koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

التكافؤ كلمه السر لحياه زوجيه سعيده

الأسرة والمجتمع

في خيال كل شاب وفتاة مقبلين على الارتباط صورة وردية عن عش الزوجية الذي يحلمون به سعيدا خاليا من المشاكل والهموم.. لكن ما ان تتم مرحلة الزواج ويمضي ما يسمي بشهر العسل حتى يفيق الاثنان من أحلامهما الزاهرة على ايقاع مشاكل الحياة وهنا يحدث أحد أمرين، فاما أن تمر المركب بسلام وتقاوم كافة العواصف والزوابع التي تعترضها اذا ما كانت علاقة الزوجين قائمة على التكافؤ والاختيار السليم ، أو ينهار كل شيء في غمضة عين اذا كان التسرع وعدم التكافؤ من نصيبهما.

وهنا يقفز التساؤل الجوهري : هل يرجع سبب تلك المشاكل إلى سوء الاختيار وعدم التكافؤ من البداية ؟ أم لإيقاع الحياة الخالي من المشاعر والرومانسية الذي يقف على عتبة المادية !!
وإذا كان الأمر كذلك ، فما هي مفاهيم معايير التكافؤ وكيف لنا أن نتثبت من وجودها من عدمه ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .. هذا قول رسولنا الكريم ولكن في كثير من الأحيان نجد الناس تتحدث حول مبدأ آخر ومتطلبات عدة وآسفين أن نقول إنها تضعها تحت مبدأ التكافؤ متحججين في أوقات كثيرة بهذا المبدأ لفسخ العقد وانتهاء الرومانسية وقتل الحب عمداً ورغماً ، وقد يذهب الناس في هذه الحياة لأمور عدة راجين إنجاح زواجهم بها ولا يعلمون حقاً مدى تأثير هذه الأمور على سير دفة الحياة الزوجية.

الحب والعمل


فى البداية تحدثنا الطبيبة هبة مصطفى 46 سنة أنها رأت في زوجها عندما أتى لخطبتها ميزات عديدة فكلاهما يعمل بالطب وعلى قدر مادي متقارب إلى حد ما ، وإن كانت تفوقه قليلاً ورغم هذه الزيجة التي حسدها عليها الجميع شعرت بعد الزواج وكأني متزوجة من إنسان لا يمس للتعليم بشيء ، كما أنه لا يتفهم عملي وتأخيري أحياناً رغم مروره بنفس الظروف ، ولم أجد إلى الآن أى وسيلة للتفاهم مع هذا الزوج الذي يفترض أنها محسودة عليه ، والذي أدت عصبيته إلى قتل كل مشاعر الود وتضيف لو كنت بقيت آنسة طوال العمر كان أفضل على الأقل لتمكنت من المضي في عملي بشكل يرضيني ، وعلى الرغم من الحالة المتردية التي حدثتنا بها الطبيبة هبة فلم تكن مثال قوى على بنات جيلها ، حيث جاءت دينا محمود 50 سنة محامية لتقول .. تزوجت منذ 25 عاماً بمحامى مثلى وإن كانت رغبتي لم تكن أن أتزوج بمن هو مثلى في العمل لعدم الاحتكاك ، ولكن تحلى زوجي بأخلاق دينية قوية سمحت لنا بوجود تفاهم قوى يحفه الدين من كل جانب حتى أن زوجي إذا أراد منى شيئاً ويعلم مدى صعوبته ، فيحدثني فيه من جانب الدين وما يحثه علينا حتى أقتنع تمام الاقتناع وأشعر براحة وأنا أنفذ كلام ديننا العظيم ، والآن أنا لا أرى أى معنى يمكن أن يندرج تحت التكافؤ سوى التكافؤ الديني فقط .

وعبرت نهى إبراهيم 30 سنة عن قصة زواجها التي قد تدهش الكثير ممن يعيش عصرنا الحالي فتقول أن زوجها حيث يبلغ من العمر 45 عاماً ، بالإضافة إلى عدم حصوله على تعليم عالي إلا أنها تعد نفسها من أسعد نساء العالم وعبرت عن ذلك قائلة " إزائي ما فيش تكافؤ وأنا مقدرش أعيش من غيره " ويبدو أن التكافؤ من وجهة نظرها مرادف واضح للحب مهما إن كانت حجم التضحيات المقدمة ، ومن الواضح أن شاهندة سعيد 20 عاماً آنسة لم تتفق بأي شكل من الأشكال معها فى هذا الكلام فتقول ، الزواج ما هو إلا بناء لا يصمد إلا إذا تم بناؤه بمادة سليمة حيث ترى أن التكافؤ التعليمي يأتى عندها على قمة نجاح الزواج لما يتيحه من مساحة جيدة من التفاهم وتبادل وجهات النظر ، وتأمل شاهندة أن تجد الشخص الذي يستطيع أن يبادلها ذلك ، خاصة وأنها طالبة في كلية الصيدلة ولابد أن يشاركها من يتفهم طبيعة مهنتها في المستقبل القريب .

