إن تربية الأبناء مهمة صعبة، ولأدائها على أكمل وجه يجب التحلّي بالمجهود والصبر المضاعفين. ومعلوم أن العبء الأكبر من هذه المسؤولية يقع على الأم، وذلك بسبب تواجدها معظم الوقت مع الأبناء، إلا أن هذا لا ينفي الدور الهام للأب في مسيرة التربية. ولكن بعض الأمهات لا يقمن بواجباتهن على أكمل وجه، فما هي عواقب التقصير أو الإهمال في تربية الأطفال، وكيف يمكن تفاديها؟.
تشير اختصاصية العلاج النفسي مي أحمد إلى خطورة الإهمال في تربية الطفل، وتذكر أن العواقب تتمثّل في الاضطراب السلوكي. وتنتج العلاقة الفوضوية بين الوالدين والطفل شخصية تتّسم بالعناد، وعدم الطاعة، وصعوبة تحمّل المسؤولية بسبب الأنانية الشديدة، وسرعة الغضب، فتتخلّل علاقة الطفل بأقرانه المشاحنات والمشاجرات بسبب عدم توانيه عن إيذاء الآخرين!
عواقب الإهمال
وتلعب الأم دوراً محورياً في مرحلة الطفولة المبكرة، فقرب الأم من طفلها يشعره بالحنان والأمان. وإذا تخلّت عن طفلها في هذه المرحلة فإنها بذلك ترتكب خطأً في حقه حيث يفقد هذا الرضيع قدراً كبيراً من الرعاية والراحة هو في أمسّ الحاجة إليهما. ثم تأتي المرحلة التي يكتسب فيها الطفل العادات والأخلاق، ويظهر دور الأم جلياً فيها، فالطفل يكون مستقيماً وصالحاً إذا نشأ منذ الصغر على العادات والقيم السليمة، أمّا إذا أهملت الأم غرس هذه المبادئ، كان الطفل سيّئ الخلق وعديم الإنضباط، ويلازمه هذا السلوك طوال عمره لأنه لم ينشأ على الخلق القويم.
تصرّفات الأم المهملة
وهذه نماذج عن تصرّفات الأم المهملة:
> عدم تلبية الحاجات الأساسية لأطفالها أو الدلال الزائد
تعتبر الأم مهملةً إذا كانت مقصّرة في تلبية الحاجات الأساسية لأطفالها من مأكل ومشرب ونظافة، بل تتهم أطفالها بالإزعاج وسوء الخلق لأنهم يلحّون في طلب هذه الحاجات. وبالمقابل إن ترك الأمور بلا ضوابط، وإيداع الطفل يفعل كلّ شيء في أي وقت، هو إهمال أيضاً.
> عدم إشباع رغبة الطفل في المعرفة
إن الطفل ميّال بطبعه إلى الإكتشاف والمعرفة والإستطلاع، وهو يكتسب خبراته ومعلوماته من والديه في المقام الأوّل. وإذا لم يعط إجابات شافية عن تساؤلاته أو نهر أو عوقب لطرحه هذه التساؤلات سيحرم من النمو العقلي السليم.
> حرمان الطفل من اللعب
أو تركه يلعب بلا ضوابط
قد تضيق الأم ذرعاً من لعب أطفالها لدرجة تدفعها إلى حرمانهم من اللعب، أو أنها تستسلم تماماً للألعاب التي يفضّلها الطفل كألعاب الفيديو وغيرها مما لا يفيده. وهذا خطأ فادح يرتكب في حق الطفل إذ إن اللعب حاجة أساسية في حياته، ويمكن استثمارها في تنمية مهاراته الحركية والعقلية والفكرية، ووضع ضوابط تحكم أوقات وأماكن هذه الألعاب.
> هز ثقة الطفل بنفسه
إن السخرية والنقد اللاذع والسب والإهانة عندما يصدر عن الطفل خطأ ما... كلها أساليب تحطّم ثقته بنفسه. فالطفل يحتاج إلى تعزيز لهذه الثقة، وقد يتحقّق ذلك عن طريق إعطائه صورة إيجابية عن نفسه أو إسناد بعض المهام إليه مما يستطيع إنجازها. ويجب أن يعامل الطفل على أنه فرد مميّز يحظى بفخر والديه ما يدفعه إلى مزيد من التميّز.
> القدوة المشوّهة
تعتبر الأم قدوةً لأطفالها في السلوك والأخلاق، فلا يصح أن تتكلم عن أحد أمام أطفالها بطريقة غير مهذّبة أو أن تتفوّه بألفاظ نابية أو أن تكذب طوال الوقت في حين تطلب من أطفالها الإمتناع عن الكذب. فالأم إن لم تنتبه لعيوبها وتحاول تقويمها على الأقل أمام أبنائها، فسوف ترى هذه العيوب في سلوك أطفالها لأن الطفل مرآة والديه.
> التمييز بين الأخوة
قد تقع الأم في خطأ حب أحد أبنائها وتفضيله على أخوته الآخرين، ما يسبّب اهتزازاً لميزان العدل بين الأخوة. ومهما كانت حجة الأم ومبرّراتها في هذا التفضيل، فلا يحق لها أن تشعر الآخرين بذلك. وهي بهذا التصرّف تزرع الحقد والضغينة والكره بين الأخوة.
> الإنشغال
قد تكون الأم عاملة إلا أن ذلك ليس مبرراً ليقضي أطفالها غالبية أوقاتهم بدونها، فالبعض يأخذ العمل حجّة تبرّر الانشغال الدائم وعدم الإهتمام بالأطفال. فحاجات الطفل الأساسية قد توفّرها له الخادمة طوال اليوم إلا أن حاجته لأمه لا يعوّضها أحد أبداً! وقد يدفع انشغال الأم عن الطفل إلى تعلّق هذا الأخير بمعلّمته أو خالته أو جدته أو حتى الخادمة كتعويض عن أمه.
من مجلة سيدتي ...
~ναnιℓα~ @nania_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
Romantik feel
•
جزاك الله الف خير واعاااااااااننا على التربيه الصالحه
الصفحة الأخيرة