التفكر عباده ربانيه

ملتقى الإيمان

التفكُّر عبادة ربانية


التفكُّر, هو الإيمان والترقي في درجات العبودية,التي تمتزج فيها أنوار التدبر, حتى تصل إلى حقائق العبودية ، ومشاهدة كمالات الربوبية, وجلاله في فِعْلِه وتدبيره,وعظيم قدرته ,أمر الله ,سبحانه, بالتفكُّر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكِّرين بقوله(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)ونعى ,سبحانه ,على الغافلين عن النظر والتدبر في كونه، فقال, عز وجل(وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ)والتفكُّر هو,النظرَ في آيات الله الكونية، المقروءة في كتابه الكريم، وسنن الله في كونه،يقول الإمام ابن القيم حين يصف التفكُّر وعظيم شرفه,تفكُّر ساعة خير من عبادة سنة, فالفكر هو الذي ينقل من سجن الدنيا إلى فضاء الآخرة,من جميل خصائص التفكُّر,أن لا تترك مجالاً يتسلل منه الملل للقلوب، ولا منفذاً يتسرب منه الخمول للعقل،وطلَب التفكُّر في الآخرة،والنظر في الكون والتقاط جميل إبداعه,لِـمَا يرى من أنوار الإحسان والعفو والستر والرحمة، ويقشعر قلبه خوفاً ويذوب خشيةً,ويتذكُّر ذنوبه, وعظيم تقصيره، مع تذكُّر نِعَم الله عليه وواسع عطائه وفَضْله, وتقدير رِزْقه وتدبير أموره؛ فيستشعر القلب عظيم المنة، ويلهج اللسان بالشكر والثناء على المنعم,وحين يسرح بفكره في رياض الجنة؛ فيرى بعين قلبه أنهارها وثمارها وحورها؛ فيهيج في قلبه حب لقاء ربه و رضاه,وحين ينقل بصره تِلقاء أهل النار ويعاين ما هم فيه من بؤس وشقاء، ويرى ما لحقهم من توبيخ وحسرة وندامة، يذوب قلبه على ما فرَّط ,ومن التفكُّر عند أولي الألباب،تتحول بهم من الوقوف على عَظَمَة الخَلْق إلى عَظَمَة الخالق؛ فيلقي في النفس التعظيم لهذا الخالق المبدع وتلهج الألسنة بذكر ربها(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)إن استدامة التفكُّر,هو قناعة العقل واطمئنان القلـب وانقياد الجـوارح,ما طالـت فكرة امـرئ قـط إلا فَهِـم، ومـا فَهِـم إلا علـم، وما علم إلا عمل,التفكُّر في عَظَمَة الله وواسع قدرته ,وشديد انتقامه يورث القلب خوفاً, وخشية تحول بينه وبين شهوات نفسه وأهوائها, فالأثر النوراني لهذا التفكُّر يعرقل عمل الشهوات في القلب, فتُسْلَب الشهوة من عاجل لذتها فما يتبقى منهــا ســوء عاقبتهــا,ولو تفكَّر الناس في عَظَمَة الله, تعالى,ما عصوه,وكلما كان التفكُّر في حضرة من القلب وحضور من العقل كانت حقائق الإيمان أكثر وضوحاً واشد تأثيراً, إن نور الإيمان التفكُّر,والفكر مرآة تُريك حسناتك وسيئاتك,وتتميز الأوقات الذهبية,لعبادة التفكر, (أوقات السَّحر ومواسم الخير كرمضان والعمره والحج )والحرص على الرحلات الخلوية, ليرحل إلى مكان هادئ بديع بعيد عن صخب المدنية، تتوفر فيه من عجائب الخلق من سماء مرفوعة وأرض ممدودة ونجوم ساطعة وأشجار وأنهار ما يهيئ القلب لعبادة التفكُّر؛ فيعطي العين حقها من رؤية مشاهد القدرة والإبداع، ويمنح القلب فرصة ذهبية, ليحلِّق خارج دنياه الضيقة في رحابة الآخرة، ولكنها دعوة ربانية ونداء إلهي للناس جميعاً للنظر في الآيات في هذا الكون الفسيح، وفي ملكوت الله الواسع، وخَلْقِه العظيم، وإبداع صَنْعَته ,والصوم, يوقظ الفكرة ويُضعِف جذوة الشهوات بالمداومة عليه، بخلاف إذا ما أكثر من الطعام والشراب؛ فيتثاقل عن الطاعة وتُسد أمامه أبواب التفكُّر، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة,


منقوووووووووووول
2
334

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عين شيهانة
عين شيهانة
محبه الكعبه
محبه الكعبه
واياك


اروع مقطع ممكن تسمعه في حياتك