وجاء خالد السيد ليهدم ما يفكر به الجنس الناعم قائلاً أن التكافؤ من وجهة نظره الخاصة لم يأتى بالتفكير بل يولد بالتحاور ،، مؤكداً أنه عندما ذهب لخطبة فتاة رشحها له صديقه وكانت أقل منه اجتماعيا وإن كانت مادياً تفوقه بمراحل ، ورغم ذلك ذهب لمقابلتها وبمجرد الحديث معها وجدها وكأنها تعيش معه أفكاره ـ على حد قوله ـ فأفكارها راقية وناضجة بدرجة تشعره براحة في التحاور معها ولم يأخذ حديثها أي جانب مادي مما أزال تخوفه من عدم تكافؤهما المادي والآن وبعد مرور 10 سنوات على هذه الزيجة يقول مهما وضعت مفاهيم للتكافؤ فأنا واثق أنى متكافئ معنوياً مائة بالمائة مع زوجتي وهذا يكفينا ، ولمزيد من التوضيح لمفهوم التكافؤ حاولنا التوصل إلى رأى علماء الدين وعلم الاجتماع حول ذلك الموضوع :
فقال الدكتور عبد الصبور شاهين أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم أن التكافؤ أمر جوهري ومطلوب في الإسلام ويجب أن نعلم أن الرجل عليه أن يكون كفئا للمرأة وليس العكس ، بمعنى أن المرأة ذات المكانة أو الحسب أو الثراء ينبغى أن يتوافر فيمن يتقدم خاطباً لها أن يكون كفئا لها في هذه الأمور ، بينما إذا كان رجل ذو مكانة أو ثراء فيمكنه أن يختار من يرغبها حتى لو كانت دونه فى كل شئ لتصير زوجة له ، لذلك فالتكافؤ أساساً لحفظ حقوق المرأة حتى لا تتزوج من هو أقل منها ويستنزف مالها أو جاهها بعد ذلك .

والحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أن التكافؤ الديني هو جوهر التكافؤ الحقيقي فلو أرادت أي امرأة أن تتزوج فعليها أن تختار الشخص التقى الذي سيحفظ لها حقوقها كاملة ، وعلى الرجل أن يختار أيضاً ذات الدين وذلك بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، ويجب أن نعلم أن غياب التكافؤ يمكن أن يؤدى إلى الطلاق وفسخ العقد ولا يعنى ذلك أنه زواج باطل لا سمح الله لكنه سبب أساسي يمكن أن تطلب معه الزوجة أو ذويها الطلاق من أجله ، ونلاحظ أن الإمام أبو حنيفة - وهو الإمام الوحيد الذي أباح للمرأة أن تزوج نفسها - قد أشترط أن تزوج المرأة نفسها لمن هو كفؤ لها ، أي أن هذه الحرية فى الزواج مشروطة بالتكافؤ للحفاظ على الحياة الزوجية واستمرارها .

أما الدكتورة نجيه أسحق أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس فقالت ان التفاهم الحقيقي يكمن في وجود التفاهم ، فالتكافؤ مرادف لدىّ للتفاهم ، فإذا وجد تكافؤ اجتماعي وثقافي ومادي ومعنوي فغالباً يوجد تفاهم بين الطرفين ، وأهم أنواع التكافؤ على الإطلاق هو التكافؤ الاجتماعي والمعنوي والعقلي لأن هذا هو المسئول عن نجاح واستمرار العلاقات ، وأن يجد الإنسان من يحسن عشرته ويشاركه أحلامه وطموحاته وتكون لغة الحوار بينهما مشتركة ، وأقل نوع من أنواع التكافؤ تأثيراً على العلاقة الزوجية هو التكافؤ المادي وذلك يمكن الاستغناء عنه ، ولكن بالطبع وفقاً لطبيعة طرفي الزواج ورغبتهما وقدرتهما على الاستمرار والتأقلم على الوضع الجديد وذلك بالطبع بالحب والتفاهم ومستوى معين من النضج ، ولا أعنى بذلك أن الحب قد يغنى عن التكافؤ لأن الطرفين سرعان ما يصطدمان بالواقع ، ولكن الحب يساعد على تحمل بعض الأمور مثل غياب التكافؤ المادي ، وأهيب بناتنا وشبابنا أن يبتعدوا عن الدخول في علاقات غير متكافئة لأنه غالباً ما انتهى الحب ويحكم على العلاقة بالفشل .




* * * * * *
0
518

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️