نسيت الفرح @nsyt_alfrh
عضوة نشيطة
التنوع في أساليب الدعوة إلى الله
إن الحاجة لتنوع الأساليب الدعوية أمر مسلمٌ به و متفقٌ عليه والكل يدركه ويعرفه ويعتني به
نظريا ، لكننا غالبا عندما نمارس الدعوة إلى الله على مختلف مستوياتها وأماكنها والأشخاص الموجهة إليهم
نفشل في استخدام وسائل متنوعة أو اختيار الأسلوب الأمثل مع كل شخص نريد أن ندعوه
إلى صواب ، أو نسدي له نصيحة .
وكثيرا مانعامل الجميع بأسلوب واحد ، أسلوب لايترجم إلا شخصياتنا نحن ، ولا يخاطب إلا
عقولنا فقط . ونتجاهل أو نجهل - وكلاهما مر - تباين البشر ، وتنوع ثقافاتهم ، وبيئاتهم
واختلاف طبائعهم ، وأمزجتهم .
وما يتقبله شخص قد يرفضه آخر . وما يحبه سعد قد ينفر منه فهد . ومانخاطب به هدى قد لايروق لندى !
فإذا نجح الداعية في دعوته فذلك بتوفيق الله ثم لأسباب منها أنه خاطب القلوب بما تعرف ، والنفوس بما تألف.
وكما قيل تختلف نهايات النصائح باختلاف بداياتها .
فإن كانت البداية في النصيحة تقديمها بأسلوب مناسب للمنصوح ، ومراعٍ لأحواله ، ومخاطب لعقله
نجحت في الوصول إلى قلبه ، فانتهت بنجاح كما بدأت به .
وإن كانت البداية بأسلوب لايقبله المنصوح ولا يستسيغه ، ولا يخاطب فيه عقلا ولا يلامس عنده حسا
فسيورث هذا النصح نفورا واستهجانا وعدم تقبل بل قد تكون ردة الفعل توحي بفشل ذريع
وتنقلب ضد الداعية لا معه.
أحدهم أراد أن ينصح أحد طلابه ويوجهه لكنه لم يختر بداية لطيفة ولا كلمة طيبة ولا أسلوبا حكيما
رغم معرفته بأن هذا الطالب لديه ثقة زائدة في نفسه مع سوء أدب وعناد واضح
فأخذ يلقي عليه النصائح كالحمم بكلام قاسٍ وأسلوب فظِ غليظ أمام زملائه ،
فما كان من هذا الطالب إلا أن خلع حذاءه وصفع به وجه المعلم أمام ذهولٍ من المعلم وتحدٍ من الطالب
وضحكات تمازجت بين السخرية والعجب من الطلاب !!!
طبعا في كل مكان توجد هذه النماذج السيئة فلا يكون نصحهها بمواجهتها وتعنيفها أمام الآخرين.
الطالب عوقب بما يسمح به النظام .. والمعلم أخذ درسا لن ينساه .
فكانت البداية قاسية وجاءت النهاية أقسى منها . فما يجدي مع شخص ويؤتي ثماره لايجدي ولا يثمر مع الكل .
فلا بد من التدرب على فهم النفسيات واختيار الأساليب المناسبة لحال المدعوين
هذا إن كان النصح خالصا لله ويقصد به الإصلاح
وعلاج الأخطاء وتقويم العيوب .
ولنا في أساليب القرآن الكريم وتنوعها أمثلة بالغة الحكمة .
2
340
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
في ميزآن حسنـآتك إن شـآء الله