التقنية في خدمة النساء: ملابس «مضادة للبقع»!!

مصائب قوم عند قوم فوائد.. فقد ادى اختراع تقنية جديدة تمنع حصول بقع على الملابس الى تخفيف المعاناة لمعظم النساء اللائي عانين كثيرا.

إلا ان الاختراع من جهة اخرى اضر بمصنعي الملابس حيث انخفضت مبيعاتهم في الولايات المتحدة عام 2001 من الملابس الرجالية بنسبة 7% عن المبيعات المماثلة لعام2000. في حين انخفضت مبيعات الملابس النسائية للفترة ذاتها بنسبة7 ،6%.

تشير الإحصاءات الى ان قيمة مبيعات الملابس الرجالية بحدود 9 ،50 مليار دولارلتلك الفترة. في حين كانت قيمة المبيعات النسائية بحدود 3 ،89 مليار دولار وفقا لإحصاءات شركة (NPDFashionworld ). رافق ذلك تحول اهتمام المستهلكين نحو ارتداء ملابس العمل غير الرسمية.

يقول باحثون متخصصون إن معظم الرجال لا يشترون الملابس الجديدة إلا بعد أن تصبح ملطخة بالسوائل التي لا يمكن إزالتها بمساحيق التنظيف أو بعد تمزقها. وهنا تكمن طبيعة وحجم المشكلة التي يواجهها بائعو التجزئة لتشجيع هؤلاء على الشراء في الوقت الذي يحتفظون فيه بملابس كثيرة في خزاناتهم. يبدو أن شركات الملابس وجدت الحل في تقنية جديدة ستخلص الكثيرين من مشكلات التخلص من البقع. وكانت فكرة السراويل المضادة للبقع قد اصبحت حقيقة واقعة في امريكا. شركة ليفي شتراوس بدأت بإنتاج سراويل من هذا النوع تحمل العلامة التجارية Dockers اعتماداً على تقنية تدعى ديوبونت تيفلون (DuPont Teflon) تسمح لمرتديها بسكب أي سوائل ذات محتوى مائي أو زيتي عليها دون أن تتسخ أو تبقى أي آثارلها. وعلى ما يبدو فإن الطلب على هذا المنتج كان مشجعا لدرجة أن الشركة تفكر بانتاج قمصان وأربطة مضادة للبقع قريبا. يرى بائع المفرد جيم هيناغان الذي يبيع هذه الملابس في أحد المتاجر إن استعراض قدرات هذه الملابس أمام المستهلكين يسهل من بيعها الى حد كبير فهم يذهلون بها وخاصة النساء اللواتي يجهدن أنفسهن في إزالة البقع من الملابس التقليدية .

وعلى ما يبدو فإن حملة تسويق الملابس الجديدة تعتمد على عنصر مهم في تسويق منتجاتها وهو النساء. لأن عملية غسل وكيّ الملابس من المهام التي يقمن بها. ولعل ذلك يعكس سبب النجاح الذي حققته النوعية الجديدة من الملابس المضادة للتجعد (wrinklefree). خلال السنوات الماضية استخدمت الشركات طريقة الطلاء الراتنجي لخليط القطن مع البوليستر ثم طورت التقنية لكي يتم تعريض المزيد من أصناف الأقمشة له وعلى مايبدو فإن الناس بدؤوا يقبلون على شراء الملبوسات التي لا تتطلب الكثيرمن العناية والحذر من مرتديها، كقلة الحاجة الى استخدام المكواة وعدم امكانية التصاق السوائل الملونة بها ولذلك يقول لو آميندولا نائب رئيس شركة بروكسبروذرز ( Brothers Brooks) المصنعة لهذه الملابس.

إن مبيعات الملابس المضادة للتجعد التي بدأت ببيع القمصان عام 1998 وامتد الآن ليشمل ملابس المناسبات كان نتيجة لاحساس الناس بالفائدة الناتجة من اقتنائها. فهي لا تحتاج الى الكي وذلك يعني الحفاظ على الوقت.

غير أن الملابس المضادة للتجعد ليست بالشيء الجديد لشركة هاجار (Haggar) المصنعة للملابس حيث قامت هذه الشركة عام 1992 بإنتاج السراويل المضادة للتجعد (ولا سيما أن السراويل من السهل معاملتها بالمواد الكيماوية التي تكسبها هذه الصفة لكونها مصنوعة من ألياف أثقل موازنة مع القمصان).

ولقد استمرت الشركة في تصنيع البدلات الرجالية منذ ذلك الحين إلى أن تحولت مؤخرا الى ملابس العمل وهو أمر جعلها تواجه ذلك التساؤل الذي يقول لقد صنعنا الملابس المضادة للتجعد فما هي الخطوة الأخرى التي تجعل المستهلكين يقبلون على الشراء؟ .. يقول ألان برك مديرتسويق الشركة: الخطوة التالية هي ما يعرف بالسروال الكاكي. لقد أشارت بحوث شركة هاجار أن معظم الرجال يخفقون في تحديد السراويل التي تناسب خصر كل منهم ولذلك يقتنون السراويل التي تبدو بعد إرتدائها ضيقة جدا عليهم وهنا ولد منتج جديد ليقضي على المشكلة أطلق عليه كومفورت فيت (Comfort Fit) وهوعبارة عن سروال كاكي يتمدد الى حد ثلاثة إنجات من خلال شريط مطاطي مخفى في الخصر وهذه الصفة اقتصادية لأولئك الذين لا يريدون الاستغناء عن سروال جيد لمجرد زيادة أوزانهم عدة أرطال.

ويبدو أن شركة ليفي شتراوس ستلحق بالشركة السابقة في هذا المجال. إذ إنها ستطلق نسختها المشابهة من السراويل القابلة للتمدد والتي أسمتها إندفجوال فيت (Individual Fit). على أي حال. يبدو ان هذه الجهود المتشعبة في صناعة الملابس ستثمر قريبا أنواعاً مضادة للتجعد والبقع القابلة للتمدد وذلك سيوفر لك الكثير من المال والجهد والوقت إضافة إلى أنه سيحرك هذه السوق التي عانت من الركود خلال السنوات القليلة الماضية.


منقول