يؤكد الباحثون أن القدماء كانوا يتمتعون بقدرات سمعية خارقة جداً بسبب الهدوء الذي كان سائداً في البيت والطبيعة التي لم تطالها المكننة، ويشير الباحثون أيضاً بأصابع الاتهام إلى العصر الحديث والتقدم الصناعي والتطور العمراني والمكننة التي جلبت المزيد من الأمراض التي باتت تخطف العديد ممن هم في أوج عطائهم، والتي أثرت في حياتهم العملية والاجتماعية ولذلك فمن بين المخاطر التي تهدد حياتنا بشكل يومي وترافقنا من المنزل إلى الشارع ومكان العمل، الضجيج الذي يؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ويضعف أيضاً عملية الإنتاج ويعوق الإبداع أيضاً.
ويعزى سبب ذلك إلى أن الضجيج يزيد من إفراز الهرمونات الكظرية كهرمون الأدرينالين الذي يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ومن الهرمونات التي يزداد إفرازها، الهرمونات الكورتيزونية التي تضعف من مقاومة الجسم تجاه مختلف الأمراض وتجعله فريسة سهلة بين أنيابها، وبالإضافة إلى ذلك فإن التعرض للضجيج المستمر يؤدي لحدوث الأذيات المختلفة في الأذن والأعصاب والتي نتيجتها ضعف السمع أو الصمم التام أو الطنين. والضجيج يحيط بنا، ففي المنزل هدير المكيفات والأجهزة الإلكترونية المختلفة كالتلفزيون وغيره مما يقلق راحتنا، أما في الشارع فإن التلوث الصوتي الصادر عن السيارات والمعدات التي تنتشر بين الحين والآخر من مكان إلى مكان يؤثر على الجهاز العصبي مسبباً التوتر والقلق. أما في أماكن العمل فالمؤسف أن نظام المكاتب المفتوحة قد كرس التلوث السمعي بشكل أو بآخر ابتداءً من رنين الهواتف والأحاديث الجانبية وأصوات الأجهزة وغيرها، حيث تعتبر جميعها من مصادر الضجيج التي تضعف الإنتاج والقدرة على الإبداع.
على ضوء ما سبق فإن التلوث الصوتي (الضجيج) لا يؤدي فقط إلى ما سبق من أمراض واضطرابات فسلجية، وإنما يصيب المرء بالاكتئاب الذي يدفعه للانتحار، ولأن الضجيج والتوتر وجهان لعملة واحدة فإن هذه الحالة تؤدي إلى حدوث المشاكل العديدة في البيت ومكان العمل.
لذلك كله ننصح بالابتعاد عن مصادر الضجيج، والحرص على تنظيم أوقات العمل والراحة والتمتع والاسترخاء وممارسة رياضة التأمل، إضافة إلى التمارين الرياضية في الطبيعة وغير ذلك من الرياضات التي تعيد للجسم توازنه المفقود.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️