التوبة مركبة الطريق إلى الجنة
==================
أيها الأحبة: أي دليلٍ أعظم من ضعف شوقنا إلى الجنة وعظم غفلتنا عما ينتظرنا، أن الواحد يقف بين يدي الله جل وعلا فتراه يذكر كل شغلٍ فائتٍ ولا يذكر عظمة ربه الذي هو واقفٌ بين يديه جل وعلا، تذكر كل شغلٍ ماضٍ، ولكن قلَّ أن تذكر ما أنت بصدده مما يقابلك من حسابٍ، أو ثوابٍ أو عقابٍ، أو حشرٍ أو كتابٍ تأخذه بيمينك أو بشمالك!! أيها الأحبة: ينبغي أن نستعد لهذه الغاية التي نتمناها؛ لأن المسافر لابد أن يهيئ دابته، ولابد بعد ذلك أن يحسن الظن بهذه الدابة، بعد أن يهيئها أن يحسن بها الظن، لا أن ينقطع ويتكل ويركن إليها، أقول: لابد أن يهيئها ويحسن الظن بعد ذلك؛ لأن الله جل وعلا يعد من ظن به خيراً: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأ خيرٍ من ملئه).
أيها الأحبة: وهذه التوبة التي هي مركبة الطريق إلى الجنة بشروطها التي تعلمونها، نريدها توبة المريد، لا توبة العادي، نريدها توبة الاختيار، لا توبة الاضطرار؛ توبة الذين غرغرت أرواحهم وبلغت الحلقوم، أو توبة الذين قد رأوا الشمس قد خرجت من مغربها، لا.
نريدها توبة القدرة، أن ترى الفلم أمام عينيك، ميسرٌ بين يديك فتعرض عنه لتقرأ كلام الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، هذه توبة وإعراض عن المعصية إلى الطاعة بالاختيار، أما أولئك الذين أرادوا الحرام فعجزوا عنه، ولما عجزوا عنه قالوا: نتوب إلى الله.
قد تكون توبة، لكنها ليست توبة المريد، وليست توبة المختار، وليست توبة الذي عرف العظمة وأدرك ذلة نفسه فاختار ما عند الله جل وعلا، أو أنها توبة الخائف على سمعته، أو توبة الخائف على منصبه، أو توبة الخائف على أمرٍ يتعلق بأسرته ونحو ذلك، أو توبة من خاف على نفسه، لا نريد من ترك الفاحشة أو المعصية؛ الخمر أو غيره لأنه يخشى من المرض على نفسه، بل نريد توبة الاختيار، نريد توبة أن تكون قوياً صحيحاً شحيحاً ترجو الغنى وتخشى الفقر، حينما توجد هذه التوبة فإنها تخرج جيلاً ينفعون الأمة، وينشرون الدعوة، ويقمعون البدعة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أما قول بعضهم: نشبع من المعاصي، ثم نعود إلى التوبة بعد ذلك، أو على حد قول قائلهم:
وكثر ما استطعت من المعاصي إذا كان القدوم على كريم
لا والله.
بل لابد أن تكون تارك المنكر مع القدرة والإرادة التامة، هذا أعظم امتحان لصدق كل عبدٍ قد أراد الله والدار الآخرة.
إن هذا الكلام لا يعني أن يذهب شابٌ إلى حانة خمر، أو مكان للزنا فيقول: الآن أختبر نفسي إن كنت صادقاً بالتوبة أم لا، (لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية) لا تتمنوا الفتنة، وإذا بليتم فاصبروا، لكن نقول لكل شابٍ الآن ربما هو يعلم من نفسه ما عنده من الأشرطة، وما عنده من المجلات، وما عنده من الأفلام، وما عنده من الجلساء، وما يقضي ليله فيه من المكالمات والاتصالات، نقولها لكل شاب: أقلع ما دمت قادراً.
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة فلا يدوم على الإمكان إنسان
أنت اليوم مستطيع، لكنك غداً لا تستطيع، أنت اليوم تستطيع أن تصلي واقفاً على قدميك، ولكن بعد مدة قد تعجز أن تصلي وأنت جالس، أنت الآن قادرٌ على الصيام، وبعد مدة قد تعجز عن ذلك، أنت الآن قادرٌ أن تذهب برجليك إلى المسجد، وبعد مدة قد تكون عاجزاً عن ذلك، أنت الآن قادرٌ أن تخرج المال الذي جمعته من حرام بإرادتك واختيارك، ولكن بعد مدة لو قيل لورثتك: اجعلوا هذا المال بعيداً أو ردوه إلى أهله أو تصدقوا به، أو أخرجوه من تركة والدكم لقالوا: لا.
هو الذي جمعه، وهو المسئول عنه ويحاسب عليه، إذاً انفع نفسك، ومن لم ينفع نفسه فلا يلم الناس إذا لم ينفعوه.
منقول
red peach @red_peach
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
احلى هلالية
•
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك .. نقل مفيد وموفق
قال سبحانه -: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}}
رفع للفائده
لا اله الا الله
قال سبحانه -: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}}
رفع للفائده
لا اله الا الله
أسعدك ربي ورعاك
واسكنك الجنة ومن عذابه وقاك
وبشربة من الكوثر ارواك
وبالنبي وصحبه اقر عيناك
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
واسكنك الجنة ومن عذابه وقاك
وبشربة من الكوثر ارواك
وبالنبي وصحبه اقر عيناك
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
بارك الله فيك أختي الغاليه طرح في قمة الروعه
جزاك الله خيرا ً بما قدمتيه وجعله الله فى موازين حسناتك
وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك وجعلك دوما في خدمة الاسلام والمسلمين
جزاك الله خيرا ً بما قدمتيه وجعله الله فى موازين حسناتك
وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك وجعلك دوما في خدمة الاسلام والمسلمين
الصفحة الأخيرة