عرضه للاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية وغيرها من الامراض المزمنة.
وتؤكد الدراسات الفرنسية على أن عصير التفاح يحمي من امراض القلب، لكونه يحتوي على مركبات تعمل على تأخير تفكك جزيئات الكولسترول المنخفض الكثافة الضار وذلك يمنع من الاصابة بتصلب الشرايين.
ومن جانب آخر اشارت الدراسات التي اجريت في جامعة كاليفورنيا الاميركية الى ان المرضى الذين اعتادوا على تناول عصير التفاح يوميا قد تراجع الكولسترول المرتفع لديهم خلال ستة اشهر، حيث اصبحت نسبته ضمن الحدود الطبيعية.
الامراض الهضمية يعتبر التفاح غنيا بالالياف الغذائية ولهذا فهو يساعد على قيام الجهاز الهضمي بوظائفة بشكل جيد. وهو يقي من الاصابة ببعض الاضرابات الهضمية كالامساك. وبالاضاف الى ذلك فهو يعمل على تنظيف القولون من الفضلات ويجعله خالياً من الجراثيم الممرضة، ولتحقيق هذه الفوائد ينصح بمضغ التفاح جيدا في الفم قبل ابتلاعه لان عدم مضغه جيداً قد يؤدي لحدوث تأثيرات عكسية كالشعور بالنفخة والغازات وغير ذلك من الاضطرابات الهضمية.
ضغط الدم
يعد التفاح من الفواكه الغنية بالبوتاسيوم لهذا فهو يعمل على خفض ضغط الدم المرتفع وينبه العمليات الذهنية ويزود الدماغ بالكميات الكافية من الاكسجين وبالاضافة الى البوتاسيوم فالتفاح يحتوي على الكالسيوم والفوسفور والمغنزيوم وهذه العناصر تعمل على دعم العظام والاسنان وتساعد الجهاز العصبي على اداء وظائفه ايضاً.
ولان التفاح غني بفيتامين سي فهو يقوي الجهاز المناعي ويمنع الاصابة بالعديد من الامراض.
البدانة
تشير الدراسات الحديثة الى تناول التفاح يقلل من مخاطر الاصابة بالبدانة والاضطرابات الناجمة عنها اذ يعد التفاح بمثابة الواقي من السمنة بفضل مادة البكتين التي تحتويها ثماره ولذلك فانه يقي من شدة الجوع وذلك وفقا للدراسات التي اعدها المركز القومي للابحاث العلمية الفرنسي. ولكي تكون ثمار التفاح ذات جدوى ينبغي على من يريد التوصل الى النحافة والتخلص من السمنة الزائدة ان يتناول ست تفاحات.
فالتفاح يعد بمثابة الصيدلية الطبيعية التي تعالج مختلف الامراض فهو يحافظ على الصحة ويبعد شبح الامراض عن الجسم، لهذا فقد قيل فيما سبق، تناول تفاحة كل يوم يبعد عنك زيارة الطبيب. وللاستفادة من خصائص التفاح الوقائية والعلاجية ننصح الاصحاء والمرضى بتناول التفاح يوميا من اجل التمتع بالصحة ولعافية والمزيد من الحيوية.
د. بسام درويش
البيان

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